لبنان
أزمة الكهرباء على حالها.. وجلسة حكومية غدًا في بعبدا
اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بالملفات التي تحاصر الحكومة، وأبرزها انقطاع الكهرباء وارتفاع سعر الدولار والمحروقات.
وفي وقت أجّل احتياطي مخزون الجيش الللبناني من المحروقات مشكلة الدخول في العتمة الشاملة كهربائيا، يبدو أن هذه الأزمة ستستمر في ظل عدم وجود التمويل اللازم وعدم وجود كميات كافية من الفيول لتشغيل المعامل، بانتظار أن تكتمل فصول المساعي الرامية لتأمين الكهرباء من الأردن والغاز من مصر.
وسط هذه الأزمات، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء أمس من الأردن، وستعقد الحكومة غدًا جلسة في قصر بعبدا.
"الأخبار": سيرة الكهرباء على حالها: لا تمويل... لا فيول... لا تغذية!
أزمة الكهرباء مستمرّة. شحّ الفيول يهدد المعامل بالإطفاء دائماً. والعتمة الشاملة التي رافقت نهاية الأسبوع يمكن أن تعود مراراً. ويبدو جلياً أن الاعتماد على الفيول العراقي فقط لن يكون كافياً لتأمين استقرار الشبكة. وإلى حين وصول الغاز المصري، لا بديل عن احترام مصرف لبنان للقانون وتأمين حاجة كهرباء لبنان من الدولارات لشراء الفيول.
ليس لدى مؤسسة كهرباء لبنان أي حلول جدّية لأزمة الكهرباء. عتمة شاملة استمرت لأكثر من 24 ساعة لم تتمكّن خلالها المؤسسة من إعادة تشغيل الشبكة. الأزمة أزمة فيول، وهي أزمة ممتدّة. وطالما أن الفيول غير متوفّر فإن الكهرباء ستبقى مقطوعة، في ظل عدم قدرة المولّدات الخاصة على تعويض الفارق، بسبب نقص المازوت والخشية من أن يؤدي التشغيل الإضافي إلى المزيد من إلغاء الاشتراكات بسبب الارتفاع الكبير في قيمة الفواتير.
في المقابل، فإن كهرباء لبنان تحوّلت إلى مؤسسة عاجزة عن أداء وظيفتها، أي إدارة عملية إنتاج الطاقة ونقلها. فلا كهرباء تُنتج ولا كهرباء تُنقل. حتى مفهوم إدارة الأزمة غير متوفر، في ظل الشحّ الشديد بالفيول والمازوت. بيانات المؤسسة، التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، تهدف إلى رفع مسؤوليتها عن الوضع الذي وصلت إليه التغذية بالتيار. وهي، لذلك، تُكرر أنها على استعداد للعودة إلى المستويات الطبيعية للإنتاج فوراً، أي إلى ما يقارب 1800 ميغاواط، بمجرد توفّر الفيول. كان ذلك طبعاً قبل فصل الباخرتين التركيتين عن الشبكة. مع ذلك، بالإمكان الوصول اليوم إلى ما يقارب 1500 ميغاواط من الإنتاج، وبالتالي زيادة ساعات التغذية إلى نحو 15 ساعة. لكنّ ذلك يحتاج، وفق الأسعار الحالية للنفط، إلى ما يزيد على 1.5 مليار دولار في العام، فيما الفيول العراقي هو حالياً المصدر الوحيد للفيول، وهو غير كافٍ لتأمين الحد الأدنى من الإنتاج الكفيل باستقرار الشبكة، وحتى دين الـ100 مليون دولار الذي اقترضته الحكومة من مصرف لبنان لمصلحة كهرباء لبنان لن يُحدث فرقاً جدياً في الإنتاج.
أمام هذا الواقع، لم يكن مفاجئاً إطفاء معملَي دير عمار والزهراني بسبب نفاد مخزونهما من الغاز أويل، ما أدى إلى انخفاض التغذية إلى ما دون 270 ميغاواط تأمّن أغلبها من معملَي الزوق والجية الجديدين، بعدما أعيد تشغيلهما بمجرد وصول باخرة الفيول Grade B. ورغم أن المؤسسة كانت تُدرك أنه يستحيل الحفاظ على استقرار الشبكة بهذه الكمية المتدنية من الإنتاج، إلا أنه لم يتم القيام بأي إجراء قبل انفصالهما عن الشبكة، بعدما تبيّن أن منشآت النفط غير قادرة على بيع المؤسسة أي كمّيات لعدم توفّرها. وفيما كان متوقّعاً أن تبقى العتمة لثلاثة أيام، أي إلى حين وصول شحنة الفيول Grade B (وصلت السبت) وفحصها تمهيداً لإعادة تشغيل معملَي الزوق والجية القديمين وإضافة نحو 300 ميغاواط إلى الشبكة، أُجريت اتصالات عدة تولّتها وزارة الطاقة ورئاسة الحكومة ووزارة الدفاع وقيادة الجيش، أدت إلى تقديم الجيش لـ6000 كيلو ليتر من الديزل، وُزّعت بالتساوي على معملَي دير عمار والزهراني وساهمت في إعادة بناء الشبكة. بحسب بيان كهرباء لبنان، فإن هذه الكمية ستكفي لتشغيل المعملين ثلاثة أيام، لكن المُشكلة أن لا موعد واضحاً لوصول أي شحنة جديدة من الديزل (ما بين العشرين والثلاثين من الشهر الجاري) ما يعني الإبقاء على أكبر معملين مطفأَين لفترة طويلة. لكنّ الأسوأ أنه في حال تأخر شحنة الفيول عن نهاية الشهر، فإن النتيجة ستكون مجدداً الإطفاء الشامل، لأن مخزون الفيول بنوعَيه لن يصمد أكثر من عشرين يوماً.
ولّى زمن الـ24 على 24: الحكومة تطمح لـ8 ساعات يومياً فقط!
بناءً عليه، تقول مصادر مؤسسة كهرباء لبنان إن الهاجس اليوم هو «تسيير» الأمور لأن الخطر هدّد بتوقف تغذية مرافق أساسية من المرفأ إلى المطار إلى مؤسسات المياه، إضافة إلى المقارّ الرسمية الأساسية. علماً أنه حتى مع وصول باخرة الديزل، لن يصل الإنتاج إلى 650 ميغاواط، ما يعني بقاء الأمور على حالها، فالكمية المعمول بها حالياً لا تكفي حتى لتوفير 4 ساعات للجميع.
هذه الحلقة المفرغة التي تدور حولها أزمة الفيول الخاص بمعامل الكهرباء تشي بأن الحلول بعيدة، حتى لو كانت متوفّرة. فبمجرد تعامل السلطة مع الكهرباء بوصفها حاجة استراتيجية، سيكون من السهل إبعادها عن مزاجية مصرف لبنان، الذي يصرّ على خنق القطاع. فهو لطالما فضّل صرف الدولارات على استيراد المازوت للمولدات بدلاً من تأمين حاجة كهرباء لبنان من الفيول. ولطالما ماطل في صرف الأموال المخصّصة للصيانة، قبل أن يتوقف تماماً عن تمويل كل ما له علاقة بالكهرباء، من دون طلب رسمي و«قانوني» من الحكومة. ولذلك، هو قادر اليوم على إنقاذ القطاع من العتمة التي تبين مدى خطورة انقطاعها عن المرافق العامة، فقط من خلال لعب دوره كمصرف للقطاع العام. ولذلك، تصرّ مؤسسة كهرباء على حقّها في شراء كمية من الدولارات وفقاً لما يسمح لها القانون، كون حساباتها في مصرف لبنان تحوي نحو 200 مليار ليرة، وكون القانون يتيح لها شراء دولارات وفق السعر الرسمي، كما يفعل مع مؤسسات وقطاعات أخرى، ومنها الجيش، على سبيل المثال، الذي لا يزال يدفع ثمن المازوت على سعر 1500 ليرة للدولار.
من جهتها، تتحدّث مصادر وزارة الطاقة عن علاجات ممكنة لاستعادة تغذية الساعات الـ4 يومياً خلال وقت قصير. لكنها تعود لتؤكد أن هذا علاج مؤقّت ولا يسمح بالبناء عليه. كما توضح أن التعجيل بتوفير تمويل طويل الأمد من خلال مؤسسات دولية، والشروع الفعلي في برنامج نقل الكهرباء والغاز من مصر والأردن وسوريا سيجعلان من الممكن الحصول على ساعات أكثر من التغذية وبصورة مستدامة، إلى حين توصّل مجلس الوزراء إلى علاج جذري ولو بعد حين، لتوفير القدرة على إنتاج الطاقة من خلال معامل جديدة وتمويل حاجاته، سواء كانت من الفيول أو الغاز. واللافت أن المسؤولين في الحكومة، يتجنّبون أيّ وعود كالتي كانت تُطلق سابقاً حول فكرة الـ 24 على 24، وجلّ ما يأملونه هو ثلث هذه الكمية من الوقت خلال العمر القصير جداً لهذه الحكومة.
"البناء": مثلث الكهرباء والمحروقات وسعر الصرف يحاصر الحكومة
جاءت الانتخابات النيابية المبكرة في العراق مفصلاً لرسم اتجاه التوازنات التي ستحكم الحياة السياسية في دول المنطقة بعد عاصفة الثورات التشرينية ورهان المجتمع المدني، وترد الاعتبار للعناصر الأصلية التي ترسم معادلات المنطقة، في الصراع المفتوح بين المشروع الأميركي الداعم لكيان الاحتلال من جهة ومحور المقاومة المتحالف مع الصعود الروسي- الصيني في العالم، فعلى ضفة الانتخابات العراقية التي ستعلن نتائجها اليوم أكدت المعلومات المتوافرة تراجع نسبة المشاركة عن الانتخابات الأخيرة ومقاطعة جمعيات المجتمع المدني، بالتالي حدوث تغييرات طفيفة في المشهد النيابي الجديد عن المجلس النيابي السابق لجهة هيمنة الكتل الكبرى على التوازنات النيابية، التي ستولد من رحمها الحكومة الجديدة.
تزامنت تقليدية المشهد الانتخابي العراقي مع عودة العناصر الحاكمة للمشهد الإقليمي بالظهور بقوة، فمن جهة أعلنت إيران بلوغها إنتاج 120 كلغ من اليورانيوم المخصب على درجة 20 في المئة، ومن جهة مقابلة ظهر الارتباك غربي و»إسرائيلي» الذي عبر عنه اجتماع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس حكومة كيان الاحتلال نفتالي بينيت اللذين توافقا على اعتبار بلوغ إيران العتبة النووية يستدعي منح الأولوية لمنع بلوغها امتلاك سلاح نووي، وفق ميركل التي رجحت الخيار السياسي، الذي رأى فيه بينيت عاراً على العالم الغربي.
الوجود الأميركي في المنطقة كان موضوع مواقف وازنة لكل من إيران وسورية، فهو الاستحقاق الداهم، وقد تلاقى كلام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي دعا واشنطن لسحب قواتها من سورية من دون خسائر، مشيراً إلى أن المقاومة التي قد تستهدف هذه القوات ستجبرها على الانسحاب لكن مع تكبد الخسائر، مع كلام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن أنّ زمن الوجود الأميركي في المنطقة قد انتهى، وأنّ التسريع بهذا الانسحاب هو الأفضل لأميركا.
في قلب هذا المناخ المحكوم بالتجاذب، تواجه الحكومة اللبنانية مساراً صعباً، حيث الحصول على الرضا الأميركي أملاً بالوصول لتفاهم مريح مع صندوق النقد الدولي يبعدها عن التفاعل إيجاباً مع عروض جدية وواقعية حملتها زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت، خصوصاً مع قابلية جعلها بالليرة اللبنانية، ما يجنّب لبنان الدخول في استنزاف سوق العملات الصعبة وانعكاسها على سعر الصرف من جهة، ولتلبيتها أوضاع القطاعين المحوريين في الحياة الاقتصادية وحياة الناس اليومية، وهما المحروقات والكهرباء، وقد بدت الحكومة خلال اليومين الماضيين محاصرة في قلب هذا الثلاثي الضاغط، سعر صرف عاد ليسجل الارتفاع في أسعار الدولار الذي قارب سعر الـ 20 ألف ليرة مجدّداً، وسوق محروقات تتحرك بين الأزمات وشح توافر المواد وبين ارتفاع أسعارها عندما توجد، بصورة تفقدها قيمتها كسلعة حيوية متوافرة ولا تستطيع الناس شراءها كما هي الحال مع صفيحة البنزين التي توقعت مصادر مالية بلوغها الـ 300 ألف ليرة مع ارتفاع سعر النفط عالمياً وعودة الدولار للارتفاع في سوق بيروت، بينما سجلت الكهرباء انقطاعاً شاملاً بفعل غياب الوقود، ولم تحله العودة الموقتة بمعونة وقود مقدم من الجيش يكفي لثلاثة أيام، وطرحت الضغوط المتزايدة في مثلث سوق الصرف والمحروقات والكهرباء تحديات لا تستطيع الحكومة تجاهلها بانتظار مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي التي لن تظهر نتائجها قبل نهاية العام، بينما الطابع الانفجاري لعناصر التأزم الثلاثة بات بين يوم ويوم.
وعلى خط المواقف العربية الداعمة لبنان، جدّد ملك الأردن عبدالله الثاني التأكيد على وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه «الشقيق»، وذلك خلال استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الحسينية في العاصمة الأردنية عمّان. وتناول اللقاء العلاقات الأخوية «المتميّزة» التي تجمع البلدين والشعبين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات، إضافة إلى بحثً في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها.
وسيضع الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء الذي يجتمع غداً في بعبدا في تفاصيل لقائه ملك الأردن لجهة التعاون بين البلدين، مع الإشارة إلى أن الجلسة ستكون مخصصة لعرض رؤية كل من وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية والوزراء المتعلقة بوزاراتهم وخطة عملهم.
إلى ذلك سيوقع وزير العدل هنري خوري اليوم مرسوم استكمال أعضاء مجلس القضاء الأعلى، بعد فترة شغور استمرّت أشهراً. والقضاة هم ماجد مزيحم وجانيت حنا عن رؤساء محاكم التمييز، وحبيب مزهر وداني شبلي عن رؤساء محاكم الاستئناف، والياس ريشا عن رؤساء الغرف الابتدائية، إضافة إلى تعيين القاضي ميراي الحداد بعد استبعاد القاضي جويل فواز تلافياً لإحراج زوجها وزير العدل. وترددت معلومات أن اتصالات تجري لتعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى ومدعٍ عام جديد للتمييز في مرحلة مقبلة ليست ببعيدة.
وعوّل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الحكومة الحالية، «لا سيما على رئيسها الذي أكد عزمه على العمل، لكي تتخطى المعوقات الكثيرة الناشئة أمامها من الأقربين قبل الأبعدين، وتنطلق في ورشة الإصلاح فوراً التي من دونها لا نجاح ولا مساعدات ولا تضامن عربياً ودولياً». وأضاف: «بقدر ما يحتاج لبنان، في أزمته الكبيرة، إلى مساعدة أصدقائه والمؤسسات النقدية الدولية، يجب أن تحافظ الدولة على استقلال البلاد وسيادتها وعلاقاتها الطبيعية، فلا يكون بعض المساعدات العينية غطاء للهيمنة على لبنان والنيل من هويته ودوره المسالم في هذا الشرق».
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال: «نحرص مع الحريصين على إجراء الانتخابات النيابية بمواعيدها الدستورية لئلا يصبح تغيير المواعيد، وتعديل القانون القائم، والالتفاف على مشاركة المغتربين ذرائع تهدد إجراء الانتخابات خلافاً لإرادة الشعب والمجتمع الدولي.
وشددت مصادر مطلعة لـ»البناء» على أن بوادر شبه معالجة الأزمة المالية والاقتصادية عبر الهبات والقروض تنتظر الإصلاحات الجدية، بخاصة أن الدول المعنية بدعم لبنان عبر القروض أو الهبات تؤكد أنها لن تكرر الأخطاء التي ارتكبتها في السنوات الماضية عندما دعمت لبنان بالأموال في مؤتمرات دعم خصصت لمساعدته بيد أن هذه الأموال أنفقت في غير محلها وهدرت في غير وجهتها. إلى ذلك من المرتقب أن يصل مسؤول بارز من صندوق النقد إلى لبنان في الأيام المقبلة، من أجل مواصلة النقاش مع المعنيين في الحكومة تمهيداً للمفاوضات التي ستجري بين وفد من صندوق النقد واللجنة الوزارية المختصة التي يرجح أن تبدأ قبل نهاية العام، بحسب ما أشارت المصادر نفسها، مع تأكيدها أن الأجواء التي تحيط بعمل اللجنة إيجابية ويمكن البناء عليها لكون اللجنة تعمل على إتمام المفاوضات بأسرع وقت ممكن بعيداً من التسرع. وفي سياق متصل تظن المصادر أن أي حلحلة في العلاقات السعودية – الإيرانية قد تنعكس إيجاباً على لبنان، لكن على المعنيين في الوقت عينه أن يدركوا أن البلد لا يحتمل انتظار نضوج تسويات المنطقة.
ودعا بنك الدولي السلطات اللبنانية «إلى تسجيل المستفيدين من البطاقة التمويلية والمشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي والتحقق منهم عبر منصة impact وتحت إشراف مباشر من التفتيش المركزي. فما من بديل نظراً لوضع البلد.
إلى ذلك، يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في الثامنة والنصف من مساء اليوم الاثنين، يركز خلالها على تطورات تحقيقات ملف مرفأ بيروت ربطاً بالتدخلات الخارجية في عمل القضاء وزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة والتي ترافقت مع عرض قدمه الزائر الإيراني لبناء محطات الكهرباء ومساعدة لبنان، ربطاً ببواخر الوقود الإيرانية التي وصلت لبنان وكيفية توزيعها، فضلاً عن الوضع الاقتصادي والنقاشات الدائرة حول قانون الانتخاب.
وفيما أفيد أن جدول أسعار جديداً للغاز والمازوت سيصدر اليوم كما أبلغت وزارة الطاقة والمياه الشركات المستوردة للمشتقات النفطية.
في غضون ذلك، وافق المصرف المركزي على 100 مليون دولار، لاستيراد الفيول لتوليد الكهرباء. وطمأن وزير الطاقة والمياه وليد فياض المواطنين إلى أن الشبكة قد عادت إلى عملها الطبيعي وفقاً لما كانت عليه قبل نفاد مادة الغاز أويل في معملي دير عمار والزهراني. وأعلن في بيان «أنه تم ربط معمل المحركات العكسية في الجية بالشبكة بقوة 50 ميغاوات ومعمل دير عمار بقوة 210 ميغاوات ومعمل المحركات العكسية في الذوق بقوة 120 ميغاوات، كما تم ربط المجموعة الغازية في الزهراني بالشبكة أيضاً.
أما على خط التواصل مع سورية كشف وزير الأشغال العامة علي حمية عن اجتماعٍ سيعقد مع المجلس الأعلى اللبناني السوري في سورية لدرس كل ما يتعلق بإطار النقل بين البلدين وإيجاد الحلول اللازمة.
"اللواء": الكهرباء والدولار يهزان الثقة
يواجه لبنان، بدءاً من هذا الأسبوع جملة استحقاقات أبرزها كيفية مواجهة الخطر الداهم الذي يُهدّد الكهرباء في البلد، في ضوء انفصال الشبكة السبت الماضي، والاستعانة بالمازوت الاحتياطي للجيش اللبناني لإعادة ربطها، وحيث سيجري مراجعة المشكلات الفعلية التي تواجهها مؤسسة كهرباء لبنان، ادارياً ومالياً، والوضع المهترئ الذي آل إليه هذا الوضع خلال السنوات الماضية، إذ سجّل تاريخ تداعي الكهرباء تراجعاً كاد ان يصل إلى 24/24 عتمة، بدل الكلام الانتخابي عام 2005 من إعطاء كهرباء 24/24.
ومع عودة الرئيس نجيب ميقاتي، من الأردن بعدما استقبله الملك الأردني عبد الله الثاني بعد ظهر أمس في قصر الحسينية في عمان، من المتوقع ان يتركز البحث ايضا على الجهود المبذولة من أجل الاستجرار الكهربائي، بالإضافة إلى مرور الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى دير عمار في لبنان.
وكان الديوان الملكي الهاشمي قال في بيان ان الملك عبدالله الثاني استقبل الرئيس ميقاتي.
وتناول اللقاء العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات.
وجدد الملك عبد الله التأكيد، خلال اللقاء، على وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق.
كما جرى البحث في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها.
وحضر اللقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ومدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان».
مجلس الوزراء
وكشفت مصادر وزارية ان جلسة مجلس الوزراء يوم غد مخصصة، لعرض الأوضاع العامة، والخطوات والتدابير التي يحضر لها، كل وزير لاتخاذ ها، كل حسب اختصاصه، لمعالجة المشاكل والملفات المتعلقة به. واشارت المصادر، الى ان الأولويات، ستتناول مناقشة الأوضاع المالية والاقتصادية، واستمرار إرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وانعكاساته على إرتفاع أسعار السلع والتدابير التي يمكن اتخاذها ،للجم سعر الصرف، ومنع استغلال رفع أسعار السلع عشوائيا، كما يحدث حاليا. ويتناول النقاش ايضا، ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والعناوين الاساسية التي، ستتضمنها خطة الحكومة للتفاوض على اساسها. كما سيتناول البحث، ملف البطاقة التمويلية، والمراحل التي قطعتها للمباشرة بتنفيذها، والعقبات المتبقية أمامها وكيفية حلها. كما يبحث المجلس بملف الكهرباء، ويطلع من وزير الطاقة على نتائج زيارتيه للاردن ومصر،والمراحل التي قطعتها المفاوضات،لتزويد لبنان بالغاز المصري، والربط الكهربائي العربي. كما سيستمع المجلس الى السياسة التي تتبعها وزارة الطاقة، لتأمين البنزين والمازوت والغاز بالمرحلة المقبلة، واقتراح الحلول المطلوبة لتفادي اي مشاكل أو ازمات على صعيد استيراد المشتقات النفطية. ولم تستبعد المصادر ان يتناول البحث، اذا سمح الوقت، ملف التفاوض، بخصوص، ترسيم الحدود البحرية، وكيفية تعاطي الحكومة، مع هذا الملف الحيوي المهم، لاسيما مع اقتراب وصول الموفد الاميركي المعني بهذا الملف قريبا الى لبنان، للاطلاع وحث الحكومة على استئناف المفاوضات مع إسرائيل بسرعة، تمهيدا للتوصل الى اتفاق نهائي بينهما.
مساعدة بلينكن
وتصل في الـ48 ساعة المقبلة الى بيروت نائبة وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن فيكتوريا نولاند في إطار جولة تشمل لبنان وروسيا وبريطانيا، على ان تجري في بيروت محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الخميس المقبل، ويرافقها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش.
ومهدت السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا للزيارة الإثنين المقبل في السراي الكبير بلقاء مع رئيس الحكومة.
ووصفت مصادر ديبلوماسية بارزة، مهمة فيكتوريا نولاند، الى لبنان في هذا الظرف بالذات بالمهمة، لاسيما وانها، تأتي بعد زيارتها لموسكو مباشرة. وتوقعت المصادر ان تتناول نولاند في زيارتها الى بيروت، مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، والاهمية التي تعلقها الادارة الاميركية على الخطوات التي ستتخذها الحكومة العتيدة، للقيام بالاصلاحات الهيكلية المطلوبة، مقابل تسهيل حصولها على القروض والمساعدات المالية والاقتصادية الدولية لاعادة النهوض بالوضع المالي والاقتصادي.
وتؤكد نولاند على دعم بلادها لكل الخطوات الاصلاحية المرتقبة، والتزامها باستمرار دعم الجيش اللبناني، ليتمكن من القيام بالمهمات المطلوبة منه في حفظ الامن والاستقرار على كافة الاراضي اللبنانية. وتشدد بالمناسبة، على ضرورة التزام الحكومة بتنظيم انتخابات نزيهة في موعدها الدستوري. وختمت المصادر،ان موضوع استئناف التفاوض على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، سيكون حاضرا خلال الزيارة، وتوقعت المصادر ان تكرر نولاند، استعداد حكومتها، للعب دور الوسيط وتقريب وجهات النظر بين لبنان وإسرائيل، للوصول إلى اتفاق بينهما، وتشير إلى الزيارة التي سيقوم بها الموفد الاميركي قريبا الى لبنان في إطار المهمة المكلف بها، لدفع مفاوضات الترسيم المتوقفة قدما إلى الأمام.
محلياً، يتطرق الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى مسألة المازوت الإيراني وزيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت الأسبوع الماضي، والتركيز على ضرورة التعامل بضرورة إيجابية مع العروض لبناء معامل الكهرباء في بيروت والجنوب والبقاع مع الاضاءة على الباخرة الإيرانية الثالثة التي تحمل المازوت، حيث من الممكن توزيع قسم منه على المدارس.
وشدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على اجراء الانتخابات بمواعيدها الدستورية.. لئلا يصبح تغيير المواعيد وتعديل القانون الدائم، والالتفاف على مشاركة المغتربين ذرائع تُهدّد اجراء الانتخبات خلافاً لإرادة الشعب والمجتمع الدولي، داعياً إلى مراقبة لبنانية واممية للعملية الانتخابية.
مسار التحقيقات
في الموازاة، تتجه الانظار الى تحقيقات المرفأ التي ستعلّق من جديد فور تبلغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى رده عن القضية والمقدمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر. وبحسب المعطيات، مماطلة المستدعين ستستمر حتى 19 تشرين الحالي، موعد فتح دورة جديدة لمجلس النواب، تتيح لهم التمتّع من جديد بحصانة نيابية، هي اليوم معلّقة. كما ان العيون ترصد القرار الذي قد يتخذه وزير الداخلية في شأن اذونات ملاحقة الامنيين للاستماع اليهم من قِبل بيطار.
وفي ظل السباق، بين قرار التمييز في دعاوى المشنوق وخليل وزعيتر بكف يد البيطار عن التحقيق، وموعد استجواب خليل غداً، تتجه الأنظار إلى ما بعد 12 و13 موعد استجرار المشنوق وزعيتر أي غد وبعد غد، لمعرفة قرار البيطار فهل سيسطر احضار وان فعل هل سيتصدر وزير الداخلية بسّام المولوي عل امرا باحضار النواب بالقوة.
وكشف النائب نهاد المشنوق إلى استشارة الجانب الفرنسي حول مرجعية المحاكمة. فإذا حسم القضاء الفرنسي سأذهب إلى القضاء العدلي، بتهم الإخلال الوظيفي.
وقال: ان المحقق العدلي طارق البيطار قال انه حان وقت التغيير السياسي. وهو ليس المرجع الصالح لمحاكمة النواب والوزراء، الذين يخضعون للمادة 70 من الدستور.
نور الكهرباء
كهربائياً، لم ينطفئ نور الكهرباء كلياً، بفضل التجاوب «الوطني» لقيادة الجيش اللبناني، التي سلمت كمية تبلغ 6000 كيلوليتر مناصفة بين كل من معملي الزهراني ودير عمار، وفي حسب المؤسسة ستؤمن طاقة إضافية بحوالي 300 ميغاواط لفترة ثلاثة أيام مما رفع الطاقة الانتاجية إلى 500 ميغاواط على الشبكة لتأمين حدّ أدنى من الثبات والاستقرار.
وفي إطار المحروقات أيضاً، تبلغت الشركات المستوردة للمشتقات النفطية انها ستصدر اليوم جدول أسعار جديد للغاز والمحروقات مما يعني عملياً حلا لمشكلة التوزيع.
وطمأن وزير الطاقة وليد فياض إلى ان الشبكة الكهربائية عادت إلى العمل، وفقا لما كانت عليه قبل ظهر السبت الماضي.
وقال: تمّ أمس ربط معمل المحركات العسكية في الجية بالشبكة بقوة 50 ميغاوات، ومعمل دير عمار بقوة 210 ميغاوات، ومعمل المحركات العسكية في الذوق بقوة 120 ميغاوات كما تمّ ربط المجموعة الغازية في الزهراني بالشبكة أيضاً.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024