لبنان
"هبة" تنحسر وأضرارٌ في المناطق الداخلية
انحسرت العاصفة الثلجية "هبة" في يومها الثاني، مخلّفة وراءها طبقات من الجليد بسبب تدني درجات الحرارة، فيما تراجعت حركة السير على الطرقات الدولية والرئيسية وعلى المرتفعات.
البقاع
في البقاع، بسط الثلج رداءه الأبيض الناصع على كامل المنطقة الشمالية والهرمل بفعل العاصفة الثلجية "هبة"، وتساقطت الثلوج على ارتفاع 600 متر وما فوق عن سطح البحر وسط تدن كبير في درجات الحرارة.
وجراء تراكم الثلوج، قُطعت جميع الطرقات الجبلية أمام المركبات بانتظار أن تعمل الجرافات على فتحها وفكّ عزلة البلدات والقرى فور انحسار العاصفة، أمّا الطرقات الرئيسية والداخلية فهي سالكة لسيارات الدفع الرباعي او تلك المجهزة بسلاسل معدنية.
والتزم الأهالي منازلهم بعد تأمين احتياجانهم من المازوت والخبز والمواد الغذائية، فيما عاد أمس التيار الكهربائي إلى معدل الثلاث ساعات في اليوم بالإضافة إلى الاتصالات الخليوية عبر شبكتي الفا وتانش والانترنت.
البقاع الغربي
وتزيّنت بلدات وقرى البقاعين الغربي وراشيا بالثلوج بعد ليلة حافلة شهدتها المنطقة أمس، إلّا أن الطقس حاليا هادئ نسبيا مع تدن بسيط في درجات الحرارة.
وقطعت الثلوج كافة الطرقات الرئيسية والداخلية حتى الساعة في المنطقة، بسبب تكون طبقة من الجليد، ما دفع الاهالي إلى التزام منازلهم وتعطلت الاشغال وحركة السير والمدارس.
وعملت فرق الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الاسلامية على مساعدة السيارات العالقة بين منطقتي البقاع الغربي والجنوب (كفرحونة - مشغرة)، كما قدمت اللجان الاجتماعية والخيرية في حزب الله في المنطقة المساعدات للعائلات الفقيرة والمتعففة وأمنت المحروقات لبعض هذه العائلات.
الشمال
وغطت الثلوج التي تساقطت بكثافة ليل أمس مختلف بلدات وقرى الضنية ابتداءً من المناطق التي يزيد اإرتفاعها على 300 متر فوق سطح البحر، ولامست مناطق الساحل في المنية والبداوي وديرعمار وبحنين، حيث تساقطت ثلوج ممزوجة بالأمطار.
وتسبّبت الثلوج بقطع الطرقات الرئيسية والفرعية في الضنية، حيث تعذر مرور السيارات إلا للمركبات المجهزة بسلاسل معدنية أو سيارات الدفع الرباعي، في حين بدأت ورش تابعة للدفاع المدني ووزارة الأشغال واتحاد بلديات الضنية والبلديات بإعادة فتح بعض الطرقات وإزالة الثلوج المتراكمة عليها.
وأغلقت جميع المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة في الضنية أبوابها لليوم الثاني على التوالي بسبب رداءة الطقس واستحالة وصول الأساتذة والتلاميذ اليها، وسط برد قارس أدى صباحًا إلى تشكل طبقة من الجليد في المناطق الجبلية المرتفعة.
الجنوب
العاصفة "هبة" التي وصلت أمس، أجبرت الجنوبيين على المكوث داخل منازلهم بسبب برودتها القاسية، في حين تساقطت الثلوج في القرى التي يزيد ارتفاعها عن 600 متر وما فوق بعد غياب لعدة سنوات.
وقد عملت البلديات بالتعاون مع الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية على فتح العديد من الطرق المغلقة، إلا أن اتحاد بلديات جبل الريحان دعا ليلا في بيان توجه به للمواطنين الى عدم سلوك طريق عرمتى - كفرحونة بسبب المعاناة التي يتكبدها عناصر الدفاع المدني والهيئة الصحية والاتحاد في إنقاذ السيارات العالقة في الثلوج.
وحرصًا على سلامة المواطنين، أعلن الدفاع المدني في الهيئة الاسلامية عن الاستنفار والجهوزية الكاملة لمساعدة أهلنا عند اي طارئ وتقديم ما يلزم خصوصا في المناطق الجبيلة.
وشدد على ضرورة التبليغ عن الطرق المقطوعة بفعل الثلوج او وقوع أية حوادث قد تحصل جراء العواصف والاتصال بها على أرقامه.
وفي القرى الساحلية، تساقطت الامطار نهارا بغزارة وتحولت احيانا الى حبات برد ترافقت مع حالات برق ورعد، ما زاد من منسوب الانهر والسواقي.
صيدا
وتسبّبت العاصفة بأضرار في القطاعات الزراعية والاقتصادية والتجارية والسياحية وفي شبكتي الكهرباء والطرقات في مدينة صيدا، مترافقة مع موجة صقيع وتدنٍّ في درجات الحرارة.
وما زاد من معاناة المواطنيين، انقطاع التيار الكهربائي بسبب سرعة الرياح وتعذر اصلاح الأعطال ليلا، ناهيك عن برنامج التقنين الذي يعتمده بعض اصحاب المولدات الخاصة في العديد من احياء صيدا.
ولا تزال حركة الملاحة متوقفة في مرفأ صيدا، وبقيت البواخر التي افرغت حمولتها داخل المرفأ ريثما تهدأ العاصفة.
أمّا الصيادون فتوقفوا عن مزاولة مهنتهم، وعملوا على سحب مراكبهم الى داخل حرم الموانئ المخصصة لهم خوفا من تضررها.
وتسبّبت الأمواج العالية والرياح القوية بتضرر عدد من الخيم والأكشاك على طول الشاطئ الجنوبي، خصوصا تلك المقامة على الكورنيش.