لبنان
الرئيس عون عشية عيد الاستقلال: اجعلوا من صندوق الاقتراع سلاحًا ضد الفاسدين
توجه الرئيس ميشال عون بكلمة الى اللبنانيين في عيد الإستقلال ، معتبرًا أن أربعين بالمائة من عمر هذا العهد مرّت من دون حكومة بعد تعثر عمليات التشكيل جراء عقبات مصطنعة وصدامات ما أدى الى تأخير المعالجات وتفاقم الأزمات، مضيفًا أن الاستقلال للمواطن هو بحاجة الى نضال يومي للحفاظ عليه واستعادة ما خسرناه للخروج من واقع مرهق يتخبط به وطننا وشعبنا، والى تعاون صادق بين جميع مكونات الوطن جماعات وأفراداً.
ولفت الى أن هناك إشارات إيجابية بدأت تلوح للتوصل الى اتفاق يضمن مصلحة لبنان وسيادته على مياهه وثرواته الطبيعية، ويؤدي الى استئناف عملية التنقيب عن النفط والغاز، معتبرًا أن هموم الداخل لا يمكن أن تنسينا المواجهة الحقيقية من أجل الدفاع عن سيادتنا وتحرير الباقي من أرضنا وحماية حقوقنا في مياهنا، وكان خيارنا ولا يزال التفاوض غير المباشر لترسيم حدودنا البحرية الجنوبية.
وأضاف أن الاستقلال للدولة هو قرارها الحر وحماية مصلحة الوطن مع المحافظة على أفضل العلاقات مع جميع الدول؛ أما الاستقلال للمواطن فهو مؤسسات دولة قادرة وموثوقة تحميه وتؤمن له حقوقه، ويؤمّن لها ما عليه من واجبات.
ورأى أن لبنان واللبنانيون دفعوا غالياً ليتحوّل الاستقلال من ذكرى الى عيد، ومن حقّنا لا بل من واجبنا جميعاً أن نتمسك به، ونسعى لتحصينه، إذ يطل علينا العيد الثامن والسبعون لاستقلال لبنان، والوطن لا يزال غارقاً في بحر من الأزمات المتلاحقة، تمنعنا من عيش فرحته، ولكن لا يمكنها أن تمنعنا من عيش معانيه
وقال إنه وعشية ذكرى الاستقلال، ليكن إيمانكم بوطنكم أكبر من أي تشكيك، فهذا الوطن واجه عبر تاريخه محطات ونكبات شتى وخرج منها معافى لا بد أن يسلك مرة جديدة مرة جديدة درب التعافي مهما بلغت الصعوبات.
وأردف: حاذروا خطاب الكراهية الذي يستعر مع اقتراب المواسم الانتخابية، حاذروا الترويج الذي يتولاه بعض الاعلام لزرع الشقاق وضرب الثقة بين بعضكم البعض وتذكروا أنكم أبناء وطن واحد، وأنكم بعد إقفال صناديق الاقتراع ستعودون للعيش معاً وعليكم أن تبقوا حزمة واحدة متماسكة للعمل من أجل إنقاذ لبنان. أعيدوا ثقتكم بدولتكم ومؤسساتها، لأن لا بديل عنها، والذين يراهنون على سقوطها ويفرحون به إنما ينحرون الوطن وأهله.
كما قال: أيها اللبنانيون لا تدعوا اليأس يتسلل الى قلوبكم. أنا أعيش معكم حجم معاناتكم وأسعى جاهدا للتخفيف منها، وفي اقتناعي أن بداية الحل هو بالتعاون مع المؤسسات الدولية وقد بدأ التحضير له، ومع تنظيم المداخلات مع هذه المؤسسات تبدأ المرحلة العملية وتكون البداية الفعلية للخروج من الأزمة
وتابع: أيها العسكريون، المحافظة على الأمن والاستقرار دوركم اليوم وكل يوم، وكلي إيمان بأنكم كنتم وستبقون دوماً صمام الأمان وموضع ثقة مواطنيكم. أنتم من هذا الشعب وأنا منكم، وأعرف جيداً أوضاع المؤسسة وتداعيات الأزمة الاقتصادية والمعيشية عليها والتي مهما اشتدت لن تستطيع النيل من التنشئة والعقيدة لديكم، وستواصلون تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقكم مهما تضاعف ثقلها
كما أضاف أن رسالتي اليوم إليكم: قريباً ستتاح لكم فرصة للتغيير، إجعلوا من صندوق الاقتراع سلاحكم ضد الفساد والفاسدين ومن تربّوا على نهجهم، بعد أن ثبت، وعلى مرّ السنوات الثلاثين الماضية، أنهم متجذّرون عميقاً، ومحصنون بشتى الخطوط الحمر، وراقبوا جيداً واعتلموا المعرقلين بعد سقوط الأقنعة، هي منظومة الفساد إياها، وأمامكم قريباً فرصة لإيقافها فلا تهدروها..!
واعتبر الرئيس عون أنه، لا زال بإمكان القضاء اليوم أن يأخذ المبادرة إن استطاع أن ينأى بنفسه عن كل المداخلات ويلتزم النصوص القانونية التي ترعى عمل السلطة القضائية واستقلاليتها وتصحح أي شطط ممكن أن يعترض أداءها.
وليتذكر الجميع، سياسيين وروحيين وقضاة أنه إذا كان القضاء بخير فالوطن بخير
ورأى أن الفساد المتجذر بكل مفاصل الدولة يسعى أربابه بالتكافل والتضامن لضرب أي محاولة للإنقاذ، وما حصل ويحصل في التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان هو خير شاهد على ذلك
إن التدقيق الجنائي هو الإجراء البديهي الذي يشكل انطلاقة لأي عملية إصلاحية في مختلف مرافق الدولة ولكشف أسباب الانهيار وتحديد المسؤوليات تمهيداً للمحاسبة واسترداد الحقوق
الانتخابات هي فرصتكم وفرصة الوطن الحقيقية، فلا تسمحوا لهم أن يعودوا بأقنعة جديدة وبأثواب مستوردة، وبمال سياسي لا خير فيه ولا منّة منه، بل كل سوء في ضرب صدقية الانتخاب ومحاولة السيطرة على مفاصل الحكم بخاضعين لإرادات خارجية
ولفت الالى أنه قد تعرّض التدقيق الجنائي لشتى أنواع العراقيل منذ ما قبل إقراره في مجلس الوزراء وحتى اليوم، وكنا نفككها تباعاً، عقدةً عقدة
يا قضاة لبنان، هذه المعمعة الاتهامية التي باتت تهدّد في بعض مفاصلها الاستقرار وحتى السلم الأهلي، ما كانت لتحصل لو لم يتقاعس قضاؤنا وقام بواجباته، ولو رُفعت يد السياسيين وغير السياسيين عنه، ولو تعززت استقلاليته بقانون لم يرَ النور بعد، والاتهامات كثيرة وكذلك المتهمون... الجميع نصّب نفسه قاضياً ومدعياً ومحامياً، الجميع يتهم والجميع متهم
كما تابع: أيها اللبنانيون،أنتم تريدون المحاسبة، ودوماً تطرحون السؤال البديهي "لماذا لم يوضع أحد وراء القضبان بعد"؟ لم يوضع أحد وراء القضبان بعد لأن المحاسبة هي للقضاء، وما خلا ذلك اتهامات إعلامية قد تصيب وقد تخيب، ولا يمكن لأحد أن يدخل السجن من دون حكم قاضٍ، والاتهامات كثيرة وكذلك المتهمون... الجميع نصّب نفسه قاضياً ومدعياً ومحامياً، الجميع يتهم والجميع متهم
واشار الى أنكم أنتم تريدون المحاسبة، ودوماً تطرحون السؤال البديهي "لماذا لم يوضع أحد وراء القضبان بعد"؟، لم يوضع أحد وراء القضبان بعد لأن المحاسبة هي للقضاء، وما خلا ذلك اتهامات إعلامية قد تصيب وقد تخيب، ولا يمكن لأحد أن يدخل السجن من دون حكم قاضٍ
إني أتابع السعي لحل الأزمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج ، وآمل أن يكون الحل قريباً
وقال الرئيس عون: أعود وأؤكد على موقف لبنان الحريص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة لا سيما منها دول الخليج، انطلاقاً من ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن أن يصدر عن أفراد وجماعات خصوصاً وأن مقتضيات النظام الديمقراطي في لبنان تضمن حرية الرأي والتعبير.
واستجدت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج أدت الى اهتزاز العلاقات بينها وبين لبنان والى تداعيات سلبية على عدة صعد بما فيها الواقع الحكومي.
ورأى أن المخرج من الأزمة الحكومية ليس بمستعصٍ، وقد أوجده لنا الدستور وتحديداً في الفقرة "ه" من مقدمته التي تنص على أن النظام اللبناني قائم على مبدأ الفصل بين السلطات
والتزمَت الحكومة برنامجاً واقعياً يضع لبنان على طريق الخروج من النفق، وما إن بدأت تتلمس طريقها حتى توقفت بفعل أزمة مستجدة اختلط فيها القضاء بالأمن بالسياسة
اعتبر أنه بعد مخاض عسير وفي ظروف ضاغطة ولدت حكومة "معاً للانقاذ" وكانت التحديات أمامها ضخمة وشائكة، أزمة مالية ونقدية غير مسبوقة وأزمة معيشية وصحية خانقة، ضمور اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والهجرة والفقر.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024