معركة أولي البأس

لبنان

النص الكامل لكلمة سماحة السيد نصرالله في ذكرى القادة الشهداء2021
18/02/2021

النص الكامل لكلمة سماحة السيد نصرالله في ذكرى القادة الشهداء2021

 

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين ‏والصلاة والسلام على سيدنا ‏ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله ‏الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين ‏وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. ‏

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. ‏

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" صدق الله العلي العظيم.

في ذكرى قادتنا الشهداء، الذبن بايعوا وجاهدوا واستشهدوا وفازوا فوزاً عظيماً، نَلتقي مجدداً هذا العام، وتُصادف ذكرى قادتنا الشهداء في هذا العام من الناحية الهجرية شهر رجب، في هذا الشهر الكريم شهر رجب العديد والكثير من المناسبات الدينية المهمة، المرتبطة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، وتحتاج إلى إنتباه وعناية وإحياء، مع مراعاة كل الظروف الصحية والإجراءات الصحية، كذلك نفسه شهر رجب وما فيه من خصوصيات عبادية، يجب أن نُلفت النظر إليه، وما ورد من إستحباب صيامه والعبادة فيه والدعاء والإبتهال وأبواب التوبة المفتوحة، هي فرصة يجب إغتنامها مع الله سبحانه وتعالى.

هناك أيضاً، الآن هذا رجب ، أرجع إلى شباط، هناك العديد من المناسبات السياسية التي اعتدت في السنوات الماضية في بداية الكلمة أن أُشير إليها قبل أن أدخل إلى ذكرى الكلمة وإلى موضوعات حديثنا هذه الليلة، من أهم هذه المناسبات: ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة سماحة الإمام الراحل الإمام الخميني( قدس سره الشريف)، وتأسيس الجمهورية الإسلامية، اليوم اثنتين وأربعين سنة على هذا الإنتصار، هذا الشعب وهذا النظام وهذه الدولة وهذه القيادة صمدت وتعرضت للكثير من الحروب  والعقوبات والمؤامرات والحصار، ولكنها صمدت، وأكثر من ذلك تطورت على كل صعيد، حتى باتت قوة إقليمية عظمى يُحسب لها كل حساب، هذه التجربة في إيران منذ إنتصارها في 11 شباط 1979 إلى اليوم تُشكل دائماً حجةً إلهية وحجةً عقلية وحجةً عقلائية على كل شعوب العالم وعلى كل الأمم، أنه من خلال الحضور في الساحات ومن خلال الوحدة والعمل الدؤوب والجد والإجتهاد والجهاد والتضحيات والثبات والإستمرار يُمكن للإنسان أو لهذا الشعب أو لهذه الأمة أن تُحافظ على كيانها الوطني والقومي وعلى قيمها الدينية والوطنية والإنسانية وعلى إستقلالها وعلى سيادتها وعلى موارها الطبيعية وعلى إمكانياتها وعلى كرامتها وعزتها وحريتها وشرفها، وتَحجز لها مكاناً متقدماً في الإقليم وفي العالم.

من أيضاً مناسبات شباط في مثل هذه الأيام، كانت الإنتفاضة المباركة للشعب في البحرين، نحن الآن في الذكرى السنوية العاشرة، هذا الشعب الذي إنطلق بإنتفاضته بقيادة علمائه الصادقين والمخلصين، وفي مقدمهم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم( حفظه المولى)، هذا الشعب المظلوم خَرج لِيطالب بحقوقه الطبيعية، ولِيعبر عن مطالبه بالأساليب السلمية والراقية، ودفع في سبيل ذلك  حتى الآن وتحمل الكثير من التضحيات الجسام، من شهداء وجرحى وآلاف السجناءوالمعتقلين من علمائه ورموزه وقادته وشبابه ونسائه، وهو يُناضل اليوم، ما زال يُناضل، واليوم لديه صوتٌ مرتفع أيضاً إضافةَ إلى ذلك من أجل إعادة البحرين إلى موقعها الطبيعي في الأمة، بعد أن حولها حكامها المستبدون والفاسدون إلى قاعدة للتطبيع مع العدو الصهيوني، وللتآمر على القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة، لهذا الشعب العزيز والصابر والمجاهد، والذي يُواصل طريقه بثبات وعزيمة، كل التحية والدعاء والمساندة والتأييد.

مع ذكرى قادتنا الشهداء في مثل هذه الأيام أيضاً، ذكرى تحرير مدينة صيدا وجوارها بفعل المقاومة، كل المقاومة، وبِفعل مقاومة أهلها الشرفاء أيضاً، وهذه المدينة قَدمت من أبنائها شهداء، وكانت شريكاً أساسياً في المقاومة، في الموقع الجهادي والعسكري والسياسي والشعبي، وعلى كل صعيد.

اليوم نأتي إلى مناسبتنا المباشرة في ذكرى القادة الشهداء، شعارنا هذه السنة " الوصية الأساس: المقاومة والناس"، ويُمكن أن نقول:" حفظ المقاومة والناس"، دائماً كنت أنطلق، أنا أُريد أن أتكلم كلمة في البداية عن المناسبة، وفيما بعد أنتقل إلى الوضع الداخلي، أُريد أن أُقرب على الوضع الإقليمي قليلاً ، لأنه دائما في الآخير يأتي وقته ضيقاً، ويوجد شيء يجب أن نتكلمه، وفيما بعد أتكلم كلمة في الوضع الإقليمي.

دائماً عندما كُنت أَتحدث في هذه المناسبة العزيزة في ذكرى قادتنا الشهداء، سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وزوجته الفاضلة والمجاهدة والعالمة السيدة أم ياسر وطفلهما حسين،  في ذكرى شَيخ شهدائنا الشيخ راغب حرب،  في ذكرى القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، كُنت دائماً أتحدث عن أو أَنطلق من الصفات المشتركة، والتي هي كثيرة جداً بين هؤلاء القادة الأعزاء.

اليوم أُريد أيضاً أن أشير إلى بعض هذه الصفات المشتركة، لأنه دائماً عندما نتحدث عنها، نُقدمها كقدوة وأُسوة، ولأولادنا وأحفادنا، للجيل الحاضر وللأجيال الآتية، وهذه إحدى أهداف إ|حياء هذه المناسبة دائماً في كل عام.

من جملة الصفات المشتركة في هؤلاء القادة الأعزاء والكبار هي: الذوبان في مشروع المقاومة، تعبير  آخر: التمحض في مشروع المقاومة، في حركة المقاومة وفي جهاد المقاومة، يعني لم يكن لأيٍ من هؤلاء القادة الكبار أي مشروع آخر وأي شيء آخر وأي هدف آخر وأي تطلع آخر، كل همومهم، كل همهم وغمهم وعقلهم وقلبهم وروحهم وتفكيرهم ومشاعرهم وعواطفهم ووجودهم وكيانهم مُتمحض في هذه المقاومة، ولذلك وهم استشهدوا شباباً، وبدأوا هذه المقاومة في ريعان الشباب، مضوا زهرة شبابهم في هذا الطريق، ووصلوا الليل بالنهار والنهار بالليل، لم يهدأوا ولم يَستكينوا ولم يَملوا ولم يَكلوا ولم يَيأسوا،  الآن  الناس عندما قليلاً يتقدم بهم السن وتَشيب وتبدأ تَمل وتبدأ تَزهق، هؤلاء مدرسة لنا لأنهم ما مَلوا وما كَلوا وما تَعبوا وما تَراجعوا وما وَهنوا وما ضَعفوا، بالرغم من كل الظروف الصعبة والقاسية التي كانت تُحيط بالمقاومة في العام 1982 إلى العام 2008، يعني استشهاد الحاج عماد، الشيخ راغب عايش ظروفاً صعبة جداً، وكذلك السيد عباس والحاج عماد نفس الشيء، اليوم نحن ظروفنا في المقاومة أوضاعنا وإمكانياتنا هي متطورة وكبيرة ومُريحة في بعض الجوانب بشكل كبير، لكن في تلك المرحلة نحن نتحدث عن مرحلة صعبة وقاسية، هم تَحملوا كل ذلك، كُنا نَقول عن السيد عباس أن بيته هي سيارته، كان ينام في سيارته ويأكل في سيارته، دائم التجوال بين المناطق وبين المحاور، الحاج رضوان من ساحة إلى ساحة، الشيخ راغب من قرية إلى قرية، لم يُغادروا هذه الساحات، الشيخ راغب بَقي في ظل الإحتلال، وكان في كل لحظة يُمكن أن يُقتل، ولكنه لم يُغادر الجنوب، السيد عباس كان دائم الحركة، وكان دائماً يَعرف بأنه في أي لحظة من اللحظات سَيتعرض للإغتيال والقتل، الحاج عماد نفس الشيء، ولكن ذلك لم يَمنعهم على الإطلاق من أن يُواصلوا عملهم.

إذاً، هذه الصفة التمحض والذوبان وإعطاء كل الجهد وكل الوقت في مشروع المقاومة وحركة المقاومة وهدف المقاومة وتطوير المقاومة، هذه كانت من الصفات المشتركة الأساسية.

جانب آخر أيضاً في هذه الذكرى أَود أن أُشير إليه عند هؤلاء القادة الشهداء، هو وصاياهم، التي هي بِمثابة أمانة عندنا وعند الأجيال الآتية، وبالتالي تكون وصاياهم يعني أماناتهم عندنا، الشيخ راغب حرب لم تكن جملة عندما قال:" المصافحة إعتراف والموقف سلاح"، عندما كان جنوب لبنان بل نصف لبنان تقريباً يمتلأ بعشرات آلاف الضباط والجنود الإسرائيليين وآلاف الدبابات الإسرائيلية، الشيخ راغب كان يَرفض أن يَمد يده عندما مَدّ الضابط الإسرائيلي أو الجندي الإسرائيلي يده للمصافحة، رَفض أن يُصافح، فإذاً هو فَعل ذلك ليس وهو قاعد يوجد أمن وأمان، كان هذا من قبيل "أعظم الجهاد كلمة حقٍ عند سلطانٍ جائر"، وعند سلطان ظالم، فكيف إذا كان هذا الجائر هو هذا الإسرائيلي والصهيوني المُحتل والمُغتصب؟ وأطلق الموقف: المصافحة إعتراف والموقف..نفس هذا الموقف هو سلاح في هذه المعركة، هو من أقوى الأسلحة في هذه المعكة ، لأنه إذا كان الإنسان يَملك هذا الموقف، هذا هو الذي يُشكل ضمانة قيام المقاومة، وتَحول المقاومة لاحقاً إلى مقاومة مسلحة وإلى مقاومة مواجهة وإلى مقاومة متطورة، أما إذا كان هذا الموقف الفكري والثقافي والنفسي ليس موجوداً، بل كان المقابل هو القبول بالعدوان والتساهل مع المُحتل والخوف من المحتل والخضوع لإملاءاته لا يبقَ أي أرضية وأي معنى للمقاومة.

اليوم نحن نَحتاج إلى موقف الشيخ راغب لِنواجه مؤامرة التطبيع، التي أَعود وأتحدث عنها في آخر الكلمة في الشق الإقليمي إن شاء الله.

نحن أيضاً مسؤولون أمام وصية الحاج عماد، الذي كان هَمه وغَمه بنية المقاومة، تطويرها كماً وكيفاً ونوعاً وعدداً وعدةً وفكراً وتجربةً وروحاً وثقافةً وشجاعةً وعزماً، هذه المسؤولية التي يتولاها إخوانه ويُواصلون الطريق، وتتطور الحمدلله هذه المقاومة، العدو يُتابعها أكثر من الصديق، لأنه يَعتبرها تهديداً له، وإخوة ورفاق وتلامذة الحاج عماد مغنية أَخذوا على عاتقهم هذا الأمر، وعَاهدوه في يوم وشهادته أن يُواصلوا هذا الأمر، وهذا الأمر متواصل  إن شاء الله وفي كل الأبعاد وفي كل المجالات وفي كل الساحات.

السيد عباس دائمًا كانت وصيته حفظ المقاومة الإسلامية، وهذا بالنسبة إلينا يمثل أولوية مطلقة، أولوية حاكمة على سلوكنا، وعلى مواقفنا، وعلى تحالفاتنا، وعلى أدائنا، وعلى رضانا وغضبنا، وعلى هدوئنا وسخطنا، هذه الأولوية الناس يفهمون هذا الأمر ويستوعبونه جيدًا، ونحن هنا نحفظ وصية سيد شهدائنا السيد عباس، وأيضًا خدمة الناس بأشفار العيون. ولذلك كان شعار هذا العام هو الوصية الأساس، هذه وصية السيد عباس، وصية الشيخ راغب، وصية الحاج عماد الذين كانوا قريبين جدًا من الناس، كلّهم سويّة كانوا في خدمة الناس والبقاء إلى جانبهم، أيضًا هذه مسؤولية ووصية، وحزب الله يعمل بها التزامًا بكل هذه التوجيهات، التزامًا بإيمانه، بعقيدته، بمنهجه الإيماني والديني والإسلامي والأخلاقي. ولذلك نحن نؤمن بأنّ خدمة الناس أو بالتعبيرات والأدبيات الدينية خدمة عيال الله، خدمة خلق الله من أعظم العبادة لله سبحانه وتعالى، ومن أعظم ما يقرّب، ومن أعظم ما يقرّب الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى.

طبعًا أن تؤمّن للإنسان طعامًا أو شرابًا، هذا جانب من الخدمة. ولكن الخدمة الأهم والأعظم أن تحافظ على وجوده، وأن تدافع عن بقائه، عن دمائه، عن أعراضه، عن أملاكه، عن أمواله، عن شرفه، عن حريته، عن كرامته، عن الأرض التي يعيش فيها، عن سيادة الوطن الذي يحميه ويعيش فيه، وأن تدافع عنه في مواجهة الفقر، والفاقة والظلم والجور والطغيان، هذه كلها خدمة خلق الله. البعض يفهم من الخدمة هو هذا العمل الخدماتي الاجتماعي المباشر، هذا جانب من الخدمة صحيح. ولكن هناك جانب أعظم وأهم وأكبر عندما يتقدّم مجموعات من المجاهدين ليدافعوا عن أرضنا، عن مقدساتنا، عن أعراضنا، عن النساء والبنات والأبناء والبنين والأموال والكرامة والحرية والسيادة والوطن، هذه خدمة لعيال الله ولهؤلاء الناس.

نحن إن شاء الله نحمل هذه الوصية، ونواصل العمل فيها في كل الميادين. عندما يتهدّد شعبنا أو وطننا أو بلدنا، عندما يتهدده خطر صهيوني أو خطر إرهابي أو خطر تكفيري، لا نتوانى في الدفاع عن هؤلاء الناس الشرفاء، وفي حمل همّ مسؤوليتهم في كل موقع، وفي كل مكان نستطيع أن نكون إلى جانبهم، وأن نخدمهم بأشفار العيون. فعلنا وسنفعل دائمَا إن شاء الله.

في هذا السياق أدخل إلى بعض العناوين. أبدأ بالعناوين الداخلية، وبعد ذلك انتقل إلى الجانب الإقليمي. طبعًا سأتحدث بسرعة للحديث بالعناوين التي يجب أن أتحدث بها.

العنوان الأول بالملف الداخلي، وله علاقة بموضوع التدويل. هناك شقّان: الشق الأول سمعنا قبل أيام من أكثر من نائب، ومن نائب آخر أيضًا قيل لي أنا لم أسمعه بشكل مباشر، ولكن قيل لي وبعض الأوساط التي تتحدث وتهدّد أنّ بعضهم وجه التهديد إلى فخامة الرئيس مباشرة، وأنّه إذا لم توقع على تشكيل الحكومة، نحن سنسعى للحصول على قرار دولي تحت الفصل السابع "مين ما كان صاحب هذا التصريح"، بأيّ موقع سياسي كان. أريد أن أقول هذا موقف مستهجن، وهذا موقف مرفوض لأنّ أي كلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع هو دعوة إلى الحرب، هو دعوة إلى الخراب، هو دعوة لمجيء قوات احتلال إلى لبنان، بل إلى احتلال لبنان من قوات أجنبية، وهذا لا يجوز السكوت عنه ولا يمزح أحد بهذا الموضوع يطلع أنّه معصب أو طالع (خلئو) أو ما شاكل. هذا موضوع أكبر بكثير من كل هذه السجالات السياسية، أو الخلافات السياسية القائمة ذات الطابع المحلي مختلفين على حكومة، مختلفين على تدقيق جنائي على انتخابات على قانون انتخابات على ما بعرف شو. لكن هذا عالم ويأتي أحد ليحكينا بقرار دولي تحت الفصل السابع، هذا عالم آخر تمامًا وبالتالي هذه المسألة ليست مكانًا للمجاملة، ولا للتساهل.

الشق الثاني لا فكرة التدويل بشكل عام "امشوا لَيْنا" نأخذ قصة لبنان وملف لبنان نأخذه مثلًا إلى الأمم المتحدة، أو على مجلس الأمن الدولي، أو إلى المجتمع الدولي، ونقول لهم تفضلوا يا جماعة نحن بهذا البلد لدينا مشكلة تفضلوا تعالوا حلوا لنا هذه المشكلة. أيضًا في هذا الموضوع يجب أن نكون واضحين جدًا. رأينا بأنّ التدويل بهذا المعنى يضرّ بلبنان، ويعقّد المسائل فيه. إذا افترضنا الآن هناك كثير من الدول صارفة النظر عن لبنان، ولا تتدخل فيه، وهناك دول متهمة بأنّها تتدخل فيه وتعمل لمصالحها، ولكن عندما نأخذه إلى مجلس الأمن نأتي بكل دول العالم لتدخل ولتدخل مصالحها، وتزداد الأمور تعقيدًا وصعوبة. أيضا التدويل يتنافى مع السيادة، وقد يكون غطاء لاحتلال جديد.

أيضًا ألفت عناية من يفكرون بالتدويل، أو يدعون إلى التدويل أنّه قد تكون البداية عندكم، ولكن عندما يصبح الملف عند هؤلاء الكبار ما هي الضمانات أن يراعوا مصالح لبنان. بالنسبة إليهم مصالح إسرائيل مقدمة، بالنسبة إليهم مصالح هيمنة المشروع الأمريكي على المنطقة مقدمة، وبالتالي يمكن من خلال التدويل أن يفتح الباب على مصراعيه أمام مشروع التوطين، توطين اللاجئين الفلسطينيين الذي يرفضه اللاجئون الفلسطينيون والشعب اللبناني بالإجماع. ولكن قد يوصلنا التدويل إلى أن يفرض هذا الخيار، وهذا القرار على لبنان، أو إلى أمر مشابه يرتبط بالنازحين السوريين، أو إلى أمر مشابه يرتبط بترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة يعني مع جانب العدو للأسف في هذه المرحلة تضييع أرض، تضييع حدود، تضييع مياه.  ثم تقفون وتقولون للناس هذه إرادة دولية، ماذا نستطيع نحن أن نفعل؟ لا هذا مدخل خطر ومع احترامنا لمن يطرحون هذه الفكرة. ونحن هنا لا نعتدي على أحد، ولا نجامل أحد على المستوى الشخصي، ونتحدث بالموقف السياسي هذا ليس موضع مجاملات، ولا موضع حياء ومستحى وأيضًا تساهل لا.

أقول بكل وضوح نحن نرفض أي شكل من أشكال التدويل، ونرى أنه مضر بلبنان، بل خطر بل نراه خطرًا على لبنان، وعلى مستقبل لبنان، وعلى حاضر لبنان. نعم الاستعانة بصديق ما في مشكلة كما يجري فعلًا الاستعانة بصديق بشرط أن يكون صديقًا، ولكن الرهان الحقيقي يجب أن يبقى هو في السعي الجاد بين اللبنانيين لمعالجة مشاكلهم وأزماتهم. التدويل لن يحل مشاكلنا، بل سيزيدها.

وبكل صراحة اسمحوا لي أن أقول أيضًا في ختام هذه النقطة أنّه نحن نشعر بأنّ طرح فكرة التدويل هو للاستقواء. بعض اللبنانيين يريدون الاستقواء على بعض اللبنانيين أحد أشكال الاستقواء هو أخذ الملف اللبناني إلى التدويل. أحببت أن أكتفي بهذا المقدار حتى لا يبقى هذا الموضوع من بدايته بلا موقف واضح وصريح وبيّن وبدون أي مجاملات.

الملف الثاني: الاتهامات والأجواء الإعلامية التي سادت في الأسبوعين الماضيين.

عند كل حادث يحصل في لبنان صغير أو كبير أحيانًا أيضا خارج لبنان تنبري جوقة إعلامية وسياسية معروفة لتوجيه الاتهامات والسباب والشتائم والإهانات والإدعاءات إلى حزب الله وإلى المقاومة في لبنان. وتستخدم لذلك شبكات التواصل الاجتماعي، وكل وسائل الإعلام المحلية والكثير من وسائل الإعلام العربية المتواطئة في هذا الأمر.

أودّ أن أقسم ما تقوم به هذه الجوقة إلى قسمين، القسم الأول هو ما يتحدثون به ويفعلونه. القسم الأول هو عبارة عن سباب وشتائم وإهانات وكلامات نابية، وما شاكل، ما فيه حتى ظاهر المنطق والاستدلال أو الحجة أو العقل. هذا جزء وهناك شق ثاني يتحدّثون به يحاولون تقديمه يقدمونه بلباس المنطق والدليل والحجة والبرهان.

التعاطي مع الشق الأول، وتعليقي على الشق الأول الذي رأينا منه خلال أسبوعين الكثير. أولًا هذا الشكل من السباب والشتائم والإهانات، أولًا يعبر عن المضمون الأخلاقي والنفسي لأصحابها. كل واحد يسب ويشتم ويهين ويستعمل عبارات نابية هو يعبر عن نفسه وعن مضمونه، كل إناء ينضح بما فيه.

ثانيا أيضًا يعبر عن الضعف عن العجز، السباب والشتام ضعيف عاجز، من لديه شيء آخر يعمله لا يلجأ إلى السب والشتم، وهو دليل إحباط ولذلك هو في حالة غضب حالة انفعال يريد أن يعبر عن غضبه وعن انفعاله، ولا يستطيع فعل شيء لأنّه ضعيف، لأنه عاجز لأنّه محبط يذهب إلى السباب والشتائم وإلى الألفاظ النابية.

3 أقول لكل هذه الجوقة، هذا لا يؤثّر فينا على الإطلاق، بل يزيدنا قناعة بالحق الذي نحن عليه. نحن أتباع أنبياء وأولياء وأئمة ومجاهدين في التاريخ لطالما سبّوا وشتموا ولعنوا على المنابر وعلى المآذان وقيل فيهم من الهجاء ما يندى له الجبين، وهذا لم يؤثّر فيهم، بل زادهم إيمانًا وتثبيتا وإصرارًا على ما هم عليه.

4 الأمر الأخير أدعو جمهور المقاومة والجمهور المحب لهذا الخط ولهذا الطريق في هذا الجزء الذي اسمه سباب وشتام وإهانات وتعابير نابية أدعوهم إلى عدم المقابلة بالمثل لأنّه نحن لسنا سبّابين ولسنا شتّامين، وبالتأكيد هذه ليست دعوة إلى السكوت أبدًا.

وسأتحدث بالشق الثاني، ولكن غالبًا لا يحصل. لكن أحيانًا يمكن نتيجة الانفعال شخص بموقع تواصل شخص بمقابلة إعلامية قد يستعمل عبارة أو كلمة فيها شتم، وفيها سب، وكلام نابٍ. نحن يجب أن نكون متينين وأقوياء ومنسجمين مع إيماننا وقيمنا الأخلاقية ونحن لا نحتاج. أولًا لا نحتاج إلى هذا الأسلوب، وثانيًا نحن لسنا ضعاف ولسنا عاجزين ولسنا محبطين، وبالتالي لا حاجة لهذا السلوك، وأيضًا يجب أن نكون منسجمين مع أنفسنا، ومع أخلاقنا، ومع قيمنا، ومع أنبيائنا صلوات الله وسلامهم عليهم كيف كانوا يقابلون كل هذه الحملات من الاتهامات والشتائم والسباب والأذى. نعم الشق الثاني هو الذي يجهد لأنّه يقدّم لك إنّه يتحدث بمنطق ودليل وحجة.

انا سأتعرض بقليل من الوقت الى بعض الحجج او العناوين التي يتم استخدامها  ليس فقط هذين الاسبوعين يعني في السنوات الماضية في العديد من الاحداث التي كانت تحصل سواء حوادث قتل او متل تفجير مرفأ بيروت مثلا كنا نسمع بعض الحجج التي في الحقيقة حجج واهية والذي يحصل معنا في لبنان اسمحو لي ان اقول لكم منذ ان خلق الله ادم عليه السلام في شرائع وفي قوانين وفي اعراف وتقاليد عائلية وعشائرية واجتماعية والذي يحصل معنا هو خارج كل الشرائع والقوانين والتقاليد والاعراف.

أاتي الى بعض الامثلة كي لا اعمل احصاء واحداً، في كل الشرائع والقوانين كل متهم بريء حتى تثبت ادانته، في كل الدنيا، العقل، العقلاء، الدين، الشرع الا عنا في لبنان عند هؤلاء الجماعة عندما تصل القصة الى حزب الله، ليس كل شيء في لبنان، لا، عندما تصل القصة إلى حزب الله، حزب الله متهم ومدان حتى تثبت براءته. فليأتي احد من بدء الخليقة الى اليوم، هل هناك أحد يتصرف بهذه الطريقة؟! هذه قاعدة دينية! شرعية! عقلية! عرفية! عشائرية! هذه من أغرب القواعد. انت المسؤول.

اما القاعدة الثانية فهي من أغرب القواعد ايضا، "انت القاتل حتى تكشف لنا من هو القاتل"، في كل الدنيا لا يوجد شيء من هذا القبيل. وفي مرفأ بيروت انت يا حزب الله فجرت او السبب في تفجير المرفأ، حتى تكشف لنا حقيقة التفجير في المرفأ انت المسؤول حتى تكشف لنا من هو المسؤول انا احب ان اسأل الفقهاء المجتهدين القضاة العلماء هل هناك شيء من هذا القبيل في الدنيا، ومن أسبوعين كثّفوا هذا، وهو معمم عليهم من غرفة واحدة على الجميع، رغم ان هؤلاء الجميع هناك مقاطعة و"زعل" في ما بينهم، ولكن جاءت التوجيهات ان الكل يحكي نفس اللغة ونفس الطريقة.

النقطة الثالثة، رأوا أن من القوانين أن أي حادثة تقع في منطقتك او منطقة نفوذك فأنت المسؤول وأنت المدان حتى تكشف العكس او ينكشف العكس؟! هل يوجد شيء في الدنيا مثل هذا الأمر، يعني اذا حصل في دولة من الدول حادثة يأتي الناس ويقولون ان الرئيس والحكومة هم من قتلوا لان الذي حصل هو في منطقة سيطرة الدولة حتى يكشفوا القاتل!؟ هل يوجد مثل هذا الأمر في الدنيا كلها؟ هذا يحصل معنا نحن فقط.

 اولا: هذه القاعدة خطأ وليس لها أساس لا شرعي ولا عقلي ولا منطقي .

ثانيا: يمكن أن يكون الصحيح هو عكسها.

ثالثا: هل تقبلوا ان نطبق هذه القاعدة على كل الحوادث، يعني كل حادثة تحصل في منطقة لحزب سياسي او لجماعة فيها نفوذ تكون هي المسؤولة وهي المفجرة وهي القاتلة حتى تكشف لنا من هو القاتل ومن هو المفجر، هل تقبلون بتطبيق ذلك على كل المناطق؟ تفضلوا لنفتح حساباً جديداً. هذا لا يستند الى منطق. ايضا يقولون يا جمهور المقاومة ايها الاعلاميون المؤيدون للمقاومة تريدون أن تقنعونا بان اسرائيل تقتل عملاءها، يعني اسرائيل تعمل عند حزب الله وتقتل عملاءها، هذا من أعجب الأقوال. أولا، نحن لم نقل عن من قتل هنا او هناك انه عميل لاسرائيل. حزب الله لم يتهم في يوم من الايام أي من هؤلاء بأنه عميل لإسرائيل. انتم من تقولون عملاء اسرائيل. نحن لم نذكر ذلك، ولم نفتح هذا الموضوع ابدا. هذا أولاً، وثانياً: على أساس انتم مثقفون وتقرؤن الكتب ولديكم الكثير من المكتبات وجماعة تكنولوجيا وديجتال، اقرؤا هناك الكثير من مذكرات الكثير من مسؤولي الموساد ومن مقالات حتى الان ما زالت تكتب في كيان العدو وفي بعض الصحف، وصدرت كتب تتحدث عن مرحلة، وأنا سوف اكتفي بهذا الشاهد، ليست اسرائيل تقتل عملاءها بل اكثر من ذلك، اسرائيل تقتل أهلها، تقتل اليهود، تقتلهم من أجل أن تخدم مشروعها. هذا موجود، ولا داعي لاأخذ وقتكم في الشرح. في مصر قتلوا وهذا موجود في المحاكمات وفي التحقيق وفي الدراسات وفي المذكرات، لان هناك يهود مصريين لم يقبلوا أن يهاجروا الى فلسطين، لجؤوا إلى تنفيذ عمليات قتل وتفجير عليهم من أجل يهاجروا الى فلسطين. وفي العراق أيضاً عمليات قتل وتفجير باليهود العراقيين لفرض الهجرة عليهم إلى فلسطين. وفي أوروبا الشرقية والغربية أيضاً نفذوا عمليات من هذا النوع،  بل اكثر من ذلك، دول غربية داعمة للمشروع الاسرائيلي مثل الانكليز وغيرهم نفذت العصابات الاسرائيلية في الخمسينات وفي الستينات، اجهزة اسرائيلية، نفذت عمليات تفجير وقتل ضد غربيين يقفون الى جانب اسرائيل فقط من اجل الايقاع بين مصر وبين هذه الدول الغربية او بين العراق او بين هذه الدولة العربية وتلك الدول، هذا موجود وانتم تعرفون التاريخ، أصلا (هل) انتم تعرفون  شيئا عن اسرائيل والمشروع الصهيوني وأداء هذه العصابات ومجازرها ليس بحق المسلمين والمسيحيين والعرب فحسب، حتى بحق اليهود أنفسهم الذين كانوا يرفضون الهجرة الى فلسطين ويرفضون فكرة دولة اسرائيل وهؤلاء موجودون في اماكن كثيرة من العالم. في تلك المرحلة هؤلاء تعرضوا الى مجازر، الى عمليات تفجير، الى عمليات قتل. العقل الاسرائيلي نعم يفعل ذلك، لا تستغربوا وانت كنتم تستغربون ذلك لأنكم تجهلون، وليس لأن عندكم احاطة معلوماتية بحوادث التاريخ. اكتفي بهذا المقدار لان هناك موضوعات أخرى.

وما أود أن أقوله في سياق هذا الملف بكل صراحة، هذه الادعاءات وهذه الاستدلالات، على كل حال كل ما أجبت عليه أجاب عنه خلال الأيام الماضية سياسيون واعلاميون ومواقع تواصل اجتماعي وناقشوا وفندوا، لكن في كل الاحوال انا اقوم بجزء من واجبي ومن وظيفتي ونحن نعتقد ان كل ما يقوم به هؤلاء هو استهداف ممنهج منذ سنوات ومدبر ومثار من غرف سوداء ومقبوض الثمن، وبكل صراحة لدينا كل المستندات التي تؤكد هذا الموضوع اذا تحدثنا في محطات تلفزيون أو في وسائل اعلام او اذا تحدثنا في أشخاص، هذا كله واضح وموجود. بالتأكيد نحن لدينا المنطق ونقارع الحجة بالحجة ولن يؤثر علينا هذا الامر ولا على المنصفين العقلاء في هذا البلد، ولكن هذا الحجم من الادعاء والاتهام الممجوج  ما كانوا يقدروا أن يستوعبوا ويتحملوا. وفي كل الاحوال، أثبتت هذه الحملة انه اذا كان المقصود هو المس بوعي جمهور المقاومة، بهذه البيئة، لتحريضها بتشويه صورة المقاومة لدى جمهورها الذي يؤيدها ويحبها ويعشقها ويؤمن بها، هذه بحمد الله عز وجل تعطي نتائج عكسية، وأثبتت الايام الماضية ان هذا الجمهور من خلال ما عبر عنه في وسائل الاعلام وفي الشارع وفي شبكات التواصل الاجتماعي انه يزداد تمسكا بالمقاومة وشعورا بمظلوميتها واستعدادا للدفاع عنها والحضور الى جانبها.

في هذا المناسبة انا من واجبي أن اتوجه الى كل جمهور المقاومة والى كل الاعلاميين والسياسيين وكل الذين عبروا عن رأيهم وكل الاصدقاء الذين حضروا سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او في وسائل الاعلام او في اي شكل من اشكال الحضور ودافعوا عن المقاومة وواجهوا هذه الاتهامات وفندوا هذه الاتهامات الواهية والسخيفة وعبّروا عن عواطفهم الصادقة والقوية والنبيلة تجاه ظاهرة المقاومة الشريفة التي قدمت خيرة قادتها ورجالها وعلمائها ونسائها وأبنائها وبناتها شهداء من أجل كرامة هذا الوطن.

طبعاً كما قلت قبل قليل، في سياق هذه المواجهة خلال الأيام القليلة الماضية إذا انفعل أحد من الجمهور أو عبر بتعابير غير مناسبة وغير لائقة هذا لا يجوز أن يحسب على كل هذا الجمهور الطويل العريض وهذا يجب أيضاً أن يعالج، هذا يجب أن يعالج.

أنا أقول لكم هذه الهجمة عند أي حادث صغير أو كبير يحصل، بالتالي لبنان والمنطقة كلها مفتوحة على أحداث، يجب أن نتوقع شيئاً مشابهاً، يجب دائماً أن نكون مستعدين، أن نكون دائماً مستعدين للصمود في وجهها وفي مواجهتها وفي تفنيدها وفي إحباطها وفي تحويل التهديد إلى فرصة.

هذا بالملف الداخلي الثاني، ومنه أدخل إلى الملف الثالث لأنه هو بالحقيقة قريب قليلاً من الملف الثاني، استكمال بكلمتين لموضوع المرفأ. في آخر كلمة أنا توجهت فيها لكم تحدثت عن تفجير المرفأ وقلت أن معلوماتنا تقول أن التحقيق الفني والتقني انتهى وأن الجيش اللبناني أرسل هذا التحقيق إلى القاضي العدلي، وأيضاً قوى الأمن الداخلي قامت بشيء مشابه وأرسلت تحقيقها، معنى ذلك أن التحقيق انتهى، وقد استعانوا أيضاً بخبراء أميركيين وفرنسيين وألمان ولا أعرف من أين، لكن هناك خبراء كثيرون تم الاستفادة منهم، عظيم، فليقولوا هذه نتيجتنا وهذا التقرير الفني. أنا يومها طالبت قيادة الجيش ومديرية قوى الأمن الداخلي والقضاء أنه تفضلوا اعلنوا عن نتيجة التحقيق لأن الإعلان عن نتيجة التحقيق مهم جداً للبلد، مهم على المستوى الإعلامي، على المستوى السياسي، على المستوى النفسي، وأيضاً على المستوى العاطفي لعوائل الشهداء، للجرحى، للذين هدمت بيوتهم ودمرت أرزاقهم أن يعرفوا ما هو السبب. بعد الخطاب إخواننا تابعوا، الجهات المعنية بحزب الله تابعوا مع قيادة الجيش اللبناني، مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وحتى مع رئاسة الجمهورية، الكل قالوا لنا أن هذا الموضوع عادة أو قانوناً أو عرفاً عندما يصدر تقرير ويذهب إلى القضاء يصبح ضمن مسؤولية القضاء، الجيش لا يستطيع أن يعلن أو قوى الأمن لا تستطيع أن تعلن، جيد، نحن نريد النتيجة، نحن لا نحمل مسؤوليات كيف ما كان، إذاً المسألة اليوم عند القضاء، الجهة القضائية المعنية من واجبها - وأنا أجدد الطلب - من واجبها أن تعلن نتيجة التحقيق الفني والتقني لمرفأ بيروت، من حق الشعب اللبناني ومن حق الرأي العام – ليس فقط في لبنان بل في كل المنطقة – الذين أضللتوهم وشغلتم بالهم والذين حشرتوموهم بالأكاذيب وبالأضاليل أن يعرف الحقيقة، ماذا كان في المرفأ؟ ما قصة المرفأ؟ كيف حصل الانفجار في المرفأ؟ بعد ذلك اذهب الى تحميل المسؤوليات وخذ وقتك وحقق وقاضي، يمشي في المسار الطبيعي. أنا أجدد المطالبة بذلك وبإلحاح.

عندي إضافة أريد أن أقولها، أنه خلال هذه الفترة هناك عائلات، عائلات شهداء وعائلات تملك بيوت أو محلات أو سيارات دمرت في تفجير المرفأ راجعونا وقالوا ما يلي، قالوا نحن لدينا تأمين عند شركات تأمين، طبعاً شركات تأمين أجنبية أو محلية، أو محلية تستند إلى شركات تأمين أجنبية، وكنا ندفع التأمين وهناك عقد تأمين على الأرواح وعلى الممتلكات، حسناً، عندما مضى أكثر من ستة أشهر والقضاء لم يفرج عن تحقيق، لم يقل ما نتيجة التحقيق، شركات التأمين لا تعوض للناس، يقولون لهم يجب أن ننتظر التحقيق، لأنه إذا هذا عمل حربي أو عمل إرهابي التأمين لا يدفع لنا، إذا هذا شيء آخر نحن ندفع، وهذا حسب طبيعة العقد والقوانين المجرية، أنا لا أعرف تفاصيل كثيرة حول الموضوع لكن هذا الموضوع أناس نقلوه لنا وأنا أحببت أن أتحدث به الليلة، إلى حد أنّ ما قيل لنا – أنا لم أذهب لأدقق على الفلس – أنه قد تبلغ قيمة التأمينات التي يجب أن تدفع لعوائل الشهداء، للجرحى، للذين دمرت بيوتهم أو أملاكهم أو آلياتهم ما يقارب المليار ومئتا مليون دولار، يعني هذه يجب أن تصل إلى العائلات، تصوروا أن تأتي شركات التأمين التي هي أجنبية ومحلية تدفع هذه المبالغ، هذه المبالغ ماذا تفعل بهذه العائلات تفعل تحول بحياتها، ماذا تفعل للمنطقة التي تعرضت للتهديد، إذاً هذا الموضوع حيوي، إضافة أن هذه حقوقهم الطبيعية هذا الأمر حيوي لمدينة بيروت وللبلد، مع ذلك كلهم ينتظرون. الأسوأ من ذلك، البعض نقل لنا قبل أيام أن بعض شركات التأمين تأتي لهؤلاء الأشخاص تقدم لهم كتاب ويوقعوا عليه تعطيهم 30% من استحقاقهم وتقول لهم إذا تبين في التحقيق أنه عمل حربي أو إرهابي فتردوا لنا المبلغ وإذا تبين أنه شيء آخر وبالتالي أنتم تستحقون فتكتفون بـ 30% يعني يأكلون عليهم 70% من حقهم الطبيعي، إلى حد أنه بصراحة العديد من هذه العائلات لديها ريبة، لديها شك وحقهم الطبيعي أن يصل الأمر إلى الريبة والشك بين شركات التأمين وبين الجهة القضائية المعنية، إذاً اليوم الإفراج عن التحقيق وإعلان التحقيق هو بات فرج لآلاف العائلات التي سقط منها شهداء والتي سقط منها جرحى، التي تضررت بيوتها وتهدمت بيوتها وتهدمت أملاكها بما يدخل على هذه العائلات وعلى سوق البلد مليار ومئتا مليون دولار على ما قيل لنا، ماذا ينتظر القاضي؟ ما السبب؟ الإعلان عن نتيجة التحقيق ماذا يغير بالمعادلة؟ لا يغير شيء، أنت ستبني عليه تحميل مسؤوليات وبقية الاستدعاءات لما النتجية التقنية أصبحت واضحة.

أنا أدعو مجدداً، هذا أمر حيوي ولا يجوز السكوت عليه لأنه يساهم في المزيد من المعاناة.

الملف التالي، الملف الحكومي، لا أعتقد أن أحداً لا يريد تشكيل حكومة، أتحدث الخلاصة، اليوم عادةً الناس تتهم بعضها والله أن رئيس الجمهورية لا يريد تشكيل حكومة يريد أن يبقى الوضع هكذا لنهاية العهد، الرئيس المكلف لا يريد أن يشكل حكومة يريد أن يظل قابضاَ على التكليف وينتظر، حزب الله لا يريد أن يشكل الحكومة لأنه ينتظر النووي والأميركي، لا أدري من لا يريد أن يشكل الحكومة. تقييمنا نحن لأننا قريبون من الحدث ونتابعه، نحن نعتقد أن أحداً لا يجوز له اتهام أحد بأنه لا يريد تشكيل حكومة، الكل يريد تشكيل حكومة وأنا لا أجامل لأنه في بعض المحلات لن أجامل، أنا لا أجامل، حقيقة نحن رأينا الكل يريد تشكيل حكومة، بالسابق كان يقال ننتظر النووي والأميركي والإيراني، هذا بحث يطول، ننتظر نتيجة الانتخابات الأميركية، الانتخابات انتهت، ننتظر استلام بايدن، استلم بايدن، يعني إذا أحد ينتظر ماذا ينتظر؟ المفترض أن المسائل هي التي ظهرت من خلال النقاشات في البلد، إذاً أول نقطة لأنه أعتبرها نقطة ايجابية أنه لا ليس هناك أحد يتعمد أن لا تشكل حكومة في أقرب وقت، نعم كل واحد يريد أن تتشكل الحكومة على رأيه بما يناسبه وهذا طبيعي، مصلحة الجميع أن تتشكل هذه الحكومة، الكلام عن انتظار الملف النووي الايراني هذا كلام ممجوج ومن دون طعمة وليس له أساس وليس له محل. التصريحات الأخيرة للمسؤولين أظهرت أين هي المشكلة أو المشاكل الحقيقية، لا يجوز أن نبقى وننتظر الخارج، الخارج لن يتمكن من معالجة هذا الأمر إن لم نعالجه نحن، يعني إذا كنا ننتظر الخارج ليضغط على هذا وهذا، وهذا بالتجربة، هذا الأمر لن يؤدي إلى نتيجة ونضيع الوقت، نعم الخارج يناقش ويحاول أن يقدم بعض الأفكار التقريبية ويدور الزوايا يمكن، لكن انتظار الضغوط من الخارج، أنا أعتقد أن الضغوط قد تدفع البعض إلى المزيد من التمسك بقناعاته أو بمواقفه، يجب عدم اليأس من إمكانية الوصول إلى حل، التصعيد الإعلامي لا يفيد، وضع الزيت على النار لا يفيد، السقوف العالية العلنية تعقد الموضوع، الآن هذا كله بالتوصيف إذا جئنا قليلاً للب المشكلة، نحن نعتقد أيضاً لأن هناك جو في البلد الآن، بالنهاية نتيجة المواقف السياسية المتباينة والمختلفة، بعض القدرات الإعلامية المتاحة كأنه يريد أن يحمل المسؤولية كلها لفخامة رئيس الجمهورية، هذا الأمر غير منصف، لكي نكون واضحين، هذا الأمر غير منصف، الكل يتحمل مسؤولية والكل يجب أن يعمل ليعالج هذا الأمر، هنا سأضرب مثلاً، مثلاً نحن نفهم معنى الإصرار من قبل الرئيس المكلف – لأن كل المسؤولية توضع على رئيس الجمهورية فلنحمل قليلاً الرئيس المكلف – نفهم الإصرار مثلاً على وزارة الداخلية، نحن جهة نعم نتفهم هذا الموضوع أن الرئيس المكلف يقول أنا أريد أن أسمي أو على قاعدة أنهم يتفقوا بالنهاية رئيس الجمهوري سيوافق على الاسم لكن أنه أنا أسمي اسم اثنين ثلاثة أربعة، أتفهم هذا الموضوع، وثنائي حزب الله – أمل لا يستطيعوا أن لا يتفهموا هذا الشيء لا للرئيس المكلف ولا لرئيس الجمهورية ولا لأحد آخر لأنه لما الثنائي تمسك بوزارة المالية وطلب من العالم كله أن يتفهموا معنى ذلك أنه أي أحد آخر سيتمسك بحقيبة معينة نحن معنيون أن نتفهمه، أيضاً نحن نتفهم أن يكون مثلاً – نحن لا نضع شرط لكن نقول أننا نتفهم  - أن يكون هناك قلق مثلاً أو رفض من مواقع أساسية من رئيس الحكومة المكلف أو غيره أنه لا يصلح لحزب واحد أن يكون لدبه ثلث معطل، بالحكومات السابقة لم يكن هكذا شيء أن يكون لحزب واحد له ثلث معطل بهذا المعنى وبهذه الدقة، ممكن كان هناك فريق مكون من حزبين أو ثلاثة أو أربع أحزاب، أيضاً هذا أمر نتفهمه، لكن مثلاً ما لا نتفهمه الإصرار على 18 وزيرا، فليكون 20 وزيرا، 22، لن تخرب الدنيا، طول عمرها الحكومات في لبنان 30 فلماذا الإصرار على 18؟ أنا لا أعيد النقاش للأول، نحن بالنقاشات الداخلية نكون صادقين، نحن بالبداية قبلنا بـ 18 وقبلنا بالكثير من الأشياء لم نكن نقبل بها من باب أن البلد لا يحتمل تأجيل، لكن طالما تأخرنا وتأخرنا شهر واثنين وثلاثة وأربعة، سؤال، لماذا الإصرار على 18 ونقطة على أول السطر؟ إذا عملناهم 20 أو 22 هذا يفتح الباب لمزيد من التفاوض، لمزيد من تدوير الزوايا، لمزيد من المعالجات، لمزيد من الطمأنة أو استعادة بعض الثقة، إضافة أن هناك شرائح اليوم واليوم شاهدنا بدارة خلدة هذا الموضوع، هناك شرائح تشعر أن هدف 18 هو إلغاؤها، هو إقصاؤها، هو استبعادها، إذا ذهبنا على 20 أو 22 نعمل طمأنينة بالبلد ولا أحد يشعر أنه ملغى ولا مقصى ولا مستهدف وترجع إعادة النقاش بالأرقام بالطريقة التي تطمئن الجميع.

أنا أعتقد الليلة، أنا أتمنى أن هذه النقطة إذا يعاد النظر بها وليس هناك مشكلة من أجل مصلحة البلد الآن النقطة على الأول السطر نغير السطر قليلاً نرفعه قليلاً أو ننزله قليلاً، إذا يعاد النظر أعتقد أن هذا قد يشكل مدخلاً لمداخلات أو معالجات ممكنة أو معقولة تخرجنا من الطريق المسدود الذي وصل إليه تشكيل الحكومة وبالتالي كلنا يجب أن نتساعد وهذا الموضوع نعالجه.

الملف التالي بالشأن الداخلي، آخر ملف سأتحدث عنه، هو موضوع علاقتنا مع الحلفاء لأن هذا الموضوع أثير أيضاً في الأسابيع القليلة الماضية وأيضاً الذكرى السنوية 15 للتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي تم توقيعه في كنيسة مار مخايل على بوابة الضاحية الجنوبية. 15 سنة مضى على التفاهم، تفاهم كان له ايجابيات كبيرة جداً من ذلك الوقت، تحدثنا عن ذلك في أكثر من مناسبة فلا أعيد، كنا نريده أساساً لتفاهمات أوسع مع قوى أخرى، كثيرون راهنوا على سقوط هذا التفاهم أنه لوحده سيسقط، الطرفان سيختلفان وبالتالي التفاهم أو هذا الشكل من أشكال التحالف لن يستمر ولكنه صمد واستمر 15 عاماً، وكثيرون أيضاً عملوا على إسقاطه، يعني مرة هو يسقط بحد ذاته أو نتيجة طرفي التفاهم، لا هناك أناس كانوا يعملون ليلاً ونهاراً، ضغط إعلامي وضغط نفسي وضغط سياسي وإحراجات هنا وهنا وإستغلال أي حادثة وتكبير أي حادثة من أجل إسقاط هذا التفاهم وإسقاط هذا التحالف وهذا لم يحصل نتيجة قوة التفاهم والتحالف القائم. مع العلم عندما نتحدث عن 15 سنة في بلد تتبدل فيه التحالفات والتفاهمات والصداقات والعداوات وبسهولة الناس ينقلون البندقية من كتف الى كتف، لكن هذا صامد وهذه نقطة ايجابية جداً. التفاهم حقق مجموعة من المصالح للبنان كوطن ومجموعة من المصالح للطرفين، يعني لا أحد يستطيع أن يقول أن الذي استفاد من هذا التفاهم هو التيار بدون حزب الله أو حزب الله بدون التيار، الطرفان استفادا من هذا التفاهم وهذا طبيعي لما يكون هناك تحالف وتفاهم بين طرفين الاثنان يستفيدان. في التقييم الموضوع يمكن بسهولة إحصاء وتحديد هذه المصالح سواء المصالح على المستوى الوطني أو مصالح هذا الطرف أو ذاك الطرف التي تحققت، كلانا حريص على استمرار التفاهم وهذا يعبر عنه مسؤولو حزب الله ومسؤولو التيار، كلانا مقتنع بالحاجة إلى تطوير التفاهم وهذا يحتاج إلى نقاش هادئ وداخلي ونحن قد بدأنا بعض المقدمات في هذا السياق، هنا يجب أن نسجل الملاحظة - لأنه الليلة أنا سأكون صريحاً جداً مع الكل – بعض التقييمات أو الملاحظات السلبية والتي نختلف حتى في تشخيصها يعني ممكن أن نكون نحن غير موافقين على الملاحظة أصلاً، عندما تخرج إلى العلن من قبل التيار في بيان رسمي أو من قبل بعض مسؤولي التيار نحن لا نوافق على هذه الطريقة ونعتبرها أنها لا تخدم بل بالعكس هي تقدم مادة للمتربصين وللشامتين وللمتآمرين وكما شاهدنا بالفعل، يعني البيان الأخير للتيار الوطني الحر فيه الكثير من الايجابيات وتأكيد على العلاقة والتفاهم والتواصل والحوار وو... لما جاء يعمل مثلاً فلأقول مراجعة يعتبرها موضوعية أنه والله فشل هذا التفاهم في بناء الدولة، بمعزل عن تقييمنا لهذه النقطة، لن أعقب عليها لأنه هذا نناقشه بالداخل بيننا، لكن هذه العبارة تم استخدامها من كثيرين وأغلب هؤلاء الكثيرين هم من المتربصين من 6 شباط 2006 لليوم بهذا التفاهم.

على كل، نحن طريقتنا لأن بعض الناس تقول أننا لا نعقب ولا نعلق، لا أخفي أنه ‏ننزعج من هذه الطريقة ولكن نحن أيضا نصر انه إذا لدينا ملاحظات او نقاش مع ‏التيار ومع كل الحلفاء، ومع حركة أمل ومع كل الاحزاب والأصدقاء والحلفاء، نحن ‏نفضل ان نناقش داخليا، أن نتكلم مع بعضنا، هكذا اهل البيت مع بعضهم، هكذا ‏الأصدقاء مع بعضهم وهكذا الحلفاء مع بعضهم، لا نذهب الى النقاشات العلنية، ‏نتكلم كحزب وكجهة رسمية.

شبكات التواصل الاجتماعي ساختم بها بعد قليل، إذا ‏أنا اؤكد في نهاية هذه النقطة على متانة هذه العلاقة والحفاظ عليها وتحصينها ‏وتطويرها بما يخدم المصلحة الوطنية إن شاء الله.

 أريد ان اشير أيضا هنا إلى ‏حرصنا الشديد على التواصل وعلى العلاقة مع كل حلفائنا وأصدقائنا وهي لا ‏تشوبها شائبة، على مستوى حزب الله وحركة أمل، على مستوى حزب الله وبقية ‏الاحزاب والقوى والشخصيات والخ... نعم أحيانا ماذا يحصل؟ نتيجة انه يوجد مشكلة ‏في البلد أسمها شبكات تواصل إجتماعي، هنا سأفتح هلالين، هنا يوجد مشكلة ‏موجودة في البلد، ان احدهم يصرح او يأخذ موقفا وينشىء جو ما ضمن جمهور معين ‏في شبكات التواصل الاجتماعي، وتدخل العالم ببعضها فيهجمون على بعضهم ‏البعض بما يعطي إنطباعا بأن الناس ذهبت الى العداوة والى الفراق والى ‏الخصومة، هذا غير صحيح، هذه مشكلة موجودة في البلد، وأنا أحب أن أقول أولا ‏لكل الجمهور الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي، يجب ان نكون دقيقين ‏وحريصين جدا، لانه من جهة سأتكلم عن صنفين، ليس كل شيء أضعه عند العدو، ‏يوجد صنف معادي، العدو نفسه الاسرائيلي وجماعة إسرائيل وجماعة الاميركيين، ‏هم يقولون انهم لديهم جيوش الكترونية ولديهم مواقع ويخترقون أسماء وفي الجيوش ‏الالكترونية يدخلون الطوائف ببعض والمسلمين والمسيحيين ببعض والسنة الشيعة ‏ببعض والدول ببعض. في مواقع الانترنت منذ بضعة ايام شخص أظن اردني ‏وموقفه من اسرائيل قبيح جدا، هو يفاخر بانه تمكن من إنشاء مجموعة من ‏المواقع الايرانية تتكلم العربية ومجموعة من المواقع العراقية تتكلم الفارسية وشغل ‏العراقيين ببعضهم، وهنا نحن نتكلم شيعة بشيعة ولكن ادخلهم ببعضهم عرب ضد ‏فرس، وهو يضحك وسعيد جدا ويجاهر بهذا، طبعا هذا دليل على ان هذا موجود، اذا ‏يوجد صنف العدو الذي يدخل على الخط واحيانا ليس هناك من داعي لكي يدخل ‏على الخط هو يمكن ان يبدأ، فيكتب صباحا تغريدة او يكتب أي شيء، يكتب ‏جملتين أو يسجل أي شيء، فيفعل فعلته، فيرد هؤلاء عليه ثم يرد هؤلاء عليهم ‏وتدخل العالم بعضها ببعض،"ويا غافل الك الله"، هنا يجب أن نكون حذرين جدا، ‏والامر الاخر الذي يجب أن لا نستبعده أنه في نهاية المطاف حتى داخل الاحزاب ‏والتيارات والحركات الذين هم حلفاء مع بعضهم البعض وعلاقاتهم ممتازة ووجودية ‏واستراتيجية يمكننا ان نجد في القواعد او في بعض الاشخاص اناس يقفلون عقلهم ‏وفاتحين احقادهم وينبشون لك كل الملفات القديمة، ويخرج لك ملف قديما ويهجم ‏عليك فتهجم عليه انت وتفلت العالم على بعضها البعض، واجلسوا يا قيادات ‏وأنشئوا لجانا مشتركة من أجل ان تعالجوا هذه القصة. الان جيد، هناك أناس ‏تطلق الرصاص  على بعضها، هنا الناس تطلق النار على بعضها بالكلام، ‏في الحقيقة عندما يجلس احدهم ليرى مشهد شبكات التواصل الاجتماعي، وينظر ‏الى البلد فيقول لا يوجد أحد مع احد، ليس هناك من احد متحالف مع احد، ولا ‏احد صديق مع احد، ولا أحد يحب أحد، نحن لا نتكلم هنا داخل 14 اذار ولا ‏داخل 8 اذار ولا الذين بينهم ولا مع بعضهم ولا شيء، غريب هذا الجو، طبعا هذا ‏أمر خطير، أحيانا يشعر الواحد نتيجة الانفعال والغضب والتفلت من الضوابط، أنه ‏فقط فلتعطوا العالم سلاحا لتأخذ البلد الى حرب أهلية، وانا لا أبالغ هنا، لأن هذا ‏الحقن الذي يعمل كراهية وحقد، الشتائم والاهانات والمس بالرموز، كم ستتحمل ‏الناس؟ في النهاية ليس كل الناس لديها نفس البصيرة ولديها نفس الوعي، ويمكن ‏ان يكون لدى بعض الناس البصيرة ونفس الوعي ولكن ليس لديها طاقة التحمل، أنا ‏أشعر أنه أحيانا هناك من يريد أن يأخذ البلد الى الانفجار الداخلي من خلال ما ‏يجري على شبكات التواصل الاجتماعي، هذا طبعا يحتم مسؤوليات كبيرة على ‏القوى السياسية والعلماء والمؤسسات والتنظيمات وايضا على جمهور هذا الحزب ‏وهذا التنظيم وهذه الحركة وهذا التيار وهذا الزعيم وهذا الرمز، أنه يجب أن ‏نتصرف بمسؤولية، هذا لا يعني على الاطلاق أنني أطلب من الناس ان تسكت، كلا، ‏أنا اقول للناس فلتعبروا عن رأيكم وقولوا ما تريدون، لكن ضمن الضوابط الاخلاقية ‏والشرعية وعدم السب وعدم الشتم والاتهام، وخصوصا للذين يؤمنون بيوم ‏الحساب، لا يتصور احد انه إذا كنا نجلس في مكان ما وتكلمنا على أحد ان هذه ‏غيبة يعاقب عليها الله يوم القيامة، ولكن إذا جلست على مواقع التواصل الاجتماعي ‏وإتهمت هذا وسبيت فلانا وشتمت فلانا وأوقعت الفتنة بين فلان وفلان، لن يحاسبك ‏الله عليها يوم القيامة، بالعكس سيحاسبك الله عليها أكثر، لانه في الغرف المغلقة في ‏النهاية يقتصر الامر على السامعين، أما هنا فأنت مثل شخص يقف مثلا على سطح ‏مبنى ويشتم شخصا أمام كل العالم، في كل الاحوال هذه مسؤولية حساسة وخطيرة، ‏يمكننا ان نكون حاضرين وبقوة وأنا أدعو الى الحضور القوي على مواقع التواصل ‏الاجتماعي، ولكن بالتزام  الادب والاخلاق والتعابير المناسبة وعدم الاساءة لرموز ‏الاخرين حتى لو كانوا أعداء او أخصام، هذا قرآننا وهذا ديننا وهذه سيرتنا، ‏التعاطي بوعي وتحمل المسؤولية وإستخدام المنطق والحجة والدليل، نحن من ‏جهتنا عندما تكون حجتنا قوية ومنطقنا قوي لماذا نذهب الى الوسائل الاخرى؟ ‏احببت أن أؤكد على هذا الموضوع ولأقول أيضا اذا أحد من الحلفاء أو أحد من ‏الاصدقاء يا اخي أخطأ بالموقف أو أخطأ بالتعبير أو في جملة ما، لا أن تخرج ‏العالم لتسلخ جلده، نحن أصدقاء وحلفاء ويجب أن نحافظ على صداقاتنا وعلى ‏تحالفاتنا، نعم، نذهب لنتناصح، لا يوجد مشكلة ان نتاقشوا موضوعيا وبالحجة ‏وبالمنطق، لكن ليس هناك من داعي للإهانة ولسلخ الجلد وهذه الأجواء التي ‏تحصل يعني في الحقيقة، الناس لا تؤاخذونني تتفلت بعضها على بعض، ولا يبقى ‏أي ضوابط ولا أي حدود،  وأعيد وأختم في هذا الموضوع حتى لا يعتبر البعض أنني ‏اطلب منهم أن يسكتوا، أبدا، لا تسكتوا، بالعكس، خلال الاسابيع الماضية عندما ‏تكلمتم وحضرتم وواجهتم وفندتم واستدليتم، كنتم في احد المواقع الامامية للمقاومة ‏وأنا أشكركم على هذا الحضور وعلى هذه الشجاعة وعلى هذا التحمل للمسؤولية، ‏لكن المهم أن ننضبط بمجموعة الضوابط التي يوم القيامة سيسألنا الله عنها ‏وفي الدنيا أيضا نحن سنحقق مصلحة المقاومة، نريد أن ندافع عن المقاومة مع ان ‏المقاومة قوية وأنصارها كثر.‏

أنقل الى الملف الاقليمي، وان شاء الله لا أطيل، وان كنت بالملف الاقليمي سأكتفي ‏ببعض العناوين وفي النهاية يوجد شيء له علاقة بالملف الاسرائيلي سأتكلم به ‏كلمتين، لا شك ان هناك تطورات كبيرة ومهمة جدا تحصل في منطقتنا وفي العالم ‏خصوصا بعد ذهاب ترامب غير مأسوف عليه ومجيء إدارة أميركية جديدة، قد ‏يكون لديها اولويات مختلفة أحيانا، طبعا لا يختلفون في الاهداف الأساسية، ‏ويختلفون في تنظيم الاولويات وفي التكتيكات وفي البرامج والخطط وفي بعض ‏السياسات، بناء على الاخفاقات السابقة والفرص المتاحة، لذلك اليوم عندما ننظر ‏الى المنطقة، نخرج اليوم من لبنان لنريح انفسنا، عندما أنظر قليلا الى المنطقة التي ‏لبنان يتأثر بها بقوة، هذه فرضية أن لبنان جزيرة في المحيط الهادىء، هذا كلام ‏خيالي، لبنان هو جزء من هذه المنطقة هو جزء اساسي من هذه المنطقة وكل ما ‏يجري في هذه المنطقة يتأثر به لبنان شئنا أم أبينا، يوجد مجموعة عناوين وملفات ‏طبعا بمشهد المنطقة مؤثرين على المنطقة وعلى البلد وعلى كل البلدان، سأذكرهم ‏ليس بحسب الأهمية ولكن بحسب الذكر عندما كنت أكتبهم.‏

اولا الملف النووي الايراني، بالتأكيد اليوم هو الملف الأول في المنطقة لأنه يوجد ‏إدارة جديدة ويمكن ان يكون هناك موقف جديد، وتوجد إتصالات ومواقف متباينة، ‏الجمهورية الاسلامية موقفها قوي وثابت  وحريص وعبر عنه سماحة القائد حفظه ‏الله بشكل واضح جدا، وبقية المسؤولين طبعا عبروا بنفس الشيء، فبالتالي هذا واحد ‏من الملفات التي كل المنطقة يجب ان تتابع، لأن المسار الذي سيسلكه الملف النووي ‏وتداعياته ونتائجه السلبية والايجابية سيكون لديها إنعكاس على كل المنطقة، طبعا ‏في هذا الملف نسجل القلق الاسرائيلي الواضح ونتنياهو قال انه نحن مع الأميركيين ‏مختلفون بالملف الايراني، القلق الاسرائيلي الواضح والقلق السعودي الواضح، إذا ‏هذا ملف يجب أن يتابع ويواكب لكي نرى إلى أين سيصل، وأيضا نحن أمام مشهد ‏الثبات والصمود والشجاعة والشموخ للجمهورية الاسلامية في ايران، وترامب كم ‏بقي ينتظر الاتصال الايراني لكي يرن عنده؟ ولكن الهاتف لم يرن، وذهب ولم ‏يرن، يعني في أصعب الظروف إيران تحملت أقصى العقوبات وأقصى أشكال ‏الحصار وأقصى التهديد بالحرب ولم يتبدل موقفها المدافع عن مصالحها وسيادتها ‏وقيمها، وهذا لا يزال مستمرا.‏

ثانيا، الملف اليمني، اليوم ايضا هذا الملف واضح حضوره بقوة بالإقليم والمنطقة ‏لأسباب عديدة، منها الاوضاع الميدانية ومنها أيضا الادارة الجديدة، لاسباب لا يوجد ‏وقت لنحللها، أعلنت وقف الدعم في الحرب، بمعزل انه الان عندما اوقفوا الدعم ‏يعني الذي كان مطلوبا لاستمرار الحرب مؤمن في المخازن او لا؟ هذا بحث ‏آخر، لكن على كل حال نفس الاعلان عن وقف الدعم ونفس تعيين ممثل لليمن ‏ونفس الدعوة الى انهاء الحرب ولو بالشكل هو يعني امر ايجابي وقد يفتح بعض ‏الافاق والابواب، وان كان الاخوة في اليمن على حذر، وهذا حقهم الطبيعي، لانه ‏عادة  عندما يفشل العدو في الحرب يقترب بطريقة قد ينصب فيها كمينا او يضع ‏فيها عبوة بين قدميك، ولذلك هم حذرين وهذا طبيعي ويجب ان يكونوا حذرين جدا، ‏لكن بكل الاحوال هذا باب ايجابي ايضا، يعني في النهاية أفق، وأتصور اليوم يعني ‏هذا كله حصل بسبب أيضا صمود اليمنيين، وتحملهم للحصار والالام والجوع ‏وللأمراض وللقصف الذي لم يبقي لا حجرا ولا بشرا، للمجازر المهولة، ولكن الثبات ‏والايمان والحكمة والصلابة والمواجهة، وأصبح اليوم ان الناس التي كانت ساكتة ‏عن قصف صنعاء وصعدة والخ معنية كل يوم أن توزع بيانا ان انصار الله يدافعون ‏عن انفسهم ويرسلون مسيرات أو صواريخ باتجاه الدولة التي تعتدي عليهم على ‏مدار الساعة، والتي هي المملكة العربية السعودية.

في كل الاحوال، اليوم، انصار ‏الله والجيش اليمني واللجان الشعبية هم في موقع متقدم في كل الجبهات، اليوم ‏الصراخ كبير أنه "لحقونا يا جماعة"، موضوع مأرب إذا تمكنت هذه الجبهة من ‏إستعادتها هذا يعني ان تأثيراته على الحل السياسي الموعود ستكون كبيرة جدا. في كل ‏الاحوال، هذه ثمرة الصمود والثبات والتضحية والصبر، هذا لأن هؤلاء الصادقون ‏والصامدون سيجنون ثمرة جهادهم ان شاء الله، هذا الامر وطبعا هنا ايضا القلق هو السعودي ‏والاسرائيلي كما قلت ان القلق في الملف النووي هو الاسرائيلي والسعودي، لانه اذا ‏تنتهي حرب اليمن كما يمكن ان تنتهي اليه، طبعا هو هزيمة وفشل كبير جدا لهذا ‏المحور الذي طرح شعارات وأهداف وعناوين لمعركة اليمن لم يستطع أن يحققها.‏

ثالثا، الملف السوري، ايضا تطورات سورية مهمة اليوم مع مجيء حكومة بايدن ‏وادارة بايدن، سنرى شرق الفرات ماذا عنها؟ والاكراد في شرق الفرات ‏والاميركيين؟ الاميركيين والاتراك؟ والمعارضة المسيحية والنظام في شرق الفرات ‏ماذا؟ هذه كلها اسئلة، إحياء داعش من جديد، كلام الاميركيين انه لم تعد وظيفتنا ‏حماية ابار النفط وانما مواجهة داعش، وبعد ذلك أخرجوا لنا داعش، وياتون بهم ‏من مخيمات قسد وياخذوهم الى التنف ويأخذوهم الى العراق ويجهزونهم من جديد ‏ويفلتونهم من جديد في العراق وفي سورية، والاميركيون يقومون بهذا الامر، لأن ‏الامريكان يريدون ان يبقوا في سورية وفي العراق، الادارة الجديدة، اذا قلنا أن ‏إدارة ترامب كانت تريد ان تبقى هنا او تخرج، يبدو ان الادارة الجديدة خطتها انها ‏تفكر كيف تبقى في العراق وكيف تبقى في شرق الفرات في سورية، حسنا الحجة ‏ماذا؟ الحجة هي داعش، فيعودون ويحيون داعش، ولذلك اليوم داعش، نجد في ‏العراق حراك داعش، وعادوا وظهروها بشكل كبير، في الوقت الذي خرج في ‏العراق صوت أنه أنتم أرتكبتم جريمة العصر ويجب أن تخرجوا من البلد، فمن ‏أجل أن يقطعوا الطريق على المطالبات الشعبية والنيابية والرسمية العراقية بخروج ‏القوات الاجنبية من العراق أعادوا وفتحوا داعش، وفي سورية اعادوا داعش وطبعا ‏هذا الملف أمام محور المقاومة وأمام شعوب ودول هذه المنطقة، وطبعا لن يكتب ‏لهم النجاح، يعني من الحق الهزيمة بداعش فيما مضى هو قطعا إن شاء الله وبعون ‏الله تعالى سيلحق الهزيمة بداعش وأي عمل في مواجهة داعش التي يراد إحياؤوها ‏سواء في سورية أو العراق، توجد بدايات إحياء في لبنان لا يجوز ان يكون دفاعيا بل ‏يجب أن يكون هجوميا ساحقا، يجب أن لا يعطى الفرصة من جديد لإحياء داعش ‏في منطقتنا.

 في الملف السوري، موضوع قيصر والتهديد بقيصر 2، التعويل على ‏الحصار والعقوبات والضغوطات الاقتصادية، الانتخابات الرئاسية القريبة، كيف ‏سبتعاطون معها، يعني في النهاية هذا أيضا ملف، محاولة الاعتداءات الاسرائيلية ‏المتواصلة على سورية ضمن أي أهداف يعني هذا أيضا ملف بحاجة الى تفصيل، ‏نعود اليه ان شاء الله ليس الان.

 الملف العراقي ومستقبل وجود القوات الاميركية ‏وبعد الجريمة التاريخية التي إرتكبتها بحق القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني والقائد ‏الشهيد ابو مهدي المهندس وإحياء داعش، وإحياء التناقضات الداخلية العراقية هذا ‏الملف يأثر على كل المنطقة.

 الملف الأفغاني والتفاوض مع طالبان وهل يبقى الاميركيون ‏ام ينسحبون او يعززون؟ مستقبل أفغانستان سيترك تأثيره على المنطقة. هذه ‏الملفات كلها مفتوحة بعرض بعضها البعض، إضافة الى ملفات أخرى، من تركيا ‏الى شمال العراق وتركيا وشمال سورية وشرق الفرات وقبرص واليونان وشرقي ‏المتوسط وهذا أيضا ملف له تأثيراته على المنطقة، الان لن أدخل الى الملف ‏الفلسطيني لأنني سأختم به بعد دقيقتين، من الواضح بان الادارة الاميركية، إذا قالت ‏اليوم انه حسنا لنرى ماذا سنفعل بالملف النووي، ذاهبة لترى في موضوع ‏افغانستان كيف ستحسم خياراتها، فلنوقف الحرب في اليمن، يبدو بان الاميركيين ‏في الادارة الجديدة اولويتهم هي الصين وروسيا، والصين تشكل تهديدا كبيرا جدا ‏على المستوى الاقتصادي، هي في الاصل هكذا، كيف هذه السنة، وكيف ‏أيضا إذا ما إستمرت كورونا، وأيضا السنة القادمة سوف يصبح الفارق بين الصين ‏وبين الولايات المتحدة الاميركية كبير جدا، هذا الامر لا يتحمله الاميركيون، يمكن ‏الادارة الاميركية لان اولويتها الاساسية الكبيرة هي الصين ومن ثم روسيا تحاول ‏في المرحلة الاولى ان ترى كيف تقارب هذه الملفات بطريقة مختلفة، وليس من ‏موقع اخلاقي وإنما من موقع الاعتراف بالوقائع التي إسمها صمود إيران التي ‏إسمها ان هذا العراق هكذا والذي اسمه أن صمود سورية والذي أسمه صمود اليمن ‏والذي اسمه الصمود الفلسطيني، حسنا، كيف يمكننا بنظرة واقعية ان نلم هذ الملفات ‏ونعالجها؟ لأنه نريد أن نتفرغ للصين ولروسيا؟ هنا أعود للتدويل وهذا امر نسيت ‏أن اقوله،  أنه ايضا الناس التي تطالب بالتدويل انه من يهتم لشأننا، العالم كله ‏مشغول في نفسه وفي الكورونا وفي الوفيات والكوارث والوضع الاقتصادي الصعب ‏مثل بريطانيا مثلا، ففد قرأت ان مستوى التراجع الاقتصادي في بعض المعدلات لا ‏مثيل له منذ 300 سنة. العالم كله مشغول في نفسه، العالم كله له أولوياته في مكان ‏أخر، لبنان يمكن إذا له مكان، يكون في آخر اللائحة، في كعب اللائحة، ولذلك لا ننتظر الخارج. يجب ان نراهن على جهودنا الداخلية.

 واختم ‏بالملف الفلسطيني والاسرائيلي، طبعا الملف الفلسطيني  حاضر بقوة وسيكون حاضرا بقوة ‏في هذه السنة وفي السنوات المقبلة كما كان في الماضي. هنا يمكن ان نسجل نقطة ‏مهمة، لكن طبعا لا زالت تحتاج الى المزيد من التدقيق، ولذلك انا اعطي فيها تقييم محتاط. ان صفقة ‏القرن ولا احد  يتحدث الان بصفقة القرن حتى كمصطلح الا قليلا، لكن بالحد الادنى ‏بمستوى متابعتي المحدودة ما يظهر انه عندما مشى ترامب ومش كوشنير معه، لان صفقة ‏القرن هي ملف يختص بكوشنير بالاصل، يبدو ان هذه الصفقة انتهت او في حالة سقوط او في ‏حالة تراجع وهذا طبعا مقلق جدا للاسرائيلي وللسعودي لان المثلث الخاص بصفقة القرن هو ‏ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان، كوشنير ذهب وهو الاساس، بحيث تزعزعت هذه الصفقة.‏

اليوم مثلا عندما نسمع ان وزير الخارجية الامريكية لا يؤيد فكرة ضم الجولان السوري ‏المحتل الى كيان العدو  يعني هذا جزء من صفقة القرن تم قصه، وعندما نسمع في مكان آخر ان ‏القدس تبقى نقطة على جدول المفاوضات النهائية، هذا لا ينسجم مع صفقة القرن، وعندما يتم الحديث  بدولتين هذا لا ينسجم مع صفقة القرن، لأن ‏صفقة القرن ما كان مزاجها ان تذهب الى دولتين، اخر شيء دولة في غزة، لكن دولة في ‏الضفة الغربية او جزء من الضفة الغربية لم يكن ظاهرا في صفقة القرن، لذا يمكن القول ان ‏صفقة القرن تلفظ أنفاسها الاخيرة ولم يعد لها مكان، وهذا ليس بسبب ان الامريكان عذبهم ‏ضميرهم بل بسبب صمود الشعب الفلسطيني، صمود القيادات الفلسطينية كلها، كل الفصائل ‏التي رفضت صفقة القرن ورفضت الاستسلام، وكانت موضوعة امام اسوأ الاوضاع، حصار ‏وعقوبات وسجون وتخلي وخذلان رسمي عربي، ولذلك لم يتراجعوا. الادارة الجديدة تدرك جيدا ‏ان هذه الصفقة لم تصل الى مكان واذا ارادوا ان يعالجوا ملفات المنطقةفسيذهبوا الى مقاربة مختلفة لان الاولوية الاهم بالنسبة اليهم هي الصين.

 صمود الفلسطينيين صمود محور المقاومة ‏الذي لم يستسلم لترامب كل السنوات الماضية نتيجته الطبيعية هو سقوط صفقة القرن. ‏

وهناك عنوان ثاني هو عنوان تحدي وكبير هو ملف التطبيع وانا أتابع تصريحات ‏المسؤولين الاسرائيلين، سياسين وعسكريين، وتقديرات الموقف التي تصدر عنهم سواء كانوا ‏عسكريين او امنيين او معاهد دراسات او ما شاكل. فمن الواضح انه في مكان ما هم يحاولون ان يعطوا ‏لملف التطبيع حجما كبيرا جدا، وهذا جزء منه خداع للرأي العام الاسرائيلي نفسه وله ‏علاقة بالمكاسب السياسية والانتخابية وخصوصا من قبل نتنياهو الذي يحاول تجيير  كل شيء له علاقة ‏بملف التطبيع وبالعلاقات مع بعض الدول العربية لصالحه  لتوظيفه انتخابيا، لكن في كل الاحوال نحن نعتقد ان هذا فيه ‏مبالغات كبيرة من قبل الاسرائيليين كما بالغوا ايام الاتفاقية مع مصر وكما بالغوا ايام ‏الاتفاقية مع الاردن. لنا في الشعب المصري نموذج، لنا في الشعب الاردني نموذج، موقفهم من ‏التطبيع، طبعا الدولة صالحت والدولة وقعت، لكن موقف الشعب المصري والاردني واضح  من ‏التطبيع، وهو موقف شريف ومشرف ومستمر منذ عشرات السنين بالرغم من كل الظروف ‏الصعبة التي عاشوها. هذا الامر في الحقيقة برأينا ينسحب الى بقية الشعوب، موقف الشعب ‏البحريني الذي رأيناه في التظاهرات، وبيانات العلماء وبالاسم وهم موجودون داخل البحرين ‏ومهددون بالسجن وبالاعتقال لكن هذا موقف حاسم بالنسبة لهم. دعوة علماء البحرين ‏والمعارضة البحرانية والشعب البحريني بكله سنة وشيعة قاطعوا البنوك والمؤسسات التي ‏تطبع مع الاسرائيليين، هذا موقف مشرف وعلني. وفي دول عربية اخرى نجد الشيء نفسه. وعندما ننظر الى الجولان رغم سنوات الاحتلال،  منذ بضعة أيام وقف اهلنا في الجولان ‏واعتصموا وعبروا عن موقفهم بكل وضوح وبكل شجاعة رغم انهم تحت الاحتلال. اذا كان الذين هم ‏تحت الاحتلال هذا موقفهم، والذين خارج الاحتلال الشيء نفسه، وهناك دول عربية ما زال موقفها صامد ‏وصلب. الجزائر دولة ونظاما وشعبا، تونس دولة ونظاما وشعبا، دول في العالم الغير عربي ‏دول العالم الاسلامي، باكستان، دول اخرى في العالم.

 اذا شاهدنا بعض الدول العربية ‏وقفوا بالصف وذهبوا  الى التطبيع، هناك تضخيم لهذا المشهد. وحتى في الدول العربية نحن رهاننا على ‏الشعوب وهذه معركة الشعوب وانا اخاطب كل هؤلاء واقول لهم ليس مطلوبا ان تحملوا سلاحا ولا ‏عبوة ولا تنزفوا دما ولا  شيئا من هذا، المطلوب ان تقاطعوا فقط، يعني ان لا تقبل بضاعة اسرائيلية ولا تلتقي مع اسرائيلبين ولا تذهب اليهم ولا تستقبلهم، ‏هذا عمل سلبي ليس له أي كلفة ويعبر عن انتماءك الديني والقومي والمصلحة الحقيقة، ‏ولاحقا سوف يكتشف اصحاب الاوهام مثل السودان وسيكتشف الحكام في السودان ان العلاقة ‏مع اسرائيل والتطبيع مع اسرائيل لم يحل لهم مشكلتهم المعيشية والاقتصادية والدليل ما ‏جرى مع دول عربية اخرى طبعت واقامت علاقات مع اسرائيل من عشرات السنين وليس له ‏اي اثر لا على اقتصادهم ولا على حياتهم ولا على معيشتهم ولا على تطور حياتهم.

 البعض ‏يحاول ان يقدم لنا مشهدا ان البلد الفلاني او الفلاني "كم واحد كم شاب راحوا على فلسطين ‏اخدوا صور نزلوهم على مواقع التواصل اذن بدأ التطبيع" او ما نقرأه على بعض شبكات ‏التواصل الاجتماعي، الجيوش الالكترونية لا تعبر عن مزاج الامة ومزاج الشعوب، هؤلاء ‏الافراد المدفوعين من قبل الانظمة التابعين لها لا تعبر عن مزاج الامة وعن مزاج الشعوب  ‏تحدثونا عن عشرات او عن مئات او عن آلاف او عشرات آلاف الاشخاص ونحن نسألكم ‏عن مليار ونصف مليار عربي ومسلم هؤلاء اين هم في موضوع التطبيع.

 اذا يتم التعاطي مع موضوع التطبيع ‏من قبل الاسرائيليين بأكبر من حجمه، لكن هناك أناس واقعيين لان هذا لا يعول عليه، الذي ‏يعول عليه يا نتنياهو يا كوخافي يا وزير الحرب، في مقابل محور المقاومة ماذا تفعلون، اصلا ‏الذين طبعتم معهم لا توجد حرب معهم ولا يشكلون أي تهديد لكيان العدو وأي فرصة تحرير ‏لفلسطين، وبالتالي هذا الأمر قد تكون له نتائج جزئية ومحدودة، ومع ذلك واجب الامة، واجب ‏شعوب الامة ان تخوض معركة التطبيع وأن نحيي من جديد شعار الشيخ راغب "المصافحة اعتراف ‏والموقف سلاح" بيننا وبين الاسرائيلي.

 النقطة الاخيرة، قبل مدة ألقى رئيس اركان العدو ‏محاضرة طويلة عريضة، وكان فيها كثير من التباهي والحديث عن الانجازات، وتجاهل كل ‏الوقائع الاخرى. تحدث عن المنطقة، كأن دول المنطقة موبوئة بالكورونا وكيان العدو ليس فيه ‏مشكلة بالكورونا في الوقت الذي لديهم مشكلة حقيقية، المنطقة كلها لديها مشاكل اقتصادية وهم ‏ليس لديهم مشاكل اقتصادية في الوقت الذي لديهم مشاكل وهناك أرقام تتحدث عن مليون عاطل عن ‏العمل، حاول ان يغطي على ذلك الموضوع وان يقدم مشهدا طبيعيا وهو مسؤول عسكري، ان يطلق مجموعة ‏من التهديدات ويحاول ان يعمل حربا نفسية على كل محور المقاومة، من غزة الى لبنان ‏الى سوريا الى العراق الى ايران الى اليمن الى كل المنطقة، الان لا يتسع الوقت لافند كل ما ‏قاله وانا سوف اكتفي بالتعليق على نقطة واحدة، جاء وعمل تنظيرا ان القيادة الاسرائيلية ‏يجب ان تعمل، تغير ، تبدل، يريد ان يصور انهم ملتزمون بالقانون، وبالتالي هم يستهدفون الاهداف العسكرية ‏فقط، وفي اي مواجهة مقبلة او حرب مقبلة يريد أن يجري تغييرا وتعديلا بأنه اذا يوجد سلاح بين المدنيين ‏او صواريخ بين المدنيين هذا يجيز لنا ( اي للصهاينة) ان نضرب هذه الاهداف المدنية، وهذه خلاصة التنظير ‏الذي قام به ويبرم ويستخدم مصطلحات قانونية وما شاكل، انا اريد ان اعلق بكلمتين: الكلمة ‏الاولى على من يضحك؟  اي قانون واي اخلاق واي التزام بالقانون عند الاسرائيليين منذ ‏تأسيس الكيان الى اليوم، في كل الحروب الاسرائيلية، كم دمر من مدن ودمر من قرى وارتكبت ‏المجازر، الاف الشهداء من النساء الكبار والاطفال، على من يضحك؟ هذا  ليس عارفا بما حصل قبله؟  لا شيء جديدا، هو يزعم انه يريد ان  يعمل تغييرا وتبديلا بالالتزام القانوني! انتم كيان ‏وانتم جيش ارهابي قام على ارتكاب المجازر وترتكبون المجازر دائما، وهذه الايام الحروب ‏ليست بعيدة عنكم، هذه حرب تموز 2006، حروبكم على غزة 2008 – 2014، هذا الكلام ‏سخيف وليس له أب أساس، وهو محاولة لتقديم الصور الحضارية لابشع جيش ارهابي في تاريخ ‏البشرية وهو الجيش الاسرائيلي.

 والتعليق الثاني هو جوابنا: انه ما في مشكلة انت تستطيع ان تعمل "لبدك ياه ونحن فينا  نعمل لبدنا ياه"، وفي أي مواجهة، ونحن لا نبحث عن المواجهة، ونحن لن ‏نترك دماء شهدائنا بالتأكيد، ولكن لا نبحث عن المواجهة، ولا نبحث عن حرب، ولكن ان حصلت ‏المواجهة سنواجه، وان فرضتم حربا سنخوض هذه الحرب، ولكن بكل وضوح وبدون لف ‏ودوران، "اذا ضربتم مدنا عنا نضرب مدنا عندكم، بتضربوا قرى عنا نضرب مستعمرات عندكم" ‏اصلا نحن عنا مدنيين وعسكريين، لكن انتم بإعتراف مسؤولين عسكريين سابقين لديكم ‏يقولون ان الشعب الاسرائيلي هو اصلا جيش وهو جيش احتياط يذهب الى المدرسة والشغل ‏والبيت 11 شهرا ويخدم بالجيش شهرا . "انتم ‏كيان محتل كلكم محتلين بالتالي هذا التقسيم ليس له كتير محل، نعم نحن عنا مدنيين ‏وعسكريين ونحن بكل وضوح كما فعلنا بالسابق نحن استطعنا ان نحمي قرانا بالتسعينات من ‏القصف الاسرائيلي وعملنا تفاهم نيسان الذي حيد قصف القرى من خلال قصف المستعمرات، ‏واليوم الذي يريد ان يفرض معادلة من هذا النوع سنعود الى نفس المعادلة القديمة نضرب ‏مستعمرات، بتضرب عنا مدن نضرب عندك مدن بتتحجج باهداف عسكرية داخل المدن عنا ‏انت في عندك اهداف ذات طابع عسكري وامني داخل المدن  وهذه مقابل هذه"، وانا اريد  ان احذر هذه التهديدات التي نسمعها في الاونة الاخيرة والحديث عن ايام قتالية وما ايام قتالية، انا اريد ان ‏احذر انه حتى لعبة الايام القتالية هي لعبة خطيرة، بالنسبة للاسرائيليين لا احد يستطيع ان ‏يضمن ان لعبة الايام القتالية لن تجر الى حرب شاملة والى حرب كبيرة، واذا حصلت الحرب  ‏ما في داعي ان يعمل الاسرائيليين عنتريات، الجبهة الداخلية في كيان العدو سوف تواجه وقائع ‏لم تواجهها منذ قيام هذا الكيان منذ العام 1948، لذلك كفى لعبا بالنار، وليعرف العدو حدوده، ‏والزمن الذي كان يهدد فيه وبالمقابل العالم تسكت وتخضع، هذا الزمن انتهى. هنالك مقاومة في ‏غزة، لأنه هدد غزة وهدد اهل لبنان وهدد ايضا دول وشعوب المنطقة، من غزة الى لبنان الى كل دول ‏المنطقة هذا الامر لا يمكن ان يدار بنفس الطرق القديمة قبل عقود، نحن في زمن مختلف، في ‏زمن محور المقاومة طبعا بالتفاصيل محور المقاومة يتابع بهدوء بحكمة بدقة يحسب ‏المسافات الزمنية المسافات المكانية، لا يوجد شيء اسمه بدون حساب وعمل عشوائي، ولكن لا  ‏يظن احد ولا للحظة واحدة ان كل ما قاله او كل ما يجري يمكنه ان يمس في مكان ما بالارادة والعزم ‏والقدرة والتصميم على المواجهة وعدم الخضوع والقبول بتغيير المعادلات وتعريض بلادنا ‏للاخطار.".

‏ في ذكرى شهدائنا القادة، نجدد العهد لأرواحهم الطاهرة، لكل القادة ايضا الذين التحقوا بهم، ‏السيد مصطفى بدر الدين، الشهيد الحاج حسان اللقيس، لكل الشهداء القادة، ما شاء الله ‏اعدادهم كبيرة، لكل الشهداء لأرواحهم الطاهرة نحن نجدد التزامنا ووعدنا بحفظ الوصية، ‏المقاومة والناس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل