لبنان
بعد احراق مخيمهم في المنية.. النازحون: لتأمين عودتنا الى سوريا
محمد ملص
ليل السبت - الأحد الفائتين كان السواد مخيمًا على سماء المنية ـ شمال لبنان، بعد اقدام قرابة خمسة شبان، على احراق مخيم تابع للاجئين السوريين على خلفية اشكال فردي وقع بين الطرفين.
خلفية الاشكال تبين فيما بعد أنها مادية، نتيجة عمل العمال السوريين مع الأشخاص المعتدين في مجال الزراعة وقطف الليمون، وقد تراكم لهم في ذمتهم مبالغ مالية كانوا طالبوا بها أكثر من مرة، لحين وقوع الاشكال الذي أدى الى احراق المخيم وتهجير قرابة الـ150 عائلة كانت تسكن في 90 خيمة، كانت تؤوي 600 لاجئ بينهم 400 طفل، وعشرات المسنين.
عملية الحرق تبين أنها متعمدة، بعد أن أغلق الشبان مدخل المخيم الوحيد وأعطوا مهلة ربع ساعة للنساء والأطفال للخروج من المخيم قبل احراقه، وبعد أخذ ورد واطلاق رصاص من سلاحين حربيين، سارع بعدها الشبان المعتدون الى احراق المخيم من جهاته الأربع، لتندلع النيران خلال دقائق وتأتي على كل ما يحتويه من أغراض شخصية وأوراق ثبوتية وثياب وطعام، وحتى ساعة متأخرة من الليل لم يتمكن الدفاع المدني من السيطرة على الحريق نتيجة المواد البلاستيكية والنايلون، ووجود عشرات قوارير الغاز والتي سمع أصوات انفجارها في مختلف أرجاء المنية.
احراق المخيم أعاد فتح ملف اللاجئين السوريين في لبنان، مع ملاحقة المآسي لهم وتهديدها حياتهم وحياة أولادهم نتيجة للظروف القاسية التي باتوا يعيشون في ظلها، لتأتي بعدها الضغوط المالية والاجتماعية التي تضرب لبنان لتزيد من حالة التدهور، حيث إن أغلبيتهم يعملون "عملا يوميا" لا يتخطى مدخولهم فيه الدولارين في اليوم الواحد. كل تلك الظروف القاسية دفعت بالعشرات ممن تعرضوا للاعتداء في مخيم المنية الى المطالبة بتأمين العودة الآمنة الى قراهم ومنازلهم في سوريا.
وبالرغم من الادانات والتصريحات الواسعة التي صدرت عن أبناء المنية خصوصًا واللبنانيين عمومًا، الا أن ذلك لم يمنعظهور أصوات تتذرع بتسبب النازحين بضغط اجتماعي وسكاني، وهي حجج واهية وكاذبة، كون الكثير من الجمعيات والمؤسسات باتت تستفيد من المساعدات والتقديمات والأموال التي ينهبها هؤلاء فيما يذهب "الفتات" الى السوريين اللاجئين.
أمام تلك المصيبة، طالب العشرات من أبناء "المخيم المحروق" الدولة اللبنانية، وعلى رأسها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بالاسراع في مساعدتهم وتأمين العودة الى قراهم ومنازلهم في سوريا". محمود "42 عاماً" متزوج وله 4 أولاد، يروي لموقع "العهد" تلك اللحظات الأليمة التي كان يعيشها مع أطفاله: "لم نستطع اخراج أي من أوراقنا الثبوتية ولا حتى ما نستر به أجسادنا، أو نسد به جوعنا.. نحن بتنا نعيش في لبنان حالة من الذل، نريد أن نعيش بكرامة ولكن في سوريا".
لا شك أن ما حصل في المنية، سيسرع في الأيام المقبلة، اعادة تفعيل العمل بين الوزارات المعنية من جهة وبين الأمن العام اللبناني ومفوضية اللاجئين من جهة ثانية للإسراع في إعادة النازحين، لكن السؤال الأبرز الذي بات يطرح: هل ستسمح الجهات المستفيدة من أموال النازحين، والطامحة لمزيد من المتاجرة في حياتهم، والمواقف السياسية، بتسهيل أمور عودتهم أم أنها ستقف عائقاً أمامها؟