لبنان
نزاع آل الحريري: الإخوة يتناحرون
يواجه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ضغوطًا إضافية عن تلكَ المتعلقة بمشاكل التشكيل والخلافات السياسية الكبيرة، وهي ضغوط مرتبطة باقتتال الإخوة على تركة الرئيس الراحل رفيق الحريري.
وبحسب صحيفة "الأخبار"، فإن زيارة الحريري إلى الإمارات منذ أسبوعين لم تنحصر بلقاءات سياسية مع عدد من المسؤولين، بل شملت كذلك إدلاءه بموقفه القانوني في الدعوى القضائية التي رفعتها ضده شقيقته هند الحريري، مطالبة برصيد سند مستحق بقيمة 75 مليون دولار.
وذكرت الصحيفة أن القضاء الفرنسي أصدرَ قبلَ أيام حكما تنفيذيا يقضي بأن يدفع الحريري المبلغ لشقيقته.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن الخلاف بين الأخوين ليس جديدًا ويعود الى العام 2012، إذ إن الحريري الذي كانت شركة "سعودي أوجيه" (أعلنت إفلاسها أخيرًا نتيجة الديون المتراكمة عليها) نصيبه من التركة، أعطى إخوته سندات مقابل حصصهم في الشركة، وكان يسدّدها على أقساط قبل أن يبدأ في التعثر"، مضيفة أنه "في عام 2011، لم تستطع هند الحريري صرف ثلاثة شيكات وقّعها شقيقها بقيمة 150 مليون دولار، ما اضطرها الى توجيه إنذار له وتهديده برفع دعوى قضائيّة".
وتابعت المصادر أن "الحريري سارع يومها إلى طرح حصّته في "البنك العربي" للبيع لتغطية الشيكات المرتجعة، تفاديًا لمزيد من الإحراج الذي تسبّبت به أزمة السيولة وتراجع الأعمال، خصوصًا مع أفراد عائلته، في وقت كانت فيه عملية توزيع الإرث مستمرة".
مقربون من العائلة أشاروا للصحيفة إلى أن "الدعوى ليست قديمة على عكس ما يشاع، وقد تحركّت منذ حوالى عامين لأن الحريري لم يستجب لمطالبات شقيقته بدفع ما يتوجّب عليه لقاء حصتها في سعودي أوجيه".
وأوضح هؤلاء أن "الحريري سبق أن سدّد قيمة السندات لشقيقه بهاء عام 2008، بينما رفع شقيقه الآخر فهد، دعوى قضائية في باريس ضده وربحها قبل عامين، ملزمًا إياه بدفع نحو 70 مليون دولار".
ورأى المقربون أن هذا الأمر "ربما دفع بهند إلى اتباع المسار نفسه، باعتبار أن لا سبيل لتحصيل أموالها إلا من خلال قرار قضائي"، مسغربين أن "تصِل الأمور بين الشقيقين الى هذا الحد، إذ من المعروف أن العلاقة متينة بين سعد وهند، ولطالما ردّد الحريري بأنّ شقيقته وشقيقه أيمن تساهلا معه في أمر دفع السندات أكثر من بقيّة الإخوة، لا بل إن أيمن لم يتمكّن حتى الآن من تحصيل ثمن حصته في أوجيه".