لبنان
باسيل: لن نعترف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية
أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أنَّه لا يمكن وقف الانهيار والنهوض بالاقتصاد دون القضاء المستقل والإصلاح البنيوي، ودون إجراءات فعلية، داعيًا إلى إقرار خطة تعافي جدية توزّع الخسائر بشكل عادل، وتوحد سعر الصرف شريطة أن يترافق ذلك مع تنفيذ فعلي لعودة النازحين السوريين، لأنه لا يمكن أن يقوم الاقتصاد اللبناني دون إعادة النازحين.
وشدّد باسيل، خلال مؤتمر صحفي، على أنَّ حكومةً ناقصة الصلاحيات وحكومةً فاقدةً لشرعية البرلمان الجديد لا يمكن أن تمارس صلاحيات رئاسة الجمهورية، معتبرًا أنَّ الفراغ لا يملأ فراغًا والفوضى الدستورية تبرر الفوضى الدستورية المقابلة. وأكَّد أنَّه "لن نعترف بشرعية الحكومة بعد انتهاء ولاية رئاسة الجمهورية، وسنعتبرها غير شرعية".
وفي موضوع انفجار مرفأ بيروت، دعا باسيل إلى "إنهاء التحقيق وإصدار القرار الظني، ووقف عملية غضّ النظر عن أمرين: تجارة الأمونيوم، ومن المستفيد منها، والعمل التخريبي المحتمل، ومن قام به"، مضيفًا: "لا يجوز الاكتفاء بالتقصير الوظيفي الذي أصبح كيدًا سياسيًا يطال فئات سياسية محددة".
وتابع باسيل: "في موضوع سرقة أموال الشعب اللبناني، سنلجأ أكثر إلى القضاء في الخارج، لأن القضاء اللبناني خائف أو متورط وبعضه مرتشٍ، وكذلك هناك رأس القضاء التمييزي ساكت، ووزير العدل مدعو إلى إجراء تحقيق من قبل التفتيش القضائي، حول عدم إلقاء الحجوزات، وعدم التعاون القضائي اللازم".
واعتبر باسيل أن "المنظومة كلها متفقة على عدم إقرار الكابيتال كونترول، لأنها ما زالت لليوم تهرب الأموال للخارج، وتعتبر الأمر شرعيًا لأنه لا قانون يمنع ذلك، وغدًا يقولون بأن التيار لا يريد الكابيتال كونترول".
كما دعا إلى "حوار وطني ينتج عنه مشروع وطني جامع لتطوير النظام اللبناني، ومشروعنا ينطلق من وثيقة الوفاق الوطني ومن دستور الطائف، ليس لنقضه بل لتطبيقه وتطويره ومعالجة الثغرات فيه، وأولها المهل، وإقرار نظام داخلي جديد لمجلس النواب ولمجلس الوزراء، وإنشاء مجلس شيوخ، وتوحيد الأحوال الشخصية وغيره. باختصار نظام يقوم على الدولة المدنية مع لامركزية موسعة".
وعن موضوع الرئاسة، قال باسيل: "السبيل الوحيد الضامن لعدم الوقوع في الفراغ، ولإيصال شخصية لديها حيثية تمثيلية مسيحية وإسلامية، وما يخرجنا من وضع دفاتر شروط ومواصفات ومبادرات، ولاحترام الديمقراطية، ولتعزيز موقع الرئاسة هو الانتخاب المباشر من الشعب، والذي يجعل المنافسة جديّة وعلى برامج، ويفرض على كل مرشح أن يضع برنامجه ويعرضه على الناس ويُنتخب ويُحاسب على أساسه، وعلى دورتين لضمان الحيثية المسيحية والحيثية الوطنية، لأننا بحاجة للتثنين طبعًا".
وأضاف: "من يتمتّع فقط بحيثية مسيحية، لا ينظّر كذبًا عن الحيثية الوطنية، وعن أن كل المناطق والناس مثل بعضها برئاسة الجمهورية، وهو كل هدفه التخلص منّا وتكرار نفسه وما فعله في الـ 90 ... قال عنه الضباط السوريون واللبنانيون حينها، أنّه ما من أحد غيره مستعد لقصف الشرعية وقصر بعبدا".
وأشار إلى أنّ المشهد نفسه يتكرر اليوم، "ولكن معنوياً وليس مادياً، وهو يقصف الرئيس الذي باعترافه "صُنع في لبنان"، ويقوم مجدداً بجريمة معنوية بقتل الموقع المسيحي الأوّل بالدولة (حتى ولو كان ذاهبًا بعد شهرين)، وباعتقاده أنّه هكذا سيخرجه من التاريخ".
وتابع باسيل: "أولًا، من يريد إخراج الناس من التاريخ عليه أن يكون بداخله. ثانيًا، يجب أن يكون تاريخه بغير قتل أطفال ورؤساء حكومات وزعماء وأقارب ومقاتلين شرفاء، وبغير عمالة وقبض أموال عليها من الخارج ليستطيع التكلم عن التاريخ. وثالثًا، ميشال عون لن يخرج من التاريخ، ولا من الجغرافيا باستمراره فينا، ولا من قلوب الناس ولا من العقد النفسية المريضة، وسوف يبقى ساكنًا فيهم جميعًا".