لبنان
المجلس الشيعي الأعلى: لإعلان حال طوارىء اجتماعية
عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعا بهيئتيْه الشرعية والتنفيذية برئاسة الشيخ علي الخطيب النائب الأول لرئيس المجلس، الذي استهل الجلسة بتهنئة اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول شهر شعبان المبارك ومولد الأئمة (ع)، سائلًا المولى عز وجل أن "يحمل شهر رمضان الخير والبركة لكل المؤمنين، وينعم وطننا بالرخاء والأزدهار، وقد تجاوزنا الازمات التي تعصف بلبنان والمنطفة".
وأكد الخطيب "استمرار مسيرة المجلس على خطى سماحة الامام المؤسس السيد موسى الصدر ورؤاه الوطنية والايمانية والانسانية، التي تجسدت بكل امانة ومسؤولية في مسيرة رفيقي درب الامام الصدر الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين والامام الشيخ عبد الامير قبلان. وانطلاقا من هذه الرؤى والتطلعات، فإننا نقارب التطورات والاحداث في مواقفنا ونحرص على الانفتاح والحوار بين المكونات الوطنية لتحقيق الاصلاح السياسي و العدالة الاجتماعية، ورفع الظلم والحرمان عن كل المواطنين ليكون لبنان وطن العدالة والمساواة لكل بنيه في ظل دولة القانون والمؤسسات".
وتطرق الى "خطورة الاوضاع الاقتصادية وتفاقم معاناة المواطنين المعيشية في ظل تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية، التي تستدعي اعلان حالة طوراى اجتماعية، تتضافر فيها جهود الحكومة والقوى السياسية للتخفيف عن كواهل اللبنانيين الذين باتوا بأغلبيتهم فقراء يعانون من غلاء الاسعار والتضخم والاحتكار بعد أن انهكتهم السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية الخاطئة والفساد المتراكم وحجز المصارف لودائعهم، فضلا عن الحصار والعقوبات والتدخلات الأميركية التي تضر بكل اللبنانيين".
وأكد أن "المجلس على عهده في احتضان القضايا العربية والاسلامية، ولا سيما نصرة القضية الفلسطينية، وهو يتمسك بالمعادلة الوطنية (الجيش والشعب والمقاومة) التي حمت لبنان، وعدم التفريط بحقوقه في تحرير أرضه وثرواته، وبنهجه المقاوم للتطبيع مع الكيان الصهيوني".
بيان المجتمعين
وفي بيان صادر عن المجتمعين تلاه عضو الهيئة التنفيذية في المجلس الوزير السابق عدنان منصور، توجه المجلس الى السلطات المعنية وفي طليعتها الحكومة، باستنفار طاقاتها وتحمل مسؤولياتها لاتخاذ خطوات انقاذية سريعة تلجم الاحتكار وتكافح الفساد وتوفر الكهرباء ومقومات العيش الكريم للمواطنين، فتنجز البطاقة التمويلية، وتزيد من تقديماتها ومساعداتها الاجتماعية للمرضى والمحتاجين وتنصف العاملين في القطاع العام، وأكد ضرورة أن تكون الموازنة خالية من الضرائب والرسوم التي تطال الفئات الشعبية الفقيرة والمحتاجة وأن تكون موازنة اصلاحية.
وأشار المجلس الى موقفه الثابت بإنجاز الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية، ودعا الى المشاركة الكثيفة في الاقتراع من منطلق الواجب الوطني في اختيار ممثلي الشعب اللبناني لمرشحين يعبرون عن تطلعات وخيارات اللبنانيين، محذّرًا من الرشى الانتخابية واستغلال اوضاع الناس المعيشية وبخاصة استغلال الهبات الخارجية لمآرب انتخابية.
وشدّد على أهمية الحفاظ على كامل الحقوق الوطنية البرية والبحرية من خلال تحرير الثروات النفطية والغازية من القرصنة الاسرائيلية، وعدم حرمان لبنان والأجيال القادمة من هذه الثروات، وبشكل لا يؤدي إلى التطبيع مع كيان العدو.
وأكد المجلس أن المقاومة التي أسسها الامام السيد موسى الصدر دفاعا عن لبنان وكل اللبنانيين، أصبحت اليوم ضمانة وطنية لحفظ سيادة لبنان وثرواته وردع العدوان عنه، وأن التحريض عليها يخدم أهداف العدو الاسرائيلي المتربص شرا بلبنان، وكما حقق لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه الانتصارات الكبرى في مواجهة الارهاب الصهيوني والتكفيري، فإنه سينتصر على الحصار والعقوبات وسيفشل مكائد اعدائه.
وأهاب بالقضاء القيام بمسؤولياته بعيدا من التسييس والاستنسابية، خصوصا في قضية انفجار مرفأ بيروت، التي طالب بكشف حقيقتها ومحاسبة المتورطين أيا كانوا، وفي قضية الجريمة النكراء التي ارتكبتها عصابات مسلحة ضد المحتجين في الطيونة وأدت الى سقوط شهداء مظلومين وجرحى أبرياء.
المجلس أدان بشدة الاعتداءت الصهيونية المتكررة على الاراضي السورية والتي تأتي بالتزامن مع الاعتداءات التي تقوم بها الجماعات التكفيرية، وفي الوقت نفسه حيّا الشعب الفلسطيني على صموده في وجه الاعتداءات الصهيونية على مدنه وقراه.
وأدان المجلس بشدة التفجير الارهابي التكفيري لمسجد بيشاور الذي انتهك حرمة الانسان والمقدسات، وعزّى حكومة باكستان وشعبها العزيز بالشهداء، ودعاهم الى حفظ وحدتهم الوطنية والاسلامية وعدم الانجرار وراء الفتنة المذهبية التي تسعى اليها العصابات التكفيرية التي يعتبرها المجلس بؤرة شيطانية سرطانية ينبغي العمل على استئصالها".