لبنان
الشيخ قاسم: مقاطعة الانتخابات هي خدمة للخصوم والأعداء
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "حزب الله من أكثر المتحمسين لإجراء الانتخابات النيابية، كي يقول الناس كلمتهم ويحددوا خياراتهم، وننتقل من هذه المرحلة الصعبة والمتوترة إلى مرحلة جديدة".
وفي كلمة له خلال احتفال أقيم لمناسبة ولادة الإمام علي (ع) في مدرسة الإمداد بزقاق البلاط، قال الشيخ قاسم :"إنّ المرحلة المقبلة سنفتح فيها آفاقا يختار خلالها ممثلو الشعب بعد الانتخابات شكل الحكومة وطبيعة الرئاسة وكيفية المتابعة، ويدخلون في مناقشة الخطط المختلفة التي تؤدي إلى التعافي والاستقرار".
وشدد سماحته على أننا "واثقين بأن الناس سيصوتون للنواب الذين سنحددهم ونختارهم، لأننا من الناس ومع الناس، نقف مع شعبنا ويقف شعبنا معنا، ويثق شعبنا بأننا نمثله ونخدمه ونقدم له كل ما يتطلب في هذه الحياة، كجماعة نتآرز مع بعضنا ولا نتكابر لنعالج الكثير من المشاكل التي تحيط بنا".
وذكر أن "أخصامنا في السياسة وفي الانتخابات يعلمون أنه لا يمكن أن تُنقل البندقية من كتف إلى كتف ولا يمكن أن يقدم الناس أصواتهم وإن كانوا غاضبون أو كان لديهم أي ملاحظات"، مضيفًا أن "أخصامنا يدعون الناس لكي يمتنعوا عن الذهاب إلى الانتخابات، لخفض الحواصل الانتخابية فيحققوا الفوز في بعض المقاعد".
وأكد ضرورة أن "نتوجه جميعنا إلى صناديق الاقتراع، شباب وشابات وكهولًا ورجالًا ونساءًا من دون أي استثناء.. كل المبررات مرفوضة في التمنع عن الانتخابات، وكل الملاحظات التي يمكن أن تزعج بعض الأشخاص يمكن أن نقولها للمعنيين ويمكن إيجاد الحلول أو التعاون بطريقة معينة"، وقال :"إنّ عدم النزول إلى الانتخابات يكون بمثابة خدمة للخصوم والأعداء، لأن اليوم كل الرهان على هذه الانتخابات، وهم يعتبرونها انتخابات مفصلية في كل لبنان، وبالتالي علينا أن ننتبه حتى نحقق الأهداف المطلوبة".
وأضاف الشيخ قاسم: "لاحظوا جماعات المجتمع المدني من أتباع السفارة الأميركية دائمًا يتحركون ضد حزب الله، ويوجهون سهامهم انتقادًا لسلاحه، وأسألهم: قولوا لي ماذا قدمتم للناس من خدمات حتى يختاروكم؟ ثم أنتم يا جماعة السفارة هل أمركم بيدكم حتى تأخذوا مواقع في هذا البلد؟ أو أنكم تريدون التربع في مسؤوليات لتكونوا أدوات مباشرة للمشروع الأميركي "الإسرائيلي" الذي يخدم الأعداء ولا يخدم الوطن ولا المواطنين؟ هل رأيتم برنامجا سياسيا عند جماعة المجتمع المدني من أتباع السفارة الأميركية؟ هل رأيتم برنامجًا انتخابيًا فيه الاقتصاد وكيفية التعاطي مع واقع البلد كخطة يعرضونها على الناس لينتخبونهم على أساسها؟".
ولفت إلى أن "كل أدوات هذه الجماعات هي عدة يافطات وقليل من المحاضرات وتثقيف وعمل إعلامي على التلفزيونات فقط"، وقال: "أيمكننا أن نفهم لماذا يفعلون ذلك، لأن حزب الله شوكة بعين أميركا و"إسرائيل"، ولأنه نجح في تحرير الأرض وطرد التكفيريين، وفي خدمة الناس، والمساعدات الاجتماعية، والوقوف بوجه كل الانحرافات التي كانت تحصل في هذا البلد، هم لا يريدون حزبًا يريد استقلالا وسيادة لأن هذا يعيق مشروع "إسرائيل"".
وقال إن "رئيس حكومة العدو الصهيوني يزور البحرين، وهذا عمل خيانة بامتياز من قادة هذا البلد، وإذا كانوا يعتقدون أن هذا التطبيع يحميهم من واجباتهم تجاه شعبهم وتجاه الحقوق المهدورة فهم مخطئون، وإذا كانوا يعتقدون أن "إسرائيل" ستعطيهم شيئًا فهم مخطئون"، مضيفًا :"إنّ "إسرائيل" تأخذ ولا تعطي، وتجعل البلد مطية ولا يمكن أن يكون قادرًا على الحركة، وها هي تجربة العدو موجودة عندما جرى احتلال فلسطين وعاثوا فسادًا فيها، وهم الآن يريدون امتلاك كل الأرض بالقتل والأسر والعذابات وقتل الأطفال، هذه هي "إسرائيل"".
وختم الشيخ قاسم قائلًا :"إنّ البحرين يرتكب جريمة تاريخية بهذا التطبيع، هو ودول الخليج التي طبعت أو تريد أن تطبّع، وإذا ظنوا أنهم ربحوا فسيكتشفون قريبًا أنهم خسروا، خسروا في الأرض وخسروا في السماء، وخسروا عند شعوبهم وضمائرهم، والنصر دائمًا للشرفاء والأحرار والمقاومون إن شاء الله تعالى".