لبنان
السيد صفي الدين: محور المقاومة ثابت وقوي وسيحدد مستقبل منطقتنا
أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ضرورة "الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية من أجل بدء المعالجة الطويلة للأوضاع، بغض النظر عن بعض العيوب التي يمكن أن يضعها مسؤول من هنا أو جهة من هناك"، متمنيا "التجاوب مع المبادرة الأخيرة، والتي نأمل أن تكون الأخيرة لتشكيل الحكومة، لا أن تكون الأخيرة للوصول إلى اليأس".
وشدد السيد صفي الدين في كلمة له خلال رعايته حفل إطلاق "فوج إطفاء المنطقة الأولى" في مدينة بنت جبيل، على أن "المسؤولية اليوم تكمن في الحفاظ على ما بقي من إمكانات مالية واقتصادية في بلدنا، فهي أكبر وأهم من أي أولوية أخرى عند أي سياسي أو جهة أو حزب أو فئة"، وقال: "خلافًا لما يدعيه البعض، فإن حزب الله كان دائمًا الأحرص على أن تُلبى احتياجات الناس، لأن في الاعتكاف عن تلبية احتياجاتهم والتهرب من المسؤولية في هذا المضمار، هو عمل خاطئ، بل في بعض الأحيان هو جريمة سياسية لمن يتعاطى الشأن السياسي".
وأضاف "تعاونّا وسنتعاون مع كل الحريصين والساعين لتشكيل الحكومة، ومع كل خطوة يمكن أن تنقذ هذا البلد، لأننا نعتقد أن هذا البلد يجب أن ينقذ، ونحن الذين قدمنا دمًا من أجل أن يبقى لبنان بلدًا قويًا متماسكًا، وبالتالي لا يجوز التفريط به".
ولفت السيد صفي الدين إلى أن "السنوات التي مضت كانت سنوات الدفاع عن خيار المقاومة وتشكّل محور المقاومة، فمنذ تحرير العام 2000 إلى اليوم، واجه محور المقاومة أصعب التحديات العسكرية والفتنوية والإعلامية والتحريضية من كل حدب وصوب، لمحاصرة المقاومة في منطقتنا، كي تبقى في موقع الدفاع عن وجودها"، مؤكدا أننا "اليوم تجاوزنا مرحلة الدفاع عن الوجود، وبتنا في مرحلة لا نخاف على وجود مقاومتنا، ولا على محور مقاومتنا"، وأضاف إن "هذا المحور في المنطقة اليوم، ثابت وقوي وحقيقة سياسية وفي المعادلة والحاضر، وهو الحقيقة التي ستحدد المستقبل لبلدنا وكل بلدان منطقتنا بإذن الله تعالى".
وأشار سماحته إلى أنه "بعد أن انتصرت المقاومة في غزة بصواريخها، وانتصر الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين، يحاول الأعداء والمتربصون أن ينقلبوا على النتائج، وأن يأخذوا من الفلسطينيين النتائج العظيمة التي حققت، وهذا ما فعلوه معنا بعد كل انتصار"، وقال: "كما فشلوا معنا في استيعاب واحتواء نتائج الانتصارات، سيفشلون اليوم مرة جديدة، لأن الشعب الفلسطيني وقيادة المقاومة في فلسطين، هم أذكى وأكبر من أن تمر عليهم كل هذه الألاعيب السياسية الماكرة الخادعة التي جاء بها البعض من أجل أن يجهض نتائج ما حصل في فلسطين".
وذكر أنه "لا يمكن لأية قوة لا الولايات المتحدة الأميركية، ولا وزير خارجيتها الذي جاء مستعجلاً إلى المنطقة، ولا بعض حكّام العرب الأذلاء الذين يعيشون في عالم مختلف تمامًا عن الشعب الفلسطيني، ولا كل الخبثاء الذين اليوم يتراكضون ليحتووا نتائج ما حصل في غزة، أن يجهضوا نتائج النصر التي تحققت في فلسطين قبل أيام".
كما أكد السيد صفي الدين أن "الشعب الفلسطيني بات اليوم أقوى ويمتلك الخبرة والمعرفة والقيادة الشجاعة التي عرفت أن الطريق للوصول إلى القدس، هو طريق المقاومة والقوة والصاروخ والمعادلة والإمكانات والحضور في الساحة والإصرار والمثابرة على الحق والمقاومة حتى آخر الطريق"، وقال إن "هذه الحقائق أصبحت في عالمنا ثقافة، وبالتالي، لا حل في المستقبل أمام كل الحالمين والماكرين والمخادعين والمتخاذلين، إلاّ أحد أمرين، إما أن ييأسوا، أو يلتحقوا بركب المقاومة".
وتابع "نقول هذا الكلام من موقع الثقة والمعرفة الكاملة والتامة، فالمستقبل في عالمنا هو لمحور المقاومة، وللنتائج التي سينتجها هذا المحور بإذن الله تعالى، وهذا يجب أن نحافظ عليه بالجهد والتعب".
وتوجّه السيد صفي الدين للذين ينفقون مليارات الدولارات من أجل تشويه صورة حزب الله والمقاومة واستهداف مجتمعها بالقول: "كلما زاد استهدافكم وخبثكم وحقدكم ودعايتكم لعملنا الشعبي والخدماتي والتنموي في خدمة الناس، ازددنا قناعة بضرورة أن نكون في خدمة الناس وحضوراً بينهم، وسننفق ما لم ننفقه في السابق من أجل أن نكون دائمًا في خدمتهم"، مؤكدًا أن "بعض الخبثاء الماكرين الذين كانوا أدوات الخراب المالي والاقتصادي والمعيشي في لبنان، خسئوا حينما قالوا إننا دويلة داخل الدولة، فنحن لسنا دويلة ضمن دولة، وما نقوم به، هو تقديم نموذج لهؤلاء الحاقدين ولكل الناس كيف تبنى الدولة، وكيف تصرف الأموال في خدمة الناس ولا تسرق، وكيف يعتمد الناس على أنفسهم في الزراعة والصناعة والامكانات الخاصة، ليبنوا أنفسهم ومجتمعهم ويحصلوا على إمكانيات، وليس بالتسوّل الدعائي من أجل الدعاية".
ولفت إلى أن "هناك طبقات في لبنان من أحزاب وشخصيات تعتاش من المال الدعائي والانتهازي، وسيأتي اليوم الذي نذكر فيه أسماء هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون على التسوّل والتوسّل ووعد الأجنبي بضرب فئات في المجتمع اللبناني واستهداف قدرات لبنانية بأكملها، وهذا لدينا أدلة عليه، وسيأتي اليوم الذي ننشر فيه هذه الأدلة"، وأضاف: "نقول لهؤلاء ولكل من يشير إلينا بتهمة أو ما شاكل في عملنا التنموي والاجتماعي والخدماتي، إن حزب الله على رأس السطح هو أشرف وأكبر وأعظم وأهم من كل افتراءاتكم وأكاذيبكم".
بدوره، أعلن المدير العام الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية عدنان مقدم عن شراء وتجهيز 22 سيارة إطفاء، و10 سيارات إنقاذ، و20 سيارة إسعاف خلال العام 2021، لتضاف إلى أسطول سيارات الدفاع المدني في كافة المناطق، وذلك بجهود من مسؤول المنطقة الأولى الحاج عبد الله ناصر ومسؤول الدفاع المدني في المنطقة وهمّة مسؤولي القطاعات.