لبنان
المستشارية الثقافية الإيرانية تنظم ندوة افتراضية في يوم القدس العالمي
نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة افتراضية بعنوان: "القدس في مواجهة حملات الأسرلة والتهويد" بمناسبة يوم القدس العالمي، وذلك بمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والعلمائية والسياسية.
وأكد المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان عباس خامه يار أننا "نرى يوميا كل صنوف التآمر على الهوية الإسلامية للقدس، التي تشكل عتبةً مطهرةً لكافة الأديان السماوية والتي اصطبغت بلون المقاومة والصمود رغم الهالة السوداء التي أحاطها بها هذا الكيان السرطاني"، مضيفا أن "يوم القدس الذي أعلنه الإمام الخميني يمثل في حد ذاته ثقافة مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني لاعتبارات متعددة".
وأشار خامه يار إلى أن "ثقافة الاستعمار الغربي كان هدفها منذ البدايات تفتيت الهوية الإٍسلامية لهذه المنطقة وهوية فلسطين العربية عمومًا، وها هي اليوم تتماهى في الثقافات العربية حتى صارت مسألة التطبيع أمرًا اعتياديًا وخيارًا شخصيًا وحده الحاكم من يقرر المضيّ في دربه".
واعتبر أن "مسألة التهويد صارت نتيجةً تلقائيةً لثقافة التطبيع، التي تمنحُ الثقة لكيانٍ محتلٍّ غاصب، بأن ينتزعَ أرضًا هي ليست ملكًا له، وأن يطردَ أهلها من ديارهم ويستوطنَ بيوتهم وبلادهم"، وقال إن "التهويد والأسرلة اليوم أمرٌ تلقائي تتسرّب مفاهيمه إلى عمقِ ثقافاتنا العربية للأسف حتى يكاد الجيل الجديد لا يعرف شيئًا عن الهوية الأصلية للقدس الشريفة".
وذكر أن "أوضح نموذج للبعد الثقافي للاستعمار كان تدمير المواقع الاثرية والحضارية في منطقتنا، وهو في مقدمة اهداف الحروب والفتن المشتعلة في هذه المنطقة، من سوريا والعراق ودول اخرى حيث نهبت متاحفها"، لافتا إلى أن "هذه "الإبادة الحضاریة" بکل ما تحمله الکلمة من معنى ومغزى، تطال الجغرافیا العربیة برمتها".
وشدد خامه يار على أن "إعلان يوم القدس يدخل في صلب ثقافة المقاومة ومواجهة التطبيع الثقافي والمحتل، وحضورنا اليوم في هذه الندوة يؤكد أن القدس لن تكون سائبة يضيّعها خونة ومطبّعون، وهي تبقى بأهلها الفلسطينيين الذين يمثلون قطبَ الحق في الصراع ما بين قوى الحق والباطل وفي المواجهة الثقافية المحتدمة مع الاحتلال".
عبد اللهيان
من جهته، قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية في إيران حسين امير عبد اللهيان إن "قضية القدس هي أول قضية في العالم الإسلامي"، مضيفا أن "الجمهوريين والديمقراطيين في الغرب وجهوا رسالةً مفادها أن إيران إذا اعترفت بـ"إسرائيل" فلا مشكلة لديهم مع برنامجها النووي، إلا أن طهران صرحت انها لا تعترف بالكيان الاسرائيلي المزيف بل تدعو إلى تشكيل دولة فلسطينية موحدة تاريخيا وثقافيا".
وأكد أننا "لا نعرف إلا دولة واحدة تسمى فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشريف"، وقال: "لقد بدأ العد التنازلي لانهيار الكيان الصهيوني بفضل الزخم الخاص لعمليات المقاومة وعلى رأسها جهود الشهيد الحاج قاسم سليماني"، وأضاف: "بفضل هؤلاء القادة والشهداء لن يكون لـ"إسرائيل مكان على الخارطة في المستقبل".
وذكر عبد اللهيان أنه "في الأشهر الأخيرة اتخذ الكيان اجراءات ضد الأمن في المنطقة كالاغتيالات والأعمال الارهابية والجرائم، وقد بدأت هذه النهضة الرمضانية اليوم مرحلةً مختلفة وجديدة في ردّ الهجمات الصهيونية.. إنها بداية جديدة لرسالة المقاومة".
الشيخ ماهر حمود
من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود أن "أهم ما يميز يوم القدس عن بقية المناسبات والشعارات، أنها مناسبة عملية مرتبطة بدعم حقيقي وبصمود اهلنا في فلسطين"، موضحا انهم "يحولون يوم القدس بل شهر رمضان كله، الى احتفال دائم بيوم القدس، احتفال بالدماء، بالصمود، بالشجاعة الفائقة، ويرسلون رسائل باننا مستمرون بالصمود والجهاد والمقاومة".
وأضاف الشيخ حمود أن هذه القضية المقدسة محكومة بقاعدة شرعية تستند الى آيات من القرآن الكريم: (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم)، فإن تخلى طرف أو ضعف آخر، سخر الله آخرين للقيام بهذه المهمة المقدسة، واليوم يحمل الراية محور المقاومة بصدق وثبات، وإن غدا لناظره لقريب".
حمدان
وتحدث القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان عن البعد الفكري لرسالة يوم القدس العالمي، مشيرا إلى أن "هذه المسألة تزداد خطورتها اليوم، إذ نرى البعد الثقافي للمعركة ومحاولة محو صورة المدينة المقدسة".
وقال إن "هذه المعركة نستشعرها من خلال محاولة الصهاينة خلق دين جديد ينسبونه إلى النبي إبراهيم"، مضيفا أن "الأمة قد تضعف لكنها تجدد قوتها وشبابها وعليها أن تحمي مقدساتها".
وتابع حمدان إن "المشروع الصهيوني يسعى إلى تمزيق الأمة الواحدة"، لافتا إلى أن "مواجهة المشاريع الاحتلالية تحتاج الى وحدة كاملة للامة، ويوم الجمعة الأخيرة من شهر الصيام هو تكريس لوحدة الأمة ورفع شعار القدس لأنها قضية الأمة".
واعتبر أن "الموقف السياسي لا قيمة له ما لم يرتكز الى بيئة فكرية اجتماعية، ويوم القدس هو أحد اشكال حماية الموقف الأصيل تجاه القضايا"، وقال : "اليوم يصمد ابناء القدس رغم قلة الحيلة وقلة ذات اليد، ويسطرون ملحمةً من أشكال المقاومة".
قماطي
من جهته، قال عضو المجلس السياسي لحزب الله والوزير السابق محمود قماطي إن "قضية القدس تمثل حضارة العالم العربي والإسلامي، ونحن في لبنان كمقاومة اسلامية ووطنية لنا دور مهم في هذه القضية، تجاوبا مع دعوة الامام الخميني ومواجهة العدو على ارضنا كانت غير مسبوقة".
وأكد قماطي أن "المقاومة اصبحت حاضرةً في العقل الدولي والاقليمي، ومن هنا كانت المقاومة في لبنان على نهج الامام وعلى خطى تحرير القدس الداعم الاول، ليس بالضرورة ان ندخلها بأقدامنا وانما بما رسمناه من معادلات وانتصارات".
وقال إننا "جعلنا العدو يرتجف خوفًا من قدرات المقاومة وانجازاتها ومحورها.. المقاومة في لبنان هي ركن والمقاومة في فلسطين هي ركن اخر في الداخل الفلسطيني"، لافتا إلى أن "الصراع لن يتوقف الا بزوال "اسرائيل" من الوجود وهذه حقيقة يجب ان يعرفها الجميع".
وختم قائلا: "ها هم ابناء القدس يسجلون مواجهات مشرفة ضد العدو الصهيوني على طريق المقاومة التي ستستمر حتى تحرير فلسطين وعاصمتها القدس".