لبنان
"العهد" يكشف كذب قناة المرّ!
في كتابه تحت عنوان "هندسة الجمهور - كيف تغير وسائل الإعلام الأفكار والتصرفات؟" يحاول الكاتب أحمد فهمي الوقوف عند درجة تأثير وسائل الاعلام في الرأي العام والتحكم بخياراته والأساليب المعتمدة لتحقيق هذه الأهداف، ويتطرق في هذا السياق الى العلاقة القائمة ما بين المال والسياسة والإعلام. وفي كتابه يُجمل الكاتب أشكال خداع الإعلام للجمهور في اتجاهين رئيسين:
- تبسيط الواقع أو تضخيمه، بحسب الغاية والمصلحة.
- تقديم واقع خيالي بعيد تمامًا عن الحقيقة.
ويستند الى مثل شهير يقول: "من يدفع للزمار يختار اللحن"، موضحًا أنه يتم ترديد ذلك المثل للإشارة إلى أن الجهة التي تتحمل التكلفة والأعباء، هي نفسها التي يحق لها أن تختار ما يقدم، فالحالة الإعلامية ليست في معزل عن تلك القاعدة، ذلك أن الجهة المسؤولة عن دفع تكاليف إنشاء قناة إعلامية فضائية، هي التي تختار وتحدد ما سيتم تقديمه على القناة، وبالتبعية ستحدد الأفكار التي ستغيّر وعي المشاهدين.
وانطلاقًا من هذه المبدأ، تبدو للمُتابع واضحة خلفيات التزوير الإعلامي المُصَنّع في مطبخ واحد، ومركّز باتجاه واحد أيضًا: حزب الله. في هذا الإطار، لفت كذب مقدم برنامج "صار الوقت" على قناة المرّ، بشكل علني، عن لسان الأمين العام لحزب الله في قضية انفجار مرفأ بيروت. ورغم أن الخطاب كان منذ يومين فقط، الا أن الوقاحة شجّعت الرجل على تزوير خطاب الأمين العام وتحويره، في إطار التحريض ضد حزب الله مستغلًا عواطف أهالي شهداء المرفأ، ودماء الضحايا.
يدعي مارسيل غانم في مقدمة برنامجه أن السيد نصر الله قال في خطابه إن التحقيق انتهى وان السيد نصر الله يقول للمحقق العدلي: اكتفِ هنا وبالموقوفين اللبنانيين الابرياء منهم وربما وزير سابق او رئيس جهاز امني...
ولأننا نحترم الرأي العام بعكس غانم وادارة محطته، فإننا نعيد نشر ما ورد حرفيًا على لسان الأمين العام، ومضمونه يتوافق تمامًا مع مطالب أهالي شهداء المرفأ بالإفراج عن التحقيق:
"في آخر كلمة أنا توجهت فيها لكم تحدثت عن تفجير المرفأ وقلت إن معلوماتنا تقول إن التحقيق الفني - التقني انتهى وإن الجيش اللبناني أرسل هذا التحقيق إلى القاضي العدلي، وأيضاً قوى الأمن الداخلي قامت بشيء مشابه وأرسلت تحقيقها، معنى ذلك أن التحقيق انتهى، وقد استعانوا أيضاً بخبراء أميركيين وفرنسيين وألمان ولا أعرف من أين، لكن هناك خبراء كثيرون تم الاستفادة منهم. عظيم، فليقولوا هذه نتيجتنا وهذا التقرير الفني. أنا يومها طالبت قيادة الجيش ومديرية قوى الأمن الداخلي والقضاء أنه تفضلوا اعلنوا عن نتيجة التحقيق لأن الإعلان عن نتيجة التحقيق مهم جداً للبلد، مهم على المستوى الإعلامي، على المستوى السياسي، على المستوى النفسي، وأيضاً على المستوى العاطفي لعوائل الشهداء، للجرحى، للذين هدمت بيوتهم ودمرت أرزاقهم أن يعرفوا ما هو السبب. بعد الخطاب إخواننا تابعوا، الجهات المعنية بحزب الله تابعوا مع قيادة الجيش اللبناني، مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وحتى مع رئاسة الجمهورية، الكل قالوا لنا إن هذا الموضوع عادة أو قانوناً أو عرفاً عندما يصدر تقرير ويذهب إلى القضاء يصبح ضمن مسؤولية القضاء، الجيش لا يستطيع أن يعلن أو قوى الأمن لا تستطيع أن تعلن، جيد، نحن نريد النتيجة، نحن لا نحمل مسؤوليات كيفما كان، إذاً المسألة اليوم عند القضاء، الجهة القضائية المعنية من واجبها - وأنا أجدد الطلب - من واجبها أن تعلن نتيجة التحقيق الفني - التقني لمرفأ بيروت، من حق الشعب اللبناني ومن حق الرأي العام –ليس فقط في لبنان بل في كل المنطقة– الذين أضللتموهم وشغلتم بالهم والذين حشرتموهم بالأكاذيب وبالأضاليل أن يعرف الحقيقة، ماذا كان في المرفأ؟ ما قصة المرفأ؟ كيف حصل الانفجار في المرفأ؟ بعد ذلك اذهب الى تحميل المسؤوليات وخذ وقتك وحقق وقاضِ. يمشي في المسار الطبيعي. أنا أجدد المطالبة بذلك وبإلحاح".