لبنان
أول جلسة للمجلس النيابي الجديد اليوم لانتخاب الرئيس ونائبه
بقيت اهتمامات الصحف منصبة على الاستحقاق الأول بعد الانتخابات النيابية، والمتمثل بجلسة انتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد ونائب له وهيئة المجلس، وبهذا يكون إنجاز أول استحقاق دستوري قد تم، ليليه دعوة رئيس الجمهورية إلى مشاورات لتشكيل حكومة جديدة وتسمية رئيس لها.
أجواء الجلسة النيابية اليوم ستعكس صورة المشهد الذي ستكون عليه البلاد في الأيام والأشهر القادمة، وكيفية الاصطفافات بين مكونات المجلس النيابي الجديد لمواجهة التحديات القادمة، وأبرزها الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يرزح تحت وطأته البلد.
"الأخبار": الثنائي والتيار: رئيس المجلس ونائبه
يواجه البرلمان المنتخب، اليوم، أول استحقاقاته الدستورية بانتخاب رئيسه ونائبه وهيئة مكتبه ولجانه. بعد صراع عَدّ الأكثريات الذي اندلع عقب إعلان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، من المحسوم أن رئاسة البرلمان ستكون معقودة لمرشح الثنائي نبيه بري، ومن شبه المحسوم أن موقع نائب الرئيس سيذهب إلى مرشح التيار الوطني الحر الياس بوصعب!
تكتمِل اليوم الصورة النهائية لبرلمان 2022، مع انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأمينَي السر و3 مفوّضين، ومن ثمّ تشكيل اللجان البرلمانية وتوزيع رئاساتها على القوى الأساسية، في جلسة ستشكل الاختبار الأول لمدى التغييرات التي طرأت على التوازنات الداخلية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، قبل أن تنتقل الأنظار إلى المرحلة الثانية من الاستحقاقات الأكثر تعقيداً والمتمثّلة بتأليف الحكومة.
عشيّة الجلسة، بلغت الاتصالات ذروتها لتأمين عدد وازن من الأصوات يتيح انتخاب المرشح الوحيد نبيه بري لولاية سابعة من الدورة الأولى. وقد نجحت هذه الاتصالات، بحسب مصادر مطّلعة، في تأمين بين ٦٥ و٦٧ صوتاً، بعدما كان العدّاد الأوّلي يشير إلى ٥٤ صوتاً فقط، بعد تأكيد نواب «التغيير» والكتلتين المسيحيتين الأكبر، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، عدم التصويت لمصلحة بري. رغم ذلك، الاتصالات مستمرة حتى الدقائق الأخيرة قبل انعقاد الجلسة، في وقت تشير فيه معلومات إلى تغريد عوني خارج السرب قد يؤمّن لبري بين ٣ أو ٤ أصوات. وهو ما يؤكده نقاش داخل كتلة «لبنان القوي» حول فكرة أن يصوّت نواب التيار بعبارة معينة ما يصعّب على أيّ منهم خرق الإجماع، الأمر الذي تم رفضه لتفادي مزيد من التشنج، علماً بأن المحسوم، حتى الآن، هو صوت المرشح لموقع نائب الرئيس النائب الياس بوصعب، الذي زار عين التينة السبت الماضي، وبدا في أكثر من محطة كما لو أنه مرشح مستقل ويقوم بحملته وحيداً. وهو التقى أمس «التكتل الوطني المستقل» الذي سيصوّت له وفق ما أعلن النائب طوني فرنجية. كما أكدت مصادر قريبة من بري أن كتلة «التنمية والتحرير» ستعطي أصواتها لبوصعب، وخصوصاً أن الأخير سيصوّت لبري، ونفت وجود أي مقايضة في ذلك مع النائب جبران باسيل. وأوضحت المصادر أن «تفضيل بري لبوصعب على أيّ مرشح آخر يعود إلى العلاقة القوية التي تربطهما، إضافة إلى أن التفاهم والتنسيق بينهما سيكون سهلاً، على عكس ما سيكون الوضع عليه في حال فوز مرشح قريب من القوات أو قوى الاعتراض».
نجحت الاتّصالات في تأمين بين ٦٥ و٦٧ صوتاً لإعادة انتخاب بري
وقد استضاف النائب نبيل بدر في منزله، أمس، لقاءً حضره معظم النواب المحسوبين على تيار المستقبل سابقاً (كتلة إنماء عكار والنائب كريم كبارة) والجماعة الإسلامية والنائب عبد الرحمن البزري. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة على أجواء الاجتماع أن معظم المشاركين سيصوّتون لبري، فيما هناك إجماع على التصويت للنائب غسان سكاف نائباً لرئيس المجلس. كذلك يواصل النائب جورج عدوان التواصل مع نواب «التغيير» لإقناعهم بالتصويت لسكاف إلى جانب كتلة اللقاء الديموقراطي.
وعلى جبهة النواب «التغييريين» و«المستقلين»، كثف هؤلاء اجتماعاتهم في اليومين الماضيين في فندق «سمول فيل»/ بدارو للوصول إلى تفاهم مبدئي حول التوجهات العامة التي يجب أن تتبع خلال الجلسة. ومع أن الحاضرين أجمعوا على التصويت بورقة بيضاء في الاقتراع لرئيس المجلس بعدما أثار أحدهم التصويت بأسماء شهداء انفجار المرفأ، إلا أن التباينات لا تزال قائمة في ما يتعلق بانتخاب نائب الرئيس وهيئة المكتب. وأكدت مصادر هؤلاء أنهم «سيدخلون جلسة الثلاثاء متفاهمين بالحد الأدنى على اسم مرشح منهم لموقع نائب الرئيس، مع سلّة أسماء لعضوية اللجان»، فيما أشارت معلومات إلى طرح اسم النائب الياس جرادة، بعدما تبنّى «اللقاء الديموقراطي»، أحد «أطراف المنظومة»، ترشيح سكاف. بينما اعتبرت أوساط أخرى بينهم أن السير بجرادة أو بالنائب ملحم خلف قد يشتّت الأصوات لمصلحة بوصعب، وهو ما تحاول القوات اللبنانية الترويج له بقوة بين النواب «التغييريين» والسياديين».
"البناء": برّي ينقل المعركة الى نيابة الرئاسة
تكثفت الاجتماعات والمشاورات يوم أمس، والتي امتدت الى ما بعد منتصف الليل بين الكتل النيابية وعلى كافة المحاور السياسية، لحسم المواقف النهائيّة من استحقاقي رئاسة مجلس النواب ونائبه قبل الجلسة المرتقبة التي ستشهدها ساحة النجمة صباح اليوم بعد اكتمال الإجراءات والتحضيرات اللازمة في محيط المجلس وداخله، وسط توقعات أولية وفق آخر المعطيات بأن يفوز الرئيس نبيه بري بأكثرية وازنة تبلغ 67 صوتاً مع ترجيح فوز مرشح «التيار الوطني الحر» النائب الياس بوصعب بحوالي 60 صوتاً بعد تأكيد التفاهم بين الرئيس بري ورئيس «التيار» النائب جبران باسيل إثر زيارة بوصعب الى عين التينة السبت الماضي وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء»، ويتضمن التفاهم ترك حرية التصويت لتكتل «لبنان القوي» لبري، مقابل نيل مرشح «التيار» بوصعب أصوات كتلتي «التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة».
وتشير آخر المعطيات وخلاصة الاتصالات، إلى أن بري سينال الأصوات التالية: كتلة التنمية والتحرير 15، الوفاء للمقاومة 13 والنائبين ينال الصلح ومحمد الحجيري 2، نواب حزب الطاشناق أو كتلة «الأرمن» 3، كتلة «اللقاء الديموقراطي» 8، كتلة «التكتّل الوطني» 3 (طوني فرنجية، فريد الخازن، وليام طوق)، كتلة «نواب عكار» 4 (وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد رستم، سجيع عطية)، نواب «جمعية المشاريع» 2، النواب المستقلون: عبد الكريم كبارة، جهاد الصمد، ميشال المر، فراس سلوم، أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، حسن مراد، ميشال الضاهر (8)، وقد يُعدل نائب صيدا عبد الرحمن البزري موقفه في ربع الساعة الأخير ويمنح بري صوته وفق المعلومات، والأمر نفسه بالنسبة للنائب نبيل بدر وربما آخرين من مختلف الكتل يصوتون لبري من «تحت الطاولة».
الحاصل المتوقع أن يبلغه بري هو بين 58 صوتاً و60 صوتاً من دون أصوات تكتل «لبنان القوي»، ويرتفع الى ما بين 67 إلى 70 صوتاً في حال ترجم التفاهم الذي تم بين عين التينة و»البياضة» برعاية «حارة حريك»، بعد لقاء بري ـ بو صعب السبت الماضي، وقد يزيد أكثر أو ينقص وفق التصويت النهائي لبعض النواب الذين يقفون في «المنطقة الرمادية». في المقابل سيصوّت ضد بري بوضع ورقة بيضاء «القوات اللبنانية» التي لم تنجح بعقد تفاهم مع أي من كتل «المجتمع المدني و»المستقلون» الذين بدورهم لم يتفقوا على مرشح لمنصب نائب الرئيس، فيما سيصوّتون على استحقاق الرئيس بـ»المفرق».
أما لجهة نائب الرئيس، فانحصرت المنافسة بين بوصعب وغسان سكاف المرشح «المستقل» والمدعوم من كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي أعلنت أمس، بعد اجتماعها أنها ستصوّت للرئيس بري ولسكاف في نيابة الرئاسة.
وتردّدت معلومات غير مؤكدة أن مرشح «نواب عكار» سجيع عطيه انسحب لمصلحة غسان سكاف، علماً أن عطيه كان قد أكد لـ«البناء» عصر أمس، أنه «لا يزال مرشحاً لخوض المعركة والاتصالات مستمرة»، ولم يُعرف ما إذا كانت قوى «المجتمع المدني» قد خرجت بقرار حاسم خلال اجتماعها الذي طال الى وقت متأخر من ليل أمس، مساء، بترشيح ملحم خلف، أم أنها ستدعم المرشح سكاف الذي يحظى بدعم «القوى المستقلة» التي عقدت بدورها اجتماعاً مطولاً أمس في منزل النائب بلال بدر ويضم هذا الاجتماع حوالي 9 نواب من بينهم عبد الرحمن البزري وأسامة سعد وشربل مسعد، لكن المعلومات تشير الى أن «قوى التغيير قد تُعلن صباح اليوم دعم السكاف».
وأما «القوات اللبنانية» ففضلت الهروب من المعركة والمناورة والانتظار على التل لاتضاح المشهد الكُلي لحسم موقفها النهائي، فهي لم تعلن ترشيح غسان حاصباني بشكل رسمي خوفاً من تجرع كأس الهزيمة لكون حاصباني لم يحظ بدعم من «المجتمع المدني» و»المستقلين» بعد فشل المشاورات بينهما للتوصل الى تفاهم، وبالتالي تنكشف «أكثرية القوات» المزيفة، لذلك بحسب المعلومات ستبادر «القوات» الى دعم السكاف كأهون الشرور وأقلّ الخسائر في محاولة لإسقاط مرشح «التيار» الياس بوصعب..
وأعلن تكتل «القوات» مساء أمس، بعد اجتماعه، «التصويت بورقة بيضاء تأكيداً للموقف المعلن من قبل التكتل بما خص انتخاب الرئيس، والتريث باتخاذ موقف نهائي من نيابة الرئاسة والاستمرار بسعيه التوفيقي، بانتظار التوصل الى مرشح موحد للأكثرية المذكورة».
ووفق مصادر «البناء» فهناك ضغوط خارجية من السفارتين الأميركية والسعودية في لبنان لجمع كتل «القوات» و»الكتائب» و»المجتمع المدني» و»المستقلين» على اسم السكاف لتظهير حجم أكثرية لطالما تحدثت عنها «القوات»، لكن وفق مصادر سياسية فدون ذلك صعوبة، وإن حصل فلا يُعبّر عن أكثرية لكون سكاف مرشحاً توافقياً وليس مرشح «القوات» ولا يمكن تكريس هذه الأكثرية في المجلس الجديد، لكن وإن توحدت تلك الكتل، فإن بوصعب لا يزال «الرقم الصعب» ويحظى بدعم «الثنائي» والنواب الحلفاء وتكتل «لبنان القوي» ونواب مستقلين، وبالتالي فوزه بأكثرية تتعدى الستين نائباً من الصعوبة أن يحصل عليها السكاف.
ولفتت قناة «أو تي في» الى أن بوصعب يحوز على أصوات تتخطى الـ60 وحتى لو تكتلت كتل «القوات» و»الاشتراكي» و»الكتائب» و»التغييريين» لدعم سكاف بوجهه. فالأرجح ألا يحصد العدد الذي يؤهله للفوز بعد المعلومات عن توجّه كتلة «التنمية والتحرير» للتصويت لبوصعب.
وفي سياق ذلك، أشارت مصادر سياسية لـ«البناء» الى أن «الفرز النيابي في جلسة اليوم سيُظهّر نتائج الانتخابات النيابية الحقيقية، وسينسف الحديث عن الأكثريات الوهمية التي تحدث عنها رئيس القوات سمير جعجع، وبالتالي يكرّس التوازنات السياسية الفعلية التي تصب لصالح التحالف الوطني – المقاوم – «الثنائي» و»التيار الوطني الحر»، والنتيجة الأولى لترسيم الأوزان هي أن الرئيس ونائبه من فريق سياسي واحد، أي تحالف فريق المقاومة من قوى 8 آذار و»التيار الوطني الحر». ولفتت المصادر الى أن «القوات هي الخاسر الأكبر في الانتخابات على عكس ما تحاول تصويره منذ صدور النتائج، في محاولة لتضليل الرأي العام والقوى الخارجية الداعمة لها». والأهم برأي المصادر أن «خريطة التصويت اليوم ستشكل فرصة لسبر أغوار الحكومة الجديدة»، مرجحة عدم الاتفاق على رئيس للحكومة والإبقاء على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع تصريف أعمال موسع حتى حصول اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وحكومة جديدة في تشرين المقبل». وهذا ما عكسه تصريح الرئيس فؤاد السنيورة أمس، الذي دعا الى «إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل 4 أشهر من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون».
وكانت كتلة «التنمية والتحرير» أعلنت اثر اجتماعها برئاسة بري «انفتاحها واستعدادها للتعاون مع الجميع بما يخدم انقاذ لبنان واللبنانيين». كما اتخذت الكتلة «القرارات الملائمة حيال سائر البنود المدرجة على جدول اعمال الجلسة ومنها انتخاب نائب رئيس المجلس واميني السر والمفوضين الثلاثة».
وكان بري استقبل في عين التينة وفد «كتلة نواب عكار»، ضم: وليد البعريني، سجيع عطية، محمد سليمان وأحمد رستم، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات. وأكد البعريني التصويت للرئيس بري.
على صعيد آخر، واصل سعر صرف الدولار تراجعه إثر تعاميم المصرف المركزي الأخيرة.
وأعلنت جمعية المصارف في بيان «قبول جميع الشيكات التي لا تفوق قيمتها خمسة عشر الف دولار أميركي والتي يودعها المستفيدون منها في حساباتهم لديها، على ألا يطلب قبضها نقداً أو تحويلها بعد التحصيل إلى خارج لبنان وأن تأتلف، طبيعة النشاط المعتاد للحساب وحركته، وتعتبر كذلك الشيكات المسحوبة لأمر أي صاحب مهنة حرة حالي أو متقاعد من صندوق تعاضد نقابته. يكلف الأمين العام للجمعية معالجة الحالات الاستثنائية المتعلقة ببعض الحسابات الخاصة بالتنسيق مع المصرف المعني ومندوب نقابات المهن الحرة المفوض خصيصاً لهذه الغاية».
"الجمهورية": بري رئيساً: خلاصنا بتضامننا.. و"نائب الرئيس" يعبر بين التناقضات
اليوم الثلاثاء الواقع فيه 31 أيار 2022، موعد الولادة الفعلية للمجلس النيابي الجديد، مُستهلّة بانتخاب رئيسه ونائبه وسائر اعضاء هيئة مكتب مجلس النواب. على ان يَلي ذلك في جلسة انتخابية ثانية لتأسيس المطبخ التشريعي للمجلس المتمثّل بانتخاب أعضاء اللجان النيابية الدائمة، والتي تؤشّر الأجواء السّابقة لها إلى معركة حامية الوطيس حول اللجان الأساسية، وخصوصاً بين الكتل التي تعتبر نفسها صاحبة المساحة الأوسع من المقاعد النيابية في المجلس.
واليوم، مع اكتمال مكتب المجلس، يصبح البرلمان الجديد كاملاً في كامل صلاحياته، ويخطو أولى خطواته في ولاية تبدو الأصعب في تاريخ المجالس النيابية، إن لناحية خريطته المشتتة في غير اتجاه، أو لناحية التناقضات التي تحكمه، او لناحية الواجبات المُلقاة على عاتق هذا المجلس وكيفية تحقيقها مع هذه التناقضات، وفي ظل أزمة ضاغطة تُنذر بإشعال المزيد من الحرائق المالية والاقتصادية والمعيشية.
واليوم، ايضاً، هو موعد الفرز الأوّلي لتوجّهات الكتل النيابية، مع المنافسة فيما بينها على حلبتين في آن معاً:
الاولى، حلبة انتخاب رئاسة المجلس، الذي يعتبر الرئيس نبيه بري فائزاً بالتزكية من لحظة اعلان كتلة التنمية والتحرير ترشيحه على اعتبار ان لا وجود لمرشح ثان لرئاسة المجالس، حيث ستشكل جلسة اليوم تكريساً لفوز الرئيس بري بولاية مجلسية جديدة وبأكثرية مريحة خلافاً لكلّ التوقعات التي تحدثت عن فوزه بأكثرية هزيلة، وهو ما يسعى اليه نواب وكتل تصنّف نفسها سيادية وتغييرية قرروا ان يحاربوا وصول بري الى رئاسة المجلس بالورقة البيضاء.
وبحسب معلومات «الجمهورية» في هذا السياق، فإنّ الفترة الممتدة من لحظة تحديد الرئيس بري بِوَصفه رئيس السن في المجلس، موعد جلسة اليوم الثلاثاء، شهدت تطورات بالغة الاهمية على صعيد مواقف بعض الكتل والنواب، حيث تدرّجت من الرفض والتحفظ على اعادة انتخاب بري، الى تأييد هذا الانتخاب، وتم تأكيد ذلك لعين التينة، سواء في اتصالات أو لقاءات مباشرة.
واما الثانية، فهي حلبة انتخاب نائب رئيس المجلس، في ظل وجود عدد من المرشحين المعلنين، ولا سيما النائب الياس بو صعب، والنائب سجيع عطية والنائب غسان السكاف. وكذلك وجود مرشّح غير معلن هو النائب غسان حاصباني.
وخلافاً للسلاسة التي سيعبر فيها انتخاب رئيس المجلس، فإنّ انتخاب نائب الرئيس يتقلّب على نار الخلافات الحادة بين الكتل النيابية. وعلى ما تؤشّر الاجواء السابقة لهذا الانتخاب فإن الكفّة النيابية، إن لم تحصل أي مفاجآت في جلسة اليوم، تميل لصالح النائب بو صعب، حيث يسعى فريقه لتجميع اكثرية نيابية من 65 نائباً على الاقل، تخوّله الفوز بمنصب نائب رئيس المجلس من الدورة الانتخابية الاولى، وتشير اوساط هذا الفريق الى إمكان تحقيق هذا الامر، خصوصاً انّ بو صعب ينطلق مبدئيا من اكثرية مريحة تلامس الـ60 صوتاً، تتوزع على تكتل لبنان القوي، وكتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة الى جانب بعض النواب المستقلين. فيما الامر مختلف لسائر المرشحين الذين يبدو أن نسج التحالفات وبالتالي تأمين الاكثريات المرجحة للفوز، ليس بالسهولة المتاحة امام النائب بو صعب.
ضربة معنوية
على انه، إن حصل ترسيخ السيناريو المتوقع في جلسة اليوم، بانتخاب بري رئيساً للمجلس وبو صعب نائباً للرئيس، تتبدّى حقيقة واضحة بأنّ القوى التي كَبّرت حجرها واستبقت انتخابات رئاسة المجلس بسلة فضفاضة من الشروط، وتوعّدت بتغيير الواقع القائم وفرض موازين جديدة في مجلس النواب، ظهرَ من الجلسة الأولى لمجلس النواب، محدودية فعاليتها، وعدم قدرتها على تسييل أحجامها ومقاعدها بما يجعل الميزان الانتخابي في المجلس يميل في الإتجاه الذي يحقق أياً من شروطها، وما وعدت وتوعّدت به. وبالتالي، فإن سارت وقائع جلسة الإنتخاب اليوم على نحو ما هو متوقع، تكون قد تلقّت ضربة معنوية بالتأكيد ستكون لها اراتداداتها في الآتي من الأيام.
تحديات
على انه في ظل توزّع القوى في مجلس النواب وعدم حصول اي طرف على اكثرية متحكّمة او مقررة فيه، يقف المجلس امام تحديات صعبة:
التحدي الأول، هو انّ كل الاطراف الممثلة في المجلس النيابي الجديد وعلى وجه الخصوص الأطراف التي تقدّم نفسها تغييرية او سيادية، تدخل من اليوم الاول للولاية المجلسية الى غرفة الامتحان؛ امتحان شعاراتها وعناوينها ووعودها وطروحاتها، والاهم امتحان صدقيتها في تغليب مصلحة لبنان على كل الحسابات او المصالح الشخصية.
التحدي الثاني، تنظيم الخلافات السياسية، وجعل الانتخابات النيابية محطة فاصلة بين مرحلة اشتباكية صارخة، ومرحلة جديدة يخرج فيها الجميع من خلف المتاريس. والتظلل بمظلة وحيدة هي مصلحة البلد.
التحدي الثالث، كيفية ترويض التناقضات المجلسية، وبناء مساحات مشتركة وصياغة تفاهمات في ما بينها حول القضايا والملفات التي يمكن ان يقاربها المجلس، خصوصاً ان الولاية المجلسية الجديدة حبلى بملفات كبرى ضاغطة، لا سيما منها الموازنة العامة، وقانون الكابيتال كونترول، وبرنامج التعاون مع صندوق النقد الدولي، الى جانب ملف الكهرباء وتشعباته، وغيره من الملفات والمواضيع الاصلاحية التي تضع قطار الازمة على سكة العلاج والانفراج.
التحدي الرابع، هو التحدّي الحكومي، حيث تعكس اجواء مختلف القوى السياسية، صعوبة للمرّة الأولى في تاريخ تشكيل الحكومات، في الاختيار المسبق او التزكية المسبقة للشخصيّة التي ستكلف تشكيل الحكومة، على الرغم من وجود بعض الاسماء في نادي المرشحين كالرئيس نجيب ميقاتي، وكذلك اسم السفير نواف سلام والمرشح السابق لرئاسة الحكومة سمير الخطيب، وآخرين قدّموا أنفسهم لرئاسة الحكومة مثل النائب عبد الرحمن البزري.
معضلة... وميني انتخابات
وبحسب مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» فإنه بعد اكتمال عقد هيئة مكتب مجلس النواب، تنتقل الكرة الى ملعب رئيس الجمهورية لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، وسواء تحدّدَ هذا الموعد قبل نهاية الاسبوع الجاري او الاسبوع المقبل، فإنّ صورة الاستشارات يَشوبها الغموض مع التوجهات النيابية الجديدة، والتي قد تشهد يوم الاستشارات طرح اكثر من اسم خلالها لترؤس الحكومة، اي انها قد تكون ميني انتخابات، قد تُفضي الى تسمية رئيس الحكومة بنسبة أصوات نيابية اقل بكثير مما كان عليه الحال في الاستشارات السابقة.
اما المعضلة الاساس، كما يكشف مرجع مسؤول لـ«الجمهورية»، فليست في اختيار رئيس الحكومة بل في تأليفها، ويقول: ان شاء الله نستطيع ان نؤلف حكومة في هذا الجو الانقسامي، وإن استطعنا فسنكون امام معضلة جديدة تتبدّى في أنّ هذه الحكومة إن شكّلناها في وقت قريب، لن يزيد عمرها عن خمسة اشهر، مع اقتراب موعد الإستحقاق الرئاسي الذي يوجِب تشكيل حكومة جديدة بعد انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية.
ويُوَصّف المرجع هذا الواقع بقوله: زحمة الاستحقاقات التي تواجهنا أشبه بحائط من حجر ينهار على رؤوسنا حجراً تلو حجر، بدءًا من الازمة وتفاعلاتها على كل المستويات، ثم الاستحقاق الحكومي الآن، الذي يوجِب علينا تشكيل حكومة، ولا نكاد ننتهي من ذلك حتى نصطدم بالاستحقاق الرئاسي. وعلى الرغم من هذا الضغط، الا انه يفرض على الجميع، ان كانت النوايا سليمة، أن ينطلقوا في العمل الانقاذي من دون النظر الى عمر الحكومة، بل حتى ولو كان عمر الحكومة يوماً واحداً، المطلوب بدء العمل والنظر الى البلد وأزمته ومعاناة شعبه بموضوعية وواقعية وعقلانية.
امّا التحدّي الخامس فهو التحدّي الرئاسي، حيث يشكل استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية بعد اشهر قليلة، المحطة الاساس، لا بل الامتحان الصعب للمجلس الحالي، في ظل الانقسامات التي تحكمه حول هذا الاستحقاق، وعدم قدرة اي طرف ان يميل بميزان الانتخابات في اتجاهه. ومن هنا فإنّ القراءات المسبقة لهذا الاستحقاق تحيطه بتوقعات سلبية، تضع هذا الإستحقاق على حافة احتمالات شتى ومداخلات يتداخل فيها البُعد الداخلي مع الخارجي.
بري: تعالوا نتوحّد
واذا كان الرئيس بري مُتيقناً من فوزه بولاية جديدة في رئاسة مجلس النواب، الا انه يحرص عشيّة الجلسة، ومع انطلاق الولاية المجلسية رسمياً، على ان يمدّ يده في اتجاه كل المكونات النيابية، على قاعدة ان ليس في لبنان عداوات بل هناك خصومات، ويؤكد على «النظر بعين واحدة الى واقع البلد والمأساة التي يعيشها اللبنانيون». فيوضح أنّ «واقع البلد مرير، وأمامنا واجبات كبرى في مجلس النواب، فلنَدع خصوماتنا جانباً، كنّا أخصاماً في الانتخابات، ولا يجوز ان نسحب خصومتنا الى ما بعد الانتخابات، كما لا يجوز أبداً أن نضيّع البلد ومصالح الناس في خصوماتنا، المطلوب ان نعمل معاً في اتجاه رَفع هذه المعاناه، وإنقاذ البلد».
ويشدّد بري على انّ سبيل الخلاص هو الوحدة والتضامن فيما بيننا كلبنانيين، والمجلس الحالي بتركيبته يُنايدنا لكي نتضامن ونتوحّد وننسّق مع بعضنا البعض ونُسارع الى إنقاذ بلدنا واهلنا بعمل مشترك اليوم قبل الغد، والّا فإنه من دون هذه الوحدة والتضامن سينزلق البلد الى الدرك الأسفل من النار.
"اللواء": دولار المصارف على "صيرفة"
مالياً، التزمت المصارف العاملة في بيروت والمحافظات والاقضية بتعميم حاكم مصرف لبنان، وأبقت على ابوابها مفتوحة حتى الساعة السادسة من مساء امس، باستقبال زبائنها لقبض الدولارات أو الرواتب بالدولار على سعر صيرفة.
وأعلن مصرف لبنان في بيان، ان «حجم التداول على منصة Sayrafa بلغ لهذا ليوم أمس, 196 مليون دولار أميركي بمعدل 24500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وفقا لأسعار صرف العمليات التي نفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.
وعلى المصارف ومؤسسات الصرافة الاستمرار في تسجيل كل عمليات البيع والشراء على منصة Sayrafa، وفقا للتعاميم الصادرة في هذا الخصوص».
وفي السياق، واصل الدولار تراجعه مستفيدا من تعاميم المركزي الاخيرة. وتراجع سعر ربطة الخبز. على الصعيد عينه، حيث صدر عن جمعية المصارف تعميم يحمل رقم 140/2022، جاء في نصه «تبعاً لقرار مجلس إدارة الجمعية المنعقد بتاريخ 18 أيار 2022، توصي الجمعية المصارف بقبول جميع الشيكات التي لا تفوق قيمتها خمسة عشر ألف دولار أميركي والتي يودعها المستفيدون منها في حساباتهم لديها، على ألا يطلب قبضها نقـدأ أو تحويلها بعد التحصيل إلى خارج لبنان وان تأتلف، طبيعة النشاط المعتاد للحساب وحركته. وتعتبر كذلك، الشيكات المسحوبة لأمر أي صاحب مهنة حرة حالي أو متقاعد من صندوق تعاضد نقابتـه. يكلف الأمين العام للجمعية معالجة الحالات الاستثنائية المتعلقة ببعض الحسابات الخاصة بالتنسيق مع المصرف المعني ومندوب نقابات المهن الحرة المفوض خصيصاً لهذه الغاية».
وعلى الخط الاقتصادي – المالي دائما، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه وعرض معه مشاريع البنك في لبنان.
وفي السياق، اعلن رئيس الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة المستقيلة سعادة الشامي اننا «طلبنا من حاكم مصرف لبنان معرفة حجم الاحتياطي الفعلي، ولم يصلنا جواب»، كاشفاً ان تدخل مصرف لبنان في السوق هو وراء ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار.
وفي اطار التحركات، نفّذ عمال وموظفو المعاينة الميكانيكية وقفة احتجاجية سلمية أمام وزارة الداخلية والبديات في الصنائع، وذلك بدعوة من «الهيئة التأسيسية لنقابة عمال ومستخدمي المعاينة الميكانيكية في لبنان».
يأتي هذا التحرّك بعدما وقّع وزير الداخلية بسام مولوي، في آذار الماضي، قراراً بإلغاء المعاينة الميكانيكية حتى إشعارٍ آخر، ولذلك طلب إلى هيئة إدارة السير والآليات والمركبات، استيفاء رسوم السير السنوية المتوجبة من دون الطلب إلى صاحب العلاقة إبراز إفادة صادرة عن المؤسسة المعتمدة تثبت أنّ السيارة قد خضعت للمعاينة أو الكشف الميكانيكي الدوري.
قضائيا، غردّت القاضية غادة عون على حسابها الخاص على تويتر كاتبة: «صباح الخير يا أحبة وللذين بيكرهوني كمان. ما عندي شي شخصي ضد احد.ومتل ما وعدتكم سأكمل الجردة امانة لضميري وقسمي. لكن الى كل من سأل عن القرض الحسن، الملف تم البت به عند مدعي عام التمييز وهو حفظه. اذا أراد فتحه مجددا انا مستعدة. لكن حتى الأن ما عندي في الملف ادلة كافية عن تبييض اموال».
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024