لبنان
هوكشتاين يعود بعرض جديد إلى لبنان.. والمقاومة تستقبله بفيديو
على إثر رسالة الطائرات المسيرة التي بعثت بها المقاومة فوق البحر بداية الشهر الماضي، هرع المفاوض الأمريكي عاموس هوكشتاين في مسألة ترسيم الحدود البحرية إلى بيروت مجددًا، بعد زيارة سابقة كان طبعها "الاستخفاف" باللبنانيين وبحقوقهم.
وقبيل وصول الموفد الأمريكي كانت المقاومة بإعلامها الحربي بالمرصاد، وحضّرت للضيف الأمريكي الثقيل فيديو لمنصة استخراج النفط والسفن التابعة لها في حقل كاريش، ممهورة بالاستعجال وأن اللعب الوقت غير مفيد للعدو.
هوةكشتاين الذي التقى فوز وصوله أمس وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، سيجتمع اليوم مع الرؤساء الثلاثة، الذين سيجتمعون في بعبدا عند الساعة 11.00 صباحًا للوقوف على موقف واحد من الترسيم.
وبحسب الأجواء المعلنة فقد لوحظ انخفاض في النبرة العالية للعدو الصهيوني، وهو ما سيترجم على الأرض بعرض جديد من قبل الزائر الأمريكي، على أن الأمور تبقى بخواتيمها، وتبقى المقاومة بالمرصاد لتبني على الشيء مقتضاه، حسب النتائج النهائية للتفاوض.
"الأخبار": هوكشتين يجمع الرؤساء: العرض الحاسم
«جدية يجب التوقف عندها». هذا ما لخّصه مسؤول بارز اطلع على جولة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين أمس، والتي اختتمت ليلاً بتلبيته دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عشاء حرص الأخير على أن يحضره نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بصفته ممثلاً للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بصفته ممثلاً لثنائي أمل وحزب الله. وقد نوقش ملف الترسيم خلال اللقاء، وطلب هوكشتين أن يكون اجتماعه غداً في قصر بعبدا مع الرؤساء الثلاثة معاً. وفي هذا الإطار جاءت دعوة الرئيس ميشال عون الرئيسين نبيه بري وميقاتي، ليلاً، إلى لقاء في قصر بعبدا بعد احتفال عيد الجيش، على أن يعقدوا لقاء تشاورياً قبل وصول الوسيط الذي سيعرض الاقتراح الجديد الذي يحمله من إسرائيل.
وعشية الاجتماع، كانت الأجواء مليئة بالعناصر الجديدة، وأبرزها شريط فيديو وزعه الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية تضمن معلومات وصوراً من كاميرا حرارية متطورة لموقع «كاريش» والسفن العاملة حوله بالإضافة إلى معلومات عن السفن نفسها وعن إحداثيات تموضعها بالقرب من الحقل، مع تمرير صور لجزء من أسلحة صواريخ بر – بحر التي سبق للمقاومة أن كشفت عن حيازتها لها. وقد أثار الشريط حفيظة الجانب الإسرائيلي وأشعر هوكشتين بالقلق، فدعا إلى عدم القيام بخطوات تهدد المفاوضات التي تبقى السبيل الوحيد للوصول إلى اتفاق.
وإلى التسريبات المحدودة عن عرض إسرائيلي يقوم على فكرة التنازل للبنان عن كامل حقل قانا، لكن ضمن إطار اتفاق لا ينعكس سلباً على الحملة الانتخابية لفريق الحكومة الحالية في إسرائيل، فإن الوسيط الأميركي بعث إلى لبنان برسائل عبر دول أوروبية قبل وصوله، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى «التصرف بمسؤولية»، وأنه لن يعود مجدداً إذا لم يكن هناك ما يشير إلى استعداد لبنان لاتفاق قبل أيلول المقبل. فيما سمع الأوروبيون والأميركيون كلاماً أكثر وضوحاً حول جدية المقاومة في خيار الذهاب إلى حرب ما لم يتم تحقيق مطالب لبنان، مع الإشارة إلى أن فرنسا أبلغت حزب الله والتيار الوطني الحر والرؤساء الثلاثة بأن شركة «توتال» ستكون جاهزة لبدء العمل عند توقيع الاتفاق، وأنها تفاهمت على ذلك مع الجانب الأميركي.
وكان هوكشتين زار لدى وصوله إلى بيروت اللواء إبراهيم ثم وزير الطاقة وليد فياض فقائد الجيش العماد جوزيف عون قبل أن يلبي مساء دعوة ميقاتي إلى العشاء في السراي الحكومي.
وفيما كررت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الاقتراح الجديد يشتمل على فكرة «تقاسم الأرباح في الحقول المشتركة بعد الاتفاق على شركة تنقيب واحدة»، كان لافتاً نفي هوكشتين الأمر أمام من زارهم في بيروت، وقال: «أحمل معي مقترحاً مختلفاً عن السابق، وآمل بأن يفتح الباب أمام مفاوضات تقود إلى حل قبل نهاية الصيف». وأضاف: «ليس لدينا، نحن أو الإسرائيليين، أي طرح بالمشاركة في أعمال التنقيب أو الاستخراج أو حتى صندوق استثمار مشترك. المقترحات لا تربط البلدين بأي عمل تقني أو مالي من الاستخراج. وليس هناك أي مقترح من قبلنا أو من قبل إسرائيل بتقاسم أي حقل».
من جهته، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته العاشورائية أمس أنّ «قيادة حزب الله تناقشت بعد حضور منصة الاستخراج إلى شواطئ فلسطين المحتلة، درسنا الخيارات، ووضعنا أنفسنا أمام خيارين: إما بحل الأمور بإيجابية لصالح لبنان وإما الذهاب إلى حرب». وأضاف: «كل نيتنا أن نساعد الناس ونعطي الدولة عنصر قوة بالتفاوض. وغداً الصباح رباح. لكننا لسنا جانباً بالتفاوض ولم نكلف أحداً وليست مسؤوليتنا بل مسؤولية الدولة بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولن نتدخل على الإطلاق بقرار الدولة، بل نحن عنصر قوة لموقف الدولة».
نصرالله: إما حل الأمور بإيجابية لصالح لبنان وإما الذهاب إلى حرب
وفي إسرائيل، أجّل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر مناقشة ملف ترسيم الحدود إلى ما بعد انتهاء زيارة الوسيط الأميركي إلى لبنان. لكن الأمر جرى نقاشه على مستوى رفيع، وقالت وسائل إعلام العدو نقلاً عن مسؤولين رسميين إن الأمر طرح «خلال الحديث الذي جرى أمس بين وزير الأمن غانتس مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن».
لكن الوفد الإسرائيلي المعني بالملف، عقد اجتماعاً عبر تطبيق «زوم» مع هوكشتين وأسمعه ثلاثة عناوين:
الأول، أن الطلبات اللبنانية غير واقعية وغير قابلة للشروع في مفاوضات من أجل اتفاق، وأن إسرائيل جاهزة للعودة إلى مفاوضات الناقورة.
الثاني، أن لدى إسرائيل اقتراحاً جديداً يسمح للبنان باستخراج الغاز والحصول على حقوقه من دون المس بالحقوق الإسرائيلية، وأن على هوكشتين إبلاغ اللبنانيين بأن العرض هو فرصة كبيرة لنقل لبنان من وضع الدولة المنهارة إلى وضع الدولة القادرة على إنتاج الغاز وتحسين أمورها، ولدى لبنان فرصة إذا قبل بالمقترح وعدم ترك الأمور لحزب الله.
الثالث، نقل رسالة تهديد من مسؤولين في المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل بضرورة أن يبادر المسؤولون في لبنان إلى إقناع حزب الله بكبح جماح نفسه، وأن إسرائيل ستتصرف بطريقة مختلفة في حال حصل خرق جديد، والجيش سيرد على الخرق ولن يكتفي فقط باعتراض الطائرات المسيرة.
وبحسب تقارير إسرائيلية تضمنت آراء لخبراء ومسؤولين سابقين في الجيش والأمن، فإن إسرائيل «معنية بالوصول إلى حل سريع، ولكن في إسرائيل من يشك في أن حزب الله سيسمح للحكومة اللبنانية بالعودة إلى مفاوضات الناقورة». وأشارت التقارير إلى أن في إسرائيل مسؤولين يقولون إن «هناك خطوطاً حمراً مثل عدم السماح بالحديث عن المنطقة خارج منطقة الخلاف. ولكن هناك أموراً صغيرة يمكن لإسرائيل أن تعطيها للبنان، فإسرائيل لديها مصلحة كبيرة جداً في إنهاء الصفقة، وهي تفضل أن ينتج لبنان الغاز بنفسه لأنه حينها سيكون أقل ارتباطاً بإيران من ناحية الغاز أو سوق الطاقة. وفي حال لم ينجز ذلك ربما سنرى انفجاراً إقليمياً متجدداً».
وفي السياق نفسه، أوردت القناة 14 العبرية ليل أمس أن «الوفد الأميركي في بيروت متفائل جداً وقد وصف المقترح الإسرائيلي بالإيجابي». ونقلت عن مصادر في تل أبيب أنه «في حال فشل الأميركيون بالتوصل إلى اتفاق قبل أيلول المقبل، فإن إسرائيل ستلجأ إلى تقييم للوضع الأمني وسيصار إلى رفع مستوى التأهب في المنطقة الشمالية».
"البناء": المقاومة تستقبل هوكشتاين بفيديو مسجّل عن منظار التصويب الصاروخيّ نحو منصات وسفن كاريش
يدخل لبنان شهر آب الذي يشكل المهلة الفاصلة عن مطلع شهر أيلول، موعد بدء ضخ الغاز المفترض من حقول بحر عكا من كيان الاحتلال، وهو موعد نهاية مهلة المقاومة المتاحة للتوصل إلى حل تفاوضيّ، قبل أن تصرف فائض قوتها لمنع أية محاولة لاستخراج الغاز من منصات حقول بحر عكا. ومع أول آب تحرّك المساران، التفاوضي والميداني، على المسار التفاوضيّ، وصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أمس إلى بيروت وسيلتقي اليوم برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حاملاً معه الأجوبة التي تبلغها من حكومة كيان الاحتلال على العرض اللبناني الذي تبلغه هوكشتاين في زيارته الأخيرة بعد تهديدات المقاومة باستهداف المنصات الإسرائيلية في ساحل فلسطين المحتلة ما لم يحصل لبنان على حقوقه بالترسيم والاستخراج، وفقاً لمعادلة، اذا لم يحصل لبنان على النفط والغاز من البحر المتوسط فإن أحداً لن يحصل على النفط والغاز من المتوسط. وحفلت وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية بتحليلات ومقالات وتسريبات تركزت كلها على الحديث عن «مقترحات جديدة وجدية»، تزوّد بها الوسيط الأميركي من قيادة الكيان، بينما تحدّث بعضها عن مضمون المقترحات، مشيراً الى صيغ استثمار مشترك يرفضها لبنان ويعتبرها نوعاً من أنواع التطبيع، ويشير بعضها الآخر الى مقايضة بين حقل قانا واقتطاع أجزاء من البلوك 8 والبلوك 10 من الحقول اللبنانية، بينما أشارت مصادر الرؤساء الثلاثة الى استحالة قبول أي تنازل عن الحد الأدنى الذي تضمنه العرض اللبنانيّ الذي تبلغه هوكشتاين، وقالت مصادر متابعة للملف إن إمكانية تحقيق إجماع حول أي بديل آخر مستحيلة، حتى لو أراد البعض مسايرة الوسيط الأميركيّ بالاستعداد لمناقشة بدائل.
على المسار الميدانيّ، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية فيديو مسجّل لصور منصات وسفن استخراج وإنتاج وتخزين وضخ النفط والغاز من بحر عكا، تقول مصادر عسكرية إنه منقول عن شاشة منصّة مخصّصة لإطلاق صواريخ أرض بحر، ومن منظار التصويب، الذي يظهر إحداثيّة كل من الأهداف البحرية الثلاثة التي تمّ تصويرها، وتضيف المصادر أن الكاميرات المستخدمة في التصوير هي كاميرات حراريّة قامت بالتصوير من البر عن مسافة 90 كلم، والرسالة واضحة مع قدوم هوكشتاين، ومضمونها أن عدم نيل لبنان حقوقه يعني الانتقال من التسديد الى الإطلاق، فالصواريخ تبدو جاهزة للإطلاق.
في سياق جامع للمسارين تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فأكد بالنسبة للمسار التفاوضي أن المقاومة ليست طرفاً في التفاوض ولم تكلف أحداً بأن يفاوض عنها، وهي لا تريد أن تكون طرفاً، ولن تتدخل في تحديد ما يجب أن تقبله الدولة وما لا يجب أن تقبل به، أما بالنسبة للمسار الميداني فالمقاومة تنتظر ما سينتج عن التفاوض وتقرّر الخطوة اللاحقة، مضيفاً أن المقاومة في تحمل المسؤولية انطلقت من حجم الكارثة المقبلة على لبنان واللبنانيين، والموقع المفترض للغاز والنفط كباب أمل وحيد لمواجهة الكارثة، بينما يمنع من نيل حقوقه، وبعدما ثبت لها أن الطريق الوحيد لحصول لبنان على حقوقه هو أن يعرف الذين يمنعون لبنان من حقوقه أن البديل أشدّ خطراً، وهو المواجهة، والمقاومة تملك القدرة على فعل ذلك، فقرّرت تحمل المسؤولية، وهي تعلم أنها تحمل مخاطرة محسوبة لإنقاذ بلدها وناسها، ولذلك لن تبخل بالتضحيات مهما كانت النتائج والتبعات.
أشار الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله الى أن «قيادة حزب الله تناقشت بعد حضور منصة الاستخراج الى شواطئ فلسطين المحتلة، درسنا الخيارات، ورأينا أن هناك خطراً بالانهيار من دون مساعدات، ولا وجود لأفق حل، ولدينا فرصة استخراج الغاز والنفط، وكنا نستطيع أن لا نخوض هذه المغامرة و«دون وجع رأس»، الا أننا وضعنا أنفسنا إما بحل الأمور بإيجابية لصالح لبنان وإما الذهاب الى حرب، واتخذنا هذا القرار».
ولفت السيد نصرالله الى أن «بعض المواقع تشمت بمناطق سكن بيئتنا بأنها ستضرّر إن حصلت أي حرب، على أساس أن النفط والغاز سيكون لمنطقة دون أخرى، لكن انطلقنا من حرقة قلبنا على الناس، ونعتبر أن كرامتهم وأمنهم من أعظم الأعمال العباديّة لله، وهناك فرصة تاريخيّة لإنقاذ البلد والناس ونقلهم من الذل الى أفق واسع كبير، يحتاج الى مخاطرة محسوبة ولنذهب الى المخاطرة، وحاضرون أن نقدّم أرواحنا من أجل وطننا وشعبنا».
وعن سؤال حزب الله «مَن كلّفك بالدفاع عن لبنان؟» قال السيد نصرالله: «حلّ عني، انا الله مكلفني».
وتابع: «كل نيتنا أن نساعد الناس ونعطي الدولة عنصر قوة بالتفاوض، وغداً الصباح رباح، لكن لسنا جانباً بالتفاوض ولم نكلف أحداً وليست مسؤوليتنا بل مسؤولية الدولة بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ونحن لن نتدخل على الإطلاق بقرار الدولة، بل نحن عنصر قوة لموقف الدولة، وهناك مَن يقول بأن حزب الله يريد «قطف» الأمور الإيجابية بملف الترسيم، لا نريد استغلال الأمر، بل نريد من الدولة أن تستغلّ خيراتها».
على وقع العملية الاستخبارية والمعلوماتية النوعية التي نفذتها المقاومة في عمق المياه الإقليمية في فلسطين المحتلة، وصل الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكشتاين، الى بيروت في زيارة رسمية الى لبنان تستمرّ لأيام عدة، يجول خلالها على المسؤولين لا سيما المعنيين بملف ترسيم الحدود في إطار استكمال المفاوضات للتوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية أنه «بعد زيارات قام بها إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، سيسافر المنسق الرئاسي الخاص والوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية أموس هوكشتاين إلى بيروت في 31 تموز لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتسهيل الأمور، والمفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» حول الحدود البحرية». واعتبرت الخارجية الأميركية أن «التوصل إلى حل في المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات والديبلوماسية».
واستهل هوكشتاين جولته بلقاء وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، الذي لفت الى أن «الوسيط الأميركي يحمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، وقال لي إنّه إيجابيّ ونفى أية شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان و«إسرائيل»». وأشار فياض، الى أن «هناك شرطين يضعهما البنك الدولي على لبنان، هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة»، مضيفاً: «عرّجنا أنا وهوكشتاين على ملف الفيول الإيراني، وقلت له بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع، إذا ما تبيّن أن الطرح رسميّ وجديّ وبات أمامنا على الورق». وكشف فياض، أن «هوكشتاين قال لي إنه سيفاوض مع البنك الدولي بشأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفّذها لبنان، وأرسلت كتاباً إلى مؤسسة كهرباء لبنان أطلب فيه البدء بزيادة التعرفة». لكن معلومات «البناء» رجحت أن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو لتعطيل قبول الدولة للهبة الايرانية تحت حجة الوعود بالاستحصال على استثناءات من قانون قيصر الأميركيّ لتشغيل خط الغاز العربي والفيول من الأردن.
كما انتقل الموفد الأميركي برفقة السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على مأدبة عشاء، بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم«.
كما التقى الوسيط الأميركي قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية السيدة دوروثي شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية، وفق بيان الجيش.
وأطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف. من جهة أخرى، جدد قائد الجيش تأكيده التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، آملًا أن تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان.
ويلتقي هوكشتاين اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في ظل موقف رسمي ورئاسي موحّد محوره التمسك بحقوق لبنان السيادية والخط 23 والعودة إلى المفاوضات في الناقورة. ووفق معلومات «البناء» فإن هوكشتاين سيسلم الرئيس عون اليوم الرد الاسرائيلي على المقترح اللبناني ويستمع الى رأي الرئاسة بشأن الرد الإسرائيلي والمقترحات الأخرى.
"الجمهورية": لقاء رئاسي ثلاثي مع هوكشتاين اليوم
يُنتظر ان تنصّب الاهتمامات والانظار اليوم على اللقاء الرئاسي الثلاثي في القصر الجمهوري، بعد انتهاء الاحتفال بعيد الجيش في الفياضية، والذي يبحث في الموقف من ترسيم الحدود البحرية في ضوء الردّ الاسرائيلي الذي حمله أمس الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين، حيث يُتوقع انضمامه إلى هذا اللقاء، فيما سيكون ما يحمله في دائرة الرصد والاهتمام، ليبني على الشيء مقتضاه من اليوم حتى مطلع ايلول، حيث تنتهي المهلة المحدّدة للوصول إلى اتفاق على الترسيم من عدمه، كذلك حيث تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، سواء تمّ تشكيل حكومة جديدة قبل هذه المهلة ام خلالها، خصوصاً انّ اللقاء الرئاسي قد يتطرّق إلى هذا الملف اليوم.
فقد اعلن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال مساء أمس، انّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تلقّى اتصالاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دعاه خلاله إلى عقد اجتماع ثلاثي يضمّهما ورئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري، للبحث في الموقف من ملف ترسيم الحدود البحرية.
وعلمت «الجمهورية»، انّ اقتراحاً طُرح على هوكشتاين ليلاً، يقضي بانضمامه إلى اللقاء الرئاسي في بعبدا، طالما انّ موعد لقائه مع رئيس الجمهورية محدّد عند الثانية عشرة ظهراً، وقد رحّب هوكشتاين بالفكرة ، وانّ انضمامه إلى هذا اللقاء لن يكون مفاجئاً.
الحكومة وهوكشتاين
وتوقعت المصادر، ان يؤدي هذا اللقاء في جانب منه إلى ترطيب الأجواء وتبادل الملاحظات والعتاب بين عون وميقاتي في حضور بري، قبل ان يتناولوا البحث في المساعي الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة والعقبات التي تعترضها. والأهم، انّ هذا اللقاء سيُعقد قبل جولة هوكشتاين على الرؤساء الثلاثة، وسيشكّل مناسبة لتنسيق الموقف من الطرح الذي يحمله الوسيط الاميركي من الجانب الاسرائيلي، بعد ان تسلّموا تقريراً مفصّلاً حول ما حملته إليهم التقارير التفصيلية التي نقلها إليهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي التقاه هوكشتاين فور وصوله.
عند ميقاتي
وقد تناول هوكشتاين طعام العشاء إلى مائدة ميقاتي مساء امس في حضور نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب واللواء ابراهيم، وبعد العشاء انتقل هوكشتاين مع بوصعب إلى منزل الاخير في الرابية. ويُنتظر ان يختم هوكشتاين جولته بعد ظهر اليوم بلقاء مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
طرح جديد
وكان هوكشتاين وصل إلى بيروت ظهر امس من طريق اثينا، وعلى الفور زار اللواء إبراهيم قبل ان يلتقي وزيرالطاقة وليد فياض الذي «دردش» مع اعلاميين، مؤكّداً أنّ «هوكشتاين يحمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، وقال لي إنّه إيجابي، ونفى أي شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل». وأضاف: «هوكشتاين قال لي إنّه سيتفاوض مع البنك الدولي في شأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفّذها لبنان». وأضاف: «شرطان يضعهما البنك الدولي على لبنان هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة». ولفت إلى انّ «الإدارة الأميركية اشترطت حصول لبنان على تمويل البنك الدولي لإعطائه ضمانات بعدم تعرّضه لعقوبات «قانون قيصر» إذا ما استُجرّ الغاز من مصر». وأشار فياض إلى أنّه تطرّق مع هوكشتاين إلى ملف الفيول الإيراني، قائلاً: «بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين، ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع إذا ما تبيّن أنّ الطرح رسمي وجدّي وبات أمامنا على الورق». وتابع: «هوكشتاين أجابني أنّ هذا الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء».
طرح معدل
وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ إلى بعض من التقاهم امس في بيروت، انّه يحمل طرحاً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية، يختلف عمّا سبقه، مشيراً إلى انّ «من المفروض ان يضعنا الطرح المعدل على السكة الصحيحة، وان يحقق تقدّماً نحو الحل». وتوقف هوكشتاين عند رسائل «حزب الله» الأخيرة عبر عملية المسيّرات او الفيديو المصور، معتبراً «انّ هذه التصرفات تزيد الاسرائيليين تشبثاً بمواقفهم ولا تساعد في دفع الملف إلى الامام».
وتعليقاً على موقف هوكشتاين من رسائل «الحزب»، عُلم انّ وزير الطاقة وليد فياض لفت انتباهه إلى انّ هناك رأيين حيال هذه المسألة في البلد، «والرأي الآخر لديه مقاربة مختلفة».
وبالنسبة إلى الفيول الإيراني وأزمة الكهرباء، أوضحت مصادر مطلعة، انّ فياض شرح لهوكشتاين انّه ينتظر منذ سنة المعالجة بلا طائل، «وإذا وصلنا رسمياً اقتراحٌ بمنحنا هبة فيول إيراني فأنا انطلاقاً من موقعي وواجبي حيال الشعب اللبناني سأقبلها، خصوصاً انّ الهبة لا تخضع إلى العقوبات»، فأجابه هوكشتاين بأنّ القرار في هذه المسألة يعود إلى مجلس الوزراء، ما دفع فياض الى ان يؤكّد له أنّ الفيول الإيراني إذا كان مجانياً يفيد الشعب اللبناني في هذا الوضع، «وانا كوزير للطاقة يجب أن اتحمّل مسؤوليتي وأؤدي واجبي تجاهه».
وأكّد هوكشتاين لفياض انّه يُفترض قبل نهاية الصيف ان تُعالَج المشكلات التي لا تزال تعترض استجرار الغاز المصري عبر سوريا، مشيراً الى انّه سيسعى مجدداً مع البنك الدولي ليبدي مرونة في تمويل المشروع، «وآمل في أن تساعدنا من جهتك عبر اتخاذ قرارات تتعلق بزيادة التعرفة ومباشرة الإجراءات المتصلة بتشكيل الهيئة الناظمة».
دعوة إيرانية
وفي هذا السياق، اعلنت ايران انّها «مستعدة لاستضافة الاخوة اللبنانيين للتباحث في شأن المحروقات التي يحتاجها بلدهم الشقيق».
وقال مساعد وزير الخارجية والمدير العام لغرب آسيا وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الايرانية محمد صادق الفضلي عبر «تويتر»، انّ «الجمهورية الاسلامية الايرانية هي احد اكبر مصدّري الطاقة في المنطقة، وقد اعلنت مراراً انّها تقف إلى جانب الشعب اللبناني داعمة. طهران مستعدة لإستضافة الاخوة اللبنانيين للتباحث في شأن المحروقات التي يحتاجها بلدهم الشقيق. نحن لسنا من الذين يتخلّون عن اصدقائهم في الأيام الصعبة».
إلى اليرزة
ومن وزارة الطاقة توجّه هوكشتاين الى اليرزة، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في حضور السفيرة الأميركية. وقال بيان لمديرية التوجيه انّ اللقاء «تناول البحث بموضوع ترسيم الحدود البحرية، وأطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف». وكرّر قائد الجيش تأكيده «التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن»، آملاً في أن «تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان».
الخارجية الاميركية
وقبل وصول هوكشتاين امس إلى بيروت بساعات قليلة، أكّدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها امس، أنّه «بعد زيارات إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، سيسافر المنسق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم (أمس) لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة الرئيس جو بايدن بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية». وأشارت إلى أنّ «التوصل إلى حل أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال المفاوضات والديبلوماسية».
موقف إسرائيلي
وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول إسرائيلي عبر وكالة «رويترز»، أنّ «المبعوث الأميركي سيعرض اقتراحاً إسرائيلياً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». وقال: «مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة، مع الحفاظ على حقوقنا».
صور وإحداثيات
وتزامن وصول هوكشتاين مع نشر جهاز «الإعلام الحربي» في «المقاومة الإسلامية فيديو بعنوان»في المرمى» و»اللعب بالوقت غير مفيد»، تضمن مشاهد لمنصّة «كاريش» وإحداثياتها، وذلك في رسالة واضحة إلى اسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية. واستعرض المقطع المصوّر سفينتي الحفر والإنتاج ومنصة عائمة، مع معلومات خاصة بها، سواء لجهة بلد المنشأ أو المميزات أو الإحداثيات الجغرافية، وبعدها عن الشواطئ اللبنانية. كذلك، استعرض الفيديو صواريخ بحرية للمقاومة.
وفيما اعتبرت وسائل إعلام اسرائيلية انّ الفيديو «موجّه أولاً إلينا وهذا تجسيد لتهديدات نصرالله»، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب: «فيديو المسيّرات عن إحداثيات منصات استخراج الغاز لا يمثل موقف الدولة اللبنانية». واكّد انّه «لا توجد مشكلة مع المقاومة الّا انّ القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية».
وأشار الى انّ أبرز لقاءات هوكشتاين ستكون مع الرؤساء الثلاثة «وهناك موقف واحد للمسؤولين اللبنانيين وهو العودة الى المفاوضات في الناقورة، وعون وبري وميقاتي يتفقون على ذلك».
الحدود البحرية اللبنانيةعاموس هوكشتاين
إقرأ المزيد في: لبنان
09/11/2024