لبنان
أزمة الرغيف تنحسر
أرغمت الطوابير أمام الأفران وزارة الاقتصاد على التحرك بحصر الدعم بالخبز العربي فقط ورفع سعر الربطة إلى 16000 كحدّ أقصى، إلا أن الأزمة لم تنته خصوصًا أن مصرف لبنان لا يزال يتحكّم بملف فتح الاعتمادات الخاصة بالمطاحن.
إبراهيم: لوضع خطة لتأمين الطحين على المدى البعيد
وفي هذا السياق، وصف نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم الوضع في الأفران اليوم بـ"الأفضل من الأمس، على أن يعود إلى طبيعته في اليومين المقبلين بعد تأمين الطحين من المطاحن التي تملك قمحًا مدعومًا".
ولفت إبراهيم في حديث إذاعي إلى عدم توفر الطحين "الاكسترا" في الأسواق اللبنانية، محذرًا من أسعار خيالية ستشهدها المواد الغذائية التي تعتمد على هذا النوع من الطحين في حال استيرادها من الخارج.
وطلب إبراهيم من الحكومة إبقاء الدعم على رغيف الخبز، ووضع خطة لتأمين الطحين على المدى البعيد وليس فقط لأسابيع معدودة.
وفي حديث صحافي، أكد إبراهيم أن "قرار وزير الاقتصاد أمس بحصر الدعم بطحين الخبز العربي فقط، سينعكس على كل الأفران، الكبيرة والصغيرة منها، وسيؤدي حكمًا إلى ارتفاع كبير في أسعار المناقيش والخبز المرقوق والخبز الفرنجي وخبز الهمبرغر والباغيت".
وأشار إبراهيم إلى أن "قرار حصر الدعم بالخبز العربي فقط ليس مؤقتًا، بل دائم، ما يعني أن قرض الـ 150 مليون دولار من البنك الدولي المخصص لشراء القمح والحفاظ على سعر ربطة الخبز سيحصر فقط بدعم إنتاج الخبز العربي".
وحول انعكاس القرار على عمل الأفران، قال: "علينا أن ننتظر ونرى.. الارتفاع في الأسعار سيكون كبيرًا، وسنرى من سيكون بإمكانه الشراء".
حطيط: الخبز العربي سيسلم اليوم بشكل طبيعي إلى المواطنين
بدوره، أشار رئيس نقابة أصحاب المطاحن أحمد حطيط إلى أن "الجهات المعنية قرّرت حلّ الأزمة على مرحلتين، الأولى بدأ العمل بها منذ يوم أمس بعد أن قرر وزير الاقتصاد إعادة توزيع فائض القمح الموجود عند بعض المطاحن على باقي المطاحن المتوقفة عن العمل، وبالتالي بدأت المطاحن العمل منذ ليلة أمس، واليوم ستفتح جميع الأفران وتسلّم الخبز العربي بشكل طبيعي إلى المواطنين".
وأضاف حطيط في حديث صحافي أن "المرحلة الثانية، تستكمل اليوم في مجلس الوزراء وترتكز على وعود تلقيناها من وزير الاقتصاد، بعد التواصل بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بأن تُصرف اعتمادات إضافية لأربع بواخر محمّلة بالقمح في جلسة مجلس الوزراء اليوم".
موزعو الطحين في الجنوب غاضبون
هذا وعقد موزعو مادة الطحين من مختلف مناطق الجنوب اجتماعًا طارئًا في منزل وكيل المطاحن في الجنوب علي رمال في الدوير، للبحث في ازمة الطحين الجديدة ومنع وزارة الاقتصاد تسليمها الى أفران المناقيش والباتيسيري والمرقوق.
وتخلل الاجتماع اتصال بمدير مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري في مصيلح النائب هاني قبيسي والمدير العام لوزارة الاقتصاد الدكتور محمد ابو حيدر.
وأصدر رمال بيانا باسم المجتمعين اعلن فيه انه "إذا لم يتم التراجع عن قرار وزارة الاقتصاد بعدم تسليم أفران المناقيش والباتيسيري والمرقوق الطحين، لدينا اتجاه الى التصعيد والى ثورة حقيقية، اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل، حيث تكون كل كميات الطحين قد نفدت لدينا".
وحذر رمال "المطاحن من أن أي شاحنة طحين تخرج من بواباتها ستقوم الأفران الصغيرة بتفريغ حمولاتها ودفع ثمنها، حتى ولو كانت الحمولة ستقوم بإفراغها في خزانات بلاستيك ستجهز في كل المناطق اعتبارا من اليوم، وستشهدون سيناريو مصادرة صهاريج المازوت يتكرر، وسنعمد الى التصعيد".
مغربل: نحذر من المس برغيف الفقراء والعمال والمحرومين
من جهته، حذر رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في النبطية حسين وهبي مغربل من "المس برغيف الفقراء والعمال والمحرومين والمستضعفين"، وقال: "إذا كان نفاد الطحين هو السبب كما تدعون فليبادر مصرف لبنان الى دفع الاعتمادات واستيراد القمح"، مؤكدًا ان "على الحكومة توفير الطحين ووضع خطة للمعالجة قبل ان تصبح حكومة تصريف اعمال".
وأشار مغربل في حديث صحافي الى أن "أسعار السلع والمواد الغذائية ارتفعت بشكل مخيف بعد ارتفاع اسعار المحروقات بحجة ارتفاع سعر الدولار، ما أفقد قيمة رواتب العمال والموظفين"، وطالب "بزيادة الرواتب والأجور كما اقر الاتحاد العمالي العام ودفع بدل النقل اليومي للموظفين وعمال البلديات وذلك قبل وقوع الانفجار الاجتماعي".
وأعلن مغربل عن "وقوفه الى جانب أصحاب الأفران الذين اعتصموا اليوم في الدوير مطالبين بتأمين الطحين".