معركة أولي البأس

لبنان

باسيل في موسكو وسلامة في باريس..الحكومة مجمدة والبلاد في جمود سياسي
30/04/2021

باسيل في موسكو وسلامة في باريس..الحكومة مجمدة والبلاد في جمود سياسي

تتجه البلاد الى جمود سياسي ممدد مع العطلة الطويلة التي تبدأ اليوم وتنتهي الثلثاء، وقد ركزت الصحف اللبنانية اليوم على زيارة النائب جبران باسيل إلى موسكو، وغيرها من الملفات.


"الأخبار": حاكم مصرف لبنان في باريس: الاختبار الأوّل لعقوبات لو دريان

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إنه بعد حزب الله والرئيس سعد الحريري، وصلت الدعوة الروسيّة إلى النائب جبران باسيل، الذي التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف، مؤكداً أنّ الأهمّ من تأليف الحكومة هو تأليف حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة. وبالتزامن مع الزيارة الروسية، كان الفرنسيّون يفتتحون العقوبات على شخصيّات لبنانيّة لم يسمّوها، بمنع دخول هؤلاء الأراضي الفرنسية، فيما كان رياض سلامة في باريس.

ولفتت الصحيفة إلى أنه يوم 12 نيسان الجاري، كشفت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية عن إعداد المحامي أنطوان ميزونوف دعوى سيقدّمها في باريس ضدّ حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، بتهمة الاختلاس وتبييض الأموال. وتُفيد معلومات "الأخبار" بأنّ ميزونوف قدّم الدعوى فعلاً، ليصبح سلامة ملاحقاً في كل من فرنسا وسويسرا، إضافة إلى احتمال تحوّله قريباً إلى مدّعى عليه في بريطانيا، بالتوازي مع الملفات التي يواجهها في بيروت، وآخرها قرار النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بمداهمة مكتب شركة شقيق الحاكم، رجا سلامة، وختمه بالشمع الأحمر. ما سبق لا يعني أنّ الحماية قد رُفعت عن سلامة، وخاصةً أنّ قرار الدفاع عنه تملكه الولايات المتحدة الأميركية التي لم تُسقِط ورقته بعد.

وأشارت إلى أنه التحقيق في قضية سلامة وشقيقه رجا محلياً لا يزال في بدايته. وتؤكّد مصادر معنيّة أنّ دهم مكتب شقيقه وختمه بالشمع الأحمر لم يكن بطلب سويسري، بل بقرار من النيابة العامة التمييزية التي قررت التعامل مع الملف السويسري ضد الشقيقين سلامة كما لو أنه إخبار. وتشير المصادر إلى أن النائب العام التمييزي استمع إلى إفادات أعضاء سابقين في المجلس المركزي لمصرف لبنان، لاستيضاح العلاقة التي كانت تربط المصرف المركزي بشركة «فوري»، التي يعتبرها التحقيق السويسري واجهة الشقيقين سلامة لاختلاس أكثر من 300 مليون دولار من مصرف لبنان. وفي انتظار تعاون السلطات السويسرية في هذا المجال، يستمر المحامي العام المالي القاضي جان طنوس بمتابعة التحقيقات التقنية التي يجريها فرع المعلومات بشأن الأجهزة المضبوطة في مكتب رجا سلامة. وتشير مصادر أمنية إلى أنّ طنوس «يُكثر من التدقيق في نتيجة عمل المعلومات».

وقالت "الأخبار" إنه في سياق آخر، ومع اقتراب الموعد الذي حدّده مصرف لبنان لتسليم المستندات التي تطلبها شركة «ألفاريز ومارسال» لتتمكّن من إجراء التدقيق الجنائي (نهاية الشهر الحالي، أي اليوم)، شدّد رئيس الجمهوريّة ميشال عون، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنّ «هناك استحقاقاً زمنيّاً لتسليم مستندات ووثائق «مصرف لبنان» لشركة التدقيق المالي الجنائي، ونحن والشعب اللبناني نرصد، والمسافة أيّام».

ولفتت إلى أن رياض سلامة، الملاحَق في لبنان وسويسرا وفرنسا، غادر بيروت عند الثالثة من بعد ظهر أول من أمس إلى العاصمة الفرنسية، باريس، على متن طائرة خاصة. وفيما لم تتّضح بعد أسباب الزيارة، فإنها كانت لافتة لجهة تزامنها مع إعلان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، بدء فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيّين متورّطين في الفساد، إضافة إلى أولئك الذين تتّهمهم فرنسا بعرقلة تأليف الحكومة. هذه العقوبات التي تقتصر على «اتخاذ إجراءات تقيّد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية في لبنان إلى الأراضي الفرنسية»، بحسب ما أعلن لو دريان، ستكون أمام الاختبار الأول لها بوجود سلامة، الذي بات في دائرة الشبهة، في نظر الادّعاء العام الفيدرالي السويسري، بجرم استغلال السلطة والاختلاس وتبييض الأموال. فهل ستطبّق فرنسا عقوباتها الجديدة عليه، أم أنها، على جري عادتها، ستعتمد الأسلوب الأميركي بمعاقبة خصومها السياسيّين حصراً؟

وقالت الصحيفة إنه من جهة أخرى، كان النائب جبران باسيل قد بدأ زيارة رسمية لموسكو، استهلّها بلقاء نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، قبل أن يلتقي في وقت لاحق وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي استبقاه على مائدة الغداء.
وفي مؤتمر صحافي، عقده بعد اللقاء، رأى باسيل أن لبنان اليوم، نتيجة الضغوط عليه ونتيجة الفساد في داخله، انهارَ، ويلزمه إصلاحات جذريّة وبنيويّة لإنهاضه. وهذا يتطلّب قراراً سياسياً لبنانياً غير مكتملة عناصره، ويلزمه حكومة لا يكون فيها القدرة لأحد على السيطرة عليها وعلى منع هذه الإصلاحات من التحقّق.
وقال باسيل: إذا كان لبنان متوجّهاً الى اعتماد خيار صندوق النقد الدولي، فهذه الإصلاحات معروفة وعلى رأسها التدقيق الجنائي، إضافة الى ضبط التحويلات الى الخارج وإعادة الأموال المحوّلة من لبنان الى الخارج وغيرها. ونحن كلّنا بانتظار أن يأخذ رئيس الحكومة المكلّف قراره بالسير بتشكيل الحكومة، والأهم قراره بالإصلاح.

وشكر باسيل روسيا على الأدوار التي تضطلع بها في المنطقة، ومنها:
– القيام بدور محوريّ في عودة النازحين السوريين الى بلدهم، حفاظاً على وحدة سوريا وعلى نسيجها الاجتماعي ونسيج الدول المحيطة بها، وعلى رأسها لبنان. الانتخابات الرئاسية السورية وتثبيت الرئيس الأسد سيكونان عوامل مسرّعة ومطمئنة ومشجّعة لهذه العودة.

– إقامة مشاريع تنمويّة واستثمارية ضخمة في المنطقة، وأذكر منها ما يساعد لبنان، على قاعدة BOT، ومن ضمن المشروع الإصلاحي لإنهاض لبنان، وذلك ببناء مصافي النفط في جنوب لبنان وشماله، بالمشاركة بمشاريع إنتاج الغاز في البحر اللبناني (وهو حاصل جزئياً الآن)، وبإمكانية المساهمة بمشاريع الكهرباء والمرفأ والسكك الحديد، وخاصة تلك المرتبطة بسوريا والعراق والأردن، ما يعزّز السوق المشرقي.

كذلك شكر لروسيا ما أبلغه به لافروف عن تقديم روسيا لقاحات مجانيّة بناءً على رسالة خطيّة موجّهة من رئيس الجمهورية اللبنانية، إضافة الى اللقاحات التجارية.

"اللواء":باسيل يحمل لائحة مطالب إلى موسكو

من جهتها، قالت صحيفة "اللواء" إنه تماماً كما الطقس في نهاية نيسان، هكذا بدا الجو السياسي أمس، هبة باردة، وهبة ساخنة. تفاؤل بتلاقي الأدوار لتأليف حكومة تحت شعار «لا غالب ولا مغلوب»، بصرف النظر عن السقف السياسي، مادام مطلب التشكيل بات مطلباً دولياً وإقليمياً ولبنانياً، نظراً للمخاطر الناجمة عن الاستمرار بالتلاعب في مصائر اللبنانيين، الذين تسوء احوالهم يوماً بعد يوم.. وتشاؤم، قياساً على محاولات ماضية، وتشكل شبه اقتناع بصعوبة التعايش بين التيار البرتقالي وقيادته والتيار الأزرق وبقيادته أيضاً..

واضافت انه في ظل هذا المناخ غير المستقر، ترددت معلومات عن ان مساعد وزير الخارجية الروسي للشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف يتجه لزيارة لبنان لدفع عملية تأليف الحكومة، بالتزامن مع جهود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرامية إلى احداث خرق في جدار الثقة من خلال جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وسط معلومات عن الرئيس نبيه برّي، يتحضر بدوره إلى معاودة التحرّك، إذا ما لاحت في الأفق بوادر إرادة بالتوصل إلى تأليف الحكومة..

وقالت مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن هناك من يراهن على إمكانية أن تنجح مبادرة البطريرك الماروني في تحضير الأجواء المناسبة للملف الحكومي من خلال تواصله مع المعنيين بهذا الملف، وطرح أفكار لتقريب المسافات. لكنها اشارت إلى أن الأمور لا تزال في بداياتها وبالتالي لا يمكن حسم أي شيء . ولفتت المصادر إلى أنه حتى الآن ليست هناك من مساع جديدة بعد من افرقاء كانوا يعملون وفق حكومة الـ ٢٤ وزيرا دون إمكانية حل بعض النقاط المتصلة بتسمية الوزراء وحتى الحقائب وغير ذلك. واعتبرت أنه من الممكن تلمس نتائج مساعي البطريرك الراعي قريبا مع العلم ان ما من استعدادات لاي فريق للتنازل.

ولفتت إلى أنه في انتظار زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بكركي للبحث في الصيغة الحكومية الجديدة، ذكرت المعلومات ان مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري زار البطريرك بشارة الراعي مؤخراً وتداول معه في الصيغة المطروحة للحكومة لينقلها الى الحريري وربما يُصار الى تحديد موعد للقاء بينهما.

وقالت إنه فيما لم يصدر عن اوساط الرئيس الحريري اي مؤشر او تفصيل عن هذه المساعي بإستثناء تمسكه برؤيته لحكومة اختصاصيين بلا ثلث معطل وانه مستعد للنقاش في اي صيغة تحت هذه المعايير، ذكرت المعلومات ان البطريرك يركز في مبادرته على اعادة التواصل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وتشكيل حكومة بلا نصف او ثلث معطل لأي طرف، وتكون حقيبة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية، وعلى حق اي فئة سياسية بالمشاركة في الحكومة حسب حجمها. 

في غضون ذلك، نُقِلَ عن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان قوله: أن فرنسا بدأت في صدد اتخاذ إجراءات تقيد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية في لبنان إلى الأراضي الفرنسية. وستبدأ بوضع قيود محددة على دخول أراضيها للمسؤولين اللبنانيين. مشيرا الى أن القيود ستفرض على السياسيين الضالعين بالفساد.

وتابع لودريان قائلاً: نحتفظ بحق إتخاذ إجراءات إضافية بحق كل من يعيق حل الأزمة اللبنانية بالتنسيق مع شركائنا.

وبحسب "اللواء" حثت أوساط أوروبية، صديقة للبنان، المسؤولين الى المسارعة في تشكيل حكومة قبل الصيف المقبل لئلا يخسر لبنان دعم فرنسا التي ستدخل قريبا في اجواء معركة الانتخابات الرئاسية فينصرف الرئيس ايمانويل ماكرون انذاك لمتابعتها ويفقد لبنان فرصة الاهتمام بأزمته لاسيما بعد ما لمسه من تقصير واهمال ولا مبالاة ونكث بالوعود من المسؤولين في بيروت، عندها سيدخل البلد الصديق في الفراغ القاتل وتفتح الابواب على كل السيناريوهات الجهنمية من دون استثناء.

وأشارت مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة ان التكتم المطبق مايزال مستمرا حول ما يمكن تسميته بالتفاهم او المبادرة التي اتفق بخصوصها البطريرك الماروني بشارة الراعي مع رئيس الجمهورية ميشال عون لاخراج عملية تشكيل الحكومة من دوامة الجمود وقالت: ان التحركات والاتصالات التي بدأها البطريرك الراعي مع الرئيس المكلف سعد لترجمة مضمون هذا الاتفاق يتم  بواسطة موفدين لكلا الطرفين بعيدا من وسائل الإعلام وحتى من اقرب المقربين، مع حرص هؤلاء على التزام الصمت وتجنب تسمية مايقوم به البطريرك بالمبادرة ، انما هو في إطار استكمال تحركه الذي بدأه منذ اشهر ورفع الصوت عاليا لحث كافة المسؤولين على تجاوز الخلافات والاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.

من جهتها نقلت مصادر ديبلوماسية في موسكو فحوى مادار في لقاءات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وميخائيل بوغدانوف مع النائب جبران باسيل، حيث كرر المسؤولون الروس موقف الحكومة الروسية الثابت الداعم لاستقرار وسيادة واستقلال لبنان لانعكاساته الايجابية على المنطقة عموما وتحديدا الدول المجاورة.واكدوا انهم يسعون باستمرار من خلال لقاءاتهم مع مختلف الاطراف السياسيين اللبنانيين لمساعدة لبنان ليتمكن من تجاوز الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها. وشددوا على ان مفتاح حل الأزمة هو تسريع تشكيل الحكومة الجديدة لكي تباشر مهماتها بمعالجة هذه الازمة،محذرين من مخاطر استمرار عرقلة تشكيل الحكومة على الأوضاع في لبنان وانعكاساتها السلبية على المنطقة. 

وقالت إن الاهم استنادا للمصادر المذكورة هو تكرار موقف الحكومة الروسية الداعم لتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري من الأخصائيين وغير الحزبيين من دون حصول اي طرف فيها على الثلث المعطل تحت اي ذريعة اوحجة ما،في حين لوحظ ان باسيل حاول قلب الحقائق من خلال رمي مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة على الرئيس المكلف بشكل مباشر والادعاء بانه يسعى بتجاوز حقوق البعض وفرض وقائع لايمكن تجاهلها، الا ان هؤلاء المسؤولين  ردوا عليه بجواب قاطع مفاده انهم لمسوا جدية واصرارا من الرئيس المكلف لدى زيارته لموسكو لتاليف حكومة المهمة الانقاذية المرتكزة على المبادرة الفرنسية تكون قادره على القيام بالمهمات المنوطة بها لإجراء الإصلاحات اللازمة وحل الازمة ، وهم يعتقدون انه من الضروري دعم وتاييد  هذا التوجه بعيدا عن المشاحنات والخلافات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة ،مركزين على مسؤولية كل الاطراف بتسهيل مهمة تشكيل الحكومة.

على صعيد آخر وصفت مصادر ديبلوماسية اوروبية الموقف الفرنسي ألذي اعلنه وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بالامس من موضوع العقوبات الاوروبية التي  ستفرض على القيادات والمسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون عملية التشكيل والتحضيرات بخصوصها، بانه موقف متقدم ويعبر عن مدى استياء المسؤولين الفرنسيين من مواقف وتصرفات المسؤولين اللبنانيين المعرقلين تشكيل الحكومة الجديدة، واعربت عن اعتمادها بان هذا الموقف الفرنسي المتقدم منسق مع التحرك الروسي وزيارة باسيل للعاصمة الروسية لممارسة الضغوط اللازمة لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية باقصر وقت ممكن.

وقالت "اللواء" إن كل ذلك، مع استمرار معالجة تداعيات ملف شحنة الرمان الملغوم بالمخدرات إلى السعودية على مستويات امنية وقضائية وديبلوماسية وإن القرار السعودي بالسماح بالشاحنات المحملة بالمنتجات الزراعية بالدخول إلى أراضي المملكة مؤشر إيجابي ويشجع على التواصل معلنة أن المسألة غير مقفلة على الإطلاق.

واشارت إلى أنه في بادرة إيجابية، لاقت ترحيباً لبنانياً واسعاً، سمحت المملكة العربية السعودية للشاحنات اللبنانية الموجودة عند الحدود السعودية بدخول أراضيها، في إجراء تخفيفي للحظر المفروض على دخول المنتجات الزراعية اللبنانية بعد ضبطها «تهريبة» الكبتاغون، فشكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي السعودية على مبادرتها الإنسانية، وقال في بيان صادر عنه  «يتوجه وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي بالشكر والامتنان الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ونظيره  وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف، على البادرة الانسانية الطيبة بالسماح للبضائع اللبنانية التي كانت عالقة عند الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول الى المملكة. علماً اننا لم نتفاجأ بالإيجابية السعودية وعلى يقين بأن مملكة الخير لن تألو جهدا لاعادة النظر بموقفها الأخير خصوصا في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان وشعبه».

«وقام فهمي امس، وبعيدا من الإعلام، بكبسة على منطقة الشحن في مطار رفيق الحريري الدولي، واطلع على تفاصيل اجراءات التفتيش المعتمدة لكافة انواع الشحنات التي تدخل او تخرج عبر المطار، وعن قدرة أجهزة السكانر المعتمدة على كشف أي مواد موجودة داخلها.

باسيل في موسكو

وقالت الصحيفة إنه أبعد من تأليف الحكومة، حاول النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر تضمين زيارته إلى موسكو، كعاصمة شرقية كبرى، بعدما فرضت عليه دولة كبرى غربية، عقوبات، وتدرس دول في الاتحاد الأوروبي، على رأسها فرنسا اتخاذ إجراءات عقابية بحق الأشخاص المتورطين بعرقلة العملية السياسية في لبنان، أو متورطين بالفساد، وذلك بتقييد دخولهم إلى الأراضي الفرنسية، تضمينها دعوة روسيا لتنظيم مؤتمر في لبنان للتشجيع على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، خلافاً من المبادرة الروسية التي أطلقت السنة الماضية.

ولفتت إلى أنه إضافة إلى اغراء الروس بالانخراط في عمليات الاستثمار في لبنان، متوقفاً عند ما وصفه «اصلاحات» على رأسها التدقيق الجنائي، من زاوية «عدم انهاض لبنان من دون إصلاحه». وكان باسيل، باشر لقاءاته في موسكو امس، باجتماع مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ثم التقى لاحقاً وزير الخارجية سيرغي لافروف واستكمل المحادثات معه إلى غداء عمل. واشارت مصادر باسيل الى انه خرج مرتاحا من لقاء لافروف لتفهمه موقفه من تشكيل الحكومة والاصلاح المطلوب. وهو تمنى على الروس ان يلعبوا دورا تحفيزياً في الاسراع بتشكيل الحكومة، وقال: هناك تقصير في إنجاز هذا الامر لذلك تمنيناعلى الوزير لافروف ان يلعب دوراً لحثّ الرئيس المكلف على إنهاء ملف التشكيل. ونحن كلنا بإنتظار ان يأخذ الرئيس المكلف قراره بتشكيل الحكومة والاهم قراره بالاصلاح.

مفاوضات الحدود

هذا وذكرت "اللواء" ان رئيس الوفد الأميركي الوسيط  الى المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والكيان الاسرائيلي حول الحدود البحرية جون ديروشير، سيزور لبنان بين يومي السبت والاحد المقبلين، ما يُرجّح امكانية استئناف المفاوضات يوم الاثنين في 3 ايار.لكن مصادر المعلومات اوضحت ان هذا الموعد مبدئي وغير نهائي، وان موقف الوفد اللبناني في ما يتصل بمساحة ترسيم الحدودعلى حاله من دون اي تغيير.

وقبيل إطلاق منصة المصرف المركزي لتداول سعر صرف الدولار على منصة «صيرفا» بين المركزي والمصارف لتمويل مشاريع والاستيراد والتوريد قال الرئيس عون في تغريدة له: ان هناك مسافة ايام تفصلنا عن استحقاق تسليم المستندات والوثائق من قبل مصرف لبنان الى شركة التدقيق الجنائي المالي.

وقال الرئيس عون:ّ «هناك استحقاق زمني لتسليم مستندات ووثائق مصرف لبنان لشركة التدقيق المالي الجنائي، ونحن والشعب اللبناني نرصد، والمسافة أيام».

"النهار": فرنسا تطلق آلية العقوبات ضد معطّلي الحل

أما صحيفة "النهار" فقالت إنه باستثناء العامل الجديد الذي طرأ مع تحريك ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل وعودتها في الأيام القليلة المقبلة، والذي كشفته "النهار" امس، تتجه البلاد الى جمود سياسي ممدد مع العطلة الطويلة التي تبدأ اليوم وتنتهي الثلثاء المقبل لمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي وكذلك لمناسبة عيد العمل. ولفتت إلى أنه اذا كانت معطيات تناولت في اليومين الأخيرين جهودا ومشاورات ناشطة جديدة بين بكركي و"بيت الوسط " عقب عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت حول أفكار مطروحة لتعديلات على مشروع التركيبة الحكومية العتيدة، فان المعلومات الموثوقة المتوافرة حول الملف الحكومي امس، أكدت ان لا وجود لأي رهان واقعي يستدعي انعاش الآمال جدياً في إمكان تحريك الجمود القائم وان الوضع لا يزال على حاله ولو ان أصحاب الإرادات المتمسكة بعدم التراجع امام الانسداد يمضون قدما في محاولاتهم.   
 
وأشارت إلى أنه مع ان التواصل مستمر فعلا بين البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي والرئيس الحريري ان عبر اتصالات مباشرة او عبر موفدين، فان المعلومات المتوافرة في هذا السياق لم تؤكد ما تردد على نطاق واسع أخيرا ان البحث انتقل الى صيغة الـ  24 وزيرا بديلا من صيغة الـ 18، بل ان أي عودة الى تفاصيل التركيبة الحكومية المفترضة لم تحصل بعد، وهي تنتظر إشارات خضراء عدة لا يبدو انها اضيئت ولا يعرف متى واذا كانت ستضاء في وقت قريب. 

وقالت "النهار" إنه قد يكون اكثر ما يثير الخشية من التمديد الطويل بعد للافراج عن أي مسعى جدي لتشكيل الحكومة ما بدأ يترسخ كانطباع ثابت لدى أوساط ديبلوماسية غربية وعربية كما لدى اوساط سياسية لبنانية من ان لبنان صار رهينة بالكامل لاعتبارات إقليمية مرتبطة بالتطورات الجارية بين ايران والولايات المتحدة والغرب عموما بما يستبعد معه أي تطور إيجابي لجهة الملف الحكومي قبل الانتخابات الإيرانية وجلاء الاتجاهات المرتبطة بالملف النووي الإيراني. ولفتت هذه الأوساط الى ان تركيز العهد وحلفائه على اتهام الرئيس المكلف بتجميد التأليف بزعم انتظار موافقة المملكة العربية السعودية على تسهيل طريقه يرتبط عمليا بمحاولات حجب الحقائق والتستر عليها وترك العهد يلعب الدور الشكلي الأساسي في التعطيل فيما يسنده جوهريا "حزب الله" في لعبة توزيع أدوار مكشوفة ولم تعد تخفى على كل الدول المعنية بمراقبة الوضع في لبنان. ولعل هذا العامل لعب دوراً أساسياً في اندفاع الولايات المتحدة الى إعادة تحريك المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل على نحو لم يتوقعه احد وذلك من باب اقفال نوافذ التوترات الإقليمية الإضافية التي تخدم مصالح دول كإيران التي توظف الساحة اللبنانية في حساباتها وصراعاتها وصفقاتها الدولية.
 
لودريان 

وأشارت إلى أن الموقف الأبرز على المستوى الخارجي ولو لم يكن مفاجئا فكان لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان من خلال إعلانه امس بدء تنفيذ إجراءات تقييد دخول مسؤولين لبنانيين متورطين في عرقلة تشكيل الحكومة الى الأراضي الفرنسية. وقال في هذا السياق في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية مالطا "هناك موضوع إقليمي نطرحه بانتظام وهو الوضع في لبنان الذي أود أن أتحدث عنه ببضع كلمات. 

وقال إنها قضية إقليمية، إنها قضية متوسطية، إنها مسألة أوروبية.  إنك تعلم التدهور الخطير للوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني وحقيقة أن القادة السياسيين يواصلون عرقلة تشكيل حكومة كفوءة قادرة على إصلاح البلاد.  أعني هنا كما قلت بالفعل خلال زيارتي السابقة عندما كنت عائدًا من لبنان، لقد أدليت ببعض التعليقات الجادة حول الوضع في هذا البلد.  أود أن أقول ذلك مرة أخرى هنا: يجب أن يفهم المسؤولون عن الانسداد أننا لن نظل مكتوفين .  لقد بدأنا مناقشات مع شركائنا الأوروبيين حول الأدوات المتاحة لنا لزيادة الضغط على اللاعبين في النظام السياسي الذين يعرقلون مخرجًا من الأزمة.  وعلى الصعيد الوطني، بدأنا تنفيذ إجراءات تقييدية من حيث الوصول إلى الأراضي الفرنسية ضد الشخصيات المتورطة في الانسداد السياسي الحالي أو المتورطة في الفساد.  ونحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية ضد كل من يعيق الخروج من الأزمة ، وسنفعل ذلك بالتنسيق مع شركائنا الدوليين".
 
باسيل في موسكو 

وقالت "النهار" إنه في غضون ذلك اجرى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل محادثات في موسكو امس مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ثم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وعرض في مؤتمر صحافي عناوين فضفاضة عدة قال انه بحثها مع لافروف وبوغدانوف ومنها "مشرقية لبنان ووجوب انشاء السوق المشرقية التي تضمّ لبنان وسوريا والعراق والاردن (وفلسطين طبعاً عند انشاء الدولة) وحماية التنوّع والأقليّات في المنطقة وخصوصيّة لبنان ودور المسيحيين المتناصف فيه". 

وقال ان "لبنان اليوم، نتيجة الضغوط عليه ونتيجة الفساد في داخله انهار، وتلزمه إصلاحات جذرية وبنيويّة لإنهاضه. وهذا يتطلّب قراراً سياسياً لبنانياً غير مكتملة عناصره، ويلزمه حكومة من الإختصاصيين تكون مدعومة من القوى السياسية والبرلمانية الأساسية لكي تتمكّن من تحقيق هذه الإصلاحات، دون ان يكون فيها القدرة لأحد على السيطرة عليها وعلى منع هذه الإصلاحات من التحقّق". لكنه اعتبر ان "الحكومة لازمة ولكنّها غير كافية، اذا لم تتمتّع بالقرار والإرادة والقدرة على الإصلاح. هذا شأن لبناني، روسيا لا تتدخل بالشؤون الداخلية، ولكنّها تدفع باتجاه الإصلاح وهذا ما نشكرها عليه، ونحن كلّنا بانتظار ان يأخذ رئيس الحكومة المكلّف قراره بالسير بتشكيل الحكومة والأهم قراره بالإصلاح" . وذهب باسيل الى اعتبار ان "الانتخابات الرئاسية السورية وتثبيت الرئيس الأسد ستكونان عوامل مسرّعة ومطمئنة ومشجّعة لعودة النازحين" .   
 
واضافت "اما على الصعيد المالي فلفت امس تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، "ان هناك مسافة ايام تفصلنا عن استحقاق تسليم المستندات والوثائق من قبل مصرف لبنان الى شركة التدقيق الجنائي المالي". وقال "هناك استحقاق زمني لتسليم مستندات ووثائق مصرف لبنان لشركة التدقيق المالي الجنائي، ونحن والشعب اللبناني نرصد، والمسافة أيام".
 
السعودية والحظر

ولفتت الصحيفة إلى أنه في المقابل سُجلت حلحلة محدودة في ملف الحظر السعودي على المنتجات الزراعية اللبنانية، اذ سمحت المملكة للشاحنات اللبنانية الموجودة عند الحدود السعودية بدخول أراضيها. وتعقيبا، شكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي السعودية على مبادرتها الإنسانية، وتوجه "بالشكر والامتنان الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ونظيره  وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف على البادرة الانسانية الطيبة بالسماح للبضائع اللبنانية التي كانت عالقة عند الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول الى المملكة. علماً ان فهمي لم يتفاجأ بالايجابية السعودية، وهو على يقين بأن مملكة الخير لن تألو جهدا لاعادة النظر بموقفها الأخير خصوصا في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان وشعبه".

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل