لبنان
تجمع العلماء المسلمين: لإبقاءِ القضيةِ الفلسطينية حاضرةً حتى تحرير أرضنا
وجه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى الأمة الإسلامية بشكل عام واللبنانيين والفلسطينيين بشكل خاص، بمناسبة يوم القدس العالمي.
وباسم المجمع، قال رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله إن هذا اليوم يمر علينا هذا العام وقد بدأت تباشير انجازاته الكبرى بالظهور من خلال تشكيل محور المقاومة، الذي بات اليوم قوة كبيرة يُحسب لها حساب، وبات يشكل تهديداً وجودياً للكيان الصهيوني يؤذن بزواله قريباً.
واعتبر الشيخ عبد الله أن "الإسلامَ إنْ لمْ يحرّكِ الأمةَ نحو عزّتها وكرامتِها، لا يكونُ حياً في قلوبِ هذِهِ الأمةِ، وإنَّ الإسلامَ إنْ لم يدفعِ الأمّةَ نحو الجهادِ الحقيقيِّ لا يكونُ حياً في قلوبِ أبنائها، لذا أرادَ الإمامُ الخميني أن نعملَ لإحياءِ هذا اليوم لنؤكدَ على رفضِنا للاحتلالِ الصهيونيِّ لفلسطينَ، وسَعْيِنا لتحريرِها من براثِنِ العدوِّ الصهيونيِّ ورفَضْنا لكلّ محاولاتِ الصلحِ مع هذا العدوِّ والاستسلامِ له".
وقال إن "لم تتوفرْ لنا الظروفُ الموضوعيةُ للتحريرِ اليومِ حيثُ إن التحريرَ يحتاجُ إلى أمّةٍ واحدةٍ وقيادةٍ واحدةٍ وجيشٍ واحدٍ، فعلى الأقلِّ فليعملِ الشرفاءُ على إبقاءِ هذه القضيةِ حاضرةً في الأذهانِ حتى تتوفّرَ الظروفُ المناسبةُ ونخرُجُ من صراعاتِنا وضعفِنا وجمودِنا وانصياعِنا لإرادةِ الشيطانِ الأكبرِ"، مضيفا "إن تجاهَلْنا هذا الواجبَ وسكَتْنا ورضِينا بالواقعِ فلنْ نستردَّ حقوقَنا المغتصبةَ ولن نحرِّرَ أرضَنا ولن نستردَّ عزّتَنا ".
وتساءل الشيخ عبد الله: "لماذا لم تُحرّرَ فلسطينُ إلى اليوم؟ ولماذا استطاعَ ثُلّةٌ قليلةٌ في لبنان تحريرَ جنوبَ لبنان ولم تستطعْ جحافلُ العَرَبِ أن تحرّرَ فلسطينَ؟ ولماذا استطاعتْ ثلّةٌ مجاهدةٌ في غزةَ طَرْدَ الصهاينةِ منها ولم تستطع الطائراتُ النفاثةُ الضخمةُ وجحافلُ الجيوشِ العربيةِ أن تحررَ فلسطين؟؟!!".
ورأى أن "مشروعَ الفتنةِ المذهبيةِ لم يحققْ أهدافَهُ وهو وإن أَحْدَثَ بعضَ النّدوبِ إلا أننا استطعنا الانتصارَ عليه وحدّدْنا وبشكلٍ واضحٍ أن الصراعَ في الأمةِ ليس صراعاً مذهبياً بل هو صراعٌ سياسيٌّ بين نهجَيْن، نهجِ مقاومةٍ تقودُهُ الجمهوريةُ الإسلاميةُ في إيران، ونهجِ استسلامٍ للشيطانِ الأكبرِ بقيادةِ الولاياتِ المتحدةِ الأميركية".
ودعا الشيخ عبد الله "الفصائلَ الفلسطينيةَ كافةً للتوحدِ في غرفةِ عملياتٍ واحدةٍ وقيادةِ حربٍ شعبيةٍ كي يشعرَ العدوُّ الصهيونيُّ بالثمنِ الباهظِ لاحتلالِهِ لأرضِنا"، ودعا إلى "دعمِ الشعبِ الفلسطينيِّ للصمودِ في أرضِهِ من إعادةِ بناءِ ما هدّمهُ العدوانُ ورعايةِ عوائلِ الشهداءِ والجرحى، وبناءِ المدارسِ والمستشفياتِ"، وطالب بـ"إلغاءِ الاتفاقياتِ الأمنيةِ والسياسيةِ كافةً مع العدوّ الصهيونيِّ حتى لو كانَ الثمنُ ذهابَ السلطةِ، فلا باركَ الله بسلطةٍ لا تستطيعُ حمايةَ شعبِها".
وأكد ضرورةِ دعمِ المقاومةِ في حربها ضدّ العدوَّيْنِ اللدودَيْنِ لهذه الأمة (العدو الصهيوني والتكفيري)، وأنَّ الثلاثيةَ الماسيةَ (الجيشَ والشعبَ والمقاومةَ) هي الحلُّ لحمايةِ لبنانَ والدفاعِ عنه"، داعيا للإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وطنية تكنوسياسية تضم الكتل السياسية الفاعلة وتضع مشروعاً إنقاذياً يخرجنا من المأزق الذي نعيشه.
واعتبر الشيخ عبد الله أن "الحربَ التي يخوضَها الجيشانِ السوريُّ والعراقيُّ والمقاومةُ هي معركةٌ في حربِنا ضدَّ العدوِّ الصهيونيِّ وليستْ شيئاً آخرَ، بل أصبحَ اليومَ إضعافُ الكيانِ الصهيونيِّ مقدمةً لإسقاطِهِ وزوالِهِ يكون بإزالةِ العدوِّ التكفيريِّ، لأنه اتخذَ منهُ درعاً يحميهِ من جهةٍ ويُضْعِفُ خطَّ المقاومةِ من جهةٍ أخرى.
وقال: "في اليمنِ هناك الظلمُ الفاضحُ، شعبٌ يُقتَلُ أمامَ أعينِ العالمِ ولا تستطيعُ الأممُ المتحدةُ أن تُصْدِرَ قراراً خجولاً لإدانةِ المعتدي السعوديِّ بل تتراجعُ أمامَ تهديدِ السعوديةِ لها بقطعِ التمويلِ عنها، ولكن مع ذلكَ فإن معركةَ اليمنِ هي آخرُ المعاركِ والنصرُ سيكون حليفَ الشعبِ اليمني الذي لن تكونَ سعادتُهُ وعزَّتُهُ إلا بعدَ رفعِ يدِ السعوديةِ عنه وعن مقدّراتِهِ وإمكاناتِهِ".