معركة أولي البأس

لبنان

السيد نصرالله خلال «اللقاء العاشورائي السنوي»: لا استخراج للنفط في كل الكيان الإسرائيلي إذا لم يأخذ لبنان حقه
20/07/2022

السيد نصرالله خلال «اللقاء العاشورائي السنوي»: لا استخراج للنفط في كل الكيان الإسرائيلي إذا لم يأخذ لبنان حقه

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم على الكلمة التي القاها سماح الأمين لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس خلال «اللقاء العاشورائي السنوي»، والتي شدد فيها على تمسك المقاومة باللحظة التاريخية لإنقاذ لبنان، ومكرراً التشديد على معادلة: «لا استخراج للنفط في كل الكيان الإسرائيلي إذا لم يأخذ لبنان حقه».

كما تناولت الصحف قمة طهران بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا حول مناقشة الأزمة السورية وعدد من ملفات المنطقة.

ولفتت الصحف أيضًا الى المداهمة التي قامت بها القاضية غادة عون للمصرف المركزي بحثًا عن حاكمه رياض سلامة الفار من وجه القضاء. 

"الأخبار": «المقاومة تمسك باللحظة التاريخية لإنقاذ لبنان» .. ونصر الله: لا حرب إذا خضعت "إسرائيل"

بداية مع صحيفة "الأخبار"، التي تناولت كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، إذ أكد فيه أن المقاومة في لبنان «تمسك باللحظة التاريخية لإنقاذ لبنان»، مكرراً التشديد على معادلة: «لا استخراج للنفط في كل الكيان الإسرائيلي إذا لم يأخذ لبنان حقه». وشدّد على أن الحرب ليست حتمية، «ولسنا متأكدين أننا ذاهبون إلى حرب. قد نشهد استهدافاً موضعياً ورداً يناسبه، والأمر مرتبط بردّ الإسرائيلي الذي قد يدحرج الأمور للحرب. لكن، في المقابل، قد يخضع الإسرائيلي حتى من دون حرب». وأضاف: «يمكن رايحين على حرب ويمكن لا. ليست رغبتنا أن نفتح جبهة. نريد حقوقنا فقط. ونحن نعلّي السقف لكي يخضع الأميركي والإسرائيلي، لأن مسار الانهيار في لبنان مستمر. إذا كان الحل بالنسبة إلى البعض هو الاستسلام، فهذا ما لا نقبل به على الإطلاق. وإذا لم يضغط لبنان اليوم لن تقوم له قائمة». ولفت إلى أنه «حتى الآن لم يأت الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود بجواب واضح مع أن لبنان قدم تنازلات كبيرة، وما يريده لبنان بالحد الأدنى لم يحصل عليه». وقال: «نتمنى أن لا نطلق رصاصة أو صاروخاً وأن يتراجع العدو. وننتظر التطورات وجاهزون لكل شيء».

وشدّد نصرالله في «اللقاء العاشورائي السنوي» مع الخطباء وقرٌاء العزاء، أمس، على أنه «منذ 1982 المطلوب هو رأس المقاومة لأنها شكّلت تهديداً لإسرائيل. المقاومة اليوم ليست تهديداً لإسرائيل فقط، وإنما لكل المشروع الأميركي في المنطقة». لذلك، «تعرّضنا لحروب ولتشويه السمعة في السنوات الماضية وصمدنا. وبعد عدوان 2006، اكتشف العدو بأن خيار الحرب هو تهديد للكيان فبدأ مساراً جديداً قائماً على العقوبات والحصار لإسقاط خيار المقاومة. لكننا، في المقابل، وصلنا إلى درجة من التطور والإمكانات بما يتيح لنا تهديد الكيان بالحرب وبأن تكون لدينا الجرأة على ذلك». وأكّد أن «العدو اليوم يشعر بالضعف ولا يريد الحرب ويعرف أن الحرب ليست مع حزب الله فقط، وإنما قد تتطور مع كل المحور بما يطيح به. الذهاب إلى الحرب، بالنسبة لإسرائيل، خيار مخاطره كبيرة ومكلفة». وأكّد أنه «يمكن نحصّل حقوقنا بحرب أو من دون حرب، والإسرائيلي قد يخضع من دون أي عمل من المقاومة، وقد يرد وتتدحرج الأمور إلى حرب. لكننا معنيون بأن نخاطر ونتخذ موقفاً صعباً». أما من ينتقدون المقاومة فـ«شو ما قالوا لن يقدم أو يؤخّر. لا نتوقع منهم غير ذلك، من الطبيعي أن يرفضوا ما نقول. هؤلاء لديهم عداوة تاريخية معنا، ولن يقفوا بجانبنا أبداً». ولفت إلى أن خطابه الأخير «أدى إلى تأكيد المفاوضات وليس تعطيلها. هناك إشارات إيجابية وما زلنا ننتظر. لكن لا ردّ من العدو حتى اليوم»، مشدداً على أن لبنان أمام «فرصة تاريخية وذهبية للخروج من أزمته، وإذا لم نستغلها فقد لا نستخرج النفط لـ 100 سنة مقبلة. لا نفتش عن إنجاز معنوي من خلال منع الاستخراج من حقل كاريش. بل نريد أن نستخرج نفطنا، لذلك، لا استخراج للنفط وللغاز في كل الكيان إذا لم يأخذ لبنان حقه. ولو أطلقنا تهديداتنا قبل 7 أشهر لما كان لها الوقع نفسه. أهمية المعادلة اليوم أنها تأتي في ظل حاجة أوروبا للنفط والغاز وإلا ستحل بهم كارثة حقيقية وسيخضعون لروسيا».

وقال: «من يتهموننا بالتبعية لإيران لديهم رعاة وحماة إقليميون ودوليون. نحن نوظّف علاقاتنا مع الخارج، مع سوريا وإيران وغيرهما. نحن أسياد في علاقاتنا الخارجية وقادرون على توظيفها في خدمة المشروع الوطني، فهل أنتم قادرون على توظيف علاقاتكم مع حماتكم، الأميركي والفرنسي وغيرهما، لخدمة هذا المشروع؟». وأكّد أنه «عُرض علينا سابقاً ولا تزال تُعرض علينا حتى اليوم تسويات نرى فيها استسلاماً. أميركا تريد منا الاستسلام وأن نكون أذلاء وتريد تسليم السلاح والاعتراف بإسرائيل وتوطين السوريين والفلسطينيين ونهب الثروات، وترى في المقاومة وحلفائها العقبة الوحيدة أمام تحقيق ذلك». لهذا، «ركّزوا منذ 3 سنوات على عزل المقاومة عن بقية الطوائف وعن بيئتها المباشرة وبذلوا كل جهد ممكن في سبيل ذلك. ما حصل منذ 2019 لم يكن عفوياً ولدينا معلومات عن غرف عمليات كانت تدفع إلى التصعيد. دفعوا أموالاً للتلفزيونات وللـ Ngos لافتعال ثورة اجتماعية كبيرة لتحميل الحزب مسؤولية الوضع الاقتصادي والمعيشي. لكنهم خسروا بالرهان على ناسنا وأصيبوا بالإحباط. في الانتخابات خابت آمال الأميركيين، ورغم كل التشويه والاتهامات والحصار، لم يتمكنوا من اختراق المقاومة بمقعد واحد». وشدّد على «أننا اليوم في وضع مختلف تماماً عن الماضي، ولا يمكن لأحد على الإطلاق أن يضرب المقاومة».

"النهار": قضاء العهد يعطّل "المركزي" ويطارد المطران!

بدورها، صحيفة "النهار" اعتبرت أنه صحيح ان النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، "ممثلة" قضاء العهد، قد حطمت أرقاما قياسية في السوابق الفاشلة والخارجة عن الأصول الجادة الرصينة في الأداء القضائي بصرف النظر عن مضمون الملفات التي تتولاها. غير ان ما حصل امس في مصرف لبنان، المصرف المركزي للدولة اللبنانية وللبنانيين، يعتبر بحق ذروة السوابق الغرائبية. فالمصرف المركزي ليس "شركة مكتف"، رغم ان اقتحام الشركة شكل انتهاكا فظيعا للأصول أيضا، لا تزال تردداته تطارد السمعة والهيبة القضائيتين. والاغرب ان تمعن القاضية عون في تنصيب نفسها قائدة للضابطة العدلية التي تتمثل بجهاز امني، ومن ثم تقتحم حرم المصرف المركزي، وتطارد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حتى في مكتبه، رغم موقف قضائي منع هذا الاقتحام الذي كان يمكن ان يتسبب باشتباك بين جهاز امن الدولة وقوى الامن الداخلي المولجة بحماية مصرف لبنان.

واما الأسوأ في الصورة الاوسع، فبرز في تزامن حلقات وانتهاكات ومخالفات تصب جميعها في ما يخشى انه اما تفكك خطير في مركزية اداء القضاء بما ينذر بمزيد من تراجع هيبته وصدقيته، واما امعان خطير من جهات نافذة ومعروفة في تسخير بعض القضاء لشن حملات تصفية الحسابات السياسية عند مشارف المعركة الرئاسية. هذه الحلقات تمثلت في الفصل المسرحي في اقتحام مصرف لبنان والتضييق المشبوه على النائب البطريركي الماروني على حيفا والأراضي المقدسة المطران موسى الحاج بالتحقيق الطويل معه، واستدعائه الى التحقيق العسكري غدا على يد جهة قضائية معروفة بارتباطها بجهة سلطوية نافذة، كما في استدعاء رئيس دائرة المناقصات جان العلية الى التحقيق للتضييق عليه.

واعتبرت مصادر معنية بتداعيات ما قامت به القاضية عون ان اخطر ما رتبته خطوتها هو أن قوى امن الدولة التي كانت برفقتها كان يمكن ان تتواجه بالأسلحة مع قوى الأمن الداخلي الموجودة في المصرف المركزي. واعتبرت المصادر ان مصرف لبنان هو مؤسسة مستقلة لها شخصيتها المعنوية. وهي الحاكمية المستقلة الوحيدة في لبنان، وفيها لجنة التحقيق الخاصة القضائية الدائمة الإنعقاد وتتضمن في عضويتها بشكل دائم ممثلا للقضاء العدلي هو المدعي العام المالي بصفته رأس هرم القضاء الجنائي المالي في لبنان. وتساءلت : كيف تدخل المدعي العام لجبل لبنان بهذه الطريقة وما هو الموجب القانوني لذلك ؟

ولم يكن ادل على غرابة هذه السابقة ومخالفتها لابسط الأصول من ان القاضي المناوب في النيابة العامة الاستئنافية في بيروت رجا حاموش رفض اعطاء الإشارة لدخول عناصر امن الدولة الى مصرف لبنان. وبعد وصول القاضية عون الى المكان، دخلت الى المصرف وبحثت عن سلامة ولم تجده، وخرجت لتعلن ان إشارة جاءت من القاضي رجا حاموش لإخلاء المكان. وافادت معلومات ان سلامة كان داخل مكتبه في المركزي لكن القاضية غادة عون لم تستطع الوصول إليه.

وعلى الاثر، اتخذ مجلس نقابة موظفي مصرف لبنان قرارا بالاجماع باعلان الاضراب والإقفال التام لمدة 3 ايام ابتداءً من اليوم الأربعاء "إتاحة للعقلاء للتدخل حمايةً للمؤسسة".
وجاءت الإدانة الأبرز لخطوة القاضية عون من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي ابدى "أسفه للطريقة الاستعراضية التي تتم فيها معالجة ملفات قضائية حساسة لها ارتباط بالاستقرار النقدي في البلاد، مما يعرّض البلد لاهتزاز لا تحمد عقباه." وقال "إن مداهمة المصرف المركزي بهذا الشكل الاستعراضي وسط تداخل الصلاحيات بين الاجهزة القضائية ليس الحل المناسب لمعالجة ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. قلت وأكرر لسنا متمسكين بأحد، ولا ندافع عن احد، بل نتمسك بالقضاء العادل بعيدا عن الاستنسابية، مع الحرص على سمعة لبنان المالية دوليا. والمطلوب ان تتم معالجة هذا الملف بتوافق سياسي مسبق على حاكم جديد لمصرف لبنان، ولتأخذ القضية مجراها القانوني المناسب بعد ذلك".

ملاحقة المطران الحاج
وليس بعيدا من هذا التفلت القضائي، تفاعلت قضية توقيف النائب البطريركي الماروني على القدس والأراضي الفلسطينية المطران موسى الحاج عند معبر الناقورة ابان عودته الى لبنان والتحقيق معه لساعات، ومن ثمّ استدعاؤه من قاضي التحقيق العسكري فادي عقيقي للتحقيق معه في المحكمة العسكرية اليوم الأربعاء. وإذ لم يعلق المطران لدى زيارته امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بحيث اطلعه على ما جرى معه واكتفى بالقول انه "عومل باحترام"، تقرر عقد اجتماع استثنائي لمجلس المطارنة الموارنة في الديمان اليوم لاتخاذ موقف من قضية توقيف المطران الحاج والتحقيق معه .

"البناء": قمّة طهران تنجح بإطلاق مشروعها لنظام إقليميّ انطلاقاً من سورية

أما صحيفة "البناء"، رأت أن قمة طهران الثلاثيّة، التي ضمّت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب أردوغان، خطفت الأضواء عن قمة جدة قبل أن يجفّ حبر مواقفها، التي بقيت حبراً بعدما أعلن وزير الخارجية السعودية فيصل الفرحان أن حكومته لن تضخّ المزيد من النفط في الأسواق، لأنها لا توافق على الكلام عن وجود نقص في الكميات المعروضة، وتشارك دول أوبك بلاس ومنها روسيا في الالتزام بالكميات المقرّرة، ما يشكل حسب مصادر تابعت القمة إعلان فشل ذريع للرئيس الأميركي جو بايدن، بعدما كان الأمل الوحيد الباقي، بعد الفشل بتشكيل حلف عسكريّ عربيّ إسرائيليّ معلن بوجه إيران وضم السعودية إلى مسيرة التطبيع، هو بالاستجابة السعودية لدعوات ضخ المزيد من النفط في الأسواق تلبية لطلبات بايدن.

في طهران نجح الرؤساء بوتين ورئيسي وأردوغان في تقديم نموذج للتحالف بين دول متكافئة ليس بينها صاحب إمرة وأتباع، بل حلفاء وشركاء. كما نجح الرؤساء في تحقيق الأهداف الثلاثة التي قاموا بالتحضير لها قبل القمة، الأول هو نزع فتيل التفجير من الحدود السورية التركية، بعد الإعلان التركي عن التحضير لعملية عسكرية، وقيام الجيش السوري بحشد قواته نحو الحدود، وجاء بيان القمة يؤكد تراجع تركيا عن عمليتها لقاء فتح قنوات للتعاون مع الدولة السورية تقوم على احترام سيادتها ووحدتها، باعتبارها الجهة المرجعية لضمان الأمن عبر حدودها، وكانت كلمة كل من الرئيسين الروسي والإيراني شديدة اللهجة في إعلان رفض العملية العسكرية التركية، مع إبقاء الباب مفتوحاً للحوافز الأمنية والسياسية والمالية والاقتصادية.

الإنجاز الثاني كان بتقديم النجاح في سورية كمثال قابل للتكرار في الإقليم، خصوصاً في أفغانستان وأذربيجان، وبتحويل مصادر قوة الدول المشاركة الى عناصر تكامل لتوحيد مقاربات الأزمات الإقليمية من اليمن الى ليبيا، وفتح الباب لصناعة التسويات على أيدي الحلفاء قبل الخصوم، وتظهير البعد الاقتصادي المشترك الذي يقدّمه التحالف، حيث التبادل والاستثمار بمليارات الدولارات بين أركانه، واعتماد العملات الوطنية في تبادل البضائع، عامل استقرار العملات الوطنيّة وقدرتها الشرائيّة وباب لتخطي العقوبات الأميركية، أما الإنجاز الثالث فكان التمهيد لما سيشهده إطار البريكس الاقتصاديّ الدوليّ الذي تقوده روسيا والصين  والهند وسيكرّس عضوية إيران في الخريف المقبل، وتتطلع تركيا لعضويته، ليكون إطاراً لنمو الاقتصادات المستقلة.

لبنانيًا، تصدّرت المداهمة التي نفذتها المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون لمصرف لبنان في الحمرا لتنفيذ الاستنابة القضائيّة بحق حاكم المصرف رياض سلامة، واجهة الأحداث المحلية، ما يعكس تعميق فجوة الخلاف السياسيّ بين رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ما يزيد عملية تأليف الحكومة صعوبة ويعزّز خيار بقاء حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية العهد.

وبعد أن داهمت عناصر أمن الدولة صباح أمس، منزل الحاكم في الرابية إثر معلومات عن وجوده فيه، من دون أن تجده، انتقلت القوة الى مصرف لبنان لتنفيذ مداهمة بحثاً عنه، غير أن القاضي المناوب في النيابة العامة الاستئنافية في بيروت رجا حاموش رفض إعطاء الإشارة لدخول عناصر أمن الدولة الى مصرف لبنان. وبعد وصول القاضية عون الى المكان، دخلت الى المصرف وبحثت عن سلامة ولم تجده ثم دخلت الى الطابق الأول في المصرف وصادرت مستندات منه، إلا أن وسائل إعلام أفادت بأن سلامة كان داخل مكتبه في المصرف المركزي لكن القاضية غادة عون لم تستطع الوصول إليه.

رياض سلامةغادة عون

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة