لبنان
جشي: انتصارات المقاومة من لبنان إلى فلسطين تؤسّس للنصر النهائي القادم
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي أننا "نقف في ذكرى عيد المقاومة والتحرير، أمام عدو خائب ومنهزم وقلق على مصيره، لنجدد العهد لأبطال المقاومة الإسلامية وسائر المقاومين الشرفاء صناع النصر"، مضيفا أن "هؤلاء رجال أحلامنا وآمالنا وقمحنا والمطر، فلهاماتهم الشامخة ينحني الغار، ولجباههم العريضة كل النياشين والأوسمة، فهم يطاردون فلول العدو فوق كل تلة وعند كل منحدر، ليفرّ خائفًا مذعورًا يجر أذيال الخيبة والهزيمة ولتشرق شمس الكرامة".
وقال جشي في كلمة له خلال احتفال أقامه حزب الله عند معبر الحمرا عند مثلث المنصوري - البياضة، إن "فلسطين الأبية وغزة العزة ضربتا من جديد أعمدة هذا الكيان المتهالك والهجين، وسجلتا نصرًا استراتيجيًا حاسمًا، ليتحول أيار من شهر النكبة إلى شهر الانتصار، فما بين أيار عام 2000 وأيار عام 2021، أمجاد كتبها المقاومون بأحرف من نور ودماء، فامتزجت فيها التضحيات والآلام، لتنتهي إلى فرح يغمر كيان الأمة وأحرار العالم، حيث كان النصر عزيزا وقويا ومدويا في صفحات التاريخ".
وتابع جشي إن "العدو الإسرائيلي لم ولن ينسى تاريخ 21 أيار عام 2000 أول أيام انتصار لبنان واندحاره ذليلاً بلا قيد أو شرط، فجاءه 21 أيار عام 2021 تاريخ انتصار القدس وغزة وكل فلسطين، فكان ضربة قاصمة أعادت ترسيخ وتثبيت خطاب التحرير لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بقوله إن "إسرائيل هي أوهن من بيت العنكبوت"".
ورأى أن "لا الجدل الإسرائيلي الداخلي، ولا لجان التحقيق، ولا تقاذف المسؤوليات بين قادة العدو، سيمنع تهاوي هذا الكيان الخاسر، ولن ينفع في ترميم قدرة الردع والعدوان لديه"، مضيفا أن "ما كُتب خلال أيام التحرير عام 2000، وأعيدت صياغته بصليات صواريخ غزة وهبّة القدس ومواجهات الضفة وانتفاضة أهالي الـ48، يؤكد المسار الانحداري لهذا الكيان، وفي هذا المورد، يأتي كلام الإمام القائد علي الخامنئي بقوله إن "الخط البياني الانحداري باتجاه زوال العدو الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف".
ولفت إلى أن "انتصار المقاومة في معركة تصفية الحساب عام 1993، وكذلك في معركة عناقيد الغضب في نيسان من العام 1996 وما نتج عنه من تفاهم نيسان، أسس للانتصار عام 2000".
كما أكد جشي أن "الانتصارات التي حققها المقاومون الغيارى في غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014، ثم الانتصار بالأمس في غزة وكل فلسطين، ستؤسس للنصر النهائي القادم، وسنصلي جميعًا في القدس وعما قريب إن شاء الله تعالى".
وشدد جشي على أن "معركة "سيف القدس" غيّرت المعادلات، وما بعدها ليس كما قبلها، فقد وحّدت الشعب الفلسطيني والأمة حول القدس وخيار المقاومة، وأسقطت اتفاق أوسلو وما سمي بـ"صفقة القرن"، وأسقطت صيغة التعايش مع هذا العدو، وفضحت اللاهثين للاتفاق مع الصهاينة والمطبعين الجبناء"، لافتا إلى أن "هذا الانتصار العظيم أظهر عُقم السياسة الملتوية ومداهنة أميركا والدول الغربية بذريعة حماية الشعب الفلسطيني".
وقال إن "كل المؤتمرات والاتفاقات مع العدو الإسرائيلي لم تحمِ فلسطين والقدس ولا الشعب الفلسطيني، إنما المقاومة في غزة والمواجهات في الضفة الغربية والمنتفضون في أراضي الـ48 والمرابطون في بيت المقدس هم من حموا فلسطين والقدس".
وبارك جشي "للأخوة في فلسطين هذا الانتصار العظيم"، داعيا إلى "مزيد من وحدة الكلمة والصف، والتمسك بخيار المقاومة كخيار وحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني، وإلغاء كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، لأنه لا يفهم إلاّ لغة واحدة، وهي لغة القوة، إذ لا مكان في فكره وسلوكه لأية قيم أو مبادئ أخلاقية وإنسانية".
وفي الشأن الداخلي اللبناني، أكد جشي أن "وطننا العزيز يستحق منا كل التضحيات، وهو يعيش اليوم أزمات عديدة على المستويات السياسية والاقتصادية والنقدية والمعيشية"، معتبرا أن "المدخل الطبيعي للمعالجة هو تشكيل حكومة فاعلة وقادرة، تحوز على ثقة اللبنانيين عبر المجلس النيابي"، وقال إن "المناكفات وشدّ الحبال وتسجيل النقاط بحق بعضنا البعض، لا يخدم الوطن ولا المواطنين".
وختم قائلا "إننا نهيب بالمعنيين بتشكيل الحكومة التعاون والتنازل وبذل ما يمكن من أجل البدء بالخروج من هذا النفق المظلم، وهذا أمر ممكن ومتاح، وليس غريبا على اللبنانيين، فقد رأينا معظم اللبنانيين بتماسكهم وتعاطفهم في مواجهة محنٍ سابقة، ونذكر منها المشهد المضيء والمشرق في مواجهة العدوان الإسرائيلي عام 2006، حيث كان لكل فريق من اللبنانيين دوره في المعركة، وخرج لبنان حينها منتصراً وموحداً ومرفوع الرأس"، مشيرا إلى أن "من يبذل الدماء والمُهج من أجل لبنان، لن يبخل بأقل من ذلك، ونأمل أن يكون لنا في هبّة القدس أسوة حسنة، لننهض جميعاً يداً واحدة لإنقاذ لبنان واللبنانيين بعيداً عن الحسابات الضيقة والخاصة".