لبنان
مبادرة قطرية لمساعدة لبنان.. والسفيرة الفرنسية لدياب: جميعكم تتحمّلون المسؤولية
لايزال اللبنانيون يترقبون الحسم في الشأن الحكومي، ولعل زيارة الوفد القطري أتت ببعض من الأمل خصوصًا بعدما أعلنت قطر رغبتها في المساعدة وإعلانها دعم الجيش اللبناني بـ 70 طنًا من المواد الغذائية شهريًا لمدة عام، إلّا أنه وبحسب معطيات بعض الصحف فإنه لا مبادرة محددة سوى التشديد على حل توافقي، ورأت أخرى بأن قطر قد ترعى مرحلة انتقالية للبنان.
وبرز في الصحف اللبنانية النقاش الذي جرى في السرايا الحكومي خلال استقبال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية في لبنان الذي ناشد الأصدقاء الوقوف بجانب اللبنانيين وأننا على شفير الكارثة، إذ ردّت السفيرة الفرنسيّة آن غريو على دياب، معتبرة أن "الانهيار نتيجة متعمّدة لسوء الإدارة والتقاعس منذ سنوات وليس نتيجة حصار خارجي، بل جميعكم تتحمّلون المسؤولية".
البحث عن بديل للحريري: ميقاتي يتقدّم؟
استبعدت صحيفة الأخبار امكانية الرئيس المكلف سعد الحريري معتبرة أن الجهود المبذولة وصلت إلى طريق مسدود، ورأت أنه بدأ الحديث الجدي عن التحضير لاعتذاره بشكل رسمي، شرط الاتفاق على الاسم البديل وشكل الحكومة المقبلة. وفي سياق البحث عن بدلاء، يبدو أن اسم الرئيس نجيب ميقاتي يتقدّم!
نفدت كل محاولات الدفع باتجاه حكومة يترأّسها سعد الحريري ويُشارِك فيها التيار الوطني الحر، ويرضى عنها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبدأت مساعٍ جديدة للبحث عن بديل، على قاعدة الاتفاق على «الاسم والحكومة، معاً، قبل أن يقدّم الحريري اعتذاره رسمياً عن عدم استكمال المهمة».
هذه هي خلاصة الروايات التي تحدّث عنها أكثر من مصدر مطّلع على أجواء ما بعدَ عودة الحريري من الخارِج، والتي تستنِد الى جملة معطيات، أوّلها استنزاف كل الجهود والمبادرات الداخلية لحلّ أزمة الحكومة، فيما الواقع الإقليمي والدولي لا يشي بحصول معجزة تؤمّن تجنيب لبنان كأس الانهيار الكامل. صحيح أن السعوديين، في محادثاتهم مع الأميركيين والفرنسيين في شأن الملف اللبناني، لم يقفلوا باب النقاش نهائياً، لكن أيّاً من الخيارات لم يتوضّح حتى الآن.
التطوّر الوحيد الملموس الذي حصل في الأيام الأخيرة، هو الزيارة التي قامَ بها الحريري أول من أمس إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعيداً من الإعلام بحضور النائب علي حسن خليل.
مصادر مطّلعة على أجواء اللقاء قالت لـ«الأخبار» إن «النقاش الذي حصل لا يُبنى عليه. لكن الأكيد أن المساعي الرامية إلى تأليف حكومة برئاسة الحريري انتهت، وأن جهوداً أخرى انطلقت لوضع خريطة طريق ما بعد الاعتذار». فالحريري «أبلغ بري قراره بالاعتذار، لكن رئيس المجلس كانَ حاسماً لجهة أن هذا الأمر لن يحصل إلا بعدَ الاتفاق على سلّة متكاملة تشمل الاسم البديل منه وكل التشكيلة الحكومية، لأن اعتذاره دون ذلِك لا يعني الحل».
وفي وقت قالت فيه المصادر إنه «لا أسماء مطروحة حتى الساعة بشكل جدّي»، استغربت هذه المعادلة لأن «الحريري لن يغطي أي رئيس مكلف لا يأتي حاملاً الشروط ذاتها التي تمسّك بها هو، كما أن رئيس الجمهورية وفريقه، أي التيار الوطني الحر، لن يقبلا برئيس يأتي حاملاً لائحة مطالب حريرية، وهذا يعني أن اعتذار الحريري هو استمرار للدوران في الحلقة المفرغة».
وكشفت مصادر سياسية بارزة لـ«الأخبار» عن «حصول اتفاق أولي على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة بعد اعتذار الرئيس المكلف»، ولذلك اجتمع الحريري ليل أول من أمس بالرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، من دون حضور ميقاتي الموجود خارج البلاد، وطرح عليهما فكرة «العمل على تسويق ميقاتي»، من دون إبلاغهما بوجود اتفاق مسبق مع أحد على ذلِك. وبينما قالت المصادر إن «ميقاتي رتّب الأمر مع الأميركيين والفرنسيين، وإن الجانبين أعطيا الضوء الأخضر للحريري من أجل السير به»، أشارت إلى أن «السنيورة كانَ مستاءً من الطرح، بينما كان سلام حذراً في إعطاء موقف نهائي، وحصل خلاف كبير مع الحريري في هذا الشأن». لكن مصادر أخرى لفتت إلى أن أي اتفاق على بديل للحريري لن يُبصر النور قريباً، وأن ما يجري حالياً هو تضييع للوقت لا أكثر، فيما الواقع أن حكومة الرئيس حسان دياب ستستمر بتصريف الأعمال لتُشرف على إجراء الانتخابات النيابية المقبلة!
وإلى أن تتبلوَر المناخات، وبينما تغرق البلاد بالانهيارات، دعا دياب العالم إلى إنقاذ لبنان. وفي لقاء مع عدد من السفراء، قال: «فيما نجتمع هنا، في شوارع لبنان طوابير السيارات تقف أمام محطات الوقود، وهناك من يفتش في الصيدليات عن حبة دواء وعن علبة حليب أطفال، أما في البيوت، فاللبنانيون يعيشون من دون كهرباء». وأضاف: «الصورة أصبحت واضحة، لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة، لكن عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر... لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان»، مشيراً إلى «أنّنا قد سمعنا الكثير من الدعوات المتكررة عن ربط مساعدة لبنان بإجراء إصلاحات. نعم، لبنان يحتاج إلى إصلاحات مالية وإدارية. ولقد اتخذت الحكومة، قبل استقالتها، قرارات عديدة ووضعت خطة متكاملة للتعافي تتضمّن إصلاحات مالية واقتصادية».
وناشد دياب «الأشقاء والأصدقاء» أن «يقفوا إلى جانب اللبنانيين». ولأن «القاعدة الشرعية تقول لا تزر وازرة وزر أخرى»، دعا «إلى عدم محاسبة الشعب اللبناني على ارتكابات الفاسدين». واعتبر أن «ربط المعونة لبلاده بتشكيل حكومة جديدة أصبح خطورة على حياة اللبنانيين»، وأن «الحكومة لا يمكنها استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لأن الصندوق يطالب بالتزامات قد لا تتبناها الحكومة المقبلة». وأضاف دياب إن «أياماً قليلة تفصل بين البلاد وحدوث انفجار مجتمعي».
وقد ردّت السفيرة الفرنسيّة آن غريو على دياب، معتبرة أن «الانهيار نتيجة متعمّدة لسوء الإدارة والتقاعس منذ سنوات وليس نتيجة حصار خارجي، بل جميعكم تتحمّلون المسؤولية». وانتقدت الاجتماع، متحدّثة عن أن فرنسا وغيرها من الدول المشاركة «لم تنتظر هذا النداء لمساعدة لبنان»، بل قدّمت عام 2020 نحو 100 مليون دولار من المساعدات المباشرة للشعب اللبناني.
وطالبت غريو دياب باتخاذ القرارات اللازمة لتخفيف معاناة اللبنانيين، كتفعيل قبول بعض القروض، وتحديداً تلك المقررة من البنك الدولي. وتحدّثت السفيرة الفرنسية عن أن بلادها تعمل «مع عدد من الشركاء لتنظيم مؤتمر ثالث لدعم اللبنانيين».
ويوم أمس، زار بيروت وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والتقى الرؤساء: ميشال عون، نبيه بري وسعد الحريري، إضافة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، «في إطار مساعي قطر للمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان».
وأبلغ آل ثاني قائد الجيش عن تقديم 70 طناً من الأغذية شهرياً إلى المؤسسة العسكرية لمدة عام. ويتهيّأ لبنان لزيارة جديدة، إذ سيصل السفير الفرنسي المكلف بتنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان، إلى بيروت على رأس وفد اقتصادي فرنسي، وعلى جدول مواعيده لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين.
زيارة دوكان تأتي تحضيراً لزيارة سيقوم بها وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر. وتُعدّ زيارة دوكان، وبعده ريستر، «استطلاعية، إضافة إلى رغبة باريس في إظهار حضورها في مقابل ما يُحكى عن الحضور الروسي أو الصيني، والأهم، المشاريع الألمانية التي يُعلَن عنها، وخاصة لإعادة إعمار مرفأ بيروت».
الحريري للاعتذار لحساب حكومة انتخابات… فهل تتولّى قطر رعاية المرحلة الانتقاليّة؟
من جهتها رأت صحيفة البناء أن لبنان يمر في مرحلة تتسم بالانتقالية على مستوى الملفات الكبرى، وأن المناخ لا يبدو مؤاتٍ ليحجز لبنان لملفه مكاناً في اهتمامات الكبار، فالتقدّم في الملف النووي الإيراني، كما تؤكد المصادر الدبلوماسيّة، والتي كان أبرزها ما قاله وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس عن حل الكثير من القضايا العالقة بين واشنطن وطهران، لا يعني أن التوقيع سيتم غداً، والحوار الإيراني السعودي الذي تحدثت طهران عن تقدمه بنجاح، لا يعني أن تناوله للملفات الإقليمية سيتم غداً، وعندما يتم ليس هناك ما يقول إن لبنان يقع في أولوية هذه الملفات.
في هذا المناخ تعاود قطر عبر وزير خارجيتها التحرك نحو لبنان، بما يتخطى مجرد العروض الإنسانيّة كما هو عنوان الزيارة، تحت عنوان تقديم كل مساعدة ممكنة على الخروج من الأزمة، أملاً بأن يقول المعنيون إنهم يرحبون بمبادرة قطرية لرعاية حوار يشبه ما جرى قبيل اتفاق الدوحة عام 2008 الذي أسفر عن تفاهم ثلاثيّ، بنده الأول رئاسي حسمت خلاله رئاسة العماد ميشال سليمان، وبنده الثاني حكومي تشكلت على أساسه حكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة ضمنت الثلث المعطل بيد تحالف الثامن من آذار، وبنده الثالث نيابي على أساس اعتماد قانون انتخابي يعتمد القضاء، وفيما لم تتضح معالم الدور القطريّ الجديد، وما إذا كان منسقاً على الأقل مع واشنطن والرياض، قالت مصادر مواكبة لزيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أنه لم يسمع دعوة صريحة للمبادرة، بقدر ما حاول المعنيون الاستماع لما لديه، والتركيز على الجوانب المالية وشكر كل مساعدة، بينما كانت المعلومات المؤكدة لدى السفارات العاملة في بيروت والعواصم المتابعة للوضع في لبنان تتحدّث عن قرار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بالاعتذار عن مهمة تأليف الحكومة، مع ترك التوقيت معلقاً بانتظار الاتفاق على حكومة جديدة وعلى اسم رئيسها، على قاعدة توصيفها كحكومة انتخابات، وتحدثت المعلومات عن بدء التشاور في كيفية تأمين الخروج الآمن من مرحلة حكومة الحريري الى الحكومة الجديدة، التي لم تتضح عناوينها وتفاصيلها، والتي يبدو أن قطر ترغب بالوقوف على رعاية ما قبلها وما بعدها وصولاً للانتخابات، بما يضمن ثلاثية مشابهة لثلاثية عام 2008، رئاسة وحكومة وقانون انتخاب، تشكل عناوين مرحلة ما بعد انتخابات عام 2022، وتنبثق من مجلسها الجديد، وتكون عندها الرياض وواشنطن وطهران وباريس، وربما دمشق على صلة بالتفاهمات المطلوبة.
المرحلة الانتقالية ومصاعبها كانت موضوع كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب الذي تحدّث أمام السفراء الأجانب والعرب محذراً من خطورة الإنهيار، محملا الحصار الخارجي للبنان مسؤولية تعقيد الصورة، حيث تمنع المساعدة عن لبنان تحت شعار أولوية الحكومة، معتبراً أن الحكومة الضرورية لكل عمل إنقاذي لا يجب أن تكون شرطاً للمساعدة، محذراً من أن وقوع كارثة الانهيار ستطال مَن يعتقدون أنهم بمنأى، وجاءت ردود مستغربة من سفيرتي باريس وواشنطن، للتنصل من مسؤولية الحصار، والحديث عن مسؤولية السياسات الخاطئة والفساد وهو ما يردّده دياب دائماً محمّلاً العواصم التي رعت السياسات المعتمدة من الحكومات السابقة وقدمت لها الدعم والتغطية، رغم علمها بتفشي الفساد، بينما يقدّم ملف النازحين وحده مثالاً كافياً للحديث عن مسؤولية الحصار في مفاقمة الأزمة.
ولم يخرج الدخان الأبيض من بيت الوسط إيذاناً بحسم الرئيس المكلف سعد الحريري موقفه من الملف الحكومي وسط غموض يسود المشهد بين خيارات تتراوح بين توجّه الحريري لتقديم تشكيلة حكوميّة الى بعبدا وإذا رفضها يتوجّه للاعتذار أو يذهب فوراً للاعتذار وتكليف شخصية أخرى بموافقته أو اعتذار واستشارات نيابية لتكليف شخصية جديدة يتم التوافق عليها بعد الاعتذار. وأشارت مصادر «البناء» إلى أن «الحريري اتخذ قراره بالاعتذار لكن يجري التشاور مع الرئيس نبيه بري على تخريجة سلسة للاعتذار تسهل التوافق على المرحلة المقبلة من خلال الاتفاق على شخصية أخرى لتأليف الحكومة تحظى بغطاء الحريري». لكن المصادر لفتت إلى أنه «لم تطرح أسماء جدية مقترحة لتشكيل الحكومة بعد اعتذار الحريري الذي لم يطرح أي اسم بديل عنه».
وأفادت مصادر إعلامية الى أن «الحريري كان حاسماً مع بري برفضه تبني أي مرشح آخر»، وأشارت المصادر الى أن «الحريري يتشاور عبر تطبيق «زوم» مع رؤساء الحكومات السابقين وكذلك الأمر مع المجلس الإسلامي الشرعي للعودة بجواب حاسم في ما خصّ اعتذاره من عدمه».
٣ سيناريوهات للحسم الحكومي!
وفي إطار التأليف رأت صحيفة الديار أن الملف الحكومي تحرك على وقع اعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان "الايام المقبلة حاسمة". وقالت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان هناك ٣ سيناريوهات للحسم الحكومي المرتقب وان يوم السبت المقبل سيكون مفصليا في هذا الملف. السيناريو الاول يقول بتقديم الحريري تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية تراعي قسما كبيرا من شروط ومطالب "الثنائي" عون- باسيل، ما يؤدي تلقائيا الى توقيع الرئيس على مراسم التشكيل وانجاز العملية التي طال انتظارها. وتشير المصادر في حديث ل "الديار" الى ان هذا السيناريو يدفع باتجاهه القطريون وتأتي زيارة وزير الخارجية القطري لحث الحريري على تجاوز الفيتو السعودي المفروض عليه ولا مبالاة الرياض بما آلت وستؤول اليه الاوضاع اللبنانية ويتقاطع الموقف القطري مع موقف اماراتي مشابه. اما السيناريو الثاني فيقول بتقديم الحريري تشكيلة جديدة تشبه تلك التي وضعها عون في الادراج فيرفضها الاخير على ان يقوم الرئيس المكلف على الاثر بتقديم اعتذاره لخوض مواجهة مفتوحة مع العهد قبل الانتخابات المقبلة. اما السيناريو الثالث فيتحدث عن اعتذار الحريري بعد الاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة من خلال تسميته شخصية تخلفه وتدير الانهيار والاستحقاق النيابي المقبل. وتضيف المصادر: "الكرة اليوم حصرا في ملعب الحريري الذي بدأ سلسلة مشاورات ونقاشات مع كتلته ورؤساء الحكومات السابقين على ان يستكملها بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيتخذ معه القرار النهائي".
كورونا: «دلتا» إلى الذروة في أيلول
تطرقت صحيفة الأخبار للشأن الصحي، وأشارت إلى أنه نحو نصف الفحوص الإيجابية تحمل المتحوّر الجديد. عملياً، يمكن التكهّن بأن المتحوّر الذي سيغلب وجوده في المرحلة المقبلة في لبنان هو متحور «دلتا». بات هذا الأمر واقعاً مع بدء تسجيل إصابات بهذا المتحور بين الوافدين والمقيمين على حدّ سواء، فيما الخيار الوحيد المتبقي للمواجهة هو في تكثيف حملات التلقيح التي لم تحقق إلى الآن المطلوب، رغم نجاحها. فحتى اللحظة، لا يزال عدد متلقّي اللقاحات، بين جرعة أولى وثانية، بحدود 950 ألفاً، فيما يكمن ضعف التلقيح في الفئة العمرية الشابة نسبياً، وهي الفئة التي قد تغيّر الموازين في عدّاد الإصابات
أمس، كانت المرة الأولى التي تنشر فيها وزارة الصحة العامة أعداد المصابين بالمتحور الهندي (دلتا)، بعد أيام على تأكيد مختبرات الجامعة اللبنانية ووحدة الترصّد الوبائي في الوزارة «وصوله» إلى لبنان. في أول الأرقام، سجل متحور دلتا 46 حالة مثبتة، إلى الآن، من دون أن يكون هذا الرقم نهائياً أو ممثلاً للواقع الوبائي الحالي، وما سيكون عليه تالياً. في المبدأ، يمكن «تشريح» الرقم كالتالي: في الأيام الثلاثة الأولى من الجاري، بلغ عدد الفحوص الإيجابية بين الوافدين عبر مطار بيروت الدولي 87، من بين تلك الأرقام، كان ثمة شكّ بـ65 فحصاً، لناحية أن «بروفايل» تلك الحالات كان أقرب إلى «دلتا» منه إلى متحورات أخرى. وفي هذا السياق، أجريت في مختبرات الجامعة اللبنانية فحوص مخبرية لـ47 فحصاً إيجابياً من أصل الـ65، فكانت النتيجة ثبوت «دلتا» في 46 منها، على أن تصدر اليوم نتائج الفحوص الـ18 المتبقية. وبموازاة ذلك، تجري مختبرات الجامعة اللبنانية اختبارات للفحوص الإيجابية المشكوك فيها، والتي تعود للفترة الواقعة بين أيار والشهر الجاري، لتثبيت النتائج… وإن كان ثمة يقين لدى معظم العاملين في المختبرات بأن الفحوص «ستأتي لتؤكد المؤكّد». وفق التقديرات اليوم، يشير عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، البروفسور بسام بدران، إلى أنه يمكن القول إن نصف الفحوص الإيجابية التي تُسجل «تحمل متحور دلتا»، من دون أن يعني ذلك أن هذه النسبة ثابتة، «فإذا كان اليوم عم يفوت 10 أشخاص، 5 منهم دلتا، ممكن في الأيام المقبلة تصير النسبة 6 أو 7 أو حتى 9 دلتا»، وهذا ما يؤشر إلى أن هذا المتحور بات هو الغالب في معظم دول العالم.
من جانبها تحدثت صحيفة الديار عن الأزمة الصحية قائلة، تكدست الازمات الى حد باتت تهدد بانهيار القطاع الصحي دفعة واحدة. وفي آخر المعطيات المقلقة، اعلان وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي امس تسجيل 294 إصابة جديدة بفيروس كورونا وحالتي وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت مصادر طبية ان هذه الاعداد غير مطمئنة على الاطلاق خاصة في ظل النقص الحاد بالادوية والمستلزمات الطبية.
ورفع رئيس نقابة مستوردي الأدوية كريم جبارة عبر "الديار" الصوت عاليا، فقال "وصلنا الى مرحلة الخطر الكبير والى الخطوط الحمر فلا مخزون لمئات الادوية. وشدد على ان "المشكلة بالاساس مادية فعلى ما يبدو لا عملات اجنبية للاستيراد. واذا اردنا ان نواصل الاستيراد يجب ان ندفع التراكمات السابقة وديوننا التي بلغت ٦٠٠ مليون دولار والا لن تسمح لنا المصانع الخارجية باستيراد المزيد، على ان يلي ذلك تخصيص مبلغ محدد للاستيراد المستقبلي تحت اشراف وزارة الصحة التي تحدد الاولويات".
سعد الحريريحسان ديابفيروس كورونا