لبنان
الحريري يُكمل جولته العربية وإتجاه لإلغاء الإقفال نهاراً
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على الجولة العربية التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري والتي ستنتهي به في باريس بحسب المعلومات، إذ لم يُسجِل الملف الحكوميّ أي تطورات جديدة مع استمرار الوساطات والمبادرات القائمة، حيث تترقب الأوساط السياسية انعكاسات هذه الجولة التي بدأها الحريري من مصر.
وفميا تستعد اللجنة الوزارية لكورونا لإتخاذ القرار القاضي بإنهاء القفال العام أو الإستمرار فيه، على وقع عدّاد وفيات سجل أمس 89 إصابة دفعة واحدة.
"الأخبار": استعدادات لإنهاء الإقفال على وقع ارتفاع عدد الضحايا
بداية مع صحيفة "الأخبار"، التي لفتت الى أن اللجنة الوزارية لكورونا تستعد لاتخاذ القرار القاضي بإنهاء القفال العام أو الإستمرار فيه، على وقع عدّاد وفيات سجل أمس 89 إصابة دفعة واحدة. القرار ليس سهلاً، على ما تقول الجهات العلمية، خصوصاً أن لبنان غير مهيّأ صحياً لقرار العودة، ولا هو مهيّأ اقتصادياً لمواصلة الإقفال
بين اليوم والغد، يصدر القرار النهائي عن اللجنة الوزارية لكورونا بشأن مصير الإقفال العام وسط انقسام «اللجان» والنقابات الطبية والعلمية بين خيارين «أحلاهما مرّ»، على ما يقول الدكتور جاك مخباط، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا. الخيار الأول الإبقاء على الإقفال مع ما يعنيه ذلك من تداعيات اقتصادية، والثاني فتح البلاد مع ما يعنيه ذلك من تداعيات صحية. فأي الخيارين ستتخذ اللجنة، وهل تحتمل - نيابة عن الجميع - فتح البلاد في ظل وصول عدد الوفيات إلى مستويات قياسية للمرة الأولى منذ بدء انتشار الفيروس؟
أي قرار يفترض أن يأخذ في الاعتبار «التوازن بين المعطيين الاقتصادي والصحي»، بحسب رئيس لجنة الصحة النيابية، عاصم عراجي، الذي يميل إلى استمرار الإقفال لأسبوع أو أسبوعين، خصوصاً في ظل «سلبية المؤشرات الأساسية التي تقول إننا لا نزال في مرحلة الخطر»، مع وصول العدد الإجمالي للضحايا إلى 3315. ولئن كانت أعداد الإصابات سجّلت تراجعاً، إلا أن «ذلك لا يعني أن البلاد مهيّأة صحياً»، خصوصاً مع تجاوز نسبة الوفيات بالفيروس عتبة الـ1%، فيما المعدلات العالمية «المقبولة» لا ينبغي أن تتجاوز 0.5%، وهو ما اعتبره رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، الدكتور عبد الرحمن البزري، «رقماً غير مريح ونحتاج إلى دراسته أكثر». والأمر نفسه عبّر عنه المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي، الدكتور فراس الأبيض، معتبراً أن الأرقام الأخيرة كانت «مخيّبة للآمال»، ولافتاً إلى أن «لبنان سجل الشهر الماضي عدد وفيات يعادل تقريباً العدد الإجمالي للوفيات المسجل العام الماضي، وهذا ثمن باهظ ندفعه عندما يستفحل الوباء إذا تم اتخاذ خيارات خاطئة».
أما معيار الخطر الإضافي، فيتعلق بمؤشر إيجابية الفحوص التي بلغت في الأيام الـ 14 الماضية 22%، ووصلت الأحد الماضي الى 48%. وثمة معيار ثالث يتعلق بنسبة الدخول إلى غرف العناية الفائقة، والتي تشهد تصاعداً. أما المعيار الرابع، فيتعلق بفشل العودة التدريجية الى الفتح في الإقفالات السابقة التي كانت تنتهي دائماً بفتح البلد دفعة واحدة.
لكل هذه الأسباب، قد يكون الأفضل تمديد الإقفال، وإن كان المعارضون لقرار الفتح يقرنون ذلك «بإعطاء مساعدات للناس كي تحمل هذا الأمر». صحياً، بحسب مخباط، «لا سبب لفتح البلاد (...) والوضع صحياً يعني أن نقفل وما نخلي حدا من الناس يتحرك». لكن، في ظل الأزمة التي تعني أن كل يوم تسكير هو حرمان للناس من لقمة عيشهم، فإن «القرار ليس سهلاً في الوقت الحاضر، لذلك يُفترض أن يكون النقاش حول المعطيين الاقتصادي والصحي». وهذا يستتبع طرح العديد من الأسئلة: «هل نستطيع إقفال البلاد بطريقة صحيحة؟ وهل نحن قادرون على ضبط الوضع في حال الفتح؟ وهل يمكن اتخاذ القرار الفتح بطريقة منظمة؟». أسئلة لا يملك أحد إجابات عنها.
مرحلة التمنيع المجتمعي
مع دخول أول دفعة من اللقاحات، يفترض أن يبدأ لبنان في الأيام المقبلة «مرحلة التمنيع المجتمعي»، كما يصفها رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا عبد الرحمن البزري، موضحاً «أننا سنحاول تلقيح أكبر عدد ممكن من اللبنانيين». وشدّد على أن «التمنيع واللقاح هما أحد الحلول الرئيسية المتاحة للخروج من أزمة كورونا التي ستكون كارثية في حال استمر تفشي الفيروس في لبنان أو غيره».
وبعد وصول الدفعة الأول من لقاح «فايزر»، يفترض وصول لقاح «استرازينيكا»، أما اللقاح الروسي «فسنبدي رأينا فيه الجمعة المقبل (...) لأننا نصرّ على إدخال اللقاح الذي أثبت جدواه وسلامته من خلال دراسات علمية مدروسة، لا من خلال أخبار متواترة».
"البناء": الحريري يستكشف المتغيّرات من القاهرة... واتجاه لإلغاء الإقفال نهاراً
بدورها صحيفة "البناء" رأت أن المشهد الإقليمي يطغى على التطورات الداخلية الواقفة عند الجمود الحاكم في الملف الحكومي، والبحث في كيفية التعامل مع مرحلة ما بعد الثامن من شباط كموعد لنهاية الإقفال العام، حيث الوجهة الرئيسيّة التي تسود النقاشات الحكومية تتركز على الإبقاء على الإقفال الليلي منعاً للاحتفالات والتجمعات، خصوصاً مع اقتراب 14 شباط، ومخاطر تكرار مشهد أعياد الميلاد ورأس السنة في «عيد العشاق»، بينما يجري درس الضوابط التي سترافق قرار وقف الإقفال النهاري لجهة استثناء المرافق التي لا تشكل ضرورة اقتصاديّة أو تقييد عودتها الى الحياة الطبيعية، خصوصاً المؤسسات التربويّة ومؤسسات القطاع العام، ضمن حدَّيْ تسيير مصالح الناس وعدم ضرب التباعد الاجتماعي.
في الشأن الحكومي الذي يسوده الجمود بانتظار عودة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وما سيظهر بعد عودته من نتائج ربطتها مصادر متابعة للملف الحكومي، بسعي الحريري لاستكشاف هوامش الحركة المتاحة أمامه لتدوير زوايا الخلافات مع رئيس الجمهورية ميشال عون واطمئنانه الى درجة الحماية التي يوفّرها الغطاء الفرنسيّ والمصريّ بوجه الضغوط السعوديّة التي تستهدفه، وقالت المصادر إن مناسبة الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد عشرة أيام ستكون مفصليّة، فإما ان يسبقها تحرك نحو كسر الجمود الحكوميّ فتكون مناسبة للتبشير بمخارج من الأزمة أو يبقى الانسداد والاستعصاء فتتحول منصة لإطلاق المواقف التصعيديّة.
لم يُسجِل الملف الحكوميّ أي تطورات جديدة مع استمرار الوساطات والمبادرات القائمة، اتجهت الأنظار إلى الجولة العربية التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري والتي ستنتهي به في باريس بحسب المعلومات، حيث تترقب الأوساط السياسية انعكاسات هذه الجولة التي بدأها الحريري من مصر.
والتقى الحريري أمس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، وتمّ البحث في المستجدات والأوضاع العامة في لبنانِ والمنطقة والعلاقات الثنائية.
وأكد الرئيس المصري، بحسب بيان الرئاسة المصرية «حرص مصر على الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الأول، ولإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، من خلال قيام كافة القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنيّة، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني». وجدّد السيسي موقف مصر الثابت تجاه تعزيز أواصر التعاون الوثيقة مع لبنان، معرباً عن خالص التمنيات للحريري في تشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يلبي تطلّعات الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق الأمن والاستقرار، ومشدّداً على استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، لا سيما التداعيات التي خلفها كل من حادث انفجار مرفأ بيروت وجائحة فيروس كورونا.
بدوره أكد الحريري اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، معرباً عن تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في المجالات كافة، خاصةً من خلال تقديم كافة أشكال العون والمساعدات للبنان في أعقاب تداعيات حادث مرفأ بيروت، وكذلك كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار فيها والمنطقة العربية ككل.
كما التقى الحريري الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث تناول معه الوضع اللبناني بما في ذلك مستجدات تأليف الحكومة، والتي يعلق عليها اللبنانيون الأمل في إخراج البلد من أزمته الراهنة ووقف نزيف التدهور الاقتصادي.
ومن المتوقع، بحسب المعلومات، أن ينتقل الحريري من القاهرة إلى الإمارات للقاء المسؤولين الإماراتيين. وأشارت مصادر لـ«البناء» إلى أن «جولة الحريري استطلاعية، أما إذا انتقل من الإمارات إلى باريس فتكتسب جولته أهميّة إضافية لكون باريس صاحبة مبادرة الحل للأزمة السياسية والحكومية في لبنان والتي تنضوي جميع المبادرات والمساعي العربية والداخلية تحتها»، مشيرة إلى دور مصري متقدّم في مساعدة لبنان ومنح قوة دفع لإنجاح المبادرة العربية لملء الفراغ العربي والسعودي تحديداً في الساحة اللبنانية». وأوضحت المصادر أن «الحريري اختار مصر بدلاً السعودية لأن الرياض لم تفتح له أبوابها حتى الآن ولا بدّ من دور عربي لمساعدة لبنان على حل أزمته لا سيما بعد التطورات الأمنية الأخيرة».
"الديار": مبادرة باريس تتوسع.. والسيسي للحريري: لحكومة مستقلة تصون وحدة النسيج الوطني
أما صحيفة "الديار"، أشارت الى أن البلاد تتجه الى الانزلاق نحو مزيد من الانهيار في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية وتداعيات جائحة كورونا، وتزايد المخاطر الناجمة عن التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية وعودة نشاط الخلايا الارهابية بعد ضبط الجيش اللبناني وتوقيف 18 ارهابيًا تابعين لداعش في منطقة عرسال ومداهمته لأماكن ومنازل امس على ضوء الاعترافات الاولية لهؤلاء الارهابيين الذين كانوا يخططون لاعمال ارهابية.
وفي ظل هذا الوضع الخطير بقي الخلاف مستمرا حول تشكيل الحكومة، رغم كل المساعي الداخلية والخارجية المبذولة لحل هذه التعقيدات المستعصية.
وقد تسارعت وتوسعت رقعة هذه المساعي مؤخرا انطلاقا من المبادرة الفرنسية المحورية سعيا الى احداث ثغرة جدية في جدار الازمة الحكومية ومعالجة الخلافات التي حالت وتحول دون ولادة الحكومة.
وقال مصدر سياسي مطلع امس لـ«الديار» نقلا عن دوائر فرنسية معنية ان باريس حركت مؤخرا «موتور تحركها» بـقوة بدعم اميركي ودولي وبدور عربي وخليجي ملحوظ قد يساعد في دعم مبادرتها تلعبه مصر والامارات العربية المتحدة المكلفة القيام بمثل هذا الدور من دول الخليج لا سيما من السعودية التي ما زالت تفضل ان تنأى بنفسها عن المشاركة مباشرة باي تحرك في شأن لبنان.
وكشف المصدر انه علم من الدوائر الفرنسية يوم الجمعة الماضي ان باريس بصدد تحضير خارطة طريق لتحركها الجديد يأخذ بعين الاعتبار توسيع دائرة اتصالاتها الدولية بشأن لبنان وباتجاه عدد من الدول العربية والخليجية واستئناف الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين.
واضاف ان الرئيس ماكرون فاجأ هذه الدوائر باستعجال فتح التواصل المباشر مع المسؤولين والقيادات اللبنانية وطلب من مكتبه يوم السبت الماضي الاتصال بالرئيس عون الذي تحادث معه مطولا بشأن الوضع اللبناني ومسألة الحكومة والعقبات التي تواجه تواجه الاسراع بتشكيلها. كما اوعز لبعض معاونيه القيام باتصالات مع القيادات والاطراف اللبنانية بعد ان اجرى اتصالا غير معلن مع الرئيس الحريري.
واشار المصدر السياسي الى ان استعجال ماكرون للاتصال مع القيادات اللبنانية جاء في ضوء تفاقم الخلافات والسجالات العنيفة الاخيرة بين الرئيسين عون والحريري وبين المستقبل والتيار الوطني الحر.
وقال نقلا عن اجواء باريس ان ادارة الرئيس ماكرون في تحركها الجديد او المتجدد وضعت ضوابط معينة للتعجيل بتأليف الحكومة العتيدة حتى لو كانت «غير مكتملة الاوصاف»، آخذة بعين الاعتبار ان تتشكل من وزراء اختصاصيين غير حزبيين ويحظون في الوقت نفسه برضى الاطراف السياسية اللبنانية وبثقة وتطلعات الشعب اللبناني.
واوضح المصدر ان الفرنسيين يرون ان تأخر تشكيل الحكومة ناجم عن استمرار الخلافات الداخلية اللبنانية وان المسؤولية تقع على الجهات المعنية اللبنانية، ولذلك فان باريس تركز في تحركها الراهن على المقاربة بين خارطة الطريق التي رسمتها وبين حلحلة وتقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية. لكنها لن تتساهل مع استمرار العراقيل الداخلية وانها ستضع الجميع امام مسؤلياتهم وانها لا تملك عصى سحرية للحل اذا ما استمرت الخلافات الداخلية اللبنانية على هذا المنوال، مجددة التأكيد ان الحكومة والاصلاحات هما الوسيلة للحصول على اوكسجين الدعم المالي والسياسي والاقتصادي من الخارج.
وعلمت الديار ان هذا الموقف او الرسالة الفرنسية وصلت الى المعنيين في لبنان، خصوصا ان باريس ترغب في ان تثمر مبادرتها وتحركها الجديد في اسرع وقت ممكن.
وعلى الصعيد الداخلي علمت الديار ان المشهد المتعلق بازمة الحكومة لم يتغير وان الاجواء الخلافية بقيت على حالها بين الرئيسين عون والحريري، وانه لم يسجل اي تطور بعد بيان الرئيس بري واعلانه اصدام مبادرته بالثلث المعطل.
ونقلت مصادر مطلعة عن اجواء عين التينة بان رئيس المجلس قال ما عنده في بيانه الواضح، ولم يطرأ بعد ذلك اي تطور.
والبارز استئناف الرئيس الحريري جولاته باتجاه الخارج لا سيما بعض الدول التي دخلت على خط التحرك في شأن الملف اللبناني. وزار امس القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي اكد «حرص مصر على الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الاول، ولاخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حاليا من خلال قيام كافة القادة اللبنانيين باعلاء المصلحة الوطنية وتسوية الخلافات وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني».