معركة أولي البأس

لبنان

سعي أمريكي لتعطيل الانتخابات واللبنانيون يُذلّون أمام الأفران
12/04/2022

سعي أمريكي لتعطيل الانتخابات واللبنانيون يُذلّون أمام الأفران

اهتمّت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم في بيروت بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء أمس الذي حذّر فيه  من تأجيل الانتخابات، متّهمًا السفارة الأميركية وقوى سياسية في الفريق الآخر بالسعي إلى تعطيل الانتخابات بذريعة إضرابات القضاة والمعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية.


بالموازاة، وعلى وقع أزمة الأفران وانقطاع الخبز من بعضها في ظلّ التهافت الكبير للمواطنين أمامها، احتفلت بعض الصحف المحلية بعودة السفير السعودي وليد البخاري والإفطار الذي أقامه في دارته في اليرزة، حيث جمع "السياديين" الذين لم يُصدّقوا أنفسهم وهم على مائدة "طويل العمر" بعد كلّ هذه المدّة.

لهجة هادئة للأمين العام لحزب الله

البداية مع صحيفة "الأخبار" التي أدرجت كلمة السيد نصر الله في عناوينها، وقالت "رغم اللهجة الهادئة التي طغت على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وضعت كلمته أمس أسس المقاربة التي ستحكم أداء الحزب وحلفائه في المعركة الانتخابية وبعد صدور نتائجها، وأكّدت أن الصراع مستمر مع السعودية التي أعلنت النفير الانتخابي مع عودة سفيرها إلى بيروت".

وأضافت "الأخبار": "بالتزامن مع الإفطار الذي استضافه وليد البخاري في منزله أمس، أكّد نصر الله في كلمة له حول آخر المستجدات أن من يخرّب العلاقات العربية هو «السعودية التي شنَّت حرباً مدمرةً على اليمن وعلى شعبه، قضى فيها عشرات الآلاف وخلقت أسوأ أزمة إنسانية على مدى 7 سنوات... ومَنْ فتح الباب على حرب كونية على سوريا واستخدم جيوشه لذلك»، مؤكداً في الوقت نفسه الترحيب بالهدنة في اليمن، «وما كنا نطالب به منذ البداية هو وقف الحرب والمجازر ولا أحد يسعى إلى استهداف السعودية». ووجّه «نصيحة للحكام في السعودية بأن لا تراهنوا على التفاوض مع آخرين غير المجلس السياسي اليمني الأعلى وحركة أنصار الله. والطريق الوحيد للحل السياسي هو التفاوض المباشر مع هؤلاء. ولا تنتظروا من أحد من أصدقائهم أن يضغط عليهم".

وفي الشأن الداخلي، نبّه نصر الله من أن «هناك جواً يُنقل عن السفارة الأميركية وبعض السفارات والجهات السياسية بأن الفريق السياسي الذي ننتمي إليه سيحافظ على الأغلبية النيابية أو سيحصل على ثُلثَي المجلس. وهناك حديث عن تأجيل الانتخابات لتحسين ظروف الفريق الآخر»، متهماً «السفارة الأميركية وقوى سياسية في هذا الفريق بالسعي إلى تعطيل الانتخابات» بذريعة إضرابات القضاة والمعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية.

ومن دون أن يتطرق إلى عودة سفراء الخليج إلى لبنان، وضع نصر الله هذه العودة في إطار انتخابي عندما أشار الى الإنفاق الانتخابي وشراء الأصوات ودخول المال بشكل مفاجئ كما حصل في انتخابات 2009، وإلى أن «الحديث عن حصولنا على الأكثرية، أو عن تأجيل الانتخابات، هو طمأنة مؤيدينا بأن لا حاجة إلى ذهابهم للاقتراع»، مشدداً على ضرورة الالتفات إلى ذلك والحضور الكثيف والفاعل إلى صناديق الاقتراع، و«يجب أن نشارك بالانتخابات بكل حماستنا وحضورنا وفعاليتنا في كل الدوائر مهما تحدثت استطلاعات الرأي». وشدّد على أن «هدفنا في هذه الانتخابات إنجاح مرشّحينا وإنجاح مرشّحي حلفائنا، ومن الطبيعي أن ندعم أصدقاءنا وحلفاءنا».

صحيفة "البناء" بدورها اهتمّت بكلام الأمين العام لحزب الله ووضعته في عناوينها، وأشارت الى أنه "في إطلالة مخصصة للشأن السياسي من بين الإطلالات الرمضانية العديدة، كشف السيد نصرالله، عن تجمّع معطيات لديه تشير إلى جدية فرضية السعي لتأجيل الانتخابات، موجهاً أصابع الاتهام إلى السفارة الأميركية وجماعتها بتحضير مناخ التأجيل، مشيراً إلى أن ذرائع كثيرة قد تتخذ مبرراً للتأجيل مثل إضراب المعلمين أو القضاة أو البعثات الدبلوماسيّة، كجهات معنية بالإشراف على العملية الانتخابية، مؤكداً التضامن مع المطالب المحقة لهذه القطاعات، داعياً الى تفويت استخدام هذه المطالب كذريعة لتمرير تخريب الاستحقاق الانتخابي. وبالمقابل حذر السيد نصرالله من أن تكون إشاعة تقارير وإحصاءات عن نتائج باتت محسومة لصالح التحالف السياسي الذي تنضوي المقاومة ضمنه، بهدف دفع جمهور هذا التحالف إلى الاسترخاء، مقابل العمل على شدّ العصب لدى الخصوم، وربما الاستعانة بتمويل بدأت مؤشراته، وربما تصل الى ما كانت عليه عام 2009 عندما تغيّرت وجهة الانتخابات والأغلبية فيها خلال أسابيع، ناقلاً عن مسؤول سعودي قوله للسيد نصرالله مباشرة أنهم دفعوا مالاً كثيراً في هذه الانتخابات".

وبحسب "البناء"، توقف السيد نصرالله أمام غياب البرامج عن طروحات خصوم المقاومة، رغم كثرة المشاكل التي يواجهها البلد وخطورتها، سائلاً أليس هناك سياسات مالية خاطئة تحتاج التغيير، وفساد يحتاج المكافحة، ونظام سياسيّ وإداري يحتاج الإصلاح، مضيفاً أن شعار إضعاف المقاومة أو مواجهتها أو نزع سلاحها هو شعار لم يتقبله اللبنانيّون الذين ينتظرون من القوى السياسية مقاربة الانتخابات بما يتناول المشاكل التي تضغط عليهم، وهو في الحقيقة مصمم لمخاطبة الخارج وليس الداخل، للقول للأميركي والسعودي والأوروبي إن أصحابه جاهزون لمواجهة المقاومة، أملاً بالحصول على الدعم السياسي والإعلامي والمالي بصورة خاصة.

احتفال بعودة "طويل العمر"

بالانتقال الى حفلة التطبيل لعودة السفير السعودي، رأت صحيفة "النهار" أن الحركة المتزايدة التي واكبت عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان إيذانا بعودة سائر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي عكست دلالات بارزة ومهمة تتجاوز اطار الحضور الخليجي عموما والسعودي خصوصا في مرحلة الانتخابات النيابية الى آفاق أوسع مدى تتصل بالسعي الفعلي الى إعادة التوازن المفقود الى المشهد اللبناني عربيا وإقليميا وداخليا.

ووفق "النهار"، اتضح هذا البعد من خلال الحركة الناشطة والسريعة للسفير السعودي وليد البخاري غداة عودته الى بيروت اولا عبر جولته امس على رؤساء الطوائف اللبنانية وثانيا من خلال "الجمعة" السياسية الكبيرة التي شهدها الإفطار الذي أقامه مساء في دارته في اليرزة، واما البعد الأهم فكان من خلال المباحثات المباشرة التي اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع البخاري قبل الإفطار والتي بدا من خلالها ان هذا التطور يضع الحكومة امام عودة السفراء الخليجيين في اطار ثابت من التزام التعهدات التي قطعها الرئيس ميقاتي بما ينفي عن العودة الطابع الظرفي او حتى الانتخابي العابر . وقد أشار ميقاتي بوضوح الى انه سيقوم قريبا بزيارة للمملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان ولكن فهم ان الزيارة ستكون لاداء مناسك العمرة.

سباق الانتخابات

من ناحيتها، اعتبرت صحيفة "الجمهورية" أن هناك سباقين يسيران متزامنين على خطّين متوازيين، وعلى نتائجهما ستُرسم معالم المرحلة الجديدة المُقبل عليها لبنان، بعد الانتخابات النيابية في 15 ايار المقبل، بمعزل عن النتائج التي ستنتهي إليها هذه الانتخابات.

الأوّل حكومي، حيث تُسابق حكومة نجيب ميقاتي نفسها في العمر المتبقّي لها حتى إعلان النتائج الرسمية للانتخابات النيابية، للاستثمار، أولاً على الانعطافة الخليجية الايجابية تجاه لبنان، وليس خافياً على الاطلاق انّ هذا الأمر يشكّل أولوية قصوى للحكومة ورئيسها. وثانياً، على باب المساعدات الدولية المشروطة، الذي فتحه صندوق النقد الدولي، وألزمَ الجانب اللبناني بالايفاء بالتزامات إصلاحية لا تخلو من الوجع، لا سيما على المستويات المالية والاقتصادية والادارية.

أمّا السباق الثاني، فهو المُحتدم على باب الإنتخابات النيابية، وعلى ما تؤشّر مرحلة التعبئة الجماهيرية التي دخلتها الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق، فإنّ الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخابات، التي صارت على بعد 32 يوماً، تُنذر بغليان كبير شامل لكل الدوائر الانتخابية الـ15، التي باتت تشكّل جميعها حلبات مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية، ويؤكد ذلك الخطاب السياسي المتبادل، وخصوصاً بين الجبهات الحزبيّة، التي بات همّها الاول وربما الوحيد الحفاظ على نسبة تمثيلها الحالية، وان قيّض لها ان تكون محظوظة وأسعَفتها الحواصل، ان تكسر تمثيل خصومها ولو بمقعد وحيد.

أزمة الأفران.. حلّ جزئي

في المقابل، ذكرت صحيفة "نداء الوطن" أن الرغيف العربي إنقطع فعلاً من الأفران أمس، ودخلت أزمة الخبز في دائرة الأزمة الحقيقية التي افتعلها المسؤولون بحجة "عدم المطابقة"، لكن سرعان ما بدأت تتحلحل المشكلة بعد إخلاء سبيل صاحب مطحنة الـ"تاج" بول منصور الذي كان موقوفاً لاستخدامه القمح والتصرف به قبل صدور القرار القضائي حول صلاحيته، رغم ان معضلة "مطابق أم غير مطابق" للقمح الذي دخل الى صوامع الـ"تاج" بقيت غير مفهومة في ظل التقارير المخبرية التي بيّنت أنه صالح للاستهلاك المحلي كما كانت قد أكّدت سابقاً وزارة الإقتصاد.


وكانت المطاحن الـ11 المتوقفة عن العمل استأنفت الى حدّ ما عملها مساء أمس وبدأت توزيع الطحين المدعوم على الأفران، بينما أكد نقيب أصحاب الأفران علي ابراهيم لـ"نداء الوطن" أنّ "الأزمة لم تحلّ بكاملها بل حلّت جزئياً وذلك بعد اتفاق حصل بين رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير المال يوسف الخليل (بحضور ابراهيم)، فتمّ تجهيز ورقة كان طلبها مصرف لبنان، وقّع عليها وزير المالية لتوفير الإعتماد، وأرسلت الى مصرف لبنان بعد ظهر أمس ليصار الى مراجعتها صباحاً من قبل المصرف المركزي".

من ناحيته، أكّد نقيب أصحاب الأفران في طرابلس والشمال طارق المير لـ"نداء الوطن" ان "المطاحن كانت بأكملها مقفلة ومتوقفة تضامناً بعد توقيف منصور". أما بالنسبة الى النتيجة التي خلص اليها القضاء حول ما اذا كان القمح مطابقاً أو غير مطابق لمعايير الإستهلاك، فلا تزال المسألة غامضة وخاضعة للتجاذبات بين الأفرقاء، اذ تبيّن في القرار القضائي كما أوضح المير "أن جزءاً منها مطابق وآخر غير مطابق، علماً أن مطحنة الـ"تاج" تغذّي 3 مطاحن بكمية 5 آلاف طن"، لافتاً الى أن "سائر المطاحن لديها الطحين المدعوم وبدأت الإفراج عنه للأفران".

واليوم أصبحت القضية في عهدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فإذا وقّع على ورقة الإعتماد وصرف الأموال المطلوبة، ستحلّ المشكلة خلال 48 ساعة، لكن ولغاية الساعة لا نزال ندور في "فلك" الأزمة و"سنبقى في حالة إرباك خلال 48 ساعة" كما أشار ابراهيم. في حين ترددت معلومات ليلاً تفيد بأنّ رئيس الحكومة ووزير المال طلبا من "المركزي" سحب مبلغ بقيمة 15 مليون دولار من حسابات "السحب الخاصة" بلبنان التي تم تحصيلها من صندوق النقد الدولي لتأمين حاجة السوق من القمح".

غياب الاستراتيجيّة السعوديّة تزيد من إرباك الحلفاء

أما صحيفة "الديار" فأفادت أنه "بعدما نجحت كل الاطراف في اخذ عنوان المعركة الانتخابية الى «مكان آخر» لا يمت بصلة الى واقع محاسبة من هو مسؤول عن افقار اللبنانيين وسرقتهم، وبعدما بات من المسلمات عودة معظم الوجوه «الكالحة» التي حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب» الى ساحة النجمة ومعها كل التسويات السياسية المفترضة التي لا امل في ان تحدث النقلة النوعية المطلوبة في بلاد تنتظر نضوج «الطبخة» الاقليمية والدولية لكي «تنتعش» او تغرق اكثر في «الكوما». وفيما اصطف اللبنانيون امام الافران الغارقة في ازمة طحين بعدما عجزت الحكومة كالعادة عن التفاهم مع مصرف لبنان على صيغة للافراج عن اموال الدعم، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتقدم الصفوف، ليس لشراء الخبز، وانما على مائدة السفير السعودي الوليد البخاري، فرحا ان البلاد «نورت» بوجوده، يعني»ما عاد مهم اذا بتجي الكهرباء»!

«النور» السعودي الذي «سطع» على المرجعيات الروحية، وفي الافطارات الرمضانية، «لن يغني ولن يثمن عن جوع»، حتى الان، هو تحرك في «الوقت الضائع» وجاء متاخرا، لكل المتأملين بان يكون الهدف منه «التقريش» على الساحة اللبنانية في مواجهة حزب الله. كل الحلفاء المفترضون مربكون حتى الآن، لم يفهموا لماذا غادر السفير مع نظرائه الخليجيون ولماذا يعودون «بالتقسيط»؟ عودة «الهواء المنعش» الذي تحدث عنه رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، لا يزال «لا جعجعة ولا طحين»، لا اموال، ولا استراتيجية دفاعية او هجومية، وكل من يواجه حزب الله انتخابيا يرغب في ان ينعم «بمظلة» المملكة في انتخابات بات التسليم بالهزيمة فيها يحتاج فقط الى اعلان رسمي بعدما نجح الحزب على «الورقة والقلم» في التمدد حيث اخلا السعوديين الساحة، ونجح اقله مؤقتا في ترميم العلاقة «الملتبسة» بين حلفائه الذين دفعت بهم خطاياهم المرتكبة عن «حماقة» او عن سابق تصور وتصميم الى شيء من التواضع ووقف «تكبير الرأس»، واليوم كل الحلفاء عادوا الى الارتماء في «احضان» الحزب وسيكون حيث يجب ان يكون رافعة لهم لمحاولة تقليل الخسائر وتامين الاغلبية الوازنة ضمن استراتيجة «منربح» الانتخابات، وغدا يوم آخر...! لكن دون الغاء احد، او السعي للثلثين، او الركون «للدعاية» بان الانتخابات محسومة، كما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي حذر من «المال الانتخابي» وارجا الحديث عن «الانهيار» الامني في "اسرائيل" التي شهد قادتها على فوضى امنية غير مسبوقة.

إذلال المواطن

وتحدّثت "الديار" عن أزمة الرغيف، فقالت "لأن العادة هي أن تأتي الحلول متاخرة، دفع المواطن الثمن مزيدا من «الاذلال»، وهذه المرة من «بوابة» رغيف الخبز، «فالكباش» بين الحكومة ومصرف لبنان المستمر منذ نحو عشرة ايام لم يجد طريقه الى الحل بالامس، فاقفلت بعض الافران، وقننت اخرى في بيع الخبز، فحصل «الهلع» المعتاد ووقف الناس في «طوابير» خوفا من انقطاع «لقمة العيش». وبعد اعلان الافران ان الطحين يكفي حتى بعد ظهر اليوم، جاءت الانفراجة من خلال قرار النيابة العامة التمييزية التي اخلت سبيل احد اصحاب كبار المطاحن وسمحت بعودة تشغيلها، ففتحت المطاحن ابوابها، لكن الكمية المتوفرة لا تتعدى الـ 20 الف طن وهي تكفي لاسبوع واحد. وهذا يستدعي الى الاسراع لحل المشكلة بين الحكومة ومصرف لبنان الذي لا يزال يرفض تسديد الاموال لشراء القمح دون التوقيع على قانون الاستقراض الذي يحتاج الى مشروع قانون من مجلس الوزراء وتصويت في مجلس النواب، وهذا يتطلب وقتا طويلا. ووفقا لمصادر مطلعة، وبعد نحو اسبوع من «المماطلة» تتجه الامور نحو حل «وسطي» يقضي بتوقيع عقد «دين ظرفي» بين الحكومة و «المركزي» في الساعات المقبلة، تسمح بالمس بالاحتياطي الالزامي وتضمن ان تعيد الدولة الاموال، لاستيراد القمح والادوية!

اتحاد نقابات المخابز والأفران

إقرأ المزيد في: لبنان