معركة أولي البأس

لبنان

لبنان يحترق.. وبرّي: طبّقوا الدستور والقانون
15/11/2021

لبنان يحترق.. وبرّي: طبّقوا الدستور والقانون

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت بالحرائق التي اشتعلت في أكثر من منطقة، والتي أتت على مساحات كبيرة من الأراضي الحرجية وهددت السكان في بعض الأحيان.
أجواء الحرائق لم تغب عم مواقف لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي دعا للتحقيق في الحرائق وتعيين مأموري الأحراش، لافتًا إلى أن الطائفية هي أخطر الحرائق في البلاد، كما دعا لتطبيق الدستور والقانون وذلك ما يسيّر أمور المواطنين في الشكل المطلوب وينعكس إيجابا على الحكومة ومعاودة جلساتها وانطلاق عجلة المؤسسات.

 

"الأخبار": لبنان يحترق... بنار أبنائه

اشتعل لبنان في عطلة نهاية الأسبوع مع هبوب الرياح القوية الساخنة وتأخّر موسم الأمطار. وكما في كل حريق، أتت النيران على مزيد من المساحات الحرجية وكشفت العجز الرسمي في مواجهة الكوارث.

منذ فجر السبت، شبّت النيران في وادي العزية ــــ زبقين (قضاء صور) وامتدت باتجاه المنصوري وبيت ليف، وصولاً إلى مروحين، مروراً بعدد من بلدات صور. وفي مقلب آخر، اندلعت النيران في بلدات صير الغربية والزرارية والقصيبة بين الزهراني والنبطية. ولم تكد تنطفئ نيران الجنوب حتى اندلعت بين السبت وأمس الأحد، في عدد من بلدات إقليم الخروب وجرد جبيل والبترون وعكار وزحلة والشوف وعاليه وبعبدا وزغرتا والبقاع الغربي وجبال الريحان في جزين والزهراني. الحريق الأكبر سجل عصر أمس في أحراج بيت مري والمونتيفردي. وكانت المديرية العامة للدفاع المدني قد نشرت خريطة للمواقع التي يحتمل اندلاع الحرائق فيها. بين الساحل وسفوح سلسلة جبال لبنان الغربية من الجنوب إلى الشمال، كانت الاحتمالات مرتفعة بين شديدة ومرتفعة جداً ومتوسطة. توقعات الدفاع المدني أصابت. حرائق بالجملة لم تقو إمكانات فرق الإطفاء المتواضعة على إخمادها بسرعة. طوافات الجيش ساهمت في إخماد النيران في صور وبيت مري. وحظيت بمؤازرة من طوافات اليونيفيل جنوباً. مؤسسة مياه لبنان الجنوبي وضعت محطاتها وآبارها بتصرف فرق الإطفاء.
الحرائق المتنقلة في الجنوب أتت على مساحات زراعية واسعة قدّرت على نحو مبدئي بحوالى ثلاثمئة ألف دونم من الأشجار الحرجية المعمّرة وأعشاب برية وأشجار زيتون وموز وحمضيات. وتسببت باحتراق أربعة منازل سكنية في بلدة شحور وإصابة سبعة أطفال باختناق بسبب كثافة الدخان الذى غطى المنازل في أحد الأحياء السكنية المجاورة للحريق.

حرائق الجنوب أتت على 300 ألف دونم من المساحات الزراعيّة

غرفة عمليات وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور أكدت لـ«الأخبار» إصابة عشرة عناصر من الدفاع المدني اللبناني والهيئة الصحية الإسلامية وجمعية الرسالة للإسعاف الصحي بجروح طفيفة وقد عولجوا ميدانياً. كما أدى انفجار قنبلة عنقودية في خراج بلدتَي رامية وبيت ليف الى إصابة عنصر في الهيئة الصحية الإسلامية بجروح طفيفة.
حصيلة خسائر الحرائق في المناطق لم تحسم بعد. لكن الأسباب حسمت. وزير البيئة ناصر ياسين، الذي تفقّد حرائق صور طوال يوم السبت، لفت الى أن «الحرائق بعضها بسبب الإهمال وبعضها مفتعل». بدوره، المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار قال إن «المواطنين لا يتقيدون بالإرشادات لحماية الأحراج والمزروعات من الحرائق».
وحمّل رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان باسم شرف الدين مسؤولية حرائق أحراج الريحان وعرمتى للأهالي. وقال: «يجب أن يكون هناك وعي وإدراك لدى أهلنا الذين هم شركاء في المسؤولية، فأيّ حريق هنا أو هناك في هذا الطقس، وفي أماكن فيها ثروات حرجية أو مساحات من الأعشاب، سببها قيام بعض الأشخاص بتشحيل الأشجار أو بحرق الأعشاب، وهو ما يتسبّب بما نحن به اليوم».

وعلمت «الأخبار» أن وزير الزراعة عباس الحاج حسن والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير سيتفقدان مواقع الحرائق في منطقة صور برفقة نواب القضاء. وفيما دعت النائبة عناية عز الدين الى «إنصاف متطوّعي الدفاع المدني من خلال تثبيتهم وإلى تقديم التعويضات للمتضررين ومعالجة الأراضي الزراعية والحرجية المتضررة»، شدد النائب حسن عز الدين على «ضرورة فتح تحقيق لكشف أسباب الحرائق وبخاصة أن الظروف المناخية الحالية وإن كانت عاملاً مساعداً على تمدّد النيران، إلا أنها لا تشكل عاملاً مسبباً لها».

 

"النهار": ردّ بري على شلل المؤسسات: طبّقوا الدستور والقانون

في خضم الأحداث والأزمات السياسية والقضائية والمعيشية التي سقطت على رأس حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتوقف انعقاد جلساتها الوزارية قبل تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي في موضوع حرب اليمن والمطالبة باستقالته، كثرت الاسئلة عن سر سكوت رئيس مجلس النواب نبيه بري وصيامه وما يمكن ان يفعله لاطفاء الحرائق السياسية المشتعلة في الداخل والتي امتد شعاعها إلى الخارج، ولا سيما مع اصرار السعودية واكثر من دولة خليجية على استقالة قرداحي. ويردّ فريقه السياسي هنا عن الضمانات التي يمكن تحصيلها قبل توجه الرجل إلى خيار الاستقالة إذا استجاب له. ووسط هذه الالغام التي تعترض الحكومة لم يقف بري في موقع المتفرج، لكن يبدو هذه المرة انه بات من الصعب التوصل إلى مخارج في لحظة رفع سقوف الطلبات والشروط من هنا وهناك. وبعدما قال بري كلمته في القضاء وتقديمه جملة من الملاحظات على اداء المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، اكد اكثر من مرة ان محاكمة المدعى عليهم من الرئيس حسان دياب والنواب علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق والوزير السابق يوسف فنيانوس تتم امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وانه لا يتساهل بقضية تفجير المرفأ والجروح التي خلّفها، مع اشارته الدائمة إلى أن من حق اهالي الضحايا الذين سقطوا وكل اللبنانيين معرفة كامل حقيقة مع حصل من دون تغطية اي مقصّر وفي اي موقع كان. ويبقى لسان حال بري في زحمة الكباش القضائي الدائر أنه لن يتراجع ولن يسلّم بتخطي أسس القضاء والقفز فوق مندرجاته.

وردا على سؤال لـ"النهار": أين رئيس المجلس من كل ما يحدث وما يؤخر التئام جلسات مجلس الوزراء حيث تتكدس الملفات على طاولته؟ من دون مقدمات يرد بري: "انا مع تطبيق القانون والدستور لا زيادة ولا نقصان. وأدعو الجميع إلى القراءة في كتاب واحد، ومن دون السير على هذا المنوال فان البلد ومؤسساته تصبح مهددة". ويضيف: "لو طبقنا الدستور وقام القضاء بواجباته ضمن القواعد الموضوعة لسارت امور المواطنين في الشكل المطلوب وانعكس ذلك ايجابا على الحكومة ومعاودة جلساتها وانطلقت عجلة المؤسسات".

من جهة اخرى، درج رئيس المجلس طوال السنوات الاخيرة وتحديداً عند وقوع أزمة مع دول الخليج، على ألا يتدخل في شكل مباشر ولا يكشف عما يقوم به امام وسائل الاعلام خشية حصول ردود فعل لا تخدم اللبنانيين، ولا سيما منهم المغتربين الذين يعملون في الخليج. ولا يعني هذا الحكم انه أدار ظهره لهذا النوع من الازمات حيث يحرص في لقاءاته واستقبالاته الضيقة على تشديده على اقامة افضل العلاقات مع الخليجيين، ولا يفوت فرصة للاستفادة من شبكة علاقاته العربية والاسلامية، ولا سيما مع ايران ومساهمته الدائمة في تقريب المسافات بين طهران والرياض، وهو يؤكد ان حصول هذا الامر ستكون له جملة من الارتدادات على اكثر من ملف ساخن في المنطقة، من اليمن إلى سوريا والعراق وصولاً إلى لبنان الذي يبقى قبلة الانظار السياسية لأكثر من عاصمة بعدما اثبتت التجارب لها انه لا يمكنها الغياب عن فضاء بيروت التي تحتل هذه المكانة في المنطقة منذ خمسينات القرن الفائت.

ويتنقل اللبنانيون اليوم بين الحرائق السياسية والبيئية بعد التهام النيران مساحات كبيرة من بلداتهم، ولم يخلُ بيان رئيس المجلس أمس من "مسامير" سياسية عند تطرقه إلى الحرائق المذهبية والطائفية التي تعشش في النفوس، واشارته إلى موضوع تأخير تعيين مأموري الاحراج القابع في ادراج رئاسة الجمهورية ومطالبته بتثبيت هؤلاء خارج القيد الطائفي حيث يغمز هنا من اعتراض رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي يقف في وجه تثبيت المأمورين الذين نجحوا في المباريات التي خضعوا لها. وعلى رغم ما أصاب بيئة الجنوب وحقوله وصولاً إلى بيت مري والشمال، كانت هناك محطات جميلة تدل على تعلق الاهالي بأرضهم حيث عاين وزير البيئة ناصر ياسين بأمّ العين هذه الفصول من شجاعة عناصر الدفاع المدني والمتطوعين و"كشافة الرسالة" و"الهيئة الصحية الاسلامية" والصليب الاحمر في بلدات جنوبية وكيف واجهوا ألسنة النيران بأجسادهم وهم لا يملكون الا القليل من وسائل الاطفاء ومكافحة الحرائق التي تلتهم ما تبقى من غابات وكروم من شمال لبنان إلى جنوبه. ويسجل لياسين قيامه بالواجبات المطلوبة منه حيث بقي على تواصل مع الرؤساء الثلاثة في مواكبة مسار الحرائق وجبهها. وعندما تلقى اتصالاً من الرئيس نجيب ميقاتي صباح اول من امس أخبره انه في صور وأعطاه التعليمات المطلوبة. وفعل الرئيس ميشال عون الامر نفسه. وسيعمل وزير البيئة على موضوع اطلاق الاستراتيجية الوقائية من الحرائق والتحضير لاطلاق جملة من المشاريع لحماية الثروة الحرجية ومنها محمية زبقين. وسمع من بري كل تشجيع واستعداد البرلمان لاقرار قوانين او اجراء تعديلات وإطلاق مشاريع تبدأ من رعاية عناصر الدفاع المدني وحماية المحميات والاحراج وزيادة المساحات الخضراء وفرض العقوبات على المخالفين وكل من يعبث بالبيئة.

الحرائق الاخيرة سيتمكن المتطوعون والغيارى على بلدهم من اطفاء نيرانها، لكن الحرائق السياسية والقضائية المتناسلة والمندلعة قبيل الانتخابات النيابية وفي اكثر من ملف، لا يتم التوصل إلى اخمادها الا بإرادات حقيقية اذا توافرت.

 

"البناء": بري يدعو للتحقيق في الحرائق وتعيين مأموري الأحراش: الطائفية أخطر الحرائق
كان مشهد الحرائق التي التهمت آلاف الدونمات من الأحراج مؤلماً لكل اللبنانيين، وسط تساؤلات عن وجود أياد خفية وراء الحرائق، وتحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الحرائق داعياً الأجهزة الأمنية والقضائية للتحقيق وكشف الفاعلين، معتبراً أن أخطر الحرائق هي الطائفية والمذهبية، متسائلاً ألم يحن أوان تعيين مأموري الأحراش الفائزين بمباريات مجلس الخدمة المدنية من دون التوقف أمام الاعتبارات الطائفية؟

لليوم الثاني على التوالي، استمرّ لبنان في مكافحة خطر الحرائق التي طاولت مساحات خضراء شاسعة في مناطق جنوبية ومتنية فضلاً عن مناطق في عكار والبترون وسط مساعي فرق الإطفاء المتعدّدة للسيطرة على النيران، بخاصة في بيت مري، بعدما أكلت النيران الأخضر واليابس ووصلت إلى البيوت والأحياء السكنية، علماً أن الحرائق طاولت جبال البطم، طيرفلسيه، برج الشمالي، الخرايب، أرزون، زبقين، ياطر، دير قانون النهر، العزبة، سلعا، شحور، باريش، القصيبة، الزرارية، صير الغربية وغيرها.

وتابع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، عمليات إخماد الحرائق في عدد من المناطق، لا سيما في منطقة بيت مري حيث شاركت أكثر من 14 آلية للدفاع المدني من مراكز برج حمود، قرنة شهوان، بسابا، التحويطة، بحمدون، مزرعة يشوع، بعبدات، برمانا، ضهور الشوير، بصاليم وطريق الجديدة، وتتوجه الآن آليات إضافية من مراكز زحلة وبرج البراجنة ليرتفع عدد آليات الإطفاء إلى 19.

وأكد مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار «أننا نعمل بكل الإمكانات المتوافرة في أيدينا وبمؤازرة الجيش ونسعى لتكثيف الجهود لحماية الناس وأرزاقهم لأنّ رقعة الحريق كبيرة في بيت مري ولا أريد استباق التحقيقات ولكن يبدو أن حريق اليوم مفتعل».

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري، تعليقاً على الحرائق التي اندلعت ولا تزال في أكثر من منطقة لبنانية، إن توقيت الحرائق يطرح جملة من التساؤلات نضع الإجابة عليها برسم الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة التي يجب أن تسارع إلى إجراء تحقيقاتها وتحديد المسؤوليات والأسباب التي أدت إلى حصول هذه الكارثة، إذا لم نقل هذه الجريمة التي طاولت ليس البيئة فحسب، إنما أيضاً الإنسان في هذه المنطقة في تراثه وثقافته وذاكرته مع المقاومة وشهدائها الذين لهم مع كل شجرة قصة مجد وبطولة».

 وأضاف: «ألم يحن الوقت للاقتناع أن تحصين الوطن وحفظ ما تبقى من ماء الوجه الوطني وطبعاً ما تبقى من ثروة حرجية يكون بالإقرار بتعيين مأموري أحراج خارج القيد الطائفي؟ إن أخطر الحرائق التي لا يمكن إخمادها هي الحرائق المذهبية والطائفية المندلعة في النفوس».

ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا في أزمة على المستوى الوطني وهذه الأزمة لا تتحمّل مسؤوليتها المقاومة ولكنّها تتصدى لمواجهة أعبائها لأنها حريصة على كرامة شعبها وسيادة وطنها. وتابع رعد: «نحن لا نريد لهذه الأزمة أن تسقط بلدنا ولا أن تغيّر خيارات شعبنا ولا أن تنتهك كرامة أهلنا، ولذلك نقف إلى جانب شعبنا نتحدّى ونصمد ونُصبّر بعضنا البعض، ونفعل الذي لا يُفعل في مواجهة هذه الأزمات.

حكومياً لم يستجدّ أيّ مؤشر إيجابي على صعيد الملف الحكومي، علماً أن أوساطاً سياسية رجحت بروز بوادر حلحلة هذا الأسبوع قد تؤسس لعودة جلسات مجلس الوزراء، ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو في بيروت اليوم حيث سيبحث مع المعنيين في الملف الحكومي وملفات أخرى تتصل بمساعدة لبنان.

ويرفض الثنائي الشيعي تحميله مسؤولية تعطيل عمل الحكومة. وتقول مصادره لـ«البناء»: نحن أبدينا استعداداً للعودة إلى مجلس الوزراء إذا تمت معالجة الملف القضائي، بالتالي يجب على الحكومة أن تصحح المسار القضائي تمهيداً للعمل على إقرار خطة التعافي بما يخدم الشعب اللبناني فضلاً على إطلاق خطة الكهرباء، مشددة على أن اعتكاف الوزراء الشيعة لا يعطل إقرار القرارات المتصلة بعمل الوزارات المعنية كالطاقة والاقتصاد. ولفتت المصادر إلى أن ظروف زيارة رئيس مجلس النواب إلى بكركي لم تنضج بعد.

إلى ذلك قالت مصادر سياسية لـ«البناء» إن هناك اتصالات أميركية وفرنسية مع السعودية لوقف التصعيد ضد لبنان، ووقف إجراءاتها ضده، مشيرة إلى أن اتصالات أيضاً حصلت مع حزب الله من قبل الفرنسيين وأطراف محلية للتخفيف من الهجوم على الرياض، مضيفة لقد اتضح هذا الجو خلال إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الخميس الماضي، والذي ترك خلال كلمته الباب مفتوحاً أمام المبادرات للحل، ومع ذلك قالت المصادر إن لا توجه حتى الساعة لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي وإن زيارة عين التينة لم تحمل أي توجه في هذا الإطار، مرجحة استمرار الأزمة لوقت طويل، مع إشارتها إلى أن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق مع الوزراء والنواب في قضية انفجار مرفأ بيروت قد يغير في المعطيات إذا جرى تبني هذا الطرح.

وفي سياق متصل حضر يوم السبت ملف لبنان بين القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى يائيل لمبرت ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في باريس حيث بحثا إضافة إلى المستجدات الأخيرة في العلاقات اللبنانية- السعودية عدداً من القضايا الإقليمية. وتشير معلومات «البناء» نقلاً عن مصادر مطلعة إلى أن السعودية رفضت طلباً أميركياً لدعم لبنان وجيشه، وأنها لا تزال على موقفها متذرّعة بأسباب تتصل بحزب الله ونفوذه في مؤسسات البلد، مشيرة في الوقت عينه إلى أن موعد زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت لم يحدّد بعد.

 

"الجمهورية": لمّ الشمل الحكومي
تتواصل المساعي لإعادة لمّ شمل الحكومة المعطلة، فيما أكّدت مصادر مواكبة لهذه المساعي لـ«الجمهورية»، انّ هناك أقتراحات قيد البحث بين المعنيين للتوافق على مخرج يسمح بمعاودة اجتماعات مجلس الوزراء على قاعدة تدوير الزوايا في قضيتي المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ووزير الإعلام جورج قرداحي. واشارت المصادر إلى أنّ من المتوقع ان تظهر نتائج محاولة ترميم مجلس الوزراء خلال الايام القليلة المقبلة.

التركي والقطري

في غضون ذلك، دعت اوساط سياسية مطلعة عبر «الجمهورية»، الى ترقّب زيارتي وزيري الخارجية التركي والقطري الى بيروت مطلع الاسبوع، لافتة إلى أنهّما قد تحملان مؤشراً إلى ما ستفرزه المرحلة المقبلة، ومرجحة ان يكون هناك ربط بين التحرك القطري والتركي، في ظل التحالف بين الدوحة وانقرة.

واعتبرت الاوساط انّه لا يمكن فصل مهمة الوزير القطري في بيروت عن لقائه مع وزير الخارجية الأميركي في واشنطن انتوني بلينكن، وما أدلى به من مواقف تعكس دعم الإدارة الأميركية للرئيس نجيب ميقاتي وحكومته.

وتوقعت الاوساط المطلعة ان تكون زيارة المسؤول القطري منسقة مع الأميركيين، خصوصاً انّه يأتي الى بيروت مباشرة من واشنطن.

اوغلو في بيروت اليوم

ويُنتظر ان يصل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو مساء اليوم الى بيروت في زيارة رسمية قادماً من طهران التي أمضى فيها ساعات عدة لم تكن مقرّرة قبل تحديد موعد زيارته للبنان.

وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ لقاءات اوغلو في طهران ستشمل نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين في مؤسسات أمنية وديبلوماسية، وستتناول التطورات الاخيرة في لبنان وسوريا والمصالح المشتركة بين البلدين، في ظل تعدّد الملفات المطروحة بين الجانبين والتي تتصدّر اولوياتهما، ومن بينها الوضع في سوريا خصوصاً ومشكلة الهجرة غير الشرعية للمواطنين الافغان العابرين عبر الاراضي الايرانية.

ومن المقرّر أن يبدأ اوغلو محادثاته غداً بلقاء مبكر مع رئيس الجمهورية ميشال عون ثم يلتقي تباعاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

وفد أميركي

وفي إطار الاهتمام الاميركي بالوضع المتدهور في لبنان، يصل الى بيروت هذا الاسبوع وفد من الكونغرس الاميركي يضمّ عدداً من النواب من اصل لبناني، في زيارة استطلاعية لاستقصاء المعلومات حول ما يجري في لبنان وانعكاسات ما يجري في المنطقة عليه.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ الوفد شُكِّل عقب لقاءات عُقدت في واشنطن مع وفود حزبية ومسؤولين لبنانيين في الأيام القليلة الماضية، وتلبية لدعوات أُطلقت للوقوف على آخر التطورات التي تستدعي دعماً اميركياً مباشراً لإنقاذ اللبنانيين الغارقين في الأزمات الخانقة وخصوصاً الاقتصادية والنقدية والتهديدات الامنية الناجمة عن انتشار السلاح غير الشرعي في لبنان. وهي قضايا لم يعد لها اي حل عبر المؤسسات اللبنانية في ظل العجز الرسمي عن ادارة شؤون البلاد وتزايد المخاوف من وجود من يريد تعطيل المؤسسات الدستورية والادارية الرسمية والمخاطر التي تهدّد اللبنانيين في حياتهم اليومية.

الحرائق

إقرأ المزيد في: لبنان