لبنان
الشيخ قاسم: نريد رئيسًا يحفظ لبنان عزيزًا وقويًا
تصوير: موسى الحسيني
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "القتال في سوريا ثبته أنه كان عملاً حكيمًا، لأننا قاتلنا في موقع يدفع عنا في مواقع كثيرة قريبة ويحقق إمكانية أن تبقى سوريا جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة صامدة ومرفوعة الرأس"، مضيفًا أن "أي خسارة تشمل موقعا من مواقع المقاومة ومحور المقاومة هي خسارة لكل المحور، وأي موقع ينجح ويربح وينتصر هو ربح لكل المحور بدون استثناء".
وقال الشيخ قاسم في كلمة له خلال حفل أقيم في الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد القائد علاء حمادة في بيروت: "إننا عندما قاتلنا في سوريا منعنا هؤلاء التكفيريين من أن يزدادوا وأن يستحكموا، إذ كان من الممكن أن يتمكنوا من الدخول إلى لبنان من شرقه من منطقة البقاع ومن شماله من منطقة الشمال، ليصبح بذلك التعاطي معهم أصعب لأنهم يملكون ظهرًا وتأييدًا"، وتابع: "عندما ذهبنا إلى سوريا عطّلنا خلفيتهم وتمكنا من أن نواجههم على أرضنا فأصبحوا بلا امتداد، وأسقطناهم هناك ثم أسقطناهم هنا في لبنان".
واعتبر أن "هذا التكامل الذي حصل بيننا وبين سوريا والعراق، ساعد في إسقاط المشروع التكفيري الخطر الذي لا يعرف اتجاهًا في طاعة الله، والذي يُعتبر مأجورًا وممولًا من قبل أمريكا و"إسرائيل" والبلدان الكبرى المؤيدة للظلم والاستبداد والانحراف"، مؤكدا أن ما جرى "ساهم في أن نكون في لبنان أعزة أكثر وأقوياء أكثر، وأمن الحماية للمحور من انتصار سوريا".
وأشار الشيخ قاسم إلى أن "البعض لم يعجبهم أننا نقاتل في سوريا على الرغم من أننا نقدم التضحيات، ويقولون لنا اتركوا سوريا ولبنان وفلسطين والعراق بحالهم - وهذا المنطق هو منطق البريطانيين قديماً ومنطق كل المستكبرين والمستعمرين-"، وتساءل: "هل يحق لكم أيها الظلمة أن تجتمعوا من أنحاء العالم، ونحن لا يحق لنا أن نجتمع مع بعضنا بعضا لندافع عن أرضنا وكرامتنا وعزتنا وحريتنا ومستقبل اطفالنا؟".
وأضاف: "هؤلاء يعتقدون أننا تجاوزنا الضوابط. نعم نحن تجاوزنا ضوابط الاستكبار والشياطين التي يضعونها من أجل أن يقيِّدونا، وذهبنا إلى ضوابط الكرامة والحق والأرض والتحرير وفزنا بحمد الله تعالى بما قمنا به، وهذا ما سنستمر عليه إن شاء الله".
محليًا، أكد الشيخ قاسم أن "لبنان لم تكن لتتحرر أرضه لولا المقاومة، ولم يكن ليردع "إسرائيل" لولا المقاومة، ولم يكن ليحصل على حقوقه في النفط والغاز والبحر لولا المقاومة، بالتعاون والمساندة مع الشرفاء الذين يريدون التحرير وتحصيل حقوقه"، وتابع: "أما الأصوات المعادية للمقاومة بكل صراحة فهي تفضل الاحتلال على أن يكون التحرير على يد حزب الله، وبعضهم يعمل تابعًا للسفارات، وكل همِّه أن يكون مقبولاً حتى ولو ذهب لبنان وشعبه، آخر همِّه أن يكون هناك لبنان السيد الحر المستقل".
وتوجه إلى من يتحدثون عن السيادة والحرية والاستقلال، قائلا: "ترجم لنا ما تقول، السيادة والحرية والاستقلال ليست أغنية وليست كلمات على المنابر بل هي قتال ضد العدو وتضحية بالدم والأموال". وتساءل: "ماذا فعل بعض مدَّعي السيادة في لبنان غير إثارة الفتن والفوضى والتحريض بناءً على طلب الأمريكي والترويج للعقوبات واستدعاء الأجنبي من أجل أن يساعده ويناصره على أهل بلده وإثارة البلبلة والصراخ المرتفع من غير وجه حق؟ ماذا فعل هؤلاء غير هذه الأفعال الشنيعة التي تملأ الساحة في لبنان؟".
وأضاف الشيخ قاسم: "فقط نسمع منهم الصراخ والعويل، قولوا لنا ماذا فعلتم يا بعض مدعي السيادة لسيادة لبنان؟ أين قاتلتم من أجل لبنان؟ نعم حصل أنَّ البعض قاتل بطريقة فئوية من أجل أن يُحصِّل مكاسب على حساب لبنان، بينما المقاومة حَصَّلت وحققت كل المكاسب على حسابها لمصلحة لبنان، أعطت البلد ولم تأخذ منه، وقدَّمت للمشروع المستقل ولم تكن مهتمة بأن تحقق المكتسبات الخاصة"، وأكد "أننا لو كنا في بلد يحترم نفسه، لكان المقاومون في ذاك البلد يُدعمون ماليًا وسياسيًا وإعلاميًا من قِبل الدولة لأنهم ينوبون عن قوى الدولة وعن مشروع الدولة لحماية استقلالها وتحريرها".
وذكر سماحته أن "البلد متجه إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ونحن كحزب الله لم نتمكن الى الآن من الاتفاق مع بعض الأطراف على اسمٍ لرئيس الجمهورية يكون مقبولاً ويتمتع بالمواصفات المناسبة، لذلك ذهبنا إلى الورقة البيضاء"، معتبرًا أن "الورقة البيضاء هي تعبير عن استمرار البحث ومحاولة إيجاد الاتفاق، لأنه لا يمكن للمجلس النيابي أن ينتج رئيسًا إن لم تكن مجموعة وازنة من الكتل متفقة على اسم الرئيس".
ولفت إلى "أننا لدينا الرغبة بالتوافق مع قوى أخرى على رئيس وطني يؤمن بتكامل دور ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، ويعمل على خطة واضحة للإنقاذ الاقتصادي والمالي، ولا نقبل أن يكون الرئيس أداةً امريكية لخدمة "إسرائيل" في مواجهة لبنان وشعب لبنان ومقاومة لبنان، ولا نقبل رئيسا تملؤه الأحقاد، وهو أعجز عن أن يمنع لبنان من قوته ومِنعته وانتصاراته الجلية في مواجهة "إسرائيل" والمشروع الأمريكي".
وشدد الشيخ قاسم على أن "من يطرح رئيسًا استفزازيًا هو في إحدى الحالتين، يكون إما أنَّه يطرح هذا الاستفزازي ليحرقه من أجل شخص في الخفاء لوقت الحشرة فتكون المناورة بشخص لا يريدونه، وإما أنهم لا يريدون رئيسًا وطنيا، وهم يعلمون أنه لن يمر، فلا هم يملكون العدد النيابي الكافي ولا ساحة لبنان تتحمل مثل هذا الاختيار حتى ولو روَّج له الغرب وحتى لو كان هناك بعض الإشادات غير الموضوعية لبعض الأشخاص الذين يطرحونهم".
وختم الشيخ قاسم "إننا كحزب الله ندعو إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، ولكن بحكمة وحسن اختيار"، مضيفًا "نريد الرئيس الوطني الذي تتجلى وطنيته في أن يكون عاملاً من أجل كل الشعب اللبناني، وعاملاً باستقلال وليس تحت إمرة السفارة الأمريكية، وأن يكون ممتنًا للمقاومة التي ساهمت في تحرير لبنان، والأهم من كل ذلك عاملاً من أجل كرامة لبنان حتى يكون عزيزًا قويًا لا يتحكم به الآخرون".