لبنان
القضاء المأزوم وعودة "الضالين" إلى دمشق.. ومجزرة مرضى السرطان!
تنوعت اهتمامات الصحف اللبنانية لهذا اليوم، فأفردت بعضها حيزاً أساسياً لزيارة وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة إلى دمشق، فيما غطى البعض الزيارة بشكل جزئي. أما الملف الأبرز التي احتل الصدارة فكان ما يحصل في قصر العدل، سيما مع تداخل الملفات ببعضها بحيث لم يعد بالإمكان معرفة من كف يد من وبأي ملف ومن يدفع إلى تضييع الوقت بانتظار حل ما. لكن حياة الناس سيما حياة مرضى السرطان تبقى هي الأكثر أهمية وأولوية على ما عداها، والبداية مع ملف "الأخبار" الخاصة بهذا الموضوع:
تحت عنوان: "مجزرة مرضى السرطان" كتبت "الأخبار" "ما من تعبير أدقّ من «المجزرة» لوصف ما يتعرّض له مرضى السرطان في لبنان. أدوية أساسية يستخدمها هؤلاء ولا بدائل لها «مقطوعة»، ودولة بكاملها تخضع لابتزاز تجار الدواء الذين يمتنعون عن استيرادها ويلعبون بحياة المرضى لتحصيل مستحقاتٍ مفترضة، في ذمّة واسعة لمصرف لبنان وحاكمه. في النتيجة، نحو 80% من أدوية مرضى السرطان لا أثر لها، وبروتوكولات العلاج باتت تعتمد طريقة «التجربة والخطأ» مع استخدام أدوية لا دليل علمياً قاطعاً على فعّاليتها.
وتتابع الصحيفة: "«أحدث» الإحصاءات الصادرة عن السجل الوطني للسرطان، وتعود إلى عام 2016، تشير الى ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بـ 12 ألفاً و238 إصابة. لتقدير الرقم في السنوات الخمس التالية حتى عام 2021، يمكن الاستعانة بتقرير المرصد العالمي للسرطان الذي يتحدث عن 28 ألفاً و764 إصابة جديدة خلال هذه الفترة، من بينها 11 ألفاً و600 حالة سُجّلت عام 2020. وإلى هؤلاء، هناك آلاف المصابين «القدامى» الذين يستكملون علاجاتهم، ما يرفع الرقم إلى عشرات الآلاف. هؤلاء، جميعاً، يعيشون أزمة مفتوحة منذ نحو عامٍ ونصف عام، كان «النصف» الأخير فيها الأصعب مع انقطاع نحو 80% من أدويتهم، بعد امتناع المستوردين والتجار عن استيرادها بسبب توقف مصرف لبنان عن توقيع ملفاتهم، إضافة إلى خلاف عالق بين الطرفين حول مستحقاتٍ قديمة. أراد المستوردون تحصيل حقوقهم فلم يجدوا سوى قطع الدواء عن المرضى، وهو ما لا يزال مستمراً، وإن كانت مصادر وزارة الصحة تشير إلى انفراجة قريبة.
أما "إبداعات" وزير الصحة في هذا الملف فكان خفض الدعم لأدوية الأمراض المزمنة
إلا أنه على ما يبدو لم تعد تلك القيمة المتبقية تكفي لدعم «كل» أدوية الأمراض المزمنة، وهو ما دفع بوزارة الصحة، على ما يؤكد الأبيض «آسفاً»، إلى الإعلان رسمياً عن ترشيد دعمها. ما يعني أن الدعم لن يكون على «كلنّ يعني كلّن»، بل سيكون متفاوتاً بحسب كل شريحة، بحسب سعرها. وفي هذا السياق، أعلن الأبيض أمس القرار بإعداد لائحة بنسب «التخفيض» بحسب الشرائح، والمرجح أن يبقى الدعم على الأدوية ذات الأسعار الباهظة بحدود 65 في المئة، فيما تقل نسبة الدعم على الأدوية المتوسطة السعر إلى ما بين 40 و45 في المئة، وتنخفض نسبة الدعم على الأدوية ذات الأسعار الرخيصة إلى ما بين 25 في المئة و30 في المئة.
"توتر قضائي"..
بالعودة إلى القضاء المأزوم كتبت صحيفة "اللواء".. على الصعيد القضائي، حضر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار إلى العدلية صباحا بهدف عقد جلسة الاستماع إلى الوزير السابق النائب غازي زعيتر عند الساعة العاشرة لكن مطالعة الدفوع الشكلية التي تقدم بها زعيتر لم تكن قد وصلته بعد من النيابة العامة التمييزية. وعليه افيد ان القاضي بيطار اعتبر أن يده كفت عن الملف، فلم يعقد جلسة استجواب زعيتر. الى ذلك، تقدم وكيل الدفاع عن زعيتر والنائب علي حسن خليل بشكوى امام هيئة التفتيش القضائي بحق القضاة ناجي عيد وروزين غنطوس وجانيت حنا وجوزيف عجاقة ونويل كرباج.
وظهرا، حصل سجال حاد بين قضاة محكمة الاستئناف في مكتب رئيس الغرفة 12 في محكمة الاستئناف المدنية، القاضي حبيب مزهر بعد رفضه تبلغه اجراءات طلب رده عن النظر بملف تفجير المرفأ. وسجل توتر في أروقة الاستئناف بعد ان رفض مزهر طلب رده عن ملف التحقيق العدلي. اثر هذه البلبلة، تبلّغ القاضي مزهر طلب رده وكفت يده عن ملف البيطار.
ودخل عدد من النساء الأعضاء في مجموعة «نون» النسائية صباحا إلى قصر العدل، حيث تواجهن مع القاضي مزهر ، بعد قيامهنّ بختم مكتبه بالشمع الاحمر وتعليق منشورات كتب عليها «باي باي حبيب مزهر» وone way ticket”” و”أد ما تهربوا المشانق رح تتعلق”، وذلك احتجاجا على ممارساته في ما يتعلق بقضية انفجار مرفأ بيروت، واعتراضاً على ما أسموه «جريمة نفذها القاضي في حق شهداء المرفأ والعدالة»، بعد إصداره قرارا بضم طلب رد القاضي البيطار مع ملف القاضي نسيب إيليا. واعتبرن أن «هذا القرار تعسفيّ ومشبوه وفيه تخطّ لصلاحياته وارتكاب جريمة تزوير معنوي ومحاولة كشف تحقيقات سرية».
عثمان يرفض مذكرة توقيف خليل
وختمت "اللواء" بتبرير المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان رد طلب تنفيذ مذكرة توقيف المدعى عليه علي حسن خليل للنائب العام التمييزي عماد قبلان بأن ما يطلب منه مخالف للمادة ٤٠ من الدستور ولا يمكنه توقيف المدعى عليه.
بن زايد في دمشق
كان لزيارة وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد مساحته الخاصة على صدراة معظم الصحف اللبنانية، بعضها مادحاً والآخر نادباً كون الزيارة تأتي في ظل العدوان الخليجي على لبنان بينما يتم الانفتاح على دمشق التي قاطعها لبنانيو الخليج.
صحيفة "البناء" علقت على الزيارة بالقول: "في الوقائع كانت زيارة وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد إلى دمشق هي الحدث، وقد أكدت المواقف الصادرة بعد لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد على رغبة قيادتي البلدين بتحاوز ما شهده العقد الماضي، وفتح صفحة من التعاون تقوم على الاحترام المبتادل، والمصالح المشتركة وإعادة لم الشمل العربي الذي تمزق بعد القرار العربي بإخراج سورية من الجامعة العربية، وتقول مصادر دبلوماسية أن وزير خارجية الإمارات وجه دعوة رسمية للرئيس السوري لزيارة دولة الإمارات، وأن هذه الزيارة ستشهد رسم خريطة طريق تتولاها الإمارات مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية، التي كانت في صورة الزيارة، وما سيليها، وصولاً لترجمة تفاهم يشمل مصر ودولاً عربية أخرى باعتبار قمة الجزائر العربية في الربيع المقبل مناسبة لطي صفحة الانقسام العربي، الذي شكل الموقف من سورية عنواناً رئيسياً له".
... وأكملت الصحيفة تعليقها بربط الزيارة بزيارة وزير خارجية قطر اليوم للبنان واصفة اياها بالزيارة الاستطلاعية.. "لاستكشاف فرص بلورة مبادرة قطرية للوساطة بين لبنان والسعودية، بينما تستبعد مصادر دبلوماسية أن تتسرع قطر للتحدث عن وساطة في ظل موقف سعودي لا يزال متشدداً تجاه فتح الحوار مع لبنان، معتبرة أن قطر تبقى أكثر رحمة بلبنان من حركة الجامعة العربية، التي مثلها معاون الأمين العام حسام زكي، والتي دعت اللبنانيين للاستسلام وإعلان الركوع وطلب الصفح من الرياض وتأدية فروض الولاء، بما في ذلك التخلي عن ماء الوجه في حفظ الكرامة الوطنية".
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024