لبنان
السيد نصر الله أحرق نتنياهو.. منفتحون على مبادرة فرنسا رغم خطأ ماكرون
اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم بأبرز المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أمس في إطلالته التلفزيونية، والتي تناول فيها عدة مواضيع كان أبرزها فشل تشكيل الحكومة التي كُلّف بها مصطفى أديب ومن خلفها المبادرة الفرنسية، كما ردّ على إيمانويل ماكرون، مبديا الانفتاح على المبادرة الفرنسية رغم الأخطاء التي اقترفها الرئيس الفرنسي في خطابه الأخير شكلا ومضمونا.
السيد نصر الله بدّد افتراءات رئيس كيان العدو بنيامين نتنياهو بعد وقت قصير من زعمه وجود صواريخ للمقاومة بين منشآت سكنية، حيث قامت العلاقات الإعلامية في حزب الله ليل أمس بجولة للإعلاميين على أحد الأماكن التي ادعى نتنياهو أنها تحوي مصنعا للصواريخ الدقيقة، ليتبين وعلى الهواء مباشرة كذب وزيف ما ساقه الأخير.
"الأخبار": انظروا الى نتنياهو... إنه «يحترق»!
قالت صحيفة "الأخبار" انه لم يسبق أن خسر بنيامين نتنياهو، في ساعات قليلة، معركة إعلامية تشكّل محور سياسة التحريض الدولي والاسرائيلي والمحلي على المقاومة في لبنان. ولم يخطر في باله للحظة أن يحصل ما حصل. المشكلة ليست في كون رئيس وزراء العدو وقع ضحية ألاعيبه الاستعراضية التقليدية، بل تكمن في خطأ مهني ذي أبعاد استراتيجية ارتكبه أحد طرفين أو كلاهما: إما نتنياهو نفسه الذي كان يحتاج الى معلومة ولو كاذبة للتحريض على حزب الله في كلمته في الامم المتحدة، أو جهاز الاستخبارات الذي ارتكب خطأ مهنياً خطيراً، عندما قدم إلى رئيس حكومة بلاده ما كان يفترض أنه «معلومة محسومة»، حيال منشأة قال نتنياهو، باعتزاز، إنه تم ضبطها. وقد يكون من أسباب وقوع الجهاز في هذا الخطأ إلحاح القيادة السياسية على ضرورة توفير معلومة ذات مواصفات محددة، تخدم هدفاً مرسوماً في سياق سياسة التحريض.
في ساعات قليلة، تلقّت إسرائيل ضربة إعلامية لا تقل حجماً عن الضربة التي رافقت قصف البارجة «ساعر» في عرض البحر خلال حرب تموز 2006، عندما نطق الأمين العام لحزب الله جملته الشهيرة «انظروا اليها تحترق».
أُسقط في أيدي الجميع، خصوصاً وسائل الاعلام الحليفة لإسرائيل في لبنان وخارجه، والتي لم تجد فسحة زمنية للعب على ما قاله نتنياهو. وجّه حزب الله ضربة سياسية دعائية استخبارية مدوّية لكيان العدو، بجهازيه السياسي والاستخباري. وبتعبير أكثر مباشرة، وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في بث مباشر على الهواء، صفعة مدوية لرئيس وزراء العدو ستترك صداها، وربما تداعياتها، داخل المؤسسة الاستخبارية الاسرائيلية، وستُسهم في تقويض مصداقية رأس الهرم في تل أبيب، وستؤدي الى تقاذف المسؤوليات عن الفشل في توقيت حساس داخلياً، وكذلك في سياق الصراع مع حزب الله. بالطبع، قد لا تخرج تداعيات الصفعة داخل المؤسسة الاستخبارية الى العلن، إلا أنها ستمثّل محطة لاستخلاص العبر ومحاولة الاجابة عن أسئلة محددة: أين أخطأت الاستخبارات وأين أخطأ نتنياهو، وكيف يمكن حبك المعلومة الكاذبة في المحطات اللاحقة؟
الخطوة الناجحة التي أقدم عليها حزب الله في تقويض خطة نتنياهو لاستغلال منبر الامم المتحدة، مثّلت ضربة ذات أبعاد استخبارية وسياسية، وللاستراتيجية الدعائية التي تنتهجها إسرائيل في مواجهة الحزب. وما يُفاقم من هذه الأبعاد أن أدوات تنفيذها لم تكن جنوداً في الجيش ولا وزيراً ولا مسؤولاً إدارياً، ولا خبيراً مرموقاً، بل الدولة بكيانها، من خلال رأس هرمها، ومن على أعلى منبر دولي، وفي قضية شديدة الحساسية.
ما قبل انفجار المرفأ في 4 آب، كانت إسرائيل تنتهج سياسة تحريض البيئة الحاضنة للمقاومة ومجمل الشعب اللبناني عليها وعلى سلاحها. ورأت اسرائيل في الحادثة فرصة مثالية يمكن أن تمثّل أرضية صلبة وقوة دفع للمخطط التحريضي ضد المقاومة نحو آفاق جديدة. فاعتمدت سياسة دعائية تستند الى استغلال مخاوف اللبنانيين من تكرار الكارثة، ولم يُخفِ نتنياهو هدفه من هذا التحريض، بل توجه بشكل مباشر، خلال كلمته أمام الامم المتحدة، الى سكان منطقة الجناح في الضاحية الجنوبية والى سائر اللبنانيين للانتفاض ضد حزب الله، لأنه «إذا انفجر هذا المخزن فستقع مأساة أخرى. وللمواطنين اللبنانيين... عليكم مطالبتهم بتفكيك هذه المخازن».
في المقابل، أقدم حزب الله على خطوة مركبة وفي اتجاهين، تهدف الى كشف كذب نتنياهو وقطع الطريق عليه وعلى استخباراته للاستفادة منها لاحقاً. فأعلن السيد نصر الله أن الاعلاميين مدعوون فوراً لزيارة المكان الذي حدده نتنياهو لقطع الطريق على أي مزاعم لاحقة بتفريغ المنشأة، وفي الموازاة حرص على قطع الطريق على الاستخبارات الاسرائيلية (تحديداً) بتأكيد أن هذه الخطوة «لا تلزمنا بمبدأ أنه كلما تحدث نتنياهو عن مكان ينبغي علينا دعوة الاعلاميين اليه». أهمية هذا القيد في هذه المحطة جوهري جداً، لكونه يهدف الى منع إسرائيل من تحويل كل ادّعاء عن مكان بأنه يحتوي على مخازن صواريخ الى فرصة لكشف المقاومة ولبنان أمنياً.
على مستوى الرسائل:
حقق حزب الله إنجازاً نوعياً في معركة الوعي والرأي العام. وهي إحدى أهم ساحات ومحاور الصراع القائم في لبنان. حيث تحاول جهات داخلية وخارجية تشويه صورة المقاومة وسلاحها، وهو قوَّض مصداقية نتنياهو في سياق المعركة على الوعي، إذ كان يراهن على أن تمثّل هذه المحطة رصيداً نوعياً يبني عليه خطواته اللاحقة. وهي من أهم ما يستند اليه هذا النوع من المعارك. فبدلاً من المس بمصداقية المقاومة وتحريض الشعب اللبناني عليها، تقوّضت صورة نتنياهو ومصداقيته. ويمكن القول إن أي مزاعم لاحقة من هذا النوع، ستكون منذ الآن موضع تشكيك وإهمال لدى قطاعات واسعة من الرأي العام في لبنان وكيان العدو ايضاً.
وجّه حزب الله ضربة قاسية الى استخبارات اسرائيل التي يفترض أنها زوّدت نتنياهو بمعلومات خاطئة ومضللة. ويبدو أن الأخير وطاقمه الأمني والسياسي، كانوا يستندون الى فرضية أن حزب الله إما أنه لن يدعو الاعلاميين الى هذا المكان، كما هي سياسته في تحصين المقاومة أمنياً، أو أنه سيفعل ذلك في وقت لاحق. وعندها يمكن لنتنياهو وأجهزته، كما حصل سابقاً، زعم أن حزب الله أفرغ المكان من الصواريخ.
قدّم حزب الله دليلاً ملموساً للرأي العام على أن هدف إسرائيل ليس إلا التحريض على المقاومة، وهو ما نطق به نتنياهو خلال الكلمة (دعوة سكان الجناح إلى الانتفاض)، مستندة الى كمّ هائل من الأكاذيب وعمليات التضليل. وهو ما يفرض أن تبقى هذه المحطة محفورة في ذاكرة الرأي العام كشاهد ومؤشر على ما سيأتي لاحقاً من مزاعم وادعاءات.
"البناء": نصرالله: نمدّ يدنا رغم خطأ ماكرون
وفي الشأن الحكومي شدّد الأمين العام لحزب الله على ضرورة مشاركة الحزب في الحكومة، لحماية ظهر المقاومة من جهة كي لا يتكرّر نموذج حكومة 5 أيار 2008، وللحرص على عدم التفريط بما تبقى من البلد اقتصادياً ومالياً وعلى كل الصعد..
وشدّد على أن الرئيس المكلف مصطفى أديب لم يتشاور مع رئيس الجمهورية وتم تقديم ملف جاهز له. وتوجه للفرنسيين بأن ينتبهوا لأن أهم صلاحية لرئيس الجمهورية كانت ستُصادَر.
وأشار إلى أن «من كان يفاوضنا حول الحكومة لم يكن أديب بل الرئيس سعد الحريري، وأن نادي رؤساء الحكومات كان يريد أن يوزع الحقائب ويسمّي الوزراء وحده».
وتابع «نحن كنا سنأخذ علماً فقط بتسمية الوزراء وطريقة التوزيع على الطوائف، ونحن رفضنا طريقة التعامل من خلال تسمية كل الوزراء من دون أخذ رأي الكتل النيابية.. رفضنا ما طرح علينا لأنه خطر على البلد وغير قابل للنقاش».
وأضاف «نحن قلنا إنه يمكن لرئيس الحكومة أن يناقش في أسماء الوزراء وأن يرفض وهذا يزيد من صلاحيات رئيس الحكومة»، مشيراً إلى أنه منذ عام 2005 حتى اليوم العرف القائم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل النيابية على الحقائب والتسمية للوزراء تكون عند الكتل.
وأكد السيد نصرالله أن ما حصل في مسألة الحكومة اللبنانية كان أشبه بفرض حكومة أمر واقع على رئيس الجمهورية، إما أن يقبلها أو يرفضها، وأن ما كان معروضاً خلال الشهر الماضي هو إما أن نقبل بحكومة أمر واقع، أو العقوبات والحصار، وأن ما كان معروضاً هو حكومة يسمّيها نادي رؤساء الحكومات السابقين وقرارها السياسي بالمطلق هو عند طرف سياسي واحد هو جزء من الأقلية النيابية.
وشدّد على أن الطريقة التي حصلت فيها مقاربة الملف الحكومي غير مقبولة في لبنان وهي مضيعة وقت، وأن الطريقة التي جرت فيها الأمور في ما يتعلق بالحكومة غير مقبولة في لبنان أياً كان راعيها أو داعمها.
وذكّر أنه «لطالما قلنا إن سبب وجودنا في الحكومات هو لحماية ظهر المقاومة»، وجدد موقف حزب الله أنه «نحن يجب أن نكون ممثلين في الحكومة لكي نحمي ظهر المقاومة وحتى لا تكون هناك حكومة شبيهة بحكومة 5 أيار 2008»، مضيفاً إلى هذا السبب سبباً جديداً هو الخوف على ما تبقى من لبنان اقتصادياً ومالياً وعلى مختلف الصعد وخوفا على لبنان وعلى الشعب اللبناني وعلى مستقبله، لافتاً إلى أنه في حال تشكّلت حكومة قد توقع على بياض لشروط صندوق النقد الدولي، متسائلاً أليس من حقنا أن نتساءل حول حكومة تحت عنوان الحصول على المال أن تبيع أملاك الدولة، وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز؟
وأضاف أنه في حال تشكلت حكومة كما كان يُخطط لها أن تتشكل أول ما ستقوم به هو زيادة الضريبة على القيمة المضافة، وأضاف ألا يحق لنا التساؤل عن حكومة لا نعرف بماذا ستقوم تجاه أموال المودعين في المصارف؟
وشدّد قائلاً «لم نعد قادرين على السماح لأي كان بأن يشكل الحكومة نظراً لدقة وحساسية الوضع الاقتصادي في لبنان».
وتوجّه للرئيس الفرنسي إيمانويل لماكرون متسائلاً: هل كانت المبادرة الفرنسية تقول أن يقوم رؤساء الحكومات السابقون بتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء؟ وأضاف «أقول للرئيس الفرنسي أن يذهب ويبحث عمن أفشل المرحلة الأولى من مبادرته»، وتابع «اِبحث عن الطرف الذي يريد ان يسيطر على البلد وإلغاء القوى السياسية بغطاء منكم».
وأضاف «نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي نحن معروفون أننا نفي بوعودنا والتزاماتنا، وعندما نعد نلتزم بوعودنا ونضحّي لنلتزم بوعودنا»… وما تطلبه يتنافى مع الديمقراطية وبأن تنحني الأغلبية النيابية وتسلّم رقابها لجزء من الأقلية».
وأضاف «لا نقبل أن يتحدّث معنا أحد بهذه اللغة».
وتابع «ما يطلبه منا الرئيس الفرنسي يتنافى مع الديمقراطية، وديمقراطية 2018 أفرزت انتخابات نيابية يريد منها ماكرون أن تنحني وتسلم البلاد لجزء من الأقلية النيابية».
وأضاف «ليس لدينا أموال وعائدات مالية لنحميها، ولا نقبل أن يخاطبنا أحد بهذه اللغة».
ولوحظ ان كلام السيد نصرالله جاء مخففاً بالمصطلحات واللهجة التي كانت متوقعة أن تكون أشد. وعلم أن الرئيس نبيه بري أجرى اتصالات عدة بالسيد نصرالله وتمنى عليه تخفيف حدة الخطاب ضد الفرنسيين وترك الباب مفتوحاً للحوار لإنجاح المبادرة الفرنسية وعدم الذهاب للمواجهة مع الفرنسيين. وكانت «البناء» أشارت أمس الأول الى اتصالات ووساطات من قنوات دبلوماسية وسياسية مع حزب الله لتخفيف حدّة خطاب السيد نصرالله ضد الرئيس الفرنسي. وعلمت «البناء» أن اتصالات جرت خلال الساعات الماضية لعقد لقاء بين الفرنسيين وحزب الله، مشدّدة على أن اللقاء سيُعقد خلال ايام قليلة.
"اللواء": نصر الله يساجل ماكرون ويتمسك بالمبادرة
بحسب صحيفة "اللواء" .. يختبر «التوافق الوطني» نفسه اليوم في الجلسات النيابية صباحاً ومساءً، وعلى مدى اليومين المقبلين (30 أيلول و1 ت1)، لا سيما على جبهة قانون العفو العام، الذي يعارضه التيار الوطني الحر، «القوات اللبنانية»، وتقاطع الجلسات في وقت لا وجود بعد لكتلة حزب الكتائب اللبنانية، بعد استقالة النواب الثلاثة من مجلس النواب.
وبصرف النظر عن المسار الذي ستسلكه المناقشات، فإن ما يجري اليوم، سيحمل مؤشرات، على الجهود التي من المفترض ان تستأنف الأسبوع المقبل، ريثما يجدد الرئيس ميشال عون مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية شخصية مسلمة لتأليف حكومة جديدة، تضع لبنان على خارطة إعادة تعويم اقتصاده، وانتشاله من انهيار يتفاقم، على وقع مخاطر حادّة تعصف بوضعيته الإقليمية، مع المخاوف المتجددة من عمليات أمنية، ومخاطر التهديدات الإسرائيلية، شبه اليومية، وآخر المزاعم المعادية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن وجود «مصنع أسلحة سري» لحزب الله، في منطقة الجناح غربي مطار بيروت والضاحية الجنوبية.. ومسارعة حزب الله لتكذيبه، بجولة «اعلامية ميدانية على الأرض»، حيث أكّد صاحبه ان المصنع هو لقص الحديد، وبإمكان أي مواطن زيارته وبأي وقت (الخبر في مكان آخر).
في هذا الوقت، لم يسجل اي امر جديد على صعيد الملف الحكومي فلا اتصالات او غير ذلك هذا ما اكدته مصادر مطلعة لـ«اللواء» وكأن معظم الأفرقاء في وضع دراسة مرحلة ما بعد خطاب الرئيس الفرنسي مشيرة الى انه ربما يتضح شيء ما في الايام المقبلة بعد كلام السيد نصرالله والمواقف التي اعلنت في هذا الملف.
وخلاصة الموقف، الذي انتهى إليه السيّد حسن نصر الله بعد مطالعة مطولة حول ما آلت إليه الاتصالات في المرحلة الأولى من المبادرة الفرنسية انه ما زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية، ومستعدون للنقاش مع الفرنسيين، وكل القوى السياسية، ولكن لا يجب الاستمرار بالاستقواء، الذي مورس خلال الشهر الماضي، وإلا لن نصل إلى نتيجة، وأدعو إلى إعادة النظر بطريقة العمل ولغة التخاطب.
وفي ردّ هادئ وسلس، ولكن مباشر على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أطلق المبادرة في 2 أيلول، قال السيّد نصر الله: رحبنا بماكرون، لا على ان يكون مدعياً عاماً، ووصياً وحاكماً على لبنان، ولا تفويض لأحد بأن يكون على هذا النحو، ودعا إلى إعادة النظر بالطريقة والمضمون..
وأكّد ما زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية، ومستعدون بالنقاش مع الفرنسيين، منتقداً الاستقواء وتجاوز الحقائق.. نحن جاهزون ان نكمل، وان نراهن عليها، وإعادة النظر بالادارة أو لغة التخاطب، وكرامات النّاس، ما مش قبل يوهين هو الكرامة الوطنية.
وقال: نحن لسنا مع الطبقة السياسية، ولم نأخذ مالنا من الدولة.. نحنا قبلنا بحسن نية تكليف الرئيس مصطفى أديب، اما تسليم البلد ع «العمياني» هو شيء آخر..
مشيراً: نحن لم نخوف أحداً..
وتمنى على الإدارة الفرنسية عدم اتهام إيران، وإيران لا تتدخل في الشأن اللبناني، ونحن من يُقرّر..
ومَنْ أفشل مبادرتك فتش عن الأميركي، والعقوبات وخلاف ذلك..
وأشار إلى ان الفرنسيين «عم يغلطوا» وهم يشطبون آخر صلاحية له بعد الطائف، وهي التوقيع والمشاركة في تأليف الحكومة.
وقال: جرى تفاوض معنا، مشيراً إلى ان نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة قدم 3 أسماء، مرجحاً اسم مصطفى أديب، ولم نضع أي شروط، ولم نقم بأي تفاهم مسبق للتعبير عن نية التسهيل..
وأكد اننا نفي بالتزامتنا وبوعودنا، ونضحي حتى الوفاء بوعودنا.. وقال مخاطباً الرئيس ماكرون: نحن اخترنا الديمقراطية، فنحن اخترنا الانتخابات النيابية والبلدية، ولم نختر الأسوأ أو الحرب.. الصهاينة اعتدوا على بلدنا.. ونحن لم نذهب إلى سوريا لمقاتلة المدنيين، ولمقاتلة الارهابيين، وأنتم موجودين بسوريا بطريقة غير شرعية، ونحن هناك بموافقة الحكومة السورية..
وقال: قلنا للفرنسيين ان الحكومة تكون 14 وزيراً، فكان الجواب: لا، وهل المبادرة الفرنسية تتحدث عن مداورة، فجاء الجواب: لا.. ولا فيها من يوزع الحقائب، ويسمي الوزراء..
واتهم السيّد نصر الله نادي الرؤساء السابقين بخلق اعراف جديدة، واكد: ما عرض علينا كان بمثابة أخذ العلم بعدد وزراء الحكومة والمداورة بالحقائب والأسماء ورفضنا ما طرح علينا، لأنه خطر على البلد، وغير قابل للنقاش.
وتساءل: لمن نسلّم سفينة الانقاذ؟ لرؤساء الحكومات الأربع، الذين كانوا في رئاسة الحكومات منذ الـ2005 لليوم..
وأكّد اننا لا يمكن ان نغيب عن الحكومة بصراحة، وذلك خوفاً على لبنان وشعب لبنان، ومستقبل هذا البلد.. وتساءل: هل المسموح بحكومة ان توقع على شروط صندوق النقد الدولي على بياض.. أو نبيع أموال الدولة، تحت حجة ان نأتي بالمال لمواجهة العجز..
ووصف الرئيس المكلف بأنه رجل شريف، لم يشأ السير بحكومة «أمر واقع».
ووصف ما كان معروضاً بأنه «ليس حكومة انقاذ» بل «حكومة موظفين»، لدى فريق واحد، وإن كان يمثل الأكثرية السنية، تركيبها نادي رؤساء الحكومة وهذه قراءة خاطئة، وهذه لا تنجح في لبنان، أياً كان راعيها..
وقال رداً على ماكرون: ان الذين يتهموننا بالتخويف، هم الذين مارسوا التخويف علينا بالعقوبات.
وقال: يجب ان نكون بالحكومة لحماية ظهر المقاومة، حتى لا تتكرر حكومة 5 أيّار 2008، التي اتخذت قراراً خطيراً كان سيؤدي إلى مواجهة بين الجيش والمقاومة، ولا يمكن ان نغيب عن الحكومة، بسبب الخوف على ما تبقى من لبنان.
وأكّد في معرض رده على ماكرون: لسنا من أخذ لبنان إلى الأسوأ بل منعنا أخذ البلد إلى الأسوأ.
"الجمهورية": نصرالله لماكرون: لستَ والياً أو وصياً على لبنان
وفي الوقت الذي ردّت فيه حركة «أمل» نهاراً على اتهامات الرئيس الفرنسي للثنائي الشيعي، جاء رد «حزب الله» على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله ليلاً متمسّكاً بالمبادرة الفرنسية، والملاحظ انّ أحداً لا يريد ان يقطع الجسور مع باريس التي حرصت بدورها على عدم قطع هذه الجسور بعدم تحميلها طهران اي مسؤولية في إجهاض المبادرة الفرنسية.
وتوجّه السيد حسن نصرالله الى ماكرون، بسؤال: «هل كانت المبادرة الفرنسية تقول ان يقوم الرؤساء السابقون للحكومات بتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء؟ مُضيفاً: «ابحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد وإلغاء القوى السياسية بغطاء منكم». وقال: «نحن منعنا أن يذهب البلد إلى الأسوأ والأسوأ، ونتمنى أن يتعاون اللبنانيون لكي لا يذهب البلد إلى الأسوأ». وتوجّه الى ماكرون قائلاً: «نحن لم نلتزم أن نسلّم البلد لحكومة كيفما كان، نحن معروفون كيف أننا نلتزم بوعودنا ونَفي بها ونضحّي لكي نلتزم بها، نحن اخترنا الديموقراطية وما تطلبه منّا يتنافى مع الديموقراطية، فإذا لم تكن الديموقراطية هي نتائج الانتخابات التي افرزت الاكثرية فما هي الديموقراطية؟ هل هي تسليم الرقاب للأقلية؟»، مُتمنيّاً على «الادارة الفرنسية أن لا تسمع من البعض، وأن تعالج هي بعض المشكلات بنفسها».
وقال نصرالله لماكرون ايضاً: «إذا اردت أن تبحث عَمّن أفشَل مبادرتك إبحث عن الاميركيين الذين فرضوا عقوبات وعقّدوا الوضع، نحن لا نقبل السلوك الاستعلائي وأن تتهمنا نحن وغيرنا من اللبنانيين أننا ارتكبنا خيانة». وأضاف: «نحن وافقنا على تسمية مصطفى أديب من دون أي تعقيدات على أساس أنّ هذه الحكومة ستحصل على توافق بين الجميع».
وشدّد نصرالله على أن «من كان يفاوض حول الحكومة لم يكن اديب بل الرئيس سعد الحريري»، وأوضح أنّ «ما كان معروضاً هو ليس تشكيل حكومة انقاذ، وإنما كان المطلوب من الكتل النيايبة ورئيس المجلس والرئيس عون تسليم البلد إلى نادي الرؤساء الاربعة بلا قيد ولا شرط وإلّا العقوبات آتية». وقال: «نحن في (حزب الله) وفي (حركة أمل)، ومع حلفائنا، لم نعمل على تعطيل شيء بأمر من إيران»، نافياً «حصول اتصالات ايرانية -اميركية». وقال: «يا سيّد ماكرون اذا اردت ان تعرف من عمل على تفشيل تشكيل الحكومة، فعليك التفتيش عن دور اميركا والملك سلمان».
وأعلن رفضه «تهمة ماكرون لنا بالخيانة، واستخدام هذه اللغة»، وتابع:
«نرفض التشكيك بنا أو اتهامنا بالفساد، ونحن نقبل بتحويل أي مسؤول عندنا اذا كان فاسداً الى القضاء». ورفض نصرالله «ان يكون الرئيس الفرنسي أو سواه والياً أو وصيّاً على لبنان». وكرّر ترحيبه بالمبادرة الفرنسية، قائلاً: «ما نزال مستعدين للنقاش مع الفرنسيين، ولكن الطريقة التي حصلت الشهر الماضي لا يمكن القبول في استمرارها»، ولفت الى «أننا ما نزال نرغب في التفاهم مع الجميع».