لبنان
إحياء الذكرى الـ13 لرحيل الداعية فتحي يكن في أبي سمرا
لمناسبة الذّكرى السنويّة الـ13 لرحيل الداعية فتحي يكن وتحت عنوان "القُدس وفلسطين في فكر الداعية فتحي يكن"، أقيم حفل تأبيني حاشد في جامعة الجنان في منطقة أبي سمرا، حيث تحدّثت شخصيات أكدت أن وحدة الأمة هي الأساس وبوصلتها دائمًا فلسطين ومواجهة مشروع التقسيم.
ورأى مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ مالك الشعار أنّ "هذه المناسبة عزيزة وغالية، كونها تحيي ذكرى كبيرٍ وقائدٍ ومفكرٍ ومؤسّس"، وقال: "إن الداعية يكن كان نموذجًا وداعيًة جريئًا، مُفكّرًا مُجددًا، مُحاورًا يقظًا ومتماسكًا، أعطى وقته وعمره وراحته لإخوانه وقاصديه".
من جهته، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إنّ "من يُراجع فكر الداعية يكن، يُدرك أنه لا يُمكن أن تكون القُدس وفلسطين محلّاً للبازار السياسيّ، فهي موصولة بمفهوم الوجود والمنطق السماويّ".
وأضاف: "معركتُنا اليوم هي معركة هويّة ووحدة، وإنسان وإيمان، وقيم إسلاميّة مسيحيّة، تتشاطرها القدس وكنيسة القيامة كقيمة للحقّ وكشاهد للتعايش"، مشيرًا إلى أنّ "الموقف الديني والسياسيّ الذي نتبناه إكمالاً لخط الداعية يكن هو أنّ كل قوة، أو محور، أو فصيل قريب من القدس، نحن منه وإليه، والتطبيعُ خيانة، وكلّ خندقٍ ومحورٍ ومتراسٍ باتجاه القدس، هو بابٌ من أبوابِ الجنّة، وهو خندقنا وخيارنا حتى نلقى الله تعالى".
بدوره، قال رئيس أساقفة سبسطيّة للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنّا: "إن الاستعمار بكافة عملائه ومرتزقته عجز عن سرقة القدس من أهلها وأصحابها، فالقدس كانت وستبقى عربيّة فلسطينيّة بمقدساتها وتاريخها وأسوارها وإنسانها، وكل حبّة من ترابها، كما أن كلّ فلسطين ستبقى عربية لأهلها، ولن تكون للمستعمرين المحتلّين الذين أوتي بهم من هنا أو من هناك".
وتحدث صالح زهر الدين باسم مشيخة العقل لطائفة الموحّدين الدروز، قائلًا: "إنّ الداعية الراحل فتحي يكن كان إسلاميًا في عقيدته، عروبيًّا في انتمائه، إنسانيًّا في فقهه الإسلاميّ والعروبيّ معًا، وعالميًّا في فكره النيّر المُنفتح على الآخرين، لذلك كان داعيًا إسلاميًّا بامتياز، وحركيًا قائدًا وسياسيًّا، بوصلته تتجه دائمًا نحو فلسطين وقبلتها القدس الشريف".
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء جامعة "الجنان" د. سالم فتحي يكن إنّ "التاريخ الأبعد والبعيد والقريب، وكلّ الوقائع المتراكمة والأحداث التي نعيشها تؤكد أنّ وظيفة هذا الكيان الغاصب هي المزيد من اغتصاب الحقوق".
وأضاف يكن أنّ "على أبناء الداعية فتحي يكن أن يُعيدوا النظر بأجنداتهم، وأساليب مقارباتهم، لا سيّما أولئك المُنخرطين في مشاريع التحرير الوطنيّ، فلقد أهملت تجاربهم الحديثة الشعارات التي تُحفّز العواطف وتَستَنفرها، لكن إلى حين ذلك فإنّ ما تنتظره الشعوب منهم هو البرامج في كل حين".
ودعا إلى "التفكير جدّيًا بإطلاق حوار ثقافيّ استراتيجيّ بين شعوب المنطقة الثلاث العربيّة، التركيّة والإيرانيّة كبديل عن الحروب التي أنهكت الجميع علّنا بالحوار نصل الى مقاربة تحفظ مصالح الجميع".
كما دعا يكن إلى "المحافظة على ثروات لبنان من نفط وغاز وعدم السماح للكيان الغاصب بسرقتها والعمل على استخراجها".