معركة أولي البأس

لبنان

فضل الله: مفتاح الحل لكل المشاكل هو تشكيل حكومة
17/08/2021

فضل الله: مفتاح الحل لكل المشاكل هو تشكيل حكومة

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن ما نعيشه في لبنان هو نتائج الانهيار الكبير الناجم عن تراكم سنوات طويلة، فانقطاع الكهرباء، وشح المشتقات النفطية، وما حصل لأموال المودعين وغيرها من المشكلات، هو نتيجة لمسار طويل، وهذا الانهيار يمكن مواجهته والبلد ليس ميؤوسا منه، ونستطيع معالجة مشكلاته.

وخلال كلمة له في المجلس العاشورائي في حارة صيدا، قال فضل الله إننا نحتاج لمن يتحمل المسؤولية وليس تقاذف المسؤوليات، ونحن معنيون بالعمل لمعالجة الأسباب والتخفيف من النتائج، ولا يمكن في لبنان لطرف واحد أن يحل المشكلة، ولذلك حزب الله في الداخل يعمل ضمن معايير واضحة، وهي أن تكون الحلول عبر مؤسسات الدولة اللبنانية، رغم الاهتراء والتحلل الذي أصابها. 

وأضاف: "لكي نعالج أسباب الانهيار لا بد من دولة من خلال مؤسساتها، فيكون هنالك حكومة وقضاء واجهزة امنية، وادارات ومؤسسة كهرباء ومياه، فتفاقم أزمة المازوت مثلًا هو نتيجة عدم وجود الكهرباء، لأن المولدات هي حلول جزئية، بينما الحل أن نأتي بالكهرباء، ولم نعد نريدها 24 ساعة، ليأتوا بها 12 ساعة لأننا وصلنا إلى ظلام دامس، وفوق البلاء يأتي من يعتدي على المحطات والشبكات".

وأردف: "ولحل مشكلة الكهرباء نحتاج إلى حكومة وخطة، لذلك نحن في الداخل مع إعادة النهوض إلى مؤسسات الدولة رغم كل الواقع المأساوي، والمفتاح تشكيل حكومة، وهذا رهن برئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف، لأن تشكيلها يحتاج إلى توقيعهما، ودعوتنا لهما في الماضي والآن وغدًا أنه لم يعد هناك وقت في لبنان حتى للكلام بالحصص والمواقع والوزراء".

واعتبر فضل الله أنه لا أحد يستطيع أن يكون مكان الحكومة، لا أحزاب ولا جهات لأنها جميعها لن تقدر على معالجة الأزمة، ولكن عندما نتعاون ونشكل حكومة وتضع الخطط يمكن أن نعالج الاسباب. وقال إن حزب الله تصدى للأزمة الاجتماعية والاقتصادية عن طريقين عبر مؤسسات الدولة وعبر إمكاناته.

وأشار إلى أنه خلال الاسابيع الماضية زاد التردي في القطاعات الخدماتية، من كهرباء ومياه ومشتقات نفطية، ونحن لا نصف الواقع فقط بل نقدم حلًا، ومن يتحمل مسؤولية ما وصلنا اليه هو الذي لم يقبل معنا او عارض او لم يسهل تلك المبادرة التاريخية التي أتينا بها لاستيراد المشتقات النفطية من الجمهورية الاسلامية الايرانية بالعملة اللبنانية الامر الذي كان سيحل مشكلة كل اللبنانيين، ويحل مشكلة النفط والكهرباء ويحل مشكلة سعر الصرف، فنحن قدمنا حلًا عمليًا لكن ماذا نفعل في لبنان لمن يستعد أن يموت ولا يأخذ الدواء الايراني؟

وقال: "ما يزيد البلاء هو الاحتكار، فملايين الليترات موجودة في لبنان، وعندما كنا نتابع مع وزارة الطاقة كان يُقال لنا إن الكميات المستوردة أكثر من العام الماضي، وهناك من زايد على اللبنانيين بالحديث عن التهريب والتخزين، ولكن رأينا من المحتكر واين موجودة الكميات الكبيرة المحتكرة وعند اي مافيات محتكرة. وبالنسبة لحزب الله أيا كان المحتكر، من اي جهة أو طائفة أو منطقة فهو يساهم في معاناة الناس وفي حصارهم، كأنه لا يكفي هؤلاء الناس أن الأميركيين يمنعون استيراد النفط ليكون المحتكرون إلى جانب الذين يحاصروننا". 

وتابع فضل الله أنه يجب أن لا يكون هناك مظلة فوق رأس أحد من المحتكرين وأن لا يكون هناك أحد يتدخل مع الأجهزة الأمنية لمنعها من مداهمة هذه الشركة أو تلك لأنها محمية من جهة سياسية أو طائفية أو من أي مرجعية في لبنان، وعلى وسائل الإعلام والأحرار والناس في لبنان أن يضغطوا لتكون مواجهة الاحتكار على الجميع. 

وأشار إلى أن الشركات المستوردة هي الأساس ومعروفة في البلد بمحطاتها ومخازنها، والمطلوب عدم استثناء أحد فعددها 17 وتستحوذ على 70 بالمئة من السوق، لذلك اذهبوا إليها جميعها. 

وأكد أن حزب الله عبر جميع مجالسه ووحداته الى مجاهديه يعمل كخلية نحل، يُفكر ويضع الخطط ويبرمج المشاريع من أجل هؤلاء الناس الذين ضحوا وقدموا الشهداء، وهو يعمل من أجل كرامتهم وليس لأجل شعبية أو انتخابات لأنه من المعيب أن يفكر البعض في لبنان أن الخدمة مقابل صوت، فخدمتنا للناس هي من أجل أن توصلنا إلى الله ولولا الحاجة لنكون صوتا لهؤلاء الناس في مؤسسات الدولة لتركنا كل هذه السلطة بما فيها فما لنا ولهذه التركيبة والعقلية؟ وعندما لا يعلن حزب الله عما يقوم به لأن خدمته للناس جزء من ثقافته، فهؤلاء الناس الذين نخدمهم أهل عزة وكرامة كانوا يأكلون من عرق جبينهم أوقعتهم سلطات متعاقبة فاسدة في هذه المأساة.

وتابع: "هناك في لبنان من يرقص دائمًا على الدماء وهو ما رأيناه في الكارثة التي حلت في عكار، ومن يرقص على الدماء ليس لديه قيم أو أخلاق، فيستغل أي حدث ويذهب مباشرة لأجل الأصوات الانتخابية، وهذا أمر معيب لأن في لبنان قوى سياسية لا همّ لها ولا شغل إلا تحقيق مكاسب سياسية".

إقرأ المزيد في: لبنان