لبنان
الأنظار اليوم إلى الناقورة.. و"المستقبل" يكمل جولته "الحكومية" على الكتل
تتجه الأنظار اليوم إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وتحديدا في الناقورة، حيث ستبدأ الجلسة الأولى من المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني لترسيم الحدود، برعاية أممية وأمريكية، وسط تحفظ من حزب الله وحركة أمل على تشكيل الوفد المفاوض اللبناني من مدنيين إلى جانب العسكريين.
وفي وقت تشهد فيه مختلف المناطق اليوم اعتصاما للاتحاد العمالي العام ونقابات النقل البري رفضا لرفع الدعم عن المحروقات والقمح والدواء، يستكمل وفد تيار "المستقبل" جولته على أبرز الكتل النيابية للوقوف عند المعضلة الحكومية ومحاولة تأمين الأكثرية النيابية التي ستسمي سعد الحريري لتأليف حكومة جديدة، قبيل موعد الاستشارات النيابية التي تبدأ غدا في بعبدا.
"الأخبار": مفاوضات ترسيم الحدود: الوفد اللبناني بلا شرعيّة!
قالت صحيفة "الأخبار" إن العدوّ الإسرائيلي جهّز أوراقه، وأسلحته، لبدء التفاوض مع لبنان، في الناقورة، اليوم، برعاية الأمم المتحدة. قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، وفي منزل كان سابقاً لأحد العملاء وصار في عهدة الكتيبة الإيطالية في اليونيفيل، ينطلق التفاوض غير المباشر، بحضور الوسيط الأميركي. والأخير، هو السلاح الأقوى في ترسانة العدوّ التفاوضية. وقبل الوصول إلى الناقورة، كان العدو قد وضع استراتيجيته، ودرس خططه، وبدأ إطلاق النيران التمهيدية. في البداية، فرض رفع مستوى الوفد المفاوض من تقني إلى سياسي. ثم بدأ الترويج لطبيعة المفاوضات، ونتائجها، ورؤيته لعراقيلها، مانحاً نفسه صفة مخلّص لبنان من أزمته الاقتصادية التي يريد «أعداء إسرائيل» لها أن تستمر.
في المقابل، يمضي لبنان إلى التفاوض بوفد منزوع الشرعيّة، دستورياً، وسياسياً، وتقنياً. رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أصدر بياناً أول من أمس رأى فيه أن قرار تأليف الوفد، من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مخالف للمادة 52 من الدستور، التي توجب الاتفاق مع رئيس الحكومة خلال التفاوض لعقد المعاهدات الدولية وإبرامها. وفيما تردّ مصادر الرئاسة بأن التفاوض بشأن الحدود لن يولّد معاهدة دولية، يصرّ رئيس الحكومة على موقفه. في مطلق الأحوال، نزع دياب الشرعيّة الدستورية عن الوفد. وسانده في موقفه أمس «الناطق باسم نادي رؤساء الحكومة السابقين»، فؤاد السنيورة، لجهة اتّهامه عون بمخالفة الدستور، «وتحديداً المواد 52 و54 و60». كلام السنيورة استدعى رداً من رئاسة الجمهورية، التي أصدرت بياناً كررت فيه «أننا لسنا بصدد معاهدة دولية مع إسرائيل، تعني ما تعنيه على صعيد التطبيع والاعتراف»، وبالتالي، فإنّ تأليف وفد التفاوض لا تنطبق عليه المادة 52 من الدستور.
سياسياً، وبعد مفاوضات «سريّة» في الأيام الماضية، ومشاورات بين حزب الله والنائب جبران باسيل، مباشرة وبالواسطة، وبعد اتصال أجراه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعون، بقي الأخير وباسيل متمسكين بموقفهما. كان ثنائي حزب الله وحركة أمل يطالب بالحفاظ على الطبيعة التقنية للوفد اللبناني المفاوِض، وحصره بضباط الجيش، استناداً إلى تجارب التفاوض غير المباشر السابقة بين لبنان والعدوّ، منذ لجنة تفاهم نيسان عام 1996، وصولاً إلى اللجنة الثلاثية التي تجتمع دورياً منذ عام 2006، في الناقورة، وتضمّ الجيش اللبناني واليونيفيل وجيش الاحتلال. وحذّر الثنائي من رفع مستوى تمثيل لبنان في الوفد، كما من عدم الاعتراض على رفع العدو لمستوى تمثيله، إضافة إلى وجوب عدم منح العدوّ «صوراً تطبيعية»، كالتقاط صورة تذكارية تجمع الوفود. أما عون وباسيل، فأصرّا في المقابل على وجود مدنيّين في الوفد. تراجع عون عن إرسال المدير العام لرئاسة الجمهورية، أنطوان شقير، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية، لكنه تمسّك بمشاركة الخبير نجيب مسيحي، وعضو هيئة إدارة قطاع النفط وسام شباط في الوفد. وبعد وصول المشاورات بين الجانبين إلى حائط مسدود، ليل أمس، أصدر حزب الله وحركة أمل بياناً فجر اليوم، طالبا فيه بإعادة النظر في تركيبة الوفد.
رئاسة الجمهوريّة: لسنا بصدد معاهدة دوليّة مع «إسرائيل» تعني ما تعنيه على صعيد التطبيع والاعتراف
سياسياً، نُزِع غطاء الإجماع اللبناني عن التفاوض.
أما تقنياً، فمن غير المفهوم بعد سبب الإصرار على وجود المدنيّين في الوفد. موقف الخبير نجيب مسيحي مطابق لموقف العقيد مازن بصبوص. وسبق أن أعدّا معاً دراسة تفيد بأن حصة لبنان البحرية الجنوبية أكبر من تلك التي كان يطالب بها في السنوات الماضية، ما يعني أن وجود أحدهما كافٍ. أما شباط، فهو الذي لا داعي لوجوده، لا من قريب ولا بعيد، لأن التفاوض هو على ترسيم حدود لا على تقاسم ثروة من النفط أو الغاز. التبرير الوحيد هو إصرار باسيل على مشاركة شخص محسوب عليه مباشرة يمكّنه من ضمان باب للتواصل مع الأميركيين، من جهة؛ ومن جهة أخرى يؤمّن به «التوازن الطائفي في تركيبة الوفد، فيصبح مؤلفاً من مسلمَين ومسيحيَّين»!
وعشيّة المفاوضات، ترأس عون، في حضور وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزيف عون، اجتماعاً للوفد المفاوض. وقال عون إن المفاوضات «يجب أن تنحصر في مسألة الترسيم، على أن تبدأ المفاوضات على أساس الخط الذي ينطلق من منطقة رأس الناقورة براً والممتدّ بحراً، استناداً إلى تقنيّة خط الوسط من دون احتساب أيّ تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة».
"البناء": حزب الله وأمل يُبلغان رئيس الجمهوريّة تحفّظهما على مشاركة مدنيّين في الوفد المفاوض
صحيفة "البناء" نقلت عن مصادر متابعة لملف التفاوض تأكيدها أن قيادة حزب الله وحركة أمل أبلغت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحفظها على مشاركة مدنيين في الوفد المفاوض وتمسكها باعتماد صيغة التفاوض المشابهة للجنة تفاهم نيسان عام 96 والقائمة وفقاً لاتفاق الإطار الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري على اعتماد وفد عسكريّ صرف، فيما نقلت المصادر عن تمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتركيبة الوفد المكوّن مناصفة من شخصيتين مدنيتين وشخصيتين عسكريتين ورئاسة عسكري، مع إيضاح أن المدنيين يشاركان بصفتهما متعاقدين مع الجيش وليس كمدنيين، ويقوم تمسك حزب الله وحركة أمل بالصيغة العسكرية التفاوضية على اعتباره كجزء من كل، فمناخ التفاوض جزء منه والشكل بعض المضمون، ولبنان معني بعدم تقديم أي إشارات تُسهم بفتح الشهية الأميركية الإسرائيلية على طلب المزيد وممارسة المزيد من الضغوط بهدف نيل هذا المزيد من الطلبات. والمطلوب وفقاً للثنائي هو التشدد في التحفظ في كل التفاصيل بما فيها عدم الوقوف وراء المادة 52 من الدستور كمرجعية لإشراف رئيس الجمهورية، وهو أمر ليس موضع منازعة مع أحد، وثمة إجماع على دور الرئاسة كسقف لوفد التفاوض، لكن الأفضل عدم الإيحاء بأن الهدف هو الوصول إلى معاهدة دولية مع العدو، بل إنجاز ترسيم تقني عسكري يتولاه الجيش أسوة بما جرى على النقاط المرسمة والمتفق عليها في الحدود البرية وبالطريقة ذاتها، ويمكن للرئيس بموجب المادة 49 أن يتصرف كقائد أعلى للقوات المسلحة، وبمارس مرجعية أحادية تزيل كل إلتباس حول تداخل الصلاحيات مع رئيس الحكومة وما تمت إثارته حول هذا الموضوع، وحتى منتصف الليل كان موقف الفريق الرئاسي في بعبدا على حاله، فيما تنتظر قيادة حزب الله وحركة أمل حتى صباح اليوم، لرؤية ما إذا كان ثمّة توزيع لمهام الوفد يشكل مخرجاً بحيث يقيم نصف الوفد غير العسكري في بعبدا او قيادة الجيش اثناء جلسات التفاوض ويُحصر الحضور في الناقورة بالوفد العسكري، وتوقعت المصادر إذا بقي الوضع على ما كان عليه صدور موقف علنيّ من حزب الله وحركة أمل يُظهر التحفظات ويحذّر من تداعياتها، وحول ما إذا كان ذلك يؤذي قدرة لبنان التفاوضية، ويضعف قدرة الوفد التفاوضي على مواجهة الضغوط، قالت المصادر، ربما يكون للموقف المتحفظ دور عكسيّ، فيعلم الأميركي والإسرائيلي أن الوفد المفاوض لا يملك تفويضاً مفتوحاً وأنه تحت المجهر، وأن كل ما يقوم به ويصدر عنه تحت التدقيق، فيعوض ذلك خطأ التساهل في تكوين الوفد.
وأشارت الصحيفة إلى اتجاه الأنظار الى الناقورة اليوم حيث تنطلق أولى جولات التفاوض بين لبنان والعدو الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية، برعاية الامم المتحدة في الناقورة، وحضور نائب وزير الخارجية الأميركية دافيد شينكر، ومعه السفير الذي سيكلف متابعة الملف جون ديروشر.
وعقد عون سلسلة لقاءات تحضيراً لجولة المفاوضات، فرأس اجتماعًا ضم نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون وأعضاء فريق التفاوض: رئيس الوفد العميد الركن الطيار بسام ياسين، الأعضاء: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، الخبير الدكتور نجيب مسيحي.
وخلال الاجتماع، أعطى الرئيس عون توجيهاته الى اعضاء الوفد المفاوض مشددًا على ان هذه المفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية، وان البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديدًا، لافتًا الى ان جلسات التفاوض ترعاها وتستضيفها الامم المتحدة، وأن وجود الجانب الأميركي في الاجتماعات هو كوسيط مسهّل لعملية التفاوض. وأوصى رئيس الجمهورية أعضاء الفريق بالتمسك بالحقوق اللبنانية المعترف بها دوليًا والدفاع عنها، متمنيًا لهم التوفيق في مهمتهم.
ويلفت الخبير العسكري والقانوني العميد أمين حطيط لـ«البناء» الى أنّ «الوفد الذي شكّله رئيس الجمهورية لم يخرج عن الإطار العسكري والتقني بل هو تقني عسكري بحت»، مشيراً إلى أنّ «الرئيس عون جدّد التأكيد على السقف السياسي للمفاوضات بأنّها مفاوضات غير مباشرة ومحدّدة بمهمة معينة وبموضوع معين حدودي حيث يكون الوفد اللبناني تقنياً وعسكرياً فقط». ويوضح الدكتور حطيط أنّ الخبير النفطي في عداد الوفد هو عضو في هيئة إدارة النفط وهو خبير مدني لكنّه موظف متعاقد مع الجيش وبالتالي لا يمس بمستوى تمثيل الوفد»، مؤكداً أنّ الوفد يصبح سياسياً في ثلاث حالات: إذا ضم وزيراً أو شخصية برتبة وزير– سفير أو شخصية برتبة سفير– أو شخصية تمثل السلطة السياسية. وفي الوفد اللبناني لا تنطبق الحالات الثلاث.
ويؤكد حطيط أنّ رئيس الوفد هو المعني بالتحدث باسم الدولة فقط، أما الأعضاء الخبراء الآخرين فغير مخوّلين بالحديث إلا بتكليف من رئيس الوفد». ويخشى الخبير العسكري من خلاف قد يقع مع العدو على حقل نفطي مشترك ما سيطرح خلافاً حول معايير وقواعد الترسيم، وهنا تبرز الحاجة للخبير النفطي.
ويلفت إلى أنّ تشكيل الوفد يقع ضمن صلاحية رئيس الجمهورية في إطار المادة 49 من الدستور على انه القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الدفاع الاعلى.
وعلمت «البناء» أنّ وفد العدو الإسرائيلي لم يُحسم نهائياً لا لجهة العدد ولا لجهة مستوى التمثيل، وأنّ لبنان لم يعترض على مستوى تمثيل وفد العدو الإسرائيلي لكنّه أبلغ الأمم المتحدة بأنّ لبنان يرفض الحديث أو طرح أي مفاوضات خارج الإطار التقني العسكري المتعلّق بالترسيم البحري.
وأعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان أن «رئيس الجمهورية لم يتولّ لحينه عقد أي معاهدة دولية او إبرامها كي يصار الى الاتفاق بشأنها مع رئيس الحكومة، تلك المعاهدة التي لا تصبح مبرمة الا بعد موافقة مجلس الوزراء عليها، ما لم يتطلب الابرام موافقة مجلس النواب على هذه المعاهدة بالشروط المنصوص عنها في المادة 52 من الدستور». ولفت الى ان «اتفاق الاطار العملي للتفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، على ما أعلن رسمياً، انما يبدأ على الصعيد العملي بتأليف الوفد اللبناني وبمسائل لوجستية أخرى برعاية الأمم المتحدة وضيافتها، وبحضور الوسيط الأميركي المسهل». وأضاف: «كل كلام آخر هو كلام تحريفي للدستور والهدف منه اما التضليل او ما هو أدهى من ذلك، إضعاف الموقف اللبناني في اللحظة الخاطئة، حيث ان لبنان يذهب للتفاوض العملي والتقني على ترسيم حدوده البحرية حفاظاً على سيادته وثروته الطبيعية على كل شبر من ارضه ومياهه».
"اللواء": كمين باسيل للإستشارات: إرجاء أو أزمة تكليف وتأليف!
على الصعيد الحكومي، كشفت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان الرئيس سعد الحريري سيتخذ خطوته الثانية المرتقبة بعد التحرك الذي بدأه لاخراج الوضع السياسي من جموده المطبق والمباشرة بعملية الانقاذ على اساس التزام جميع الاطراف بدعم وتأييد تنفيذ المبادرة الفرنسية مساء اليوم بعد أنتهاء جولة الإتصالات والمشاورات التي بدأها منذ يومين مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري شخصيا، فيما تولى امس وفد من كتلة المستقبل النيابية مواصلة هذه الاتصالات بزيارات لرؤساء الكتل النيابية في مقراتهم وشملت المردة والطاشناق والقوات اللبنانية على ان تستكمل اليوم بلقاءات مع تكتل لبنان القوي وكتلة الوفاء للمقاومة والآخرين، بعدها يتم اجراء تقويم ودقيق ومتان لمواقف كل هؤلاء من طرح الرئيس الحريري لاعتماد المبادرة الفرنسية كمنطلق لتشكيل حكومة انقاذ من اخصائيين للمباشرة بعملية انقاذ لبنان من الانهيار على اساسها. واذ لاحظت المصادر بان الجولة الاولى للمشاورات التي اجرتها كانت مشجعة وايجابية لجهة إبداء من شملتهم الجولة، تاييدهم لتحرك الرئيس الحريري للانقاذ واستمرار دعمهم للمبادرة الفرنسية، دعت لاستكمال الاتصالات اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه.
كمين عوني
على ان الأخطر، في هذه الأجواء الممتدة على مسافة التفاؤل الحذر والتشاؤم المغالى به، ما وصف بأنه «كمين عوني» محكم نصبه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مناسبة 13 ت1، الذكرى الثلاثين لسقوط «حكم العماد ميشال عون كرئيس لحكومة الثلاثة جنرالات»، من لون واحد، بعد انتخاب النائب الياس الهراوي رئيساً للجمهورية، وعشية زيارة وفد كتلة نواب المستقبل التي تضم النواب: بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش إلى ميرنا شالوحي، للقاء كتلة لبنان القوي في إطار جولة على الكتل تنتهي اليوم على الارجح..
وقالت مصادر مطلعة على موقف تكتل لبنان القوي لـ«اللواء» ان خطاب باسيل لا يشي ان تسمية الرئيس الحريري في الجيب وهناك انتظار للقاء الذي قد يعقد بينهما والتوافق على شكل الحكومة والمنحى. ورأت ان لا خلاف على المبادرة الفرنسية. وقالت ان الحريري لفت الى ان الخميس هو يوم مفصلي ولم يطلب تأجيل موعد الأستشارات..
ورأت انه ليس مؤكدا ان تكتل لبنان القوي سيسميه ان لم يكن هناك اتفاق على شكل الحكومة ووجهتها وطبيعتها.
واوضحت ان الفيصل هو يوم الأستشارات ملاحظة انه لا يمكن للحريري استثناء نفسه من الطبقة السياسية التي حكمت ويقول انه المنقذ.
واكدت ان وضع الحريري للشروط المسبقة حول حكومة من اختصاصيين لا سياسيين فيها قد تشكل عائقا معتبرة ان بإمكانه ان يرفض اذا لم يكن قادرا على التفاهم مع فريق عمل. وسألت عن الخيارات، اعتذار أو افشال المبادرة الفرنسية او تأليف كما يريد.
الى ذلك افادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان أي تأجيلاً للاستشارات فذاك سيكون تأجيل ضامناً أي ان رئيس مجلس النواب يضمن لرئيس الجمهورية ان هناك حاجة الى يومين او اكثر لأن هناك عملا حول موضوع معين او صيغة او حتى على المبادرة.
وفيما غلب على طروحات باسيل طابع الاستفزاز والاستعجال، وعدم وضوح الأولويات والتناقض الفاضح عاجله الرئيس نجيب ميقاتي بموقف تجاوز الاستغراب إلى وضع النقاط على الحروف..
وقال: لقد تناسى النائب باسيل أن الدستور الحالي هو الذي أوصل فريقه الى الحياة السياسية وسدة المسؤولية الاولى، وإذا كان الدستور نتناً وعفناً فحتماً فإن الأمر ينسحب عليه وعلى فريقه.
كما تناسى سعادته أن الدستور الذي انبثق من المؤتمر الوطني الذي عقد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية أتى نتيجة حرب داخلية مدمرة يتحمل فريقه السياسي جزءاً أساسياً من المسؤولية عنها، قبل أن يعود وينخرط تحت لواء هذا الدستور الذي يلعنه اليوم.
وأبرز ما قاله باسيل للحريري: من يريد ان يترأس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون الاختصاصي الأوّل أو ان يفسح المجال لاختصاصي، في معرض رفضه ان يتولى الرئيس الحريري تشكيل «حكومة مهمة» من اخصائيين، أو يزيح لاختصاصي.. لافتا إلى أن «الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير لدرجة ان الفريقين جاهزان لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيل مكسب، اما نحن في التيار، فنرى فرصة اليوم ليس فقط لإنقاذ البلاد عبر المبادرة الفرنسية، بل أيضا عبر إجراء تعديل دستوري يمنع الشغور بالسلطة التنفيذية».
وقال: ليس على علمنا ان الرئيس الفرنسي عين أحداً يشرف على مبادرته، ويقوم بفحص الكتل ليرى مدى التزامها بالمبادرة.
"الجمهورية": استشارات الغد مَشفوعة بالمشاورات الحريرية
إلى ذلك، قالت مصادر سياسية متابعة لحركة الاتصالات التي يجريها الحريري: «صحيح انّ كلام الوزير جبران باسيل يعتبر سلبياً، لكنه دفع الحريري لأن يكون اكثر إصراراً على إنجاز مهمته». واكدت «انّ الاستشارات اذا ما حصلت في موعدها بعدما أحرجَ رئيس الجمهورية الجميع بتحديد هذا الموعد، فإنّ الحريري هو المرشح لأن يكون لديه اكثر الاصوات من الكتل النيابية».
أمّا عن «التيار الوطني الحر»، فقالت المصادر «انّ باسيل ليس لديه مرشح لكنه يلوّح بترشيح جواد عدرا، والأخير لديه معوقات قانونية كون اسمه مُدرج على لائحة الانتربول». وبالتالي، فإنّ الامور لا تزال مربكة وغير واضحة». وأضافت المصادر «انّ «حزب الله» يميل الى ترشيح الحريري وينتظر أن يلتقي موفداً منه، لكن ربما يتريّث بعض الشيء للتشاور مع حليفه «التيار الوطني الحر»، علماً انّ موقف الحزب حتى الآن يتمثّل في انه لن يسمّي الحريري...
وقالت المصادر «انّ الكرة الآن هي في ملعب الحريري، الذي عليه إيجاد صيغة تفاهمية في موضوع النقطة التي بقيت عالقة اثناء المفاوضات التي حصلت مع مصطفى اديب»، ورأت انه «اذا اراد الحريري ان يذلل العقبات وينزع الاشواك من طريقه فيجب ان يطمئن الى أنّ كل الكتل النيابية ستسمّيه او تعطيه الثقة داخل المجلس النيابي، ولا سيما في موضوع تسمية من يرونه مناسباً لتمثيلهم داخل الحكومة، وان لا يتمسّك بمطلبه أن يختار هو الاسماء. حتى انّ موضوع ان يكون الوزراء غير حزبيين، فلن يكون هناك إشكال في هذا الامر لأنّ الثنائي الشيعي لم يَقل في المفاوضات السابقة انه يريد ان يُسمّي حزبيّين، لكنه يطلب ان يكون القرار بيده في موضوع اختيار الاسماء».
كذلك، دعت المصادر الى «انتظار الـ 48 ساعة المقبلة التي تسبق يوم الاستشارات المحدد غداً، لمعرفة كيف ستسير الامور، وخصوصاً بعد استكمال جولة كتلة «المستقبل» على الكتل النيابية، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه».
إرتياح في بيت الوسط
وعبّرت مصادر «بيت الوسط» عن ارتياحها للنتائج التي انتهت اليها الجولة الاولى لوفد «المستقبل». وقالت هذه الاوساط لـ«الجمهورية» انّ ما جرى أمس عكسَ مزيداً من أجواء الارتياح التي بدأت طلائعها في لقاءَي الحريري مع رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب أمس الأول، وهو ما عَكسته لقاءات بنشعي مع زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، وبرج حمود مع رئيس حزب الطاشناق آغوب بقرادونيان أمس. وانّ ما انتهت إليه المواقف يُبشّر بإمكان التعاون للخروج من المرحلة الصعبة وفق المعايير الواضحة التي كَرّستها المبادرة الفرنسية.
وفي الوقت الذي رفضت مصادر بيت الوسط الرد على مواقف باسيل التي أطلقها مساء أمس، قالت لـ«الجمهورية»: ما نُعَوّل عليه يكمن في اللقاء الذي سيجمع قبل ظهر اليوم رئيسة كتلة المستقبل والوفد المرافق مع رئيس كتلة «لبنان القوي» ومن يمثّلها، قبل اللقاء الذي سيجمع الوفد مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عند الاولى بعد الظهر.
«بيت الوسط» وكليمنصو
وليلاً، كشفت مراجع معنية لـ«الجمهورية» انّ هناك انفراجاً واسعاً قد تَحقّق مساء امس على مستوى العلاقة بين «بيت الوسط» وكليمنصو بعد إعلان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عن عدم الحاجة الى لقاء بينهما طالما انّ الحريري سَمّى نفسه للمهمة، وذلك جرّاء الاتصالات التي أجراها أصدقاء مشتركون، وانّ لقاء سيُحدّد موعده بين وفدَين من الطرفين اليوم، علماً انّ الحريري التقى ليلاً في بيت الوسط النائب وائل ابو فاعور موفَداً من جنبلاط.
إقرأ المزيد في: لبنان
13/11/2024