لبنان
تأجيل الإستشارات النيابية وسط إنطلاق مفاوضات ترسيم الحدود
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على الحراك السياسي الحكومي لجميع الأفرقاء من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة، فبعد أن كانت الإستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المُكلّف اليوم أُرجِئت لأسبوع كامِل، وسطَ حظوظ بدَت شبه محسومة لصالح سعد الحريري.
الحدث الأبرز الذي تناولته الصحف هو إنطلاق المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في الناقورة لترسيم الحدود اللبنانية البحرية الجنوبية، تحت خيمة في مكان مواجه لمقر قيادة اليونيفيل ولم تستغرق سوى ساعة اذ وصف اللقاء بانه بروتوكولي واستكشافي، ورفض الوفد اللبناني التقاط صورة مع الجانب الإسرائيلي إذ اخذت صورة للوفود الثلاثة من دون الوفد اللبناني.
"الأخبار": تأجيل الاستشارات النيابية: الحريري على خطى مصطفى أديب؟
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أن الإستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة أُرجِئت لأسبوع كامِل، بعدما كانَ من المُقرر إجراؤها اليوم، وسطَ حظوظ بدَت شبه محسومة لصالح سعد الحريري. وجاءت «الأسباب الموجبة» للتأجيل إلى الخميس المُقبل، في بيان مقتضب صدر عن القصر الجمهوري مساء أمس قال انه حصل «بناء على طلب بعض الكتل النيابية ولبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها». وبحسب المعلومات، فإن التأجيل أتى بسبب إصرار الحريري على الفوز بورقة تكليفه رئيساً للحكومة، وعدم تقديم أي ضمانات للكتل التي تريد تسميته، مكرراً في ذلك تجربة السفير مصطفى أديب.
وفيما أشيع امس ان فرصة الأسبوع التي وفّرها التأجيل سببها تصميم النائب جبران باسيل على أن يسبق التكليف لقاء أو اتصال بينه وبين الحريري للتفاوض حول تشكيل الحكومة، أكّد باسيل أن التأجيل لن يغيّر موقف تكتله، ما يعني التمسك برفض تسمية الحريري.
وبدا عشية الإستشارات أن معظم الكتل النيابية، باستثناء حزب «القوات» و«التيار الوطني الحر»، أبدَت ميلاً لتسمية الحريري الذي كفلَ في جيبه معاودة تكليفه بما لا يقلّ عن ستين صوتاً نيابياً. فإلى جانب كتلة «المستقبل»، أعلن رئيس حزب «المردة» سليمان فرنجية تأييد الحريري، كما كانت أصوات حركة أمل والطاشناق وكتلة «الوسط المستقل» ستصبّ لصالحه، وسطَ معلومات تحدّثت عن اتجاه «اللقاء التشاوري» الى تسميته أيضاً، فيما بقي موقف حزب الله غير معلن.
ولم يُخفِ رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، استياءه من التأجيل، إذ نقلت عنه قناة «ان بي ان» بأنه «ضد التأجيل ولو ليوم واحد». فيما لفتت مصادر في فريق 8 آذار الى أن حزب الله لا يمانع التاجيل، وربما يطلبه، لجهة عدم رضاه عن اداء الحريري الذي يكرر التجربة نفسها التي خاضها بالسفير مصطفى أديب، إذ لا يزال يرفض تقديم أي وعود او ضمانات بشأن تأليف الحكومة، مستنداً إلى زخم دولي، وخاصة فرنسي يدعمه. وتبيّن ان الوفد النيابي الذي أرسله الحريري للقاء الكتل النيابية، برئاسة عمته النائبة بهية الحريري، لم يخض جدياً في أي مشاورات، بل اكتفى بسؤال الكتل التي يلتقيها عما إذا كانت لا تزال تؤيد المبادرة الفرنسية.
وقبيل صدور بيان إرجاء الإستشارات سُجّلت إتصالات مكثفة، قامَ بجزء منها بحسب المعلومات الرئيس بري لتأكيد إجراء الإستشارات، فيما أعلنت مفوضية الإعلام في الحزب الإشتراكي، في بيان، أن رئيس الحزب وليد جنبلاط تلقى اتصالاً من الحريري. وبحسب المعلومات كانَ «اتصالاً إيجابياً» أفضى الى قرار جنبلاط بتعديل موقفه نحو تسمية الحريري. كما تلقى جنبلاط، بحسب البيان، اتصالاً من «مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها».
من جهة أخرى، واصلت كتلة «المستقبل» برئاسة النائبة بهية الحريري جولتها على الكتل النيابية، وزارت مقر تكتل «لبنان القوي»، حيث التقت أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، فيما تغيّب باسيل عن اللقاء. ثم زار الوفد «اللقاء التشاوري»، كما التقى وفداً من كتلة «الوفاء للمقاومة». أما تكتل «الجمهورية القوية» فعقد اجتماعاً مطولاً تحدث بعده رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، معلناً: «إننا لن نسمي لا الحريري ولا سواه، في استشارات الغد، لأن المواصفات لتشكيل حكومة إنقاذ فعلية غير موجودة في أي شخصية».
من جهة أخرى، التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا. وخلال اللقاء، عبّر شينكر عن «اهتمام خاص بطرح البطريرك الراعي حول حياد لبنان الناشط» واستمع منه إلى عرض مفصّل حوله. كما تطرّق إلى موضوع الحكومة الجديدة، مشدّداً على أنّ «ما يهمّ الولايات المتحدة هو تشكيل حكومة فاعلة شفّافة، تقدّم الخدمات الأساسية للشعب اللبناني، بغضّ النظر عن اسم رئيسها».
"النهار": الرئيس عون يطيّر الاستشارات بعد توافر أكثرية للحريري!
بدورها صحيفة "النهار" اعتبرت أنه على أهمية الانطلاقة "التاريخية" للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية امس في الناقورة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة كحدث استراتيجي، خطفت تطورات الاستعدادات والتحركات واللقاءات السياسية والنيابية المحمومة عشية الموعد الذي كان مقررا لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف تشكيل الحكومة اليوم الأنظار والأضواء والاهتمامات خصوصا مع تطور الوضع مساء بـ "انقلاب" عوني بعدما مال الوضع كليا لمصلحة تكليف الرئيس سعد الحريري. ذلك ان المفاجأة المباغتة التي قلبت مجمل المشهد ليلا تمثلت في انقلاب رئيس الجمهورية ميشال عون على أكثرية واضحة توافرت لمصلحة تكليف الحريري اليوم وذلك في ما بدا استجابة لموقف "تكتل لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل الذي كان قرر عدم تسمية الحريري والعودة الى بدعة غير دستورية هي تفويض رئيس الجمهورية اتخاذ القرار المناسب. واكتسب تطيير الاستشارات اليوم دلالات بالغة السلبية سيتحمل تبعتها رئيس الجمهورية وتكتله وباسيل شخصيا نظرا الى التداعيات الخطيرة التي ستتراكم في ظل استفحال ازمة التكليف التي ستتخذ وجها آخر ابتداء من اليوم. ولوحظ ان بيان ارجاء الاستشارات الذي صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية افتقر الى السبب المنطقي لتبرير هذا القرار اذ افاد البيان ان رئيس الجمهورية قرر تأجيل الاستشارات أسبوعا الى الخميس المقبل 22 تشرين الأول "بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها".ولم يكن ادل على افتقار الخطوة الى أي مبرر من مسارعة مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الإعلان ان بري هو ضد تأجيل الاستشارات النيابية ولو ليوم واحد. وبدا الانقلاب على الاستشارات اقرب الى الانقلاب على الفرصة الأخيرة المتاحة لإنقاذ البلاد وسط استفحال ازماتها وانهياراتها ولا سيما ان ازمة الانتشار الوبائي بلغت حدودا مخيفة لجهة انكشاف واقع المستشفيات التي تعجز عن استقبال المرضى او تتأخر في إيجاد أسرة لهم الامر الذي ترجم امس في تسجيل رقم صادم في عدد الوفيات بلغ 20 حالة . واذا كانت النيات انكشفت على الغارب فان الأسبوع المستقطع لإرجاء الاستشارات يبدو بمثابة فسحة للانقلابين لكي يحاولوا ابتزاز الحريري في محاصصة وزارية وسياسية وإملاء شروطهم عليه او دفعه الى الانسحاب وطي مبادرته .
جاء ذلك بعدما برز تطور رجح كفة تكليف الحريري وابرز الاتجاه الغالب نحو تكليفه اليوم وتمثل في عودة سريان التواصل المباشر بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من خلال اتصال اجراه الحريري بجنبلاط وبدد العاصفة التي هبت بينهما قبل أيام. غير ان الأهم هو ان جنبلاط قرر تسمية الحريري في ما بدا اضطلاعاً بدوره المعهود كبوصلة للاتجاهات المفصلية الامر الذي ترجم أيضا قوة الدفع الفرنسي لانجاح المساعي لتشكيل الحكومة الجديدة علما ان جنبلاط وضع كتلة اللقاء الديموقراطي مساء في أجواء اتصال الحريري به كما في أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها. واذا كان هذا التطور دفع الوضع قدما نحو عدم ارجاء موعد الاستشارات كما كان يخشى في حال عدم اتضاح الاتجاهات النيابية بشكل واضح، فان رجحان كفة تكليف الحريري كان بدأ يتضح عقب انتهاء جولة وفد كتلة “المستقبل” على القيادات السياسية والكتل النيابية ولو ان ثغرة كبيرة شابت حصيلة الجولة وبرزت من خلال الموقفين السلبيين لـ”القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” من تسمية الحريري بما قد يؤدي الى عقبة ميثاقية باعتبار ان كتلتي الحزبين تشكلان الجزء الأكبر من التمثيل النيابي المسيحي ولو توافر عدد من النواب المسيحيين خارج الكتلتين لمصلحة تكليف الحريري. لكن الانتاج شبه النهائي لحصيلة المواقف التي قررتها الكتل أظهر ان الحريري كان سيكلف اليوم باصوات يفترض ان تتجاوز 65 صوتا لكل من كتل “المستقبل ” و”التنمية والتحرير” و”اللقاء الديموقراطي ” و”التكتل الوطني” و”كتلة الوسط المستقل”مع ترجيح تسميته أيضا من كتلة النواب الأرمن فضلا عن نواب مستقلين. وأفادت المعلومات ان “كتلة الوفاء للمقاومة” قررت انه في حال كانت الأصوات التي سيحصل عليها الحريري كافية عندها لن يسمي أحدا وفي حال العكس ستسمي الحريري.
وبإزاء ذلك قرر “تكتل لبنان القوي”عدم تسمية الحريري في الاستشارات وترك الامر في عهدة رئيس الجمهورية بما اعتبر تسهيلا ضمنيا لمهمة رئيس الجمهورية وعدم التراجع عن عدم تسمية الحريري علما ان مسألة تفويض أصوات النواب لرئيس الجمهورية ليست دستورية وسبق ان اثارت مشكلة كبيرة في عهد الرئيس أميل لحود. وعلمت “النهار” ليلا ان عون اتصل بالحريري وبرر له قرار ارجاء الاستشارات بسبب عامل الميثاقية. ولكن هذه الذريعة بدت ضعيفة جدا نظرا الى ان حكومة حسان دياب كانت تألفت من دون توافر العامل الميثاقي في غياب التغطية السنية كما ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تم فيها تخطي هذا العامل وتأمن النصاب في المرتين.
اما موقف “القوات اللبنانية” فبدا قاطعا في رفضه تسمية الحريري واي مرشح آخر هذه المرة. واعلن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بعد اجتماع “كتلة الجمهورية القوية” “اننا لن نسمي لا الرئيس الحريري ولا سواه لان المواصفات لتشكيل حكومة انقاذ فعلية غير موجودة في أي شخصية ”
الجولة الأولى
وكان الحدث التفاوضي أرخى ظلاله امس قبل احتدام حمى الاتصالات السياسية الداخلية اذ انطلقت المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في الناقورة بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش على رأس الوفد الاممي ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر على رأس الوفد الأميركي ورأس الوفد اللبناني العميد الركن الطيار بسام ياسين فيما رأس الوفد الإسرائيلي المدير العام لوزارة الطاقة اودي اديري . وعقدت الجولة الأولى تحت خيمة في مكان مواجه لمقر قيادة اليونيفيل ولم تستغرق سوى ساعة اذ وصف اللقاء بانه بروتوكولي واستكشافي. والقى رؤساء الوفود كلمات قصيرة ورفض الوفد اللبناني التقاط صورة لجميع الوفود فاخذت صورة للوفود الثلاثة من دون الوفد اللبناني. وحصر رئيس الوفد اللبناني توجهه بالكلام الى كوبيتش وشينكر معتبرا ان “لقاءنا اليوم يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر ويشكل خطوة أولى نحو مسيرة الألف ميل ” وقال انه انطلاقا من مصلحة وطننا نتطلع الى ان تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من انجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة “.
واتفق على عقد الجولة الثانية التي ستبدأ فيها المفاوضات الفعلية في 26 تشرين الأول الحالي . ولوحظ ان بيانا مشتركا صدر عن حكومة الولايات المتحدة ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان يان كوبيتش أكدا فيه ان ممثلي الأطراف الأربعة “اجروا محادثات مثمرة وأعادوا تأكيد التزامهم مواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر”. كما ان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تناول لاحقا هذه المفاوضات فأكد “اننا نؤيد المحادثات التي انطلقت بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود ونحن ملتزمون بإنجاحها”. اما إسرائيل فأعلنت انها ستواصل التفاوض مع لبنان بخصوص الحدود البحرية بينهما . وقال وزير الطاقة يوفال شتاينتز في بيان انه وافق على ان يمضي الوفد الإسرائيلي قدما في المحادثات “لإعطاء العملية فرصة “.
"البناء": تأجيل الاستشارات النيابيّة: الحريري يلوّح بسحب ترشيحه… وباسيل لن نغيّر
أما صحيفة "البناء" اعتبرت أنه بعد أن تخطّى لبنان مطبات أميركية «إسرائيلية» في المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت أمس، في الناقورة برعاية أمميّة ووساطة أميركيّة لترسيم الحدود، فجسّد الوفد التفاوضيّ ورئيسه العميد الركن بسام ياسين الثوابت الوطنية والتمسك بالطابع التقني للتفاوض، سواء عبر الكلمة التي ألقاها باللغة العربية، أو عبر رفض الصورة التذكارية، وتحول البيان الصادر عن ثنائي حركة أمل وحزب الله حول تركيبة الوفد التفاوضي وتضمينه مدنيين إلى مصدر قوة للوفد، لجهة المزيد من الحذر من تمرير أي إيحاءات تتيح لوفد العدو الاستثمار على منح التفاوض بعداً سياسياً، أو تحقيق مكاسب إعلامية وسياسية من خلاله، ولجهة إفهام الوسيط الاميركي بأن المزيد من الضغط للخروج عن اتفاق الإطار سيفقد المفاوضات التغطية الوطنية اللازمة لنجاحها، خصوصاً أن الأميركي ومن خلفه «الإسرائيلي» لم يأتيا إلى التفاوض إلا لحاجتهما إليه بعدما تعذّر تحييد وتقييد سلاح المقاومة لوضع اليد على ثروات الغاز من دون تفاوض، ولأن سلاح المقاومة كمصدر تهديد لأي استثمار للثروات اللبنانية لم يعد ممكناً تحييده لضمان هذا الاستثمار إلا بتفاوض يرضى به لبنان، ويثبت للمقاومة أن الرضى الرسمي اللبناني لم يأتِ تحت الضغط ولم يفرّط بأي من الحقوق، ولم يخرج عن الإطار التقني بعيداً عن كل إيحاءات التطبيع، تطبيقاً لما ورد في اتفاق الإطار.-
ربط النزاع حول ملف التفاوض، وتجاوز مطبات تأثيره السلبي على التفاوض ومساره وقوة الموقف التفاوضي للوفد اللبناني، لم يتحقق مثله في الملف الحكومي، حيث تحوّل النزاع السياسي حول الاستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة الجديدة إلى عنوان أزمة لم تظهر تداعياتها حتى منتصف ليل أمس، بعدما بدا من ساعات بعد الظهر أن الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري قد بات الاسم المحسوم للتسمية في استشارات اليوم إذا تمّت، مع الاجتماعات المتواصلة بينه وبين ثنائي المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وتوصلها لرسم صورة لعناوين تفاهم بخطوطه العريضة حول الحكومة الجديدة، بمنح الكتل النيابية المشاركة في الحكومة الحق بترشيح اختصاصيين للحكومة يمثلونها مقابل حق رئيس الحكومة بطلب تعديل التسميات وفقاً للمعايير التي يضعها لطبيعة الحكومة.
بالإضافة للموقع المحوري لتفاهم الحريري مع الخليلين، ذلّل الحريري عقدة التفاهم مع النائب السابق وليد جنبلاط، وتشكلت لدى الحريري صورة تسميته من قبل قرابة السبعين نائباً بغياب كل من نواب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وقالت مصادر متابعة لمسار التكليف إنه لا يمانع بهذه النتيجة ليتولى مهمة تشكيل الحكومة، وسط تساؤلات في قصر بعبدا عن البعد المسيحي لميثاقية تسمية يغيب عنها التكتلان الكبيران في التمثيل المسيحي نيابياً، رغم وجود عدد من النواب المسيحيين سيشاركون في التسمية يفوقون عدد النواب السنة الذين قاموا بتسمية الرئيس حسان دياب، وبالحصيلة فاجأ رئيس الجمهورية الجميع بقرار تأجيل الاستشارات النيابية لأسبوع، حتى الخميس المقبل، وما أثاره التأجيل من ردة فعل لدى الرئيس الحريري لجهة التلويح بسحب ترشيحه، وهو ما بقي موضوع مشاورات واتصالات حتى ساعة متأخرة فجراً، وربط مصادر الحريري للتأجيل بالضغط على الحريري للتواصل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ظل العلاقة المتوترة مع القوات اللبنانية، وردّ باسيل بأن موقفه لن يتغيّر رغم التأجيل لجهة رفض تسمية الحريري ليزيد الصورة سلبية، والتساؤل عن مبرر التأجيل.
تأجيل الاستشارات
وفيما سارت الأمور بشكل طبيعي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع انعقاد أولى جلسات التفاوض بين لبنان والعدو الإسرائيلي في الناقورة، لم يكن الملف الحكومي على الموجة نفسها بعد تعثر المشاورات المكثفة التي استمرت طيلة يوم أمس، لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة، ما دفع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى إرجاء الاستشارات إلى الخميس المقبل.
وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية في بيان مساء أمس، أن رئيس الجمهورية قرر تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة اليوم أسبوعاً، وذلك بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها.
وسبقت تأجيل الاستشارات مروحة لقاءات واتصالات على كافة الخطوط السياسية دخل على خطها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر مستشاره السياسي، وذلك في محاولة للتوصّل إلى تفاهم حول تكليف المرشّح الوحيد حتى الآن الرئيس سعد الحريري.
التأليف قبل التكليف
لكن المفاوضات لم تنضج بعد بحسب ما قالت مصادر نيابية مطلعة على الملف الحكومي لـ«البناء»، وذلك بعد مواقف كتل نيابية عدة تحفظت على مسار التفاوض وتكليف الحريري من دون تفاهم مسبق وخريطة طريق واضحة حول المرحلة المقبلة، لا سيما بعد موقف تكتل لبنان القويّ والقوات اللبنانية بعدم تسمية الحريري ما أعاد مسألة الميثاقية المسيحية الى الواجهة، ما اقتضى بحسب المصادر مزيداً من المشاورات لا سيما بين الحريري والتيار الوطني الحر.
وإذ حسمت بعض الكتل موقفها بتسمية الحريري كـ«التكتل الوطني» و«اللقاء الديمقراطي» و«الوسط المستقل» الى جانب كتلة المستقبل لم تحسم كتلتا «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير» موقفهما حيث أشارت مصادر الكتلتين لـ«البناء» الى أنّهما يدعمان الحريري مع الاتفاق على معالم مرحلة التأليف والبرنامج الاقتصادي والسياسة الخارجية للدولة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة ومستجدات مفاوضات ترسيم الحدود البحرية ما يستوجب حكومة بمشاركة سياسية من الاحزاب والكتل النيابية، لأنّ الاتفاق المسبق على التأليف يسهّل ولادة الحكومة لكسب الوقت وللحؤول دون عرقلة التأليف، وبالتالي اعتذار الرئيس المكلف. وجددت المصادر تأكيد أنّ الكتل النيابية ستسمي ممثليها في الحكومة من الاختصاصيين وغير الحزبيين بالتشاور مع الرئيس المكلّف.
وأشارت مصادر عين التينة الى أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي ضدّ تأجيل الاستشارات النيابية ولو ليوم واحد.
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024
عمليات المقاومة ليوم الاثنين 25-11-2024
25/11/2024