معركة أولي البأس

لبنان

رسالة لرئيس الجمهورية إلى اللبنانيين عشية الاستشارات
21/10/2020

رسالة لرئيس الجمهورية إلى اللبنانيين عشية الاستشارات

اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم بالرسالة التي سيوجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اللبنانيين عشية الاستشارات النيابية التي ستجري لتسمية رئيس للحكومة، وسط توقعات بأن يكون كلام الخطاب مرتفع النبرة وحاسما.
وبحسب الأجواء فإن الاستشارات التي تم تأجيلها سابقا لن تتأجل مجددا، وستبقى في موعدها، على أن المرشح الوحيد، سعد الحريري، لن يكون له مناسف في نيل أصوات النواب للتكليف، لكن الحديث يبقى هل سيتمكن من تأليف الحكومة العتيدة أم لا.


"الأخبار": موقف عالي السقف لعون اليوم: هل يُسحَب الغطاء عن الحريري؟

تساءلت صحيفة "الأخبار".. ما الذي سيقوله اليوم الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري؟ هل يؤكّد إجراء الاستشارات النيابية في موعدها، بمعزل عن «ملاحظاتِه الميثاقية» على تكليف الرئيس سعد الحريري من دون أصوات أكبر كتلتَين مسيحيتَين؟ أم يعمد إلى إعلان تأجيلها مع التبريرات ذاتِها التي سبق أن أدرجها في خانة الأسباب الموجبة باعتبارها الحجة الوحيدة التي تفرمِل اندفاعة الحريري وتُجبِره على الاعتراف بالتوازنات الداخلية؟ هذه الأسئلة طغت أمس بعد إعلان الرئاسة عن رسالة سيوجّهها عون الى اللبنانيين، «يتناول فيها الأوضاع الراهنة». وفيما تكتمّت مصادر بعبدا عن سبب هذا القرار ومضمون الكلمة، الا أن المعلومات تقاطعت حول أن عون سيطلق موقفاً عالي السقف ومفاجئاً، من كل الأحداث التي داهمت الساحة اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، بدءاً من ملف ترسيم الحدود، وصولاً إلى التطورات المرتبطة بالملف الحكومي. وتدافعت هذه الأسئلة بعد ظهر أمس إثر صدور بيان لـ«اللقاء التشاوري» حسم فيه عدم تسمية «المرشح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضيّ في السياسات المتبعة دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية»، علماً بأنه كانَ يتجه سابقاً لتسمية الحريري، ما فتَح بابَ التكهّنات حول ما إذا كانَ هناك من تطورات جديدة سحبت الغطاء عن الحريري. وأضيف إلى البيان مقدّمة النشرة المسائية لقناة «أو تي في» التي فتحت النار في أكثر من اتجاه.

لا شكّ أن كلمة عون ستكون بالغة الأهمية، ويفترض أن يتحدّد في ضوئها المسار الذي سيسلكه الملف الحكومي، ومعه مجمل الأزمة اللبنانية، رُغم أن الترجيحات بقيت لمصلحة حصول تكليف للحريري يوم الخميس، علماً بأن معظم القوى السياسية، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تتمنّى تأجيلها. وقد استندت مصادِر سياسية في تأكيد ذلك، إلى مؤشر وحيد، وهو أن الأسباب الموجبة التي استخدمت للتأجيل الأسبوع الماضي والتي ارتكزت على حجة «غياب الميثاقية المسيحية» للتكليف لا أساس دستورياً لها، إضافة إلى سحب «القوات» هذه الذريعة، فاصلة بين مفهوم الميثاقية وعدم تسمية الحريري، في موازاة انتقاد الكنيسة المارونية علناً تأخير الاستشارات كما عملية التأليف و«اللعب بالميثاق». وعليه لن يكون بمقدور عون سوى ترك المجال أمام اللعبة الدستورية لتأخذ مجراها، على أن ينتقل الاشتباك إلى مسار التأليف، في ظل تضارب حسابات القوى الأساسية، حيث ستكون عملية التشكيل شائكة ومعقدة فلا يُفرج عنها قبلَ اتضاح صورة السباق الرئاسي في البيت الأبيض.

وبينما كانَ من المفترض أن تبدأ الاتصالات ليل الاثنين الماضي، كما أشار الرئيس بّري، قالت مصادر مطّلعة إنه «لم يحصل أي تواصل يُذكر»، لكن الأجواء في الساعات الماضية «كانت كلها تؤكّد حصول الاستشارات في موعدها، وأن الحريري ضمن التكليف في جيبه، قبلَ أن يتفاجأ الجميع بالإعلان عن الرسالة التي سيوجّهها عون». وأكدت أوساط فريق 8 آذار أن «الثنائي حزب الله وحركة أمل سمع من الإعلام عن موعد كلمة عون، ولم يتبلّغا أي موقف مسبق، وهما لا يعلمان خلفية الرسالة التي سيطلقها رئيس الجمهورية ولا مضمونها». وأكدت المصادر أن «أحداً لم يتحدث إليهما في أمر تأجيل الاستشارات لا من قريب ولا من بعيد وهما ينتظران ما سيقوله عون».

معظم القوى السياسية باتت تتمنّى تأجيل الاستشارات لعدم وجود اتفاق

وقالت المصادر إن «حزب الله لا يتدخل في مسألة الاستشارات ولا موعدها»، وإنه «لا يزال يفضل التفاهم مع الحريري، علماً بأن الحزب لم يتوصل الى أي اتفاق معه، وهو لا يزال يتحفظ على طلب الحريري مساعدته في موضوع صندوق النقد الدولي، ويرفض أن يتركه طليق اليدين». أما الغالبية «فترى في التأجيل فرصة لكسب الوقت لأن عدم الاتفاق على جوهر الورقة الفرنسية سينعكس نزاعاً في مرحلة التأليف، فلماذا يعطى الحريري ورقة التكليف قبل الانتخابات الأميركية التي ستحصل بعد أسبوعين»؟

في سياق آخر، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أشارت فيه إلى أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف التقى أمس الممثل الخاص لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، جورج شعبان. وتناول البحث، خلال اللقاء، قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية - الاجتماعية. وذكر بيان الخارجية الروسية أن «الجانب الروسي شدد على التزام موسكو وتشديدها على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة، بما يشكل المنطلق المهم لحلّ القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني، والضمانة للتطور اللاحق في لبنان».

 

"البناء": الحريري الخميس رئيساً مكلفاً بـ 65 صوتاً دون حزب الله والتيار الحر
من جهتها رأت صحيفة "البناء" أن ثلاثة أمور باتت محسومة، إجراء الاستشارات النيابية الملزمة المقررة في بعبدا يوم غدٍ الخميس إذا لم يحصل مستجدّ يستوجب التأجيل، تكليف المرشح الوحيد الرئيس سعد الحريري بأكثرية مقبولة، فصل استحقاق التكليف عن التأليف الذي سينتظره مرحلة طويلة من شدّ الحبال والصراع على الحصص والنفوذ، كما رجحت أوساط سياسية متابعة للملف الحكومي. رغم أن مصادر عين التينة تؤكد لـ «البناء» حصول شبه تفاهم على الخطوط العريضة للحكومة المقبلة بين الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، مشيرة إلى أن مسألة وزارة المالية خارج النقاش ومن المسلمات لدى الجميع بأن تؤول إلى شيعي يسميه الرئيس بري بالتشاور مع الرئيس المكلف، مشيرة إلى أن تكليف الحريري سيفتح الباب أمامه للتواصل والتشاور مع الكتل النيابية للتسريع في تأليف الحكومة.

ودعا المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل الى السير بالطريقة الطبيعية وإجراء استشارات. وقال «هذا ما يجب ان يحصل الخميس ونحن ضد عملية التأجيل». ورداً على سؤال قال: «لسنا في أي حلف لا إسلامي بوجه المسيحي، ولا مسيحي ولا مختلط، هناك آراء للكتل النيابية يجب ان يتم التعبير عنها في الاستشارات». وشدّد على أن كل الكتل مشاركة في الاستشارات النيابية، والميثاقية متوفرة من خلال المشاركة فيها.

التأليف وفق الدستور

وأكدت مصادر بعبدا لـ«البناء» أن الاستشارات قائمة في موعدها، ما لم تستجد أي معطيات تستدعي تأجيلها مرة ثانية، ولفتت إلى لا اتصالات بين بعبدا وبيت الوسط حتى الساعة. وشددت على أن اختيار الرئيس المكلف خاضع لإرادة الكتل النيابية التي ستشارك في استشارات الخميس وفق الأصول الدستورية والديمقراطية على أن يخضع استحقاق التأليف للقواعد التي ينصّ عليها الدستور ولرئيس الجمهورية صلاحيات دستورية لضبط عملية التأليف وإنتاج حكومة تراعي المصلحة الوطنية ومقتضيات الوفاق الوطني والتوازنات السياسية في البلد ونفت المصادر ما يُشاع ويتم التداول به عن خيار استقالة رئيس الجمهورية واضعة ذلك في إطار التكهنات ومضيعة الوقت، مؤكدة أن «الرئيس عون مستمر في القيام بواجباته ومسؤولياته الوطنية وسيمارس دوره وصلاحياته الدستورية وفي المقابل لن يعتدي على صلاحية الآخرين».

ومن المتوقع أن يطلق رئيس الجمهورية سلسلة مواقف من الأوضاع الراهنة خلال رسالة يوجّهها الى اللبنانيين عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم.

اللقاء التشاوري: لن نسمّي الحريري

وأعلن اللقاء التشاوري خلال اجتماعه الدوري في دارة الوزير الأسبق عبد الرحيم مراد، أنه لن يتوجه إلى القصر الجمهوري يوم الخميس «إلا حفاظاً على بقيّة باقية من الدستور المنتهك، وحتماً لن نسمّي المرشّح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضي في السياسات المتبعة من دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية لمعالجة الازمات المعيشية والمالية والاقتصادية التي تشكل أساساً لكل إصلاح مرتجى».

وتساءل: هل يجوز حقاً ان نختصر أزماتنا الكبرى بالنقاش الأجوف حول الميثاقية في التكليف او التأليف؟ وليس حول برنامج الحكومة الإصلاحي والإنقاذي المطلوب تنفيذه. ولفت اللقاء في بيانه الى أن «كل ما يحصل إهداراً للوقت ولفرص الإنقاذ، وان كانت الظروف الدولية تحديداً ستؤدي إلى تمرير التكليف يوم الخميس المقبل، فإنّ التأليف دونه عقبات وأزمات تؤكد أننا ذاهبون إلى جدال عقيم يفاقم إهدار الوقت والفرص».

حزب الله: لا قرار حتى الساعة

وفيما علمت «البناء» أن حزب الله لم يتخذ قراره حتى الساعة من تكليف الحريري على أن يحدّده اليوم، أشارت مصادر مطلعة على موقف الحزب لـ«البناء» الى أن كتلة الوفاء للمقاومة لن تسمّي الحريري حتى الساعة إلا إذا نجحت الاتصالات خلال الـ 48 ساعة المقبلة من حصول اتفاق بين الحريري والحزب على بعض النقاط الأساسية في الورقة الإصلاحية في المبادرة الفرنسية والتي سبق واعترض عليها الحزب خلال اللقاءات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل والمسؤولين الفرنسيين وتتلخص بثلاث نقاط:

– شروط صندوق النقد الدولي.

– رفع الدعم عن المواد والسلع الأساسية.

– رفع الضريبة على القيمة المضافة وضرائب أخرى.

ولفتت المصادر إلى أن الحريري يحاول انتزاع ورقة التكليف لتمكينه من التحكّم بالتأليف، لكن المصادر لفتت الى أن «هناك شبه تفاهم بين الحريري وكل من الثنائي أمل وحزب الله على تركيبة الحكومة وتمثيل الكتل النيابية وباقي التفاهم مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر على الحصة المسيحيّة، وهذا مؤجّل بحسب المصادر الى مرحلة التأليف، مشيرة الى أن الولايات المتحدة الأميركية ستحاول تقليص نفوذ وتمثيل حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر في الحكومة. وربطت المصادر بين إحجام الحريري على التواصل مع النائب جبران باسيل حكومياً وبين استبعاد رئيس التيار الوطني الحر عن جدول زيارة لقاءات معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر، واضعة هذا السلوك في اطار الضغط على التيار الوطني الحر لفك التحالف مع حزب الله وبالتالي عزل الحزب وطنياً وسياسياً ما سيدفع الحزب بحسب المصادر إلى عدم ترك حليفه للاستفراد به في تأليف الحكومة، وإن كان الحزب سيمرر التكليف فإنه سيقف إلى جانب التيار في التأليف.

القوات تفاوض الحريري على حصتها

وفيما أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في تصريح أن القوات لن تسمّي الحريري لعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله، التيار الوطني الحر وحركة أمل»، برز كلام نائب جعجع جورج عدوان بتمييزه بين ميثاقية التكليف وميثاقية التأليف، بقوله إن تكليف الحريري من قبل الأكثرية يتمتع بالغطاء السنّي ليتم تكليفه. وقال عدوان من الأونيسكو: «يجب ان نحافظ على المستقلين وأصحاب الاختصاص ولا يحق لطائفة ان تختار لطوائف أخرى ولا يحق لمكونات أو افرقاء ان يختاروا عن الآخرين. وهنا تعلب الميثاقية دورها»، ما أوحى بأن القوات تفاوض الحريري بشكل غير مباشر للمشاركة في الحكومة تحت عنوان وزراء اختصاصيين.

 

"اللواء": كلمة عون اليوم: ميثاقية الدستور أم مغامرة الشغور؟
وكادت «الرسالة» التي سيوجهها ظهر اليوم (الساعة 12) الرئيس ميشال عون، ويتناول فيها الأوضاع الراهنة، ان تعيد خلط الأوراق عشية الموعد المحدد والمرجأ، للاستشارات النيابية الملزمة، عند التاسعة من صباح غد الخميس..

فتوقيت الرسالة، لا مناسبة له، سوى ارتباطه على نحو مباشر، بواحد من أبرز واخطر الاستحقاقات، قبل أسبوع ويزيد على توديع العهد عامه الرابع، بدءاً من ليل 31/10/2020 و1/11/2020، وسط انهيارات في كل شيء، لا تبدو انها مفهومة قط، إلى حدّ ان النائب السابق وليد جنبلاط، لاحظ في «تغريدة» له ان «العهد يتجه إلى قمع شتى اشكال التعبير، الذي لم يحدث حتى أيام أنور خوجا، وعائلته في ألبانيا (حاكم ألبانيا في العهد الشيوعي).

وعلى الرغم من التكتم الذي يحيط بالمضمون، الا ان الأوساط القريبة من بعبدا، تتحدث عن تقديم رواية، غير مختصرة، لرؤية الرئيس، وفريقه لتطور الوضع، والاحتمالات المتاحة امام الخيارات، وتداعياتها.

وقال مصدر مقرّب ان الكلمة ستوضح بعض الأمور، وترسيم التوجهات في بعض الأمور المصيرية.

وتوقعت مصادر متابعة ان يتناول رئيس الجمهورية ميشال عون في الكلمة المفاجئه اليوم ثلاثة مواضيع رئيسية، الاول موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وماتخلله من مواقف وحملات على تشكيلة الوفد المفاوض والاعتراضات الحادة على ضم موظفين مدنيين الى صفوفه بايعاز من الرئاسة الاولى ومن دون التنسيق والتشاور مع الحكومة والاطراف السياسيين ولاسيما الثنائي الشيعي وما تبع ذلك من ردود سلبية منهما، في حين ذهب بعض الاعلاميين المقربين للحزب الى دعوة رئيس الجمهورية للاستقالة على خلفية ماحصل بخصوص الترسيم وهو مااعتبره البعض رسالة سلبية موجهة من الحزب إلى عون وفريقه السياسي بشكل عام، وقد بدت ملامحها بالظهور في موضوع التحضيرات الجاريةلاجراء الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس جديد الحكومة مع بروز ملامح رسم مسافة بين الحليفين السابقين حول هذا الموضوع خلافا على ماكان يحصل سابقا في مثل هذه المواضيع، مايزيد من تموضع كل منهما في مكان مختلف عن الاخر.اما الموضوع الثاني المرتقب ان يتناوله رئيس الجمهورية هو القرار غير المبررالذي اتخذه لتاجيل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لمدة اسبوع بالرغم من الحاجة الملحة لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة.

ويتوقع ان يدافع عن قراره استنادا الى صلاحياته الدستورية، وبتبريرات وحجج واهية جديدة مع محاولته إعطاء إشارات ايجابية حول تسهيل واتمام الاستشارات باتجاه تسمية رئيس جديد للحكومة، مع تشديده بشكل غير مباشر، بان ماحصل لاعلاقة له من قريب اوبعيد بصهره النائب جبران باسيل خلافا للواقع. أما الموضوع الثالث فهو موجه للخارج وتحديدا فرنسا، لجهة التأكيد على الالتزام بتنفيذ المبادرة الفرنسية استنادا للدستور اللبناني وإعطاء انطباعات مريحة لباقي الدول وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية والآخرين بالقيام بما يلزم لتشكيل حكومة جديدة تتولى القيام بالإجراءات اللازمة لحل الازمة المالية الصعبة التي يواجهها لبنان.

ولم تستبعد مصادر متابعة، ان تتوزع الاحتمالات في ما خص الاستشارات ومصيرها غداً بين:

1- التمسك بالموعد، والدعوة إلى التوافق قبل فوات الأوان.

2- الدعوة إلى لقاء لرؤساء الكتل، للتفاهم على وضعية الحكومة، إذا حسم من سيشكلها (الرئيس الحريري).

3- أو الأخذ باقتراح النائب هاغوب بقرادونيان مجدداً، لجهة تأجيل تقني ليومين أو ثلاثة لا أكثر.

وفي السياق، أوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الثابت في المشهد الحكومي يتصل بتكليف الرئيس سعد الحريري في يوم الاستشارات على أن الساعات المقبلة فرصة لجميع الكتل النيابية لحسم أمرها مع العلم ان بعضها كان واضحا في تحديد رغبته في التسمية. 

وأفادت المصادر أن لا معطيات جديدة تتصل بمرحلة ما بعد التكليف كما أن لا مشهد معدا سلفا للتأليف ما يطرح السؤال عن استخدام بعض الأفرقاء لأوراقهم التفاوضية وكيفية تلبية الرئيس المكلف لمطالب الكتل ولاسيما تلك التي سمته.

 

"الجمهورية": رسالة رئاسية «عالية النبرة» اليوم ترسم خريطة الطريق للتكليف غداً
وقالت مصادر مطلعة على موقف عون لـ»الجمهورية»، انّ رسالته ستكون «عالية النبرة»، وستتضمن هجوماً عنيفاً على «الطبقة السياسية الفاسدة»، وسيؤكّد فيها انّه «لن يقبل بلي الاذرع ولا بهزيمة سياسية». وكذلك سيؤكّد انّه «لن يقبل بمحاولات البعض الهادفة الى انهاء عهده، الذي ما زال امام سنتين من ولايته». واكّدت المصادر نفسها، انّ عون سيعلن انّه «لن يخضع لقواعد لعبة يحاول الآخرون ان يفرضوها عليه، وانّه سيرسم في رسالته خريطة الطريق لما سيكون عليه مصير التكليف والتأليف، تجنّباً لعدم الوقوع في ما مضى».

وذهب بعض المطلعين الى القول لـ»الجمهورية»، انّ موضوع الاستشارات سيظهر غير ذي اهمية امام حجم المواقف التي ستتضمنها الرسالة الرئاسية.

‏وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ عون قرّر منذ صباح امس التوجّه بهذه الرسالة الى اللبنانيين، من دون ان يبلغ اياً من مساعديه بما الذي ينوي الاعلان عنه فيها.

وفي الوقت الذي رفضت المصادر القريبة من عون الكشف عن مضمون الرسالة، لفتت مصادر مطلعة الى انّه سيسجّل موقفاً عشية الاستشارات النيابية الملزمة من قضايا متعددة، وعلى اكثر من مستوى سياسي وحكومي واقتصادي واجتماعي تعيشه البلاد منذ تولّيه المسؤولية، ويلامس التجرية الأخيرة في شأن الوضع الحكومي، بطريقة وصفت بأنّها قد تكون على شكل مصارحة لا بدّ منها وتصويباً لبعض الخطوات التي على الجميع القيام بها لإنقاذ الوضع.

وعمّا إذا كان عون سيقارب في رسالته مصير الاستشارات تأجيلاً لمرة جديدة، قالت المصادر، «انّ الاستشارات في موعدها، ولكن للكلام قبلها هذه المرة معنى وتفسيراً آخر، علماً انّ كلمته كان يمكن ان يقولها عشية بداية السنة الخامسة من ولايته التي تصادف نهاية الشهر الجاري.

تبريرات وتجارب

لكن مصادر أُخرى قالت لـ«الجمهورية»، انّ هناك احتمالاً ان يتجّه عون الى تأجيل الاستشارات «مقدّماً تبريرات يستند فيها الى تجارب سابقة، ليس آخرها ما حصل مع مصطفى اديب عندما كُلّف، ولكنه عجز عن التأليف بسبب غياب التفاهمات بين الكتل النيابية الكبرى. وسيطلب عون من جميع المعنيين الاتفاق على كل الخطوات كإطار عام وسلّة متكاملة، حتى لا يكون غداً الخميس محطة جديدة لاستنزاف الوقت، وحتى لا يكون البلد امام مصطفى اديب جديد، لأنّ لا شيء تغيّر على صعيد تذليل العقبات والعراقيل التي تحول حتى الآن دون انجاز الاستحقاق الحكومي».

وفي المقابل، أكّدت مصادر متابعة للملف الحكومي، «انّ الاستشارات قائمة غدًا في موعدها، ولم يتبلّغ احد عن وجود نية لتأجيلها». وتحدثت عن «مبادرة ما» للحل سيطلقها عون في رسالته اليوم.

سيناريوهات متناقضة

وكانت الصورة بدت غير واضحة أمس، في ظلّ تنوع السيناريوهات حول ما يمكن ان يكون عليه مصير هذه الاستشارات. وراوحت هذه السيناريوهات بين قائلة بتأجيل جديد، وأخرى تؤكّد حصولها، لأنّ التأجيل ليس وارداً نتيجة ضغوط داخلية وخارجية تُمارس على المعنيين، او بعضهم، لتمكين لبنان في ملاقاة عدد من المحطات الداخلية والدولية المتعلقة بإمكان حصوله على دعم للخروج من الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعيشه.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه في حال انجاز التكليف غداً، فإنّ الازمة ستنتقل حتماً الى مرحلة التأليف، حيث انّه الى جانب ما يمكن ان يحصل من تعقيدات حول التشكيلة الوزارية حجماً ومواصفات واسماء وتوزيع حقائب، هناك خلافات يُنتظر تفجّرها حول بعض مضامين الورقة الاصلاحية الفرنسية، خصوصاً لجهة الشروط التي يمكن صندوق النقد الدولي ان يطرحها في شأن مساعدة لبنان، فبعضها مقبول والبعض الآخر مرفوض لدى هذا الفريق السياسي او ذاك.

هدوء نهاراً

وقد ساد الهدوء قصر بعبدا طوال نهار امس، ولم يُسجّل اي حراك له علاقة بالملف الحكومي، في وقت تردّد انّ الاستشارات النيابية الملزمة ما زالت حتى لحظة امس في موعدها غدًا الخميس، وانّ دوائر بعبدا تراقب عن كثب مجموعة المواقف التي تشعبت وانطلقت من بعض المواقع، دون التعبير عن اي رد فعل يُذكر.

وقالت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّه رغم وجود اكثر من احتمال ما زال وارداً ولو بنسبة ضئيلة، فإنّ كل ما يجري يوحي ان ليس هناك اي توجّه لتأجيل الإستشارات مرة جديدة، وانّ ما كُتب قد كُتب، وانّ التكليف سيحصل برقم مقبول. ولفتت الى انّ ما يسبق عملية التكليف من مواقف متشنجة لن تؤثر في الاستشارات، وانّ ما شابها من ظواهر غير مألوفة حتى اليوم يمكن معالجتها في المرحلة التالية، فالاستحقاق على الأبواب ولم تظهر اي جهة نيتها بتسمية احد او الايحاء بوجود اي مرشح آخر غير الحريري على الساحة السنّية. ورأت المصادر انّ هذه الظاهرة طبيعية، بعد الفشل الذي مُنيت به مهمة الرئيس حسان دياب، الذي بقي معزولًا وما زال عن محيطه.

ابراهيم اتصل بعون

وفي غضون ذلك، علمت «الجمهورية»، انّ عون تلقّى امس اتصالاً من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الموجود في بوسطن، في انتظار ان يتعافى نهائياً من وباء كورونا الذي اصيب به هناك. وافيد انّ ابراهيم ابلغه انّ صحته جيدة ولم يتعرّض لأي عوارض غير عادية، وانّه في حال بقي وضعه على هذه الحال سيعود الى لبنان غداً او بعد غد على ابعد تقدير.

وقد اطلع ابراهيم رئيس الجمهورية على حصيلة لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين، والمعطيات التي توافرت لديه حول الملفات التي تناولها بالبحث معهم، من دون اي اشارة الى الملف الحكومي «الذي لم يكن مطروحاً في الزيارة» حسب تأكيد المصادر.

الاستشارات النيابية

إقرأ المزيد في: لبنان