معركة أولي البأس

لبنان

لبنان يطوي صفحة الاقتراع في الخارج بانتظار انتخابات الأحد
09/05/2022

لبنان يطوي صفحة الاقتراع في الخارج بانتظار انتخابات الأحد


اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بانتهاء مرحلة الانتخاب في الخارج والتي جرت على مرحلتين الأولى يوم الجمعة والثانية يوم الأحد، والتي تفاوتت فيها نسب الاقتراع بين دولة وأخرى، بانتظار يوم الأحد المقبل في 15 أيار، يوم الانتخابات المرتقب على الأراضي اللبنانية.
وتعقد الحكومة جلسة يوم الخميس للوقوف على التحضيرات الجارية ليوم الانتخاب، كما يترقب الشارع مواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان انتخابي يقيمه حزب الله اليوم في الجنوب.

 

"الأخبار": انتخابات غير المقيمين: لا تسونامي للقوّات وأوروبا لا «تعاقب»

لم تأت نسب الاقتراع للمغتربين في الخارج على قدر الآمال التي علّقتها عليها قوى «الثورة» و«المعارضة»، رغم كل كل حملات الاستنهاض والتجييش والشعارات التحريضية. فلا الدول العربية سجّلت التسونامي المأمول، ولا أوروبا شهدت «العقاب» الموعود لـ«المنظومة الحاكمة». التعويل الرئيسي لحزبَي القوات والاشتراكي ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على أصوات الناخبين اللبنانيين في السعودية أصاب هؤلاء بنكسة كبيرة في نهاية نهار الجمعة الانتخابي. إذ لم تتخطّ نسبة الاقتراع في المملكة عتبة الـ 50%، رغم التوقعات بوصولها الى 80%، ورغم كل العوامل التي كان يفترض أن تجعل الكفّة تميل لمصلحتهم، أولها حرية الحركة التي منحت لماكينة القوات والاشتراكي بالتنسيق التام مع الأجهزة الأمنية والاستخبارات السعودية لاستقدام الناخبين، وثانيها الضغط النفسي على ناخبي اللوائح المنافسة تحت وطأة التخويف من الطرد من العمل ومن البلد ككل، وثالثها المسافة الجغرافية القريبة بحيث لا يتكبد الناخب عبء السفر مسافات طويلة لبلوغ مركز الاقتراع. كل ذلك لم يؤدّ الى تسجيل القوات إنجازاً أو رقماً يعوّل عليه، رغم أن الماكينة القواتية، وبدرجة أخف الاشتراكية، احتلّتا وحدهما كامل المساحة أمام السفارة اللبنانية بالأعلام والأناشيد... وبمخالفة انتخابية تمثّلت بخرق الصمت الانتخابي عبر بثّ نداء انتخابي لرئيس حزب القوات سمير جعجع عبر التلفون ومكبرات الصوت أمام مركز الاقتراع. الفتور الانتخابي الذي يُعزى أساساً الى مقاطعة تيار المستقبل وخشية مؤيّدي التيار الوطني الحر وحزب الله من الاقتراع، أدّى إلى خفض نسبة الاقتراع في السعودية من 56% عام 2018 الى 49%، رغم أن عدد الناخبين المسجلين ارتفع بنسبة كبيرة عن الدورة السابقة. وتبيّن أن نسبة الاقتراع الأكبر كانت لمصلحة دائرة بيروت الثانية. وبحسب تقرير لـ«الدولية للمعلومات»، اقترع من أصل 30,930 ناخباً في الدول العربية التسع التي بدأت الانتخابات فيها يوم الجمعة الماضي (السعودية، الكويت، قطر، البحرين، العراق، الأردن، سلطنة عمان، مصر وسوريا)، بالإضافة الى إيران، 18,237 مقترعاً أي بنسبة 58.9% مقارنة بــ 7,449 ناخباً اقترع منهم 4728 عام 2018، أي بنسبة 63.5%، ما يظهر تراجعاً في نسبة الاقتراع بلغت 4.6%.

هكذا، لم ينجح البند الأول في خطة القوات والاشتراكي باستخدام المرحلة الأولى من الانتخابات في الدول العربية لخلق «تسونامي» انتخابي لمصلحتهما يؤثر على حماسة الناخبين في المرحلة الثانية (أجريت أمس في الدول الأوروبية والإمارات العربية المتحدة وأميركا وأفريقيا). أما خارج المملكة، فقد كانت الفرص أكثر تكافؤاً في كل من قطر (تراجعت نسبة الاقتراع من 73% الى 66%) والكويت وعمان حيث سُجّل وجود لمندوبي كل الأحزاب وماكيناتها، بينما اقتصر وجود الماكينات في سوريا وإيران على فريق 8 آذار. وسجلت الدولتان نتيجة مفاجئة ببلوغ نسبة الاقتراع أكثر من 70% في طهران وأكثر من 80% في دمشق، رغم قلّة عدد الناخبين المسجلين. أما اللافت الأبرز فكان الغياب شبه التام للمجتمع المدني مقابل اكتساح الأحزاب مع وجود لافت لمندوبي «مواطنون ومواطنات في دولة»في بعض الدول العربية. وأظهرت المجموعات المعارضة ضعفاً كبيراً يعود أساساً الى عدم قدرتها على إنشاء ماكينة مركزية واحدة نتيجة تعدد لوائحها وتعدد الجناحات فيها وانقسام شبكات الاغتراب بين اللوائح، في مقابل مهمة أسهل للأحزاب باعتماد ماكينة مركزية واحدة للدوائر الخمس عشرة، ولأن المجموعات، كما تشير مصادرها، لم تكن تدري أن بإمكانها الوجود خارج مراكز الاقتراع.

نسبة التصويت في أوستراليا لم تتعدّ 55% بعدما كان حزب القوات يعوّل على رفعها إلى 80%

أما النكسة الثانية التي منيت بها القوات اللبنانية، أمس، فكانت في إغلاق الأقلام في أوستراليا على نسبة تصويت لا تتخطّى 55% (11 ألفاً و322 ناخباً) في ما تصفه معراب بـ«قلعتها الانتخابية»، وحيث تتركز معظم الأصوات في دائرة الشمال الثالثة (البترون ــــ الكورة ــــ زغرتا ــــ بشري) وبنسبة أقل في دائرة الشمال الثانية (طرابلس ــــ المنية ــــ الضنية). وكان حزب القوات يعوّل على رفع نسبة الاقتراع الى 80% نتيجة العمل الاستثنائي لماكينتها هناك. بينما بدا لافتاً حضور التيار الوطني الحر وتيار المردة بماكينتين قويتين تساوتا مع ماكينتَي القوات والاشتراكي. كذلك سجل وجود لماكينة ميشال معوض والمجتمع المدني. أما في ألمانيا، التي اقترعت بنسبة قاربت 53%، فقد تفوّقت ماكينة حركة أمل بشكل واضح حيث عمّت الأناشيد المطمئنة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، رغم أن توقعات الحركة وحزب الله كانت بتسجيل نسبة مرتفعة أكثر. الأمر نفسه في دول أفريقيا التي هتفت لبري أيضاً، فاقترعت ساحل الحاج بنسبة فاقت الـ 50%. فيما، خلافاً للسعودية، سجلّت الإمارات العربية نسبة مرتفعة من التصويت تخطّت 71% في دبي، التي ضمّت نحو 19 ألف ناخب و77% في أبو ظبي التي ضمت نحو 5 آلاف ناخب. يربط المراقبون هذا الارتفاع الكبير بمسألتين: مشاركة مناصري التيار الوطني الحر وحضور ماكينتهم بشكل علني، ووجود نسبة مرتفعة من الناخبين المؤيدين للمجتمع المدني، كما انتهاء عطلة عيد الفطر وعودة المقترعين من لبنان. وتركزت الأصوات في إمارة دبي وفق إحصاء بعض الماكينات الحزبية بنسبة تفوق الـ 60% في كل من الشوف وعاليه والبترون وبعبدا وبيروت الأولى والثانية، كما في المتن الشمالي وكسروان. أما في فرنسا، فقد بلغت نسبة الاقتراع حتى وقت متأخر من مساء أمس نحو 52%، وهي الدولة التي يعوّل عليها المجتمع المدني للتصويت له بما يسمى «الصوت العقابي»، في حين أن نسبة الاقتراع في ألمانيا تخطّت الـ 50%، وبلغت نحو 53% في كل أوروبا التي تضمّ نحو 70 ألف ناخب. وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس، بقيت نسب التصويت في أميركا ودول أميركا اللاتينية وكندا غير معروفة لاختلاف التوقيت بينها وبين بقية الدول.

القوات والاشتراكي في مرمى المخالفات

وثّق مراقبو «الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات» مجموعة من المخالفات الانتخابية في محيط مراكز اقتراع غير المقيمين وداخلها من تصوير أوراق الاقتراع الرسمية من قبل بعض الناخبين الى وجود لهيئة القلم خلف العازل مع الناخبين، كما جرى في سيدني، الى إبقاء العديد من العوازل في أقلام أوستراليا مكشوفة بشكل لا يضمن سرية الاقتراع. وتم تسجيل مخالفة من نوع الدعاية الانتخابية للتيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي قرب مركز الاقتراع في ملبورن ــــ أوستراليا. أما المخالفة الأبرز التي وثّقها المقترعون وسجّلتها LADE فكانت إدخال مندوبي الاشتراكي والقوات اللبنانية عدداً من الناخبين من الباب الخلفي لمركز الاقتراع في القنصلية في دبي، في ظل زحمة الناخبين على المداخل الرئيسية. وهو ما يشكّل مخالفة لسلامة عملية الاقتراع. وفي هامبورغ ــــ المانيا، تمّ تسجيل ضغط من مندوب لحركة أمل على ناخب بسبب تعبيره عن رأيه المعارض للأحزاب السياسية خارج قلم الاقتراع، فيما أثار أحد القواتيين إشكالاً مع أحد مندوبي التيار الوطني الحر في فرنسا اعتراضاً على مناصرته للتيار.

 

"البناء": 130 ألفاً انتخبوا… وتوازن سياسيّ في الاغتراب
 انجزت الانتخابات النيابية على مرحلتين في بلاد الاغتراب، وانتخب بحصيلتها قرابة 130 ألفاً من المغتربين، وأظهرت المشاركة نسباً تحاكي نسب عام 2018، لكن مع فارق ارتفاع عدد المسجلين الى أكثر من الضعفين ومثله عدد المقترعين، وشهدت العواصم والمدن الكبرى حشوداً أوضحت هويتها السياسية وجود توازن سياسيّ في اتجاهات تصويت الاغتراب، حيث بدا بوضوح ميل الناخبين في دبي لتشكيلات المجتمع المدني، تحت عنوان الدعوة للتغيير، بدت انتخابات الأميركيتين واستراليا موزعة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بينما جاهر ناخبو برلين وساحل العاج بالولاء لحركة أمل، وظهرت باريس متوازنة بين الجميع، وقرأت مصادر إحصائية في الحصيلة عيّنة مصغرة عن المشهد الانتخابي المقبل يوم الأحد في 15 أيار، حيث ستبقى الكلمة الفصل للناخب المحليّ بعد تراجع فرضية تحوّل الانتخاب الاغترابي في أوروبا الى تسونامي لصالح جمعيّات المجتمع المدني، ولصالح القوات في الأميركيتين، فيما جاء التصويت في السعودية مرجحاً كفة المقاطعة التي التزمها ناخبو تيار المستقبل. وفي المشهد السياسي الانتخابي يطلّ اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخامسة مساء اليوم، بينما يوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري كلمة للبنانيين استعداداً للانتخابات النيابية غداً.

انتهت انتخابات بلاد الاغتراب على عكس المتوقع، فنسبة المشاركة لم تكن بحدود المنشود او بحدود الراغبين بالتغيير وبعقاب المنظومة السياسيّة. وهذا يعني ان رهان بعض المرشحين على اصوات المغتربين التي من شأنها ان تقلب المعادلة الراهنة قد تلاشت في الساعات الماضية. فالمزاج الاغترابي انطلاقاً مما نقلته وسائل الاعلام المرئية لم يتحرر بعد التبعية السياسية. ولكن رغم ذلك يمكن القول إن التعاون والتنسيق بين وزارتي الداخلية والخارجية نجح في تمرير انتخابات يومي الجمعة والأحد في دول الاغتراب بسلاسة وبسلام بعيداً عن الخلافات، فمشاكل الاكتظاظ وتأخر الناخبين في الإدلاء بأصواتهم تبقى أموراً طبيعية وتحصل في كل دول العالم.

وكشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أنّ نسب الاقتراع في الخارج مرتفعة ويمكن أن تصنع فارقاً في النتائج خلافاً لما حصل في الدورة الماضية، لكنه أشار الى أنه يفضل أن تكون انتخابات الخارج في المرة المقبلة في اليوم نفسه لانتخابات الداخل ولمَ لا أن يتمّ فرز الأصوات في الخارج أيضاً.

وكان بوحبيب كشف أن «نسب الاقتراع في افريقيا ليست عالية الا انها تغيرت وتبدلت. ففي ساحل العاج، تجاوزت النسبة الـ50% في حين بلغت في مالي 57%. أما في الغابون، فإنّ نسبة الاقتراع وصلت إلى 30% وفي الكونغو كانت النسبة 63%، في حين وصلت إلى 45% في زامبيا. أما في غانا، فإن نسبة الاقتراع بلغت 57% وفي غينيا 35% وفي أنغولا 50%. أما في سيراليون، فإن النسبة بلغت 44% وفي توغو 46%.

وفي استراليا بلغ عدد المسجلين 20661 انتخب منهم 11,321 أي ما نسبته 54,83 في المئة في سيدني اقترع 9021 ناخباً أي بنسبة 55 في المئة وسجلت كانبيرا النسبة الأدنى للاقتراع مع 40 في المئة فيما سجلت ملبورن نسبة 55 في المئة، ما يشكل مجموعاً عاماً بلغ نسبة 55 في المئة في استراليا.

وفي أوروبا من أصل سبعين ألف ناخب مسجل على اللوائح اقترع 14 ألف أي بنسبة 20 في المئة، في فرنسا اقترع 4232، في ألمانيا تجاوزت نسبة المشاركة الـ47%، بريطانيا وايرلندا الشمالية 1288. قبرص 79%. اما في باقي الدول الاوروبية فلم يتخط الاقتراع فيها الالف مقترع. وتجاوز عدد المقترعين في كندا 4324 ناخباً، علماً أن صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة وكندا ستقفل 8 صباح اليوم.

أما نسبة الاقتراع في دبي فبلغت 68%. فيما بلغت نسبة الاقتراع في أبو ظبي 70,43%.

ولفت بو حبيب إلى ان «صناديق الاقتراع ستصل تباعاً الى لبنان بعد إقفال الأقلام ونريد إجراء الانتخابات بنزاهة وشفافية والدبلوماسيون هم أبناء هذا البلد ولم يقوموا بأي خطأ حتى اللحظة وهم يريدون انتخابات شفافة».

كما اعتبر وزير الداخلية بسام المولوي من غرفة مراقبة الانتخابات في وزارة الخارجية أن الوزارة وفت بما وعدت به وحضّرت للانتخابات بطريقة جيدة وأفضل من الظروف التي نعيشها.

ورداً على سؤال حول الخروق التي تحصل في ألمانيا، قال: «اللوائح مرقمة ولا نسخات أخرى ممكن أن يستلمها أحد ورئيس القلم سيسلم في نهاية اليوم النسخ بالأرقام، وما حصل في برلين سيذكر في محضر الاقتراع وسنعالجه والأوراق لا تعتبر ملغاة».

وكانت وصلت صناديق اقتراع المغتربين التي جرت الجمعة في 10 دول هي مصر والكويت والسعودية وسلطنة عمان وإيران وسورية والأردن وقطر والبحرين والعراق الى لبنان تباعاً، فسلم الدبلوماسيون الحقائب المتضمنة اصوات الناخبين المغتربين الى مسؤولين في وزارة الداخلية، حيث تم تسطير محاضر بها، قبل ان تتسلمها عناصر من قوى الأمن الداخلي التي نقلتها بدورها الى مصرف لبنان. وقد بلغت النسبة 59.49%، وقال بوحبيب: «هناك 3 دول بلغت نسبة الاقتراع فيها فوق الـ 70% وهي إيران، والبحرين وسورية. وأشار إلى أنه سجّلت في كل من العراق ومصر نسبة إقبال دون الـ 50%، فيما شهدت بقية الدّول نسبة اقتراع فوق الـ 60%.

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدّد من وزارة الخارجية على موضوع «ميغا سنتر» الذي لم يُقرّ بعد، ثم كانت له وقفة في غرفة هيئة الرقابة واطلع على كيفية مراقبة الانتخابات في الخارج.

وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزارة الخارجية لمواكبة المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في الخارج. وقال: «لقاؤنا معكم الأحد المقبل في الانتخابات التي ستجري في مختلف الأراضي اللبنانية وسنواكبها بالتأكيد من وزارة الداخلية، على أمل أن تكون خاتمة هذه الانتخابات خيراً على لبنان واللبنانيين».

وقال: «من خلال ما بدأ يصل من نتائج، يمكننا القول إن النتائج ونسب الاقتراع جيدة، وقد تابعت مع شركة Dhl عبر ممثليها هنا مراحل نقل الصناديق الانتخابية الى لبنان بمهنية ودقة». ورداً على سؤال عن تدني نسب الاقتراع اجاب: «دورنا أن نهيئ كل الأجواء التي تتيح للناس أن تقترع بكل حرية وديموقراطية، لكن بالتأكيد لا يمكننا إجبار الناس على الاقتراع. في هذا الإطار لفتني انه في عدة دول افريقية لم تكن نسب الاقتراع كبيرة، لكن كما علمت ان نتائج عدة مراكز لم تصل بعد، وربما تتحسن نسب الاقتراع. في كل أفريقيا بلغ عدد المقترعين 17,800 ناخب، في الوقت الذي بلغ العدد في دبي وحدها 19,900 ناخب».

وقال: «هذه التجربة الانتخابية مفيدة جداً وضرورية لكي تتم الإفادة في الدورات المقبلة والطلب الى مجلس النواب معالجة أي ثغرة في قانون الانتخابات الحالي. وأعطي مثلا على التعديلات الممكنة لجهة إجراء الاقتراع في الداخل والخارج في الوقت نفسه، وأن يتم الفرز في السفارات بدل تكبّد الأعباء المالية لنقل الصناديق الى لبنان، ناهيك عن ضرورة القيام بحملة أكبر في الخارج لحض الناس على الاقتراع. ونشكر الله اننا لم ننشئ دائرة انتخابية خاصة للمغتربين في الخارج، لأن هذا الإجراء كان سيفصل نهائياً بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر».

وردا على سؤال قال: «التغيير الذي تحدثت عنه هو في قدرة مجلس النواب الجديد على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للمجلس وتسمية رئيس جديد للحكومة والاسراع في عملية التشكيل، والأهم أن يواكب المجلس الجديد عمل الحكومة في ظل التحديات الكبيرة، فيتكامل عمل المجلس النيابي الجديد والحكومة الجديدة لإنهاء المسائل الأساسية والإصلاحات المطلوبة، لتبدأ من ثم نهضة لبنان».

شهدت وزارة الخارجية والمغتربين حركة دبلوماسية كثيفة وتفقد سفير بريطانيا ايان كولارد غرفة العمليات لمتابعة انتخابات المقترعين في وزارة الخارجية والمغتربين.

وحثّ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديمقراطي، بوب مينيديز، الحكومة اللبنانية على «ضمان إجراء الانتخابات المقبلة في الوقت المحدد، وبطريقة شفافة، وتمثيلية ونزيهة». وقال في بيان صحافي إن الانتخابات النيابية في لبنان «حاسمة» وإنه يؤيد جميع «الناخبين اللبنانيين الذين ما زالوا ملتزمين بمستقبل ديمقراطيّ مزدهر لبلدهم، بمستقبل تسمح فيه سيادة القانون للحكومة بتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيها ومحاسبة المتورطين في الفساد الذي أدى إلى كل هذه الأزمات الاقتصادية والانفجار المميت في ميناء بيروت في 4 آب 2020».

الى ذلك يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المهرجان الانتخابي الذي يقيمه حزب الله تحت عنوان باقون نحمي ونبني عند الساعة الخامسة من عصر اليوم الاثنين المقبل في مدينة صور، كذلك سيطلّ نصرالله على البقاعيين في 13 الحالي في مهرجان انتخابي كبير في مدينة السيد عباس الموسوي الشبابيّة في رياق، وبعلبك وعين بورضاي والبقاع الغربيّ، وسهل مشغرة.

ويوجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عند الساعة الخامسة من مساء غد كلمة إلى اللبنانيين، يتطرّق فيها إلى مختلف العناوين والمستجدات، لا سيما الاستحقاق الانتخابي.

 

"الجمهورية": إستعداد للمنازلة الكبرى الأحد

كرّت سبحة الانتخابات النيابية في دورتين متتاليتين في دول الاغتراب، وقد شكّلتا إنجازاً لبنانياً، في وقت تعيش الدولة أسوأ مراحلها مالياً، ولكنها نجحت في نهاية المطاف في تنظيم انتخابات الخارج، في مشهد بدا معه الحماس اللافت للمغتربين في المشاركة في انتخاب ممثليهم والتأثير في القرار السياسي اللبناني. ولم يبق سوى انتخاب الجسم الإداري غداً، تمهيداً لتولّيه إدارة العملية الانتخابية الكبرى الأحد المقبل في 15 الجاري.

قطعت الانتخابات النيابية الشك باليقين، وأسقطت انطلاقتها مقولة تأجيلها وتطييرها وترحيلها، وبدأ الكلام منذ الآن عن ثلاثة جوانب أساسية:

ـ الجانب الأول، التوازنات التي ستفرزها الانتخابات النيابية على مستويين: لمن ستؤول الأكثرية النيابية التي يتوقّف عليها إعادة إنتاج السلطة من جهة، ومدى قدرة الأكثرية الحالية في الحفاظ على أكثريتها بعد ثورة شعبية في 17 تشرين 2019 نجحت بفرض إيقاعها، وانهيار مالي غير مسبوق من جهة أخرى. والمستوى الثاني يتعلّق بالأكثرية المسيحية نيابياً وشعبياً، ومدى قدرة العهد وتياره في الحفاظ على وضعيته المتقدّمة مسيحياً، بعد كل الأزمات التي انزلق إليها البلد، خصوصاً انّ «التيار الوطني الحر» لطالما ربط الحيثية التمثيلية المسيحية بالانتخابات الرئاسية.

- الجانب الثاني، السرعة في انتخاب رئيس مجلس النواب وهيئة مكتب المجلس تمهيداً للاستشارات النيابية الملزمة من أجل تكليف رئيس حكومة، وهوية هذا الرئيس ومدى قدرته على تأليف حكومة قبل 31 آب، تاريخ دخول مجلس النواب في انعقاد دائم لانتخاب رئيس للجمهورية، وذلك في ظل سيناريوهات عدة، تبدأ من عدم القدرة على تشكيل حكومة ضمن هذه الفترة ربطاً بالتعقيدات التي ستؤخِّر تأليفها، خصوصاً انّها ستكون حكومة نهاية العهد، ما يعني إدارة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية للفراغ من مربّع تصريف الأعمال، ولا تنتهي بتشكيل حكومة تستطيع تحمُّل وزر إدارة الفراغ الرئاسي.

- الجانب الثالث، كيفية تعاطي المجتمع الدولي مع مرحلة ما بعد الانتخابات ومدى تشجيعه على تسوية تعيد ترميم الوضع السياسي وتركيب السلطة، بدءاً من رئاسة الجمهورية، كما مدى استعداده على مساعدة لبنان مالياً، في ظل الكلام عن انّ الصندوق السعودي - الفرنسي سيتوسّع بعد الانتخابات ليطال قطاعات أخرى، ومدّ لبنان بسياسة صمود ودعم لتجاوز الأزمة ومفاعيلها.

وقالت مصادر متابعة لـ«الجمهورية»، انّ الانتخابات النيابية انتهت كاستحقاق تصدّر كل الأولويات منذ 6 أشهر أقله، ولكن من الصعب الكلام عن مرحلة ما بعد 15 أيار قبل معرفة نتائجها وما ستفرزه من توازنات، ليُبنى على الشيء مقتضاه. إلّا انّ الأكيد هو انّ الخطابات المرتفعة السقوف، التي شكّلت مادة انتخابية أساسية، ستخلي مكانها لقراءات هادئة تتعلق بحسابات إعادة إنتاج السلطة، لأنّ الانتخابات قد حصلت في نهاية المطاف وتشكّل طياً لمرحلة الثورة الشعبية، وتفتح الباب أمام أولوية المعالجات على أي اعتبار آخر.

وفي مطلق الحالات، فإنّ كل الأنظار هذا الأسبوع ستبقى شاخصة على استحقاق الأحد المقبل، في ظل مواكبة سياسية استثنائية وجهوزية عسكرية وأمنية فوق العادة، لإبقاء الأمور تحت السيطرة ومنع أي إشكالات، وإفساح المجال أمام المواطنين لممارسة حقهم الديموقراطي، وذلك في ظل الرهان على ان تشكّل الانتخابات النيابية انطلاقة جديدة للدولة المتعثرة منذ سنوات.

إقتراع المغتربين

وكانت وزارتا الداخلية والخارجية أنجزتا امس المرحلة الثانية والاخيرة من انتخابات المغتربين، والتي شملت قارات أوروبا وأميركا وأستراليا وإفريقيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا وباكستان، بعدما أنجزتا الجمعة المرحلة الأولى التي شملت عدداً من الدول العربية وإيران. وقد شملت العملية الانتخابية امس 48 دولة، وتمّت مواكبتها من خلال غرفة عمليات مركزية في مقر وزارة الخارجية.

عون وميقاتي والتغيير

وشدّد أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لدى وصوله الى وزارة الخارجية، على موضوع «الميغا سنتر» الذي لم يُقرّ بعد. ثم كانت له وقفة في غرفة هيئة الرقابة، واطلع على طريقة مراقبة الانتخابات في الخارج، وقال: «ما تقومون به ليس عملاً سهلاً، وإن شاء الله تتحسن الامور في الانتخابات المقبلة، بحيث تكون اسهل من اليوم، لأنّ هناك امكانية ان يكون هناك «كود» للتصويت، وتأتي النتيجة دون صناديق وأقل كلفة على الدولة. اهنئكم واتمنى ان تنتهي الانتخابات دون مشكلات او اعتراضات».

بدوره، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال لدى تفقّده غرفة العمليات في وزارة الخارجية: «من خلال التغيير الذي ينشده اللبنانيون في صناديق الاقتراع، ستنطلق عملية التعافي ويكون المجلس النيابي الجديد خيراً على لبنان». وأمل في «أن تكون خاتمة هذه الانتخابات خيراً على لبنان واللبنانيين».

وقال: «التغيير الذي تحدثت عنه هو في قدرة مجلس النواب الجديد على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للمجلس وتسمية رئيس جديد للحكومة والإسراع في عملية التشكيل، والأهم ان يواكب المجلس الجديد عمل الحكومة في ظل التحدّيات الكبيرة، فيتكامل عمل المجلس النيابي الجديد والحكومة الجديدة لإنهاء المسائل الاساسية والإصلاحات المطلوبة، لتبدأ من ثم نهضة لبنان».

دولار ما بعد الانتخابات

أبدت اوساط سياسية مطلعة تخوفها من المنحى الذي يمكن أن يتخذه سعر الدولار بعد الانتخابات النيابية، لافتة إلى انّ مصرف لبنان لا يزال يتدخّل لمنع انفلات السعر ولإبقائه ضمن الهامش الذي يتراوح بين 25 و 30 الف ليرة، وذلك بناءً على طلب بعض النافذين في السلطة، الذين يريدون ان يبقى الدولار تحت السيطرة، حتى لا ينعكس أي تفلت له على خيارات الناخبين في صناديق الاقتراع.

واشارت الاوساط، الى انّها تخشى ان يعود الدولار الى الارتفاع غير المضبوط الذي قد يمهّد للانفجار الكبير، اذا توقف مصرف لبنان المركزي عن التدخّل لدعم الليرة بعد الانتخابات كما هو متوقع. واعتبرت «انّ المطلوب لاستدراك هذا السيناريو ان تبادر الحكومة سريعاً الى إرسال ما تبقّى من مشاريع إصلاحية عالقة، ومن بينها مشروع إعادة هيكلة القطاع المصرفي، الى مجلس النواب، قبل أن تصبح حكومة تصريف أعمال بدءاً من 21 أيار، تاريخ انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي».

وقالت هذه الاوساط، «انّ المجلس النيابي الجديد يجب أن ينكّب فور انتخابه، وبلا تأخير على درس وإقرار القوانين الإصلاحية الضرورية لإقرار الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي، لأنّ من شأن ذلك وحده أن يلجم الانهيار والدولار قبل وقوع المحظور، في اعتبار انّ هذا الاتفاق سيؤسس لاستعادة الثقة في لبنان واقتصاده».

جلستان لمجلس الوزراء

وبعد إتمام المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في بلاد الانتشار، تعود الحركة من اليوم الى المقار الرسمية، ويبدأ تحضير جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقرّرة الخميس المقبل، في انتظار التفاهم بين عون وميقاتي على مكان انعقادها الذي سيكون القصر الجمهوري على الأرجح، وهو أمر سيتقرّر في الساعات المقبلة قبل تعميم جدول الأعمال على الوزراء.

وقالت مصادر وزارية لـ «الجمهورية»، انّ جلسة هذا الخميس لن تكون الاخيرة قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي واستقالة الحكومة دستورياً وتحولها حكومة تصريف اعمال، وأنّ الجلسة الاخيرة ستُعقد الخميس في التاسع عشر من الجاري، وفي القصر الجمهوري أيضاً.

إقرأ المزيد في: لبنان