لبنان
المستشارية الإيرانية والمركز الإستشاري ينظّمان ندوة بعنوان "ملامح النّموذج الإستراتيجي عند الشهيد سليماني"
في الذّكرى السنوية الأولى لإستشهاد القائدين الكبيرين اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، نظّمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان والمركز الإستشاري للدّراسات والتّوثيق ندوة بعنوان: ملامح النّموذج الإستراتيجي عند الشهيد سليماني (من مقاومة الإحتلال إلى تقويض الهيمنة)، وذلك في مجمّع الإمام الخميني الثّقافي في بيروت وعبر تطبيق زوم.
وافتتح المُستشار الثّقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار الندوة بكلمة جدّد خلالها العهد لنهجه وشخصية الشهيدين.
وقال "إنّ الشهيد سليماني كان أخطر رجل أعاق المشروع الأمريكي والإسرائيلي في الشّرق الأوسط وفي منطقتنا، وذلك من خلال تأسيسه منظومة مقاومة في المنطقة غيّرت موازين القوى لاسيما في المواجهة مع العدو الصهيوني وأفشلت أكبر المخطّطات التي كانت ترمي إلى تفتيت المنطقة وتقسيم الدّول".
واعتبر أنّ سليماني كان "الأب الرّاعي لكلّ فصائل المقاومة الفلسطينية والحاضر في كل عمليّاتها في الميادين والسّاحات".
وأضاف الدكتور عباس أنّ سليماني كان يتمتّع ببنية استراتيجية ذكيّة وأنّه كانت له استشارات مع الجميع ويخوض مباحثات عميقة حول مسائل المنطقة والوضع الدولي.
من جهته، ألقى رئيس المركز الإستشاري للدراسات والتّوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله كلمة قال فيها "لقد عمل هذا القائد الكبير بصمتٍ وتصميمٍ وغالباً خلف الخطوط في مسرح مكشوف وواضح المعالم وشديد التّعقيد في آن معاً".
وأضاف "لقد خاضت قوى المقاومة صراعاً طويلاً مع الإحتلال الصّهيوني، وتوّجت المقاومة الإسلامية هذا المسار من خلال إجلاء الإحتلال بقوّة السّلاح دون قيد أو شرط، ثمّ ترسّخ هذا النّموذج من خلال الهزيمة المشهودة التي اُلحقت بالعدو عام 2006، وها نحن نتطلّع اليوم وبعد ماشهدته المنطقة من صراعات وغزوات وحروب إلى استكشاف ملامح نموذج مؤسس آخر يستكمل ما بدأته المقاومة، ويبني على انجازاتها في مواجهة الهيمنة الامريكية بكل وجوهها العسكرية والأمنية والثّقافية والسّياسية، وبكل تجليّاتها وامتداداتها وأدواتها".
وأشار فضل الله إلى أنّ الشهيد سليماني "قد رافق المقاومة العربية والإسلامية في رحلة كفاحها، واضعاً قدرات الجمهورية الإسلامية في ايران في تصرّفها، ومواكباً إيّاها في مواجهة التّحديات والصّعاب وتحقيق الإنجازات.
واعتبر أنّ الشهيد سليماني يمتلك نظرة جيوسياسية موحّدة لمسرح المواجهة، بحيث لم يغفل عن التّمايزات السياسيّة والجغرافية والاقتصادية، بل حتّى الدينية والثّقافية، ولم يكتف بهذا الفهم الواسع بل حوّله إلى عنصر قوّة وعامل توحيد.
وتابع فضل الله عن الشهيد سليماني "لم تكن لديه الغاية تبرّر الوسيلة، فتكتيكاته وخططه العسكرية تتناسب مع طبيعة الهدف والمعركة، دون التّفريط بأخلاقيات الحرب، ومع تحاشي الإستعمال المُفرط للقوة، وفي ذلك مزج بين البُعدين السياسي والعسكري، في إطار استراتيجيّة واحدة تقوم على تحقيق الغاية بأقل قدَر من الحرب".