معركة أولي البأس

لبنان

مفاوضات التأليف تهتز..بيانات الرئاستين تبدد الأجواء الايجابية.. والعقد مستمرة
03/09/2021

مفاوضات التأليف تهتز..بيانات الرئاستين تبدد الأجواء الايجابية.. والعقد مستمرة


ركزت الصحف اللبنانية على البيانات المتقابلة بين رئاسة الجمهورية، ومكتب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، حيث ادت إلى تبدّد الأجواء الإيجابية التي أشيعت لتشكيل الحكومة، عقب مبادرة اللواء عباس ابراهيم، ليعود التوتر على خط العلاقة بين الرئاستين.

"الأخبار": المفاوضات الحكومية تهتز على وقع البيانات نهاراً قبل أن تستقر ليلاً 

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إنه على وقع تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تواجه الناس، لا تزال الحكومة عالقة بين فكّي فقدان الثقة. وأمس، بعدما كان التشاؤم سيّد الموقف صباحاً، ربطاً بحرب البيانات التي صدرت عن رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف، لم ينته النهار إلا وكان الهدوء قد عاد على وقع توضيحات متبادلة انتهت بعودة الزخم إلى المبادرة التي يقوم بها اللواء عباس إبراهيم. وبالرغم من أن التباين اقتصر على حقيبة واحدة، فإن فرص التأليف من عدمه تبدو متساوية. وقد صار واضحاً أن الجميع يتعامل مع مبادرة إبراهيم بوصفها الفرصة الأخيرة، إما أن تؤلّف الحكومة خلال أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور.

واضافت انه لم يُحرز أمس أي تقدّم في ملف تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يُسجّل في خانة تراجع حظوظ التأليف. حتى اليوم، لا تزال وساطة اللواء عباس إبراهيم مستمرة، وتشكّل الخيط الوحيد الذي يحول دون إقفال ملف التأليف. ففي حال فشل هذه الوساطة، ستكون النتيجة اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي، وفقدان أي أمل بتأليف حكومة في المدى المنظور. لذلك، يتشبّث كل الأطراف بهذه الفرصة، على الأقل كي لا يتحمل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة. وبالرغم أن العقدة الباقية، أي الاتفاق على اسم وزير الاقتصاد، ليست صعبة الحل، إلا أن الحذر يبدو جلياً عند الجميع، وخاصة أولئك الذين يرون أن الخلاف على الأسماء ليس سوى واجهة لعقد أكثر جدية، هي التي تؤخر فعلياً تأليف الحكومة حتى اليوم.

وتابعت أنه ليتمكّن إبراهيم من استكمال مهمته، فإن الأمر يتطلب الهدوء على جبهتَي رئيسَي الجمهورية والرئيس المكلّف. ولذلك، بعد نهار متشنّج بسبب البيانات الصادرة عن الطرفين، عاد الهدوء مساء، بعد توضيحات متبادلة كسرت حدّة الخطاب وفتحت المجال أمام استئناف الوساطة، بما يسمح في حال نجاحها بتأليف حكومة خلال أيام.

ولفتت إلى أنه قبل ذلك، كان مكتب ميقاتي قد أصدر بياناً رأى فيه أن «البعض مُصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وقال إن ميقاتي «ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حدّدها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلّع في المقابل الى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة».

واشارت إلى أنه سريعاً، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان جاء فيه أنه «كثُرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارةً الى مصادر ومتلطّية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصبّ في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة برغبة أو إصرار أو مطلب لدى رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يُوافق عليها ويُوقّع على مراسيم تشكيلها».

وقالت الصحيفة إنه كرر البيان التأكيد على تمسك رئيس الجمهورية «أكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت إلى جانبها». وأعلن أنه «لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، إيماناً منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تُحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب».

واضافت "لكن مساء، بدت بعبدا حريصة على التأكيد أن البيان الصادر بعد 10 دقائق من بيان ميقاتي لم يكن موجهاً ضده، إنما ضدّ من يتّهمون الرئيس بأنه يريد الثلث المعطل. وعلمت «الأخبار» أن التوضيح كان متبادلاً أيضاً، بما أنهى عملياً تأثير البيانات تلك على مسار التأليف، تمهيداً لتواصل إبراهيم مع الطرفين".

ولفتت الصحيفة إلى أنه استمرت معاناة اللبنانيين من نقص الكهرباء والبنزين، من دون أن يظهر أي حل مستدام في الأفق. وعملياً، لولا قرب وصول شحنة الفيول التي تم استبدالها مع الفيول العراقي، لما وصلت نهاية أيلول إلا وكانت العتمة قد حلّت على كل البلد.

في السياق نفسه، قالت الصحيفة إنه لن يتأخر المازوت الإيراني بعدما اقترب وصول الشحنة إلى لبنان، وهو ما أكده السفير الإيراني في بيروت محمد جواد فيروزنيا لبرنامج «بانوراما اليوم» عبر قناة «المنار»، مؤكداً أن «الجمهورية الإسلامية لن تسمح بسياسة تجويع الشعوب وسياسة الحصار والعقوبات الظالمة غير القانونية من قبل الأميركيين». وأكد أن طهران لن تسمح لأي جهة إقليمية ودولية بأن تمنع هذه العملية. وقال إنها «ستصل إلى مقصدها، وهناك بواخر أخرى على الطريق». كذلك فإن الباخرة تصل إلى لبنان في إطار تجارة مشروعة، ولا داعي لتدخّل أي جهة أخرى، ولا يحق للأميركيين ولا للآخرين أن يتدخلوا في هذه العملية. وذكّر بأن العقوبات الأميركية على النفط الإيراني هي عقوبات أحادية وغير مشروعة وغير قانونية، وليس من حق الأميركيين أن يتدخلوا بيننا فهذا يخصّ لبنان وإيران.

ولفتت إلى أنه بالنسبة إلى قطاع الكهرباء، ذكّر السفير الإيراني بأن سلطات بلاده سبق أن عرضت على لبنان المساعدة في إنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، من دون أن تلقى تجاوباً من الحكومة اللبنانية. وأكد أن الاقتراحات والاستعدادات موجودة من جانبنا، ونأمل أن تتجاوب الحكومة اللبنانية في هذا المجال. وقال إنه «يبدو أن هناك جهات خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية، ونحن نفهم وندرك ظروف لبنان، لكنّ واجبنا ومهمتنا أن نستمر في هذه الاقتراحات والعروض والاستعدادات».

"البناء": مبادرة اللواء إبراهيم مستمرة… والعقد مستمرة… والانتظار مستمرّ لآخر الأسبوع 

وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن المشهد كان سوريالياً في المسار الحكومي، بعد ساعات من الانتظارات امتلأت بتوقعات ولادة الحكومة في اجتماع افتراضي مرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وفجأة قبيل حلول الموعد الافتراضي المرتقب صدر بيان ناري عن الرئيس ميقاتي يستهدف رئيس الجمهورية ويحمّله مسؤولية التعطيل ويتحدث عن أكاذيب، ليأتيه ردّ ناري مشابه من بعبدا يتهمه بالتذاكي والخبث، ليتمّ في المساء تبادل التوضيحات حول أنّ أياً من الرئيسين لم يقصد الآخر في بيانه، ويؤكدان لبعضهما مواصلة التشاور والسعي لتشكيل الحكومة.

المصادر المتابعة للمسار الحكومي تقول إنّ ما جرى أمس انطلاقاً من مبادرة الرئيس ميقاتي لبيانه التصعيدي جاء بحصيلة اعتقاد ميقاتي بأنّ حملة يروّجها الفريق الرئاسي للإيحاء بأنّ أمر الحكومة انتهى، لاستثمار الضغط النفسي على ميقاتي لحلّ غير ناضج لما تبقى يتمّ خلاله تمرير الثلث المعطل تمويهاً، تحت شعار أنّ الناس موعودة بالحكومة خلال ساعات ولا شيء يستحقّ المزيد من الانتظار، فأراد الانتفاض على هذا السياق والتقاط الأنفاس لإبقاء البحث على نار هادئة حتى ينضج كل شيء كما يجب، وتقول المصادر إنّ الرئيس ميقاتي يتهم الفريق الرئاسي بتسريب أسماء متفق عليها لاستدراج اعتراضات تتيح إعادة البحث بها، وأسماء غير متفق عليها لاستدراج حملات تشكيك بالرئيس ميقاتي بين حلفائه، بينما جاء ردّ الفريق الرئاسي على ميقاتي يستهدف رؤساء الحكومات السابقين الذين يتهمهم بالتبديل والتعديل في مواقف ميقاتي، متحدثاً عن تفاهمات جرى التراجع عنها وتعقيدات يجري اختراعها وتردّد وتباطؤ، وتقول المصادر إنّ حادث التصادم بين الرئيسين وفريقيهما، يقع بين معادلتي «ليست رمانة بل قلوب مليانة»، واشتدّي أزمة تنفرجي، فالمساعي التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لا تزال مستمرة، لكن العقد مستمرة أيضاً، والمهلة حتى آخر الأسبوع ستكشف حجم الفرصة المتاحة لولادة الحكومة.

ولفتت إلى أنه تبدّدت الأجواء الإيجابية التي استمرت من فترة الصباح حتى ما بعد ظهر الأمس لتحل محلها الأجواء السلبية، ويعود التوتر على خط العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف اللذين استحضرا حرب البيانات المباشرة بعدما استخدما سلاح المصادر أول من أمس.

واشارت إلى أنه بعد مساعٍ حثيثة وزيارات متتالية قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى بعبدا ومبنى «بلاتينوم» مقر إقامة الرئيس المكلف استمرت إلى ما بعد ظهر الأمس في محاولة لتذليل آخر العقد، كانت المفاجأة بأن عون تمسك بحقائب الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والطاقة بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ»البناء»، فيما رفض ميقاتي أن تكون هذه الحقائب الثلاث بيد طرف معيّن فضلاً عن أن نيل رئيس الجمهورية هذه الحقائب الثلاث سيمنحه الثلث المعطل. وكشفت المصادر عن تجدد الخلاف في وجهات النظر بين عون وميقاتي حول عدد من الحقائب لا سيما حقيبة العدل». وأوضحت مصادر أخرى لـ»البناء» أن «الصعوبة تكمن في أن أي تعديل في حقيبة تنسف الصيغة برمّتها وتفرض العودة إلى إعادة النظر بالحقائب نظراً لدقة التوازنات الطائفية والحزبية، في ظلّ سعي الطرفين إلى تحصيل أكبر حصة ممكنة في الحكومة، لوجود قناعة لدى الجميع بأنها آخر حكومة في عهد الرئيس عون وستفصل في الملفات والقضايا الأساسية المختلفة في الداخل والخارج».

وقالت إنه على رغم المناخ السلبي الذي طغى على المفاوضات الحكمية، إلا أنّ مصادر «البناء» استبعدت إقدام ميقاتي على الاعتذار، مؤكدة أنّ المشاورات والمساعي مستمرة ولن تقفل الأبواب نهائياً، وهناك جولة جديدة من المفاوضات قد تفضي إلى حكومة في نهاية المطاف.

وبينت الصحيفة في ختام يوم مشاورات طويل أكد المكتب الإعلامي لميقاتي أن «البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا أسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً»، ولفت إلى أن «اعتماد الصيغة المباشرة أحياناً والأساليب الملتوية أحياناً أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً». وأكد البيان أن ميقاتي «ماض في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل إلى تعاون بناء بعيداً من الشروط والأساليب التي باتت معروفة»، مضيفاً أن «الرئيس المكّلف يتسلح بالكتمان لتشكيل الحكومة «والحكـِمْ طاحون، وْكل الدّروب بتـْوَدِّي عَ الطـَّاحون»… مكتب الرئيس ميقاتي ينفي هذا الأمر كما أن دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد إلى حين إخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلاً».

واشارت إلى أنه في المقابل رد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على بيان ميقاتي ببيان تصعيدي بالقول: «كثرت في الأونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارة إلى مصادر ومتلطية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة إلى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة إلى رغبة أو إصرار أو مطلب لدى السيد رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها». وأكد بأن رئيس الجمهورية «لا يريد بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن»، ودعا الجميع إلى «عدم إلصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على أهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سئمها». كما أكد بيان الرئاسة الأولى أن «الشعب اللبناني أصبح على قناعة أنّ هذه التعمية إنما عرّت الأهداف الحقيقية لأصحابها وهي تقوم على:

–  عدم الرغبة بتأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية،

– وتالياً عدم القيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة،

– ورفض مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين،

– وضرب مصداقية الدولة ومؤسساتها بعدما ثابروا على قضمها وتحويلها مطيّة لمآربهم،

– والأخطر من كل ذلك، تجويع اللبنانيين والإمعان في إفقارهم».

وأضاف «إن المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة وإلصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، إنّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الإدانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها».

ونفت مصادر قصر بعبدا لقناة المنار أن يكون البيان الصادر عن الرئاسة الأولى موجهاً لرئيس الحكومة المكلف والبيان لا يقصده بل يقصد من يتهمون رئيس الجمهورية بأنه يطالب بالثلث المعطل. كما علمت المنار بأن «هذا التوضيح قدم مباشرة لميقاتي حيث تم التواصل مباشرة بين القصر الجمهوري وميقاتي». وأوضحت المصادر أن «العقدة المتبقية ليست بالعقدة المستعصية أو المستحيلة الحل، ويجب أن تتواصل المساعي الإبراهيمية (مساعي مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم) من حيث نهايتها».

ولفتت المصادر إلى أن «تعثر عملية التواصل بين بعبدا وميقاتي يجب أن يتوقف ويجب أن يتابع اللواء إبراهيم مسعاه لتذليل آخر العقد لتكون هناك حكومة في لبنان قبل يوم الأحد، لكن الحذر مطلوب، كما وردود الفعل عليهما، توضح بأن الأرضية غير ثابتة في لبنان والعبرة بالخواتيم، وإن لم ينجح إبراهيم بمساعيه فمن الصعب جداً أن نكون أمام حكومة في لبنان في الأيام المقبلة».

وأوضحت الصحيفة أنه فيما أفيد بأن الرئيس سعد الحريري نال حصة وزارية في الحكومة المنوي تشكيلها، أكدت مصادر رفيعة في «المستقبل» أن «هذه التسريبات لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري أي حصة وزارية»، وقالت إن «الحريري سبق وأعلن دعمه تكليف الرئيس ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف  لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد، وجددت المصادر أن كتلة المستقبل ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها من دون أن يكون لها أي مطلب».

وشن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري هجوماً عنيفاً على عون داعياً إياه إلى الاستقالة وقال «السيد الرئيس_المغيب. رحيلك بات حاجة ملحة للبلاد والعباد. رأفةً بك وبنا لعلك تترك ذكرى تترحم بها الناس عليك». ما استدعى رداً من نائب رئيس التيار الوطني الحر مي خريش عليه. وكتبت على «تويتر»: يا أحمد اتّقِ الله في ما تقول… كلام السوء بيزغرك… وللأسف حوّلتو انت وتيارك الشتيمة لَـ label خاص فيكن… الشتيمة ما بتخبي مأزقكن… على فكرة، ناطرين بشوق عودة الرئيس الطائر إلى تراب الوطن من جولات السمسرة في بلاد الله الواسعة… من بعد جولتو السياحية بالعلمين»!

وقالت إنه فيما وصلت باخرة النفط الإيرانية إلى المياه الإقليمية السورية وتعمل على تفريغ حمولتها في مرافئ على الساحل السوري تمهيداً لنقلها إلى لبنان عبر صهاريج إلى البقاع قبل نهاية الأسبوع ليبدأ التوزيع على القطاعات الأكثر أولوية بحسب مصادر مطلعة لـ»البناء»، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطّلعين تأكيدهما أنّ أول شحنة محروقات إيرانية ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سورية «لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات». وأبلغ أحد المصدرين «رويترز» أنّ اختيار استقبال السفينة عبر سوريا «لا يتّصل بأيّ مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أيّ حلفاء»، من جهة أخرى أشار المصدران إلى أنّ الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.

ولفتت إلى أنه في المقابل أعلن السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا أن «الجمهورية الإسلامية في إيران لن تسمح لسياسة الولايات المتحدة الأميركية التي تقوم على تجويع الشعوب أن تحقق أهدافها، ونحن إلى جانب الشعب اللبناني ضد السياسة الأميركية بتجويعه، هذه العملية تدل على الموقف الأكيد لسياسة إيران تجاه دول المنطقة». وشدد فيروزنيا على أن «إيران لن تسمح لأي جهة إقليمية أو دولية بمنع السفن الإيرانية من الوصول إلى لبنان، والبواخر ستصل إلى الشعب اللبناني بكل تأكيد، أما عن كيفية الوصول والتفاصيل الأخرى فهذا ليس من شأن الجانب الإيراني بل المعنيين في لبنان».

وكشف فيروزنيا إلى أنه «قدمنا سابقاً استعدادنا لمساعدة الجيش اللبناني ونفس الاستعداد موجود اليوم، ولكن يبدو أن هناك جهة خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية مع هذه الاقتراحات».

في غضون ذلك، لم تسجل الأزمات حلحلة حتى الساعة مع استمرار طوابير السيارات أمام محطات المحروقات فيما عملت القوى الأمنية إلى إزالة السيارات المركونة أمام المحطات ليلاً في عدد من المناطق لما تسببه من زحمة سير خانقة في النهار وإشكالات على أفضلية التعبئة، ورجحت مصادر حكومية لـ»البناء» أن تشهد أزمة المحروقات والكهرباء حلحلة ملحوظة بدءاً من الأسبوع المقبل، مع بدء وصول صهاريج المازوت الإيراني إلى لبنان، إضافة إلى وصول الدفعة الأولى من الفيول العراقي. وأفادت المصادر بأن عملية تخزين واحتكار المحروقات مستمرة على رغم مداهمة القوى الأمنية للمحطات ومستودهات التخزين لدى المواطنين، وفي هذا السياق، أشارت معلومات إلى أن مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات ادّعى على إبراهيم ومارون الصقر بجرائم الاحتكار والتخزين وتبييض الأموال، والتي تصل عقوبتها إلى 7 سنوات حبس، وذلك سنداً للمواد 363 و685 و770 عقوبات والقانون 2005/659 مكافحة الاحتكار والغش والقانون 20415/44 مكافحة تبييض الأموال». كما أفادت بأن قاضي التحقيق الأول في البقاع أماني سلامة أصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحق مارون الصقر وتمهل وكلاء إبراهيم الصقر لتقديم دفوع شكلية خلال 10 أيام وتحدّد جلسة في الملف في 30 أيلول 2021.

وتابعت الصحيفة إنه على صعيد قضائي آخر، أصدرت قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية نجاة أبو شقرا قرارها الظني في جريمة كفتون التي وقعت بتاريخ 24/8/2020 في بلدة كفتون ـ قضاء الكورة، وأدّت إلى استشهاد ثلاثة شبان من أبناء البلدة، وهم الشهداء القوميون الاجتماعيون فادي سركيس وعلاء فارس وجورج سركيس.

وورد في متن القرار الظني شرح كامل ومفصل عن مجريات الجريمة وخلفياتها والأسماء المتورطة. ومما جاء في القرار: «بتاريخ 21/8/2020، المصادف يوم جمعة، دخلت سيارة نوع هوندا من دون لوحات بلدة كفتون، على متنها أربعة أشخاص، أقدموا عند الساعة 22,30 على قتل ثلاثة رجال من أهالي البلدة مستخدمين أسلحة حربية غير مرخصة، هم الشرطي البلدي فادي أديب سركيس وعلاء نخلة فارس وجورج وليم سركيس، وهي الجريمة التي باتت تعرف باسم «جريمة كفتون».

"النهار": "وعد" بعبدا ينكشف وميقاتي يهاجم "البازار"

أما صحيفة "النهار" فقالت إنه اذا كانت أوساط عدة، سياسية وشعبية، بدت متفاجئة فعلاً باندلاع السجال بين بعبدا والرئيس المكلف #نجيب ميقاتي بما أوحى بعودة ما وصف بانه اختراق في الوساطات لتذليل عقبات وتعقيدات تأليف الحكومة الى المربع الأول، فان الحقيقة تتمثل في ان دوامة المناورات الدعائية والإعلامية التي اتبعت في اليومين الأخيرين انكشفت مرة جديدة عن منحى التعطيل الذي لم يتبدل فيه حرف منذ سنة. ولم يكد يجفّ حبر الوعود المنهالة امام وفد الكونغرس الأميركي خصوصاً من بعبدا مبشّرة بولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع الحالي حتى بانت اهداف المناورة لإظهار فريق الرئاسة كأنه يستعجل ويسهل الولادة، فيما تصاعدت الاتهامات ضمنا للرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالتردد وتبديل المواقف لتمرير مزيد من تضييع الوقت وتمرير استحقاقات معينة من امام الحكومة الموعودة. واذا كانت معالم التراجعات الكبيرة التي ظهرت بقوة بعد الظهر حيال كل التسريبات المضخّمة التي كانت روجت في اليومين السابقين عن تقدم في وساطة اللواء عباس ابرهيم، فان خروج ميقاتي عن صمته وإصداره بياناً اتسم بدلالات بارزة لجهة حديثه عن "بازار التسريبات والأقاويل والأكاذيب"، وضع مجمل المناورات التي مارسها الفريق الرئاسي لإظهار نفسه في موقع المسهّل واتهام ميقاتي بالتردد والتراجع موضع الانكشاف بدليل الرد العنيف الذي أصدرته بعبدا على ميقاتي وهو الامر الذي سيعيد خلط الحسابات والأوراق مجدداً على قاعدة ثابتة هي انكشاف "امر العمليات " المانع لتأليف الحكومة كلما اقتربت جولة جهود جديدة من إحلال تسوية تسقط لعنة التعطيل وتستولد الحكومة.
 
واضافت الصحيفة الواقع ان مصادر مواكبة عن كثب لعملية التأليف اكدت امس بأنّ الاتجاه الحكوميّ ينحو إلى مزيد من السلبيّة والمراوحة والدوران في حلقة مفرغة مع محاولة للقول إن ثمّة من يُخطئ بعيداً عن الفريق المقرّب من رئيس الجمهورية، في وقت لا مكان للايجابيات التي يحاول البعض إشاعتها أو التعبير عنها. وتتمحور العقد القائمة، وفق المصادر نفسها، حول موضوع "الثلث المعطّل" الذي يبدو أنه لا يزال مطلوباً، وإن بشكلٍ مقنّع، لتمثيل حصّة فريق العهد مع التوجّه نحو إعادة التجربة نفسها التي سبق أن خاضها فريق رئيس الجمهورية مع الرئيس سعد الحريري واعتبار مسؤولية التعطيل مشتركة مع رئيس الحكومة المكلّف، فيما أن هناك نية واضحة للتبديل في بعض الأسماء المقترحة للتوزير واستبدالها بأسماء عونية الهوى بدلاً من ربط القرار النهائي لاختيار الوزراء بكامل الحكومة. ومن هنا، ليس واقعياً أنّ الحكومة اقتربت من الأميال أو الأمتار الأخيرة للإعلان عن تصاعد الدّخان الأبيض، انطلاقاً مما تؤكده المصادر المواكبة نفسها، في وقت لا يزال البحث مرتبطاً بالإطار العموميّ لاختيار الوزراء. وتقع المشكلة في كلّ مرّة يقترب بها البحث في موضوع "الثلث المعطّل"، إضافةً الى التطرّق لموضوع وزارتي الداخلية والعدل.
 
واشارت "النهار" إلى أنه نقل عن اوساط قصر بعبدا ان الحكومة باتت فعلاً في المربع الاخير في انتظار جواب الرئيس المكلف، الذي تأخذ عليه مشاركته في لقاء رؤساء الحكومات السابقين المطالب بمحاكمة رئيس الجمهورية #ميشال عون في انفجار المرفأ، في شأن وزارة الاقتصاد الاساسية في المرحلة المقبلة لجهة التعاطي مع صندوق النقد الدولي. وقالت ان الرئيس عون ذلّل كل العقبات واعطى الاجابات على كل الاسئلة التي طرحها الرئيس ميقاتي وحتى الساعة لا جواب، ونحن في الانتظار، وقد مرّ اسبوع على آخر زياراته الى القصر الجمهوري. وفي المقابل افيد أنّ الرئيس المكلف لن يطلب موعداً ويتوجّه الى قصر بعبدا إلا بعد الاتفاق على كامل أسماء الحكومة، ما يعني أنّ رؤيته في بعبدا ستكون مؤشّراً لولادة الحكومة.
 
بين ميقاتي وبعبدا

وقالت الصحيفة إنه مع اندلاع جولة السجالات الساخنة بين بعبدا وميقاتي، بدا واضحاً ان وساطة اللواء ابرهيم وصلت الى الحائط المسدود وبات من المستبعد توقع أي لقاء في وقت قريب بين عون وميقاتي.
 
وقد لفت المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بنبرة حادة الى "ان البعض مصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً. وان اعتماد الصيغة المباشرة احياناً والاساليب الملتوية احياناً اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً.
 
وقال ان الرئيس المكلف "ماض في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيداً عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة".
 
ولفتت إلى أن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اصدر بيانا على الأثر بدا بمثابة ردّ على بيان مكتب ميقاتي، لكن المكتب أوضح مساء ان بيانه لم يكن رداً على الرئيس المكلف وانما على الذين يتهمون رئيس الجمهورية بانه يريد الثلث المعطل رغم النفي المتكرر لبعبدا والرئيس عون لهذا الامر. وقد لفت بيان بعبدا الى "إنّ السيد الرئيس، المتمسك اكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت الى جانبها، اعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، ايمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى درجات المسؤولية من اجل المبادرة والإسراع في انقاذ الوطن والشعب".
 
واعتبر ان "هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت حتى في خدمة مآربهم. فالشعب اللبناني اصبح على قناعة انّ هذه التعمية انما عرّت الأهداف الحقيقية لأصحابها وان المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة والصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، انّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الادانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها".
 
المحروقات الإيرانية
إلى ذلك قالت الصحيفة إنه في ما يتعلق بموضوع استجرار حزب الله شحنات من النفط الإيراني الى لبنان نقلت امس وكالة "رويترز" عن مصدرين مطّلعين تأكيدهما أنّ أول شحنة محروقات إيرانية ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سوريا "لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات". وأبلغ أحد المصدرين "رويترز" أنّ اختيار استقبال السفينة عبر سوريا "لا يتّصل بأيّ مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أيّ حلفاء".
 
من جهة أخرى أشار المصدران إلى أنّ الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.
 

إقرأ المزيد في: لبنان