معركة أولي البأس

لبنان

لبنان يحتفي اليوم بعيد المقاومة والتحرير.. وترقب لمواقف السيد نصر الله
25/05/2021

لبنان يحتفي اليوم بعيد المقاومة والتحرير.. وترقب لمواقف السيد نصر الله

اهتمت الصحف الصادرة اليوم بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، والتي ترافقت مع تحقيق انتصار للمقاومة الفلسطينية في معركة "سيف القدس" منذ أيام.
ومساءً، يطلّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، وسط ترقّب لمواقفه على المستوى الداخلي والإقليمي.
وتأتي هذه المناسبة المجيدة، في وقت يعيش فيه لبنان أوضاعًا اقتصادية ومعيشية ومالية واجتماعية قاسية، دون أن يكون لديه حكومة، وسط ضبابية في الرؤية المستقبلية وما يمكن أن تصل إليه البلاد.


"الأخبار": طريق المقاومة كانت مُعبَّدة بالألغام: تحرير لبنان الذي لم تصنعه الصدفة

يفرض التزامن بين الذكرى السنوية لتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 (باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا...)، وبين الانتصار التأسيسي والمفصلي الذي أنجزه شعب فلسطين ومقاومته في معركة «سيف القدس»، التوقف عند أكثر من محطة ورسالة من أجل تكوين صورة دقيقة عن مراحل المقاومة والتحديات التي واجهتها في الطريق إلى التحرير، وأيضاً للعودة إليها في استخلاص العبر والاستفادة منها في مواجهة التحديات التي لا تزال تتوالى.

لم تكن الطريق أمام المقاومة معبّدة بل كانت وعرة ومزروعة بالألغام ومحفوفة بالمخاطر من أمامها وخلفها وحولها. لذلك فإن انتصاراتها لم تستند حصراً إلى العبوة والصاروخ والرصاصة بل أيضاً إلى فكر استراتيجي استثنائي أدارت في ضوئه قيادتها معاركها وجولاتها فالتفّت على الألغام وانتصرت على العدو وعزَّزت حلفاءها وتعزَّزت بهم. ومن أبرز تجليات الإقرار بهذا الفكر الاستراتيجي، ما صدر على لسان رئيس حكومة العدو، إيهود باراك، وفي ذروة احتدام المواجهة مع المقاومة قبل أشهر من التحرير، «على الرغم من أننا نملك أفضل أجهزة الاستخبارات والتقدير في العالم إلا أننا نحتاج إلى رأس كثير الدوران لكي نعرف كيف نال منا حزب الله...».
صحيح أن كل مرحلة من مراحل المقاومة هي امتداد للمراحل التي سبقتها، وهي كذلك، إلا أن العقد (1990 - 2000) الذي شكّل التحرير تتويجاً له، كان يُفترض أن يكون عقد إحكام الهيمنة الأميركية على المنطقة، من بوابة «السلام» مع إسرائيل. وفي هذا السياق واجهت الكثير من التشكيك والتوهين والتآمر ومحاولة النيل منها ومن معنوياتها. في المقابل، لو كانت المقاومة رمزية وموسمية ولم تكن بأقصى درجات الجدية والفاعلية والتصميم على الاستمرار والتطور أياً كانت الأثمان والتضحيات، لما تجاوزت كل المطبّات والأفخاخ، ولما تحقق التحرير وما واكبه وتلاه من معادلات أسّست لمراحل جديدة من الصراع مع كيان العدو.

في الوقت الذي كانت المقاومة تخوض معاركها كان التقدير المهيمن لدى الكثير من القيادات السياسية هو أن المنطقة تتجه نحو «السلام» مع إسرائيل. ومن مقتضيات هذا المنظور أن المقاومة كانت خياراً عبثياً خاصة في المحطات التي كانت تتفاقم فيها المواجهة العسكرية ويرتفع فيها مستوى التضحيات والكلفة. ومن منظورِ آخرين، لم يكن التحرير أيضاً سوى أحد السيناريوهات النظرية المحتملة التي يمكن أن يخلص إليها مسار التطورات، لكنّ احتمال تحققه كان مخالفاً للمنطق الذي كان مهيمناً في ذلك الوقت نتيجة مجموعة عوامل تتصل بموازين القوى وبالظروف السياسية.
في المقابل، كانت المقاومة تعاند الرياح الدولية والإقليمية، عبر مراكمة الإنجازات الميدانية وفي مواجهة الآلة الصهيونية المتطورة، وعبر التصميم الذي كانت تواجه به العواصف السياسية والأمنية، وعبر التخطيط والأداء الاستثنائيين، وعبر الاستعداد لتقديم أقصى التضحيات. وعلى هذا الطريق استُشهد وجُرح الآلاف وهُدمت منازل وهُجِّر مئات الآلاف واستشهد قادة وكوادر ومقاومون... ثم كان التحرير.

بالتوازي، لا ينبغي أن يغيب عن البال دور الحاضنة الإقليمية للمقاومة، الجمهورية الإسلامية في إيران وسوريا اللتين من دونهما ما كان لهذا التحرير أن يتحقق. فكلتاهما كانتا شريكتين في الأثمان والإنجازات. ولعبت سوريا - الأسد، في هذا السياق أيضاً دور الحامي لظهر المقاومة في التسعينيات. ومن الواجب التأكيد على صمود الرئيس الراحل حافظ الأسد، في مواجهة الضغوط الأميركية والتهويل الإسرائيلي إزاء إمكانية اتساع نطاق اعتداءاته في ذروة المواجهة مع حزب الله، إلى سوريا. ولا يخفى أيضاً الأثمان التي كانت ولا تزال تدفعها الجمهورية الإسلامية نتيجة موقفها من قضية فلسطين ودعم المقاومة في لبنان وفي مواجهة كل أنواع الضغوط. والأمر نفسه تكرر مع المقاومة في فلسطين عبر إمدادها بالمقوّمات المادية والعسكرية والتدريب والتأهيل. وأبرز تجلٍّ كاشف عن هذا الدور ما صدر على لسان قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار الذي سبق أن شرح دور الجمهورية الإسلامية في إمداد المقاومة بالقدرات الصاروخية التي مكّنتها من الصمود والانتصار في جولات 2008 - 2009، وفي عام 2012، وخلال 51 يوماً في عام 2014. وتجلى أيضاً أخيراً في الشكر الذي وجهه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى إيران على دورها في إمداد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات التي مكّنتها من الانتصار في معركة سيف القدس.

انتصارات المقاومة أحدثت تحوّلات في وعي حلفائها وقادة العدوّ

انتهج كيان العدو في مواجهة حزب الله الاستراتيجية التي بلورها في خمسينيات القرن الماضي لمواجهة الفدائيين وتعاقب على تنفيذها طوال العقود التي تلت وفي أكثر من ساحة وصولاً إلى لبنان. استندت هذه الاستراتيجية، وفقاً للصياغة التي نصها موشيه ديان، إلى «جبي أثمان مؤلمة لدمنا» من المقاومين والمدنيين ومن جهات دولتية (جيش، منشآت، مؤسسات...). والرهان الأساسي لهذه العقيدة هو أن يؤدي إلى تحقيق الردع بالتراكم. فعمد العدو إلى استهداف رأس الهرم للمقاومة، السيد عباس الموسوي، ونفّذ عدداً كبيراً من عمليات الاغتيال التي استهدفت كوادر المقاومة ومقاوميها، والقرى والمدن في الجنوب والبقاع وصولاً إلى الضاحية الجنوبية، بهدف تحويل المقاومة إلى عبء يفوق بنظر الشعب اللبناني جدوى غير مضمونة في أحسن الأحوال.

في المقابل، أدرك حزب الله أن خطة العدو لا تُواجه إلا بخطة مضادة. انطلاقاً من أنه مهما بلغت قوة ضربات المقاومة، إن لم تكن ضمن خطة متكاملة فهي لن تحقق أهدافها. وضمن هذا السياق، أتى إبداع حزب الله لمعادلة الصواريخ التي فرضت معادلة أدت إلى كبح العدو عن التمادي في اعتداءاته ضد المدنيين (أبرز المحطات التي جسّدت هذه الاستراتيجية مواجهة عدوان 1993، وعدوان عناقيد الغضب عام 1996). ومِن أبرز مَن أقر بشكل صريح ومباشر بهذه المعادلة الرئيس السابق لهيئة أركان جيش العدو، غادي ايزنكوت، الذي أوضح في محاضرة عندما كان يتولى قيادة المنطقة الشمالية بالقول: «حرِص حزب الله جداً على ألا يطلق الصواريخ على بلدات إسرائيلية، إلا أن يكون ذلك رداً على عمليات إسرائيلية... واذا لم تخنّي الذاكرة، فإن جلّ إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية كان، كما قلنا آنفاً، على إثر عمليات للجيش الإسرائيلي اعتبرها حزب الله تجاوزاً لخط ما» (معهد أبحاث الأمن القومي/ نشرة الجيش والاستراتيجية/ المجلد -2/ حزيران 2010).

نتيجة ذلك، نجح حزب الله في تحويل المنطقة الأمنية إلى عبء على مستوطنات الشمال، عبر تدفيعها ثمن تمادي جيش العدو في اعتداءاته على المدنيين. ونجح في تحويل مستوطنات شمال فلسطين المحتلة إلى عبء وقيد على صانع القرار السياسي في تل أبيب لدى دراسة خيارات عدوانية على لبنان. وعندما فشل العدو في كسر الحلقة التي أحكمها حزب الله، بعد محاولات متكررة، اضطر إلى التسليم بالمعادلة التي فرضتها المقاومة. وفي هذا السياق كشف قائد المنطقة الشمالية اللواء عميرام ليفين (1994 - 1998) أنه عرض على هيئة أركان الجيش خطة طَموحة للقضاء على عناصر حزب الله، إلا أنه تم رفضها من قبل القيادتين العسكرية والسياسية والسبب كما قاله بنفسه إن «ذلك سيؤدي إلى استهداف شمال إسرائيل». وفي السياق نفسه، يكشف أحد كبار ضباط استخبارات المنطقة الشمالية في محطة سابقة أنه كثيراً ما تم إلغاء خطط عملياتية نتيجة القيد الذي وضعته القيادة السياسية بضرورة أن لا تؤدي إلى استهداف مستوطنات الشمال، ويعني ذلك أن قرار قيادة حزب الله باستهداف مستوطنات الشمال بالصواريخ كان حاضراً على الدوام على طاولة أي خطة عسكرية تستهدف المقاومة. وهكذا نجح حزب الله، في حصر ساحة المواجهة بعيداً عن العمق اللبناني، ما مهّد الأرضية لمواصلة المقاومة عملياتها التي كانت تستهدف جنود الاحتلال، وصولاً إلى التحرير.

مع ذلك، ما ينبغي التأكيد عليه أن ذلك لم يتحقق في جولة أو اثنتين... وإنما عبر مسار تراكمي أدرك معه العدو أن قرار حزب الله النهائي هو في مواصلة المقاومة والتصدي للاعتداءات وجبي أثمان من جبهته الداخلية (ضمن مستوطنات الشمال في حينه)، ما دام الاحتلال قائماً ومهما كانت الأثمان والتضحيات.
في ضوء ما تقدم، تتضح حقيقة أن محاولة فهم معادلات الردع الذي أصبح أكثر جلاء في مراحل لاحقة، ستبقى ناقصة من دون العودة إلى المحطات التأسيسية في تسعينيات القرن الماضي، والتي لم تتبلور إلا بالتراكم. والأهم أن هذه الانتصارات «التراكمية» أدت إلى تحولات مفاهيمية في وعي صناع القرار في تل أبيب الذي تطور واتسع تدريجياً تحت ضغط المقاومة، وصولاً إلى التسليم بحدود قوة إسرائيل في مواجهة مقاومة حزب الله، رغم ما تتمتع به من تفوق نوعي على المستويات التكنولوجية والعسكرية والدولية.

يبقى أن نشير إلى أن خصوصية التحرير لا تقتصر فقط على كونه أدى إلى اندحار الاحتلال من أراضٍ لبنانية، بل أيضاً لكونه شكّل محطة تأسيسية في حاضر لبنان ومستقبله، وغيّرت مسار التاريخ في المنطقة. وانطلاقاً من هذا البعد، فقد كان أيضاً التحرير انتصاراً لفلسطين وللشعوب العربية. إذ أسّست المقاومة من خلاله لخيار استراتيجي ناجع قدَّمته إلى شعوب المنطقة، في مواجهة تفوق الاحتلال على كلّ المستويات. والأهم أن ذلك لم يكن من موقع التنظير المجرد، بل من موقع التجربة المدوّية في نجاحها. وما يضفي على رسالة الانتصار والتحرير المزيد من التألق والفرادة، أنه تحقق بعد سلسلة محطات فاشلة في الصراع مع إسرائيل، استغلها الأعداء والمهزومون والعملاء بالمعنى الواسع للكلمة، من أجل تحويل الهزائم العسكرية التي تعرّضت لها دول المنطقة، إلى هزائم ثقافية ونفسية، بهدف قطع الطريق على شعوب المنطقة للنهوض مجدداً. وفي هذا الإطار، لم يكن صدفة (باعتبارها أحد العوامل الرئيسية) أن يعقب التحرير الأول في عام 1985، انطلاقة الانتفاضة الأولى في عام 1987. وبعد أربعة أشهر على تحرير عام 2000، كانت انطلاقة انتفاضة الأقصى. وبعد الانتصار الاستراتيجي والتاريخي في حرب عام 2006، تم نقل تجارب المقاومة وتكتيكاتها إلى فلسطين التي تراكمت تجاربها وتطورت خبراتها وتجلّت في المواجهة التي تلت...

 

"البناء": لبنان يحتفل اليوم بعيد التحرير والمقاومة… ونصرالله يرسم معادلات المواجهة مع الاحتلال
لبنان الذي يحتفل اليوم بعيد التحرير والمقاومة، ينتظر ما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته المتوقعة في الذكرى مساء اليوم، والتي غالباً ما يتابعها قادة الكيان للوقوف على المعادلات الجديدة للسيد نصرالله، فيما تحتلّ إطلالته اليوم أهمية استثنائية نظراً لتزامنها مع الحدث الفلسطينيّ الكبير.

بمناسبة عيد التحرير كانت كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري مناسبة للدخول على خط الأزمة الحكوميّة، متحدثاً عن ضيق الوقت لمحاولة الحد من الخطر، فيما قالت مصادر على صلة بالملف الحكومي أن بري الذي حمّل فريقي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة مسؤولية الفشل، وضع تصوراً لمسعى الإنقاذ الأخير، وهو يتحرك بصمت أملاً بتلقف الحل من الطرفين الرئيسيين المعنيين، محذراً من ضياع الفرصة الأخيرة قبل سقوط الجميع.ودعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في كلمة لمناسبة عيد التحرير، «الأفرقاء الى أن يبادروا  اليوم قبل الغد الى إزالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة»، معتبراً أن «البعض يتعمد صناعة الازمات عن قصد او غير قصد، واذا استمرت ستطيح بالقطاعات كافة». وقال «حري بالجميع في الموالاة والمعارضة أن يستشعروا خطورة المرحلة الراهنة». اضاف «المطلوب من كل القوى واللبنانيين استخلاص الدروس، واستحضار روحية التحرير لاستعادة لبنان من تنين الانهيار»، مشدداً على استكمال تحرير لبنان من الاحتلالات التالية – أولاً: الأنانية التي يمعن البعض بها – ثانياً: الطائفية والمذهبية، من خلال الاقتناع بان المستقبل الحقيقي لتحصين لبنان وعدم تعريضه للاهتزازات وأن يكون من خلال دولة مدنيّة – ثالثاً: تحرير لبنان من المحتكرين لتأمين لقمة الناس وتحرير أموال المودعين من المصارف – رابعاً: تحرير القضاء من التدخلات السياسية ومكافحة الفساد ونهب المال العام استناداً للقانون الذي أقره المجلس النيابي لإجراء التدقيق الجنائي انطلاقاً من مصرف لبنان وكل الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة ولا سيما كهرباء لبنان – خامساً، وهذا الأهم هو الاعتراف بأن مشكلتنا الحكومية هي 100% داخلية وأن نملك القدرة على ان نضحي من اجل لبنان لا أن نضحي بلبنان على حساب مصالحنا الشخصية».

وفي المناسبة نفسها غرّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول «نسترجع طعم الانتصار والكرامة، ونتعهد بمواصلة مسيرة استرجاع سيادتنا على كامل ترابنا ومياهنا. وكما حاربنا العدو وحرّرنا الأرض، علينا اليوم مجتمعين ان نحرر الدولة من الفساد ونعيد لبنان الى سكة النهوض والازدهار. وحدها وحدة اللبنانيين تحقق الإصلاحات وتعيد كرامة الحياة الى مجتمعنا».

في غضون ذلك يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم عبر كلمة يلقيها بمناسبة عيد المقاومة والتحرير. ويستعرض السيد نصرالله بحسب معلومات البناء المناسبة وأهمية المقاومة في تحرير الأرض والأسرى وتثبيت معادلة الردع مع العدو الإسرائيلي والدفاع عن الحقوق البرية والبحرية والنفطية كما يذكر بالمراحل التي مرّت بها المقاومة وتطورها والمحطات الأساسية التي خاضتها منذ العام 1982 حتى التحرير عام 2000 مروراً بانتصار 2006 وصولاً الى الحرب على سورية التي انتهت بانتصار الدولة السورية ومحور المقاومة. كما سيؤكد السيد نصرالله على أهمية مناسبة تحرير الجنوب في العام 2000 بالتأسيس لصمود وانتصارات شعوب ومقاومات دول المنطقة في سورية والعراق واليمن وفلسطين وتثبيت المقاومة والصمود والمواجهة كخيار وحيد للتحرير واستعادة الحقوق والسيادة وحفظ الكرامة. كما يتحدث السيد نصرالله عن المستجدات الأخيرة على الساحة الفلسطينية والتقييم العسكري والسياسي لجولة الحرب والعبر المستخلصة منها وأهمية التزامن بين مبادرة المقاومة في غزة بقصف عمق الكيان الصهيوني وانتفاضة المدن الفلسطينية لا سيما في القدس والضفة وأراضي 48، كما سيبين السيد نصرالله تأثير انتصار غزة والشعب الفلسطيني وتراجع العدو الإسرائيلي وتخبطه على مستقبل القضية الفلسطينية ومصير الكيان المحتل وعلى المنطقة ككل. وقد يعرّج السيد نصرالله في الوقت المتبقي من الكلمة الى الملف اللبناني الداخلي من بوابة الأزمة الحكوميّة ويدعو الى أهمية تأليف الحكومة واقتناص الفرصة في ضوء ما يجري من تحولات في المنطقة.

وفيما بقيت البلاد تحت تأثير المواقف التصعيديّة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في جلسة مجلس النواب الأخيرة قبل ان يغادر مباشرة عبر مطار بيروت الى الإمارات، لم يسجل الملف الحكومي أي جديد، إلا ان مصادر عين التينة تؤكد لـ»البناء» ان الرئيس بري واستكمالاً لجهوده في احتواء المواقف التصعيدية لكل من عون وباسيل من جهة والحريري والمستقبل من جهة ثانية في الجلسة النيابية سيستمر بدوره في تقريب وجهات النظر بين الطرفين لتذليل العقد امام ولادة الحكومة وسيجري مروحة اتصالات جديدة بعد عطلة عيد التحرير مع كافة الأطراف حتى التوصل الى حل للأزمة الحكومية وهو مهد لهذه المهمة اليوم برسائل تحذير وإنذار وجهها الى بعبدا وبيت الوسط وللجميع بضرورة التعاون والتخلي عن المصالح الشخصية والخلفيات الطائفية للتوصل الى حل لإنقاذ لبنان فالثابت لدى الجميع في الخارج والداخل بان تأليف الحكومة هو مدخل حل كل الازمات.

 

"اللواء": عيد وإضراب وتجاهل: مَن يمنع الحكومة والإنقاذ المالي؟

اليوم «عيد المقاومة والتحرير» كلمات تؤكد المؤكّد، وتكرر المعروف، على اهمية الأقوال والشخصيات التي تحدثت بها، ومضامينها الوطنية ضمن الحرص على المصلحة العليا للبنانيين، وغداً إضراب دعا إليه الاتحاد العمالي العام، احتجاجاً على «العجز التام» وللمطالبة بتأليف «حكومة اختصاصيين على قاعدة برنامج وطني اقتصادي انقاذي وتأسيس عقد اجتماعي جديد»، ورفض رفع الدعم من دون خطة اقتصادية ومن دون المس بالاحتياطي الإلزامي وأموال المودعين..
وحسب قيادة الاتحاد العمالي، التي دعت للاضراب، فالتحرك يندرج في إطار «الانذار الأخير الذي سيسبق الانفجار الاجتماعي والشعبي الكبير».
ويتضمن برنامج التحرّك اعتصامات في اوقات مختلفة من نهار غد الأربعاء امام عدد واسع من المصانع في مختلف المناطق اللبنانية.
أما على الصعيد الحكومي، فقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ما من جديد سجل بعد جلسة مجلس النواب وإن معظم المعنيين انصرفوا إلى تقييم المواقف والقراءات المختلفة فيما لم تتضح الصورة الخارجية بشأن لبنان. 
وأفادت المصادر أن موضوع الحوار حول الملف الحكومي هو مجرد فكرة لم تنضج كي يقال انها صالحة لتشق الطريق لأكثر من سبب يتصل أبرزها بالموقف من الحوار ومسألة المشاركة فيه وغير ذلك.

سلامة: دفع فرش دولار للمودعين
وفي أول كلام من نوعه، أعلن للمرة الأولى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة انه من نهاية حزيران سيتم دفع 50 الف دولار للمودعين 25 الف دولار نقدا (فرش دولار) و25 الفاً بالليرة اللبنانية، وهذا الموضوع سيحل امور نهائيا للمودعين الصغار وعددهم يتعدى المليون و30 الف حساب، وهذا يؤكد بان العمل الذي يقوم به المصرف المركزي عمل صامت الا انه يقوم بالعمل اللازم لاعادة الثقة بالقطاع واستقطاب العملات النقدية الموجودة في البيوت.

وفي كلام يعلن للمرة الأولى، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان «ازمة الليرة بدأت مع التخلف عن دفع اليورو بوند إضافة إلى الاقفال بسبب كورونا وايضاً انفجار المرفأ، مشيراً إلى ان الليرة اللبنانية قبل الأزمة كانت عملة لها حيثياتها، وكنا نؤكد استقرارها استناداً للاحتياطي الموجود.
وأكّد سلامة: ان مصرف لبنان ليس أساس الأزمة، وكل الحملات سياسية لا علمية، موضحاً ان استعادة أموال المودعين تكون بتشكيل حكومة تعيد الثقة الدولية فحكومة الإصلاحات والمستقلين والاختصاصيين ضرورة لإنقاذ لبنان، وأعلن ان النظام المصرفي لم ينهر فالمصارف لم تعلن افلاسها وأموال المودعين موجودة.
كاشفاً ان الأموال التي تمّ سحبها منذ تشرين الأوّل 2019 هي قرابة 3،5 مليارات دولار ‏‎و2 مليار دولار من الأموال المسحوبة بقيت في الداخل.
وأشارت إلى ان التحويلات التي تمت إلى الخارج لا تمر بمصرف لبنان وأنا قد طلبت من السلطة السياسية وتحديداً الرؤساء الثلاثة غطاء لتنظيم إخراج الأموال ورفضوا، وأن الرؤساء الثلاثة طلبوا منه البقاء في منصبه وقبول التجديد له.

واشار الى أنه فعلنا كل ما يتوجب علينا بشأن التدقيق ولدى وزارة المالية المستندات، وأن لا علاقة لمصرف لبنان بمؤسسة «القرض الحسن» فترخيصها من وزارة الداخلية.
ولم يحصل اي تطورجديد خلال عطلة نهاية الاسبوع، ولن يحصل جديد على ما يبدو خلال وبعد عطلة عيد المقاومة والتحرير اليوم، والذي يتوجه فيه الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله بكلمة متلفزة قي الثامنة والنصف من مساء اليوم، علّه يقدم فكرة او اقتراحاً جديداً يُسعف الحال المعقّد، وخلال اضراب الاتحاد العمالي العام يوم غد الاربعاء الذي يشمل كل المناطق. فيما وصفت مصادرمتابعة ما يجري بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بأنه بمثابة «تبادل دعوات الواحد للآخر ليُقدم على خطوة الاتصال وابداء الاستعداد لمناقشة اي صيغة حكومية جديدة او مجددة». 
وفيما كان يتم التعويل على تجديد رئيس المجلس نبيه بري مساعيه بعد جلسة مجلس النواب السبت الماضي، لكن يبدو من خلال كلمته امس لمناسبة عيد المقاومة والتحرير انه يكتفي حالياً بحثِّ المعنيين على سرعة تشكيل الحكومة والتخلي عن المصالح الشخصية، حيث دعا «الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل الحكومة، مؤكدا ان اسباب التعطيل داخلية». 

عيد المقاومة
ففي مناسبة عيد المقاومة والتحرير، غرّد الرئيس ميشال عون قائلاً: نسترجع طعم الانتصار والكرامة، ونتعهد بمواصلة مسيرة استرجاع سيادتنا على كامل ترابنا ومياهنا، وكما حاربنا العدو وحررنا الارض، علينا اليوم مجتمعين ان نحرر الدولة من الفساد ونعيد لبنان الى سكة النهوض والازدهار. وحدها وحدة اللبنانيين تحقق الاصلاحات وتعيد كرامة الحياة الى مجتمعنا.
ودعا رئيس المجلس نبيه بري، في كلمة للمناسبة، «الافرقاء الى أن يبادروا اليوم قبل الغد الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة». معتبرا ان «البعض يتعمد صناعة الازمات عن قصد او غير قصد، واذا استمرت ستطيح بالقطاعات كافة». 
وقال «حري بالجميع في الموالاة والمعارضة ان يستشعروا خطورة المرحلة الراهنة. المطلوب من كل القوى واللبنانيين استخلاص الدروس، واستحضار روحية التحرير لاستعادة لبنان من تنين الانهيار.

 وشدّد على استكمال تحرير لبنان من الاحتلالات التالية:
 - اولا: الأنانية التي يمعن البعض بها.
 - ثانيا: الطائفية والمذهبية، من خلال الاقتناع بان المستقبل الحقيقي لتحصين لبنان وعدم تعريضه للاهتزازات وأن يكون من خلال دولة مدنية.
- ثالثا: تحرير لبنان من المحتكرين لتأمين لقمة الناس وتحرير اموال المودعين من المصارف.
 - رابعا: تحرير القضاء من التدخلات السياسة ومكافحة الفساد ونهب المال العام استنادا للقانون الذي اقره المجلس النيابي لاجراء التدقيق الجنائي انطلاقا من مصرف لبنان وكل الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة ولا سيما كهرباء لبنان
 - خامسا، وهذا الاهم هو الاعتراف ان مشكلتنا الحكومية هي 100% داخلية، وان نملك القدرة على ان نضحي من اجل لبنان لا ان نضحي بلبنان على حساب مصالحنا الشخصية.
وقال عضو كتلة لبنان القوي النائب حكمت ديب بعد زيارته رئيس الجمهورية في بعبدا: ان البحث تناول مسار تشكيل الحكومة بعد جلسة مجلس النواب الاخيرة. معتبرا أن «فارقا كبيرا حصل بين الدعوة الايجابية الى التعاون والحوار للخروج من المأزق الحكومي، وبين التوجه السلبي الذي برز في كلمة الحريري، الامر الذي يثير علامات استفهام حول وجود رغبة حقيقية في تشكيل حكومة جديدة، ام البقاء على التوجه الذي يعرقل الحلول بدلا من تسهيلها».

نصر الله: ماذا عن الداخل؟
التكتم في دوائر الحزب بقي سيّد الموقف، فالامين العام للحزب سيتطرق إلى التطورات، والكلمة فضفاضة فالتطورات تشمل مواجهة غزة ضد الاحتلال والنتائج التي أسفرت عنها. والكلمة لبنانياً، تعني الرسالة وجلسة مجلس النواب..
وفي سياق المعلومات، لم يستبعد قيادي مطلع ان يفجر نصر الله مفاجأة اليوم، بتقديم مبادرة إنقاذية تساعد عملية التأليف قبل فوات الأوان..
وحسب تقديرات حزبية، فإن ما آلت إليه جلسة مجلس النواب حول رسالة الرئيس ميشال عون عمّقت الهوة بين عون والحريري، فلبنان كان في غنى عن «هالهمروجة» وتمضي المصادر الحزبية القيادية ان مشكلة عون لم تعد فقط مع الحريري، بل مع الرئيس نبيه برّي، في إعادة التعويم بثقة برلمانية للحريري، أشبه «بالانفجار.. الذي يحاول حزب الله لملمة آثاره قدر الإمكان».
وفي هذا السياق، ينقل عن مقربين من عون والوطني الحر قولهم ان «بري طعمانا الضرب» ، ومن الان وصاعدا يجب التعامل مع بري والحريري «كشخص واحد» ونحن حاليا ندرس كل الخيارات المتاحة للرد.
لكن قناة «المنار»، نسبت إلى مصادرها ان الرئيس بري سينطلق بمقاربة جديدة لملف التشكيل مبنية على اسس ثلاثة وهي ​حكومة​ برئاسة ​سعد الحريري​ لا ثلث معطل فيها وتكون من التكنوقراط، مشيرة الى ان بري سيكون له مساعي لتذليل ​العقبة​ الاساسية التي تتمثل بتسمية الوزيرين المسيحيين المتبقيين، من خارج فريق رئيس الجمهورية او فريق الرئيس المكلف.


"الجمهورية": سلامة يكشف مصير الودائع.. ترقبوا نهاية حزيران!

أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن "النظام المصرفي لم ينهار والمصارف لم تفلس"، مشيراً إلى أن "أموال المودعين تصبح في خطر عندما تُفلس المصارف".

وفي حديث عبر قناة "الحدث"، شدد سلامة على أنّ "أموال المودعين ما زالت موجودة"، مشيراً إلى أن "حساب الدولار الذي تم استحداثه ساهم في الانقاذ ظرفياً وأدخل العملة إلى المصارف".

واعتبر سلامة أنّ المدخل لـ"استعادة أموال المودعين، يكون بتشكيل حكومة تعيد الثقة الدولية"، معتبراً أن "حكومة الاصلاحات والمستقلين والاختصاصيين ضرورية لانقاذ لبنان".

وإذ رأى سلامة أن مصرف لبنان ليس أساس الأزمة، اعتبر أنّ كل الحملات ضد البنك المركزي سياسية وليس علمية قائلاً: "ثقة المجتمع الدولي ضرورية للخروج من الأزمة وتمر بحكومة إصلاحات".

ولفت سلامة إلى أنّ " التحويلات التي تمت إلى الخارج لا تمر بمصرف لبنان"، كاشفاً أنه "طلب من الرؤساء الثلاثة غطاء لتنظيم إخراج الأموال لكنهم رفضوا"، وقال: "عندما طلبت غطاء لملاحقة خروج الأموال هاجموني قائلين إن ذلك غير دستوري".

وأوضح حاكم مصرف لبنان أنّ "الأموال التي تم سحبها منذ تشرين الأول 2019 هي قرابة 3.5 مليار دولار"، مشيراً إلى أن "2 مليار دولار من الأموال المسحوبة بقيت في الداخل"، وأضاف: "1.5 مليار دولار من الأموال خرجت منذ تشرين الأول 2019 تتضمن أموال مصارف أجنبية"، وقال: هناك 230 مليون دولار تم تحويلهم للطلاب بالخارج خلال عام".

وشدّد سلامة على أنّ "الحفاظ على سيولة المصرف كان أمراً ضرورياً وإلا أعلن إفلاسه وخسر المودع أمواله"، وأضاف: "لو تم تشكيل حكومة لحصل المودع على أمواله بشكل أسرع".

وفي ملف التدقيق الجنائي، قال سلامة: "لقد فعلنا كل ما يتوجب علينا بشأن التدقيق ولدى وزارة المالية المستندات. التدقيق مهم ومنطقي لكنه لا يعني أنه وحده يحل الأزمة".

وفي ملف القرض الحسن، قال سلامة إن الأخير ليس مؤسسة مرخصة من مصرف لبنان وهو بالاساس مؤسسة اجتماعية تعطي علم وخبر لوزارة الداخلية، ولا صلاحية للمركزي في هذا الاطار.

واشار الى انه "سيتم التحقق من موضوع تبييض الاموال مع القرض الحسن الذي تحدث عنه تقرير اميركي وقد علمنا به منذ ايام".

إلى ذلك، كشف أن "المنصة التي اوجدها مصرف لبنان وجدت لخلق شفافية بالتعاطي النقدي بين الليرة والدولار، ولأننا نريدها ان تكون شاملة سمحنا للمصارف العمل كصرافين، واعتمدنا سعر السوق للعمل من خلاله، وعبر هذه المنصة سيكون هناك المعلومات عن الشاري والبائع والعملات".

واعلن سلامة انه "مع نهاية حزيران سيتم دفع 50 الف دولار للمودعين، 25 الف دولار نقدا بالدولار الأميركي و25 الف بالليرة اللبنانية على سعر صرف السوق، وهذا الموضوع سيحل امور نهائيا للمودعين الصغار وعددهم يتعدى المليون و30 الف حساب، وهذا يؤكد بأن العمل الذي يقوم به المصرف المركزي عمل صامت الا انه يقوم بالعمل اللازم لاعادة الثقة بالقطاع واستقطاب العملات النقدية الموجودة في البيوت".

مصرف لبنان

إقرأ المزيد في: لبنان