لبنان
هل وصل التسرّب النفطي في شواطئ فلسطين المحتلة إلى جنوب لبنان؟
سامر الحاج علي
رُصدت صباح اليوم بقعٌ سوداء عند الشاطئ الجنوبي لمدينة صور، الذي يشكل جزءًا رئيسيًا من محميّة صور الطبيعية، يُرجّح أنها ناجمة عن تسرّب نفطي وقع في عرض البحر أو أتى من داخل المياه الإقليمية الفلسطينية المحتلة أو نتج عن حدث ما لم تتضح تفاصيله بعد.
الواقعة التي سجّلها فريق علميّ من محمية صور الطبيعية عند المنطقة السياحية من شاطئ المدينة، الذي يقصده اللبنانيون والأجانب للاستجمام خلال فترات من العام ويُعدّ موئلًا للكثير من الأحياء البحرية ومنطقة لتكاثر السلاحف، تُظهر كمياتٍ من مادة نفطية في مساحة تزيد عن 200 متر تقريبًا.
وقد أكد مدير المحميّة المهندس حسن حمزة في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن "الفريق بدأ عمليات البحث والتنقيب في المنطقة المجاورة من أجل تبيان ما إذا كان هناك المزيد من البقع المُماثلة، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى مصدر هذا التلوّث الذي لا يمكن حتى الآن تسجيل تبعاته ونتائجه وتأثيراته على الحياة البحرية والشاطئية في المنطقة".
ولفت حمزة إلى أن "هناك إمكانية أن يكون مصدر هذا التلوث المياه الفلسطينية التي يحتلها كيان العدو، خاصة أن حركة التيارات البحرية في المنطقة تتجه من الجنوب إلى الشمال ما يرجّح أن تكون هذه التيارات قد حملت هذه المواد الملوّثة من هناك إلى شواطئنا"، مُطالبًا بـ"تحرّك رسمي سريع لتدارك نتائج ما حدث، خصوصًا أن العديد من المناطق الساحلية اللبنانية قد تكون عرضةً لهذا التلوث خلال الساعات القادمة"، وأشار إلى أن "المحمية لا تملك وسائل لمعالجة هذا التلوث ما يعني أننا أمام تهديد لمكوّنات البيئة البحرية والشاطئية التي كنا نتغنى بها على الدوام".
وفي الشواطئ الممتدة إلى رأس الناقورة المحاذية للحدود الدولية، بدأت فرق بيئية بإجراء مسح شامل للمنطقة لتحديد ما إذا كان ثمة مساحات متضررة بتلوث مماثل، وقد سجل حتى الآن وجود كتلة سوداء صغيرة عند منطقة رأس البياضة وهي مشابهة من حيث الشكل والرائحة لتلك التي وجدت في صور.
وفي حين تتابع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الأمر، لفت مصدر أمني لبناني لـ"العهد" الى أن "عدة فرضيات مطروحة لتحديد المسبب لهذه الحادثة، ومنها أن تكون السفن التي تبحر خارج المياه الإقليمية اللبنانية قد ألقت ببراميل من النفط لم تعد تحتاجها في عرض البحر وقد وصلت بفعل الأمواج والعاصفة الأخيرة التي ضربت المنطقة إلى شواطئنا، دون أن ينفى أيضًا احتمال أن يكون المصدر هو كيان العدو الذي سجّل تسربًا لم يتحدّث عن مصدره عند الشواطئ التي يحتلّها".
وكان كيان العدو قد تحدث خلال الأيام الماضية عن تسرّب حدث بالفعل عند شواطئه وظهرت آثاره في أكثر من نقطة شاطئية من شمال الكيان إلى جنوبه، وأدى إلى تسجيل حالات تسمّم إضافة إلى نفوق أحياء بحرية في عدة مناطق.