معركة أولي البأس

لبنان

سيناريو سيئ لكورونا.. واستقالة حتي لا توقف الحكومة
04/08/2020

سيناريو سيئ لكورونا.. واستقالة حتي لا توقف الحكومة

اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت بالسيناريو السيئ الذي يسير فيه انتشار فيروس كورونا في لبنانن لا سيما ارتفاع نسبة الوفيات وتحذير وزير الصحة من طلبه اقفال البلاد بشكل تام 15 يوما في حال كان التقييم سلبيا لأيام الاقفال الجزئي المقبلة.
كما تناولت الصحف استقالة وزير الخارجية ناصيف حتي من منصبه وتعيين السفير شربل وهبة بديلا منه في دلالة على استمرارية الحكومة، في وقت تكثر فيه حالات التشاؤم الخارجية لا سيما الأوروبية منها حيال الوضع في لبنان.


"الأخبار": "كورونا": بدأ "السيناريو السيئ"؟
مع إعلان مستشفى رفيق الحريري أمس بلوغه طاقته الاستيعابية القصوى وعدم قدرته على استقبال مصابين جدد، يبدو كأننا دخلنا في «السيناريو السيّئ»، في ظل تداعي القطاع الصحي وارتفاع أعداد الإصابات، وبالتالي الوفيات والحالات الحرجة، فيما لا يزال المعنيون مترددين في فرض إقفال تام قد يكبح عدّاد الإصابات ويعيد بعض السيطرة على الفيروس الذي «قد لا يكون له حل إطلاقاً»، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية

لم تكن الممرضة زينب حيدر (47 عاماً) التي توفيت، أمس، من جرّاء إصابتها بفيروس «كورونا » تُعاني من أمراض مزمنة خطيرة. رئيس قسم العناية الفائقة في مُستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور محمود حسّون أكّد أن الفيروس هو السبب الرئيس للوفاة، وأوضح لـ«الأخبار» أن الوفيات التي سُجلت في المُستشفى لا تعود لكبار في السن فقط، وأن بين من قضوا مصابين في العقد الرابع من العمر ولا يعانون من أمراض مزمنة خطيرة. ومع أن نسبة هؤلاء إلى مجموع الوفيات لا تزال ضئيلة، «إلا أنه لا يمكن الاتكال على أن الوباء سيفتك فقط بكبار العمر وبمن يعانون أمراضاً مزمنة».

وفيما، لم تُنهِ وزارة الصحة «جدول الوفيات» الذي من شأنه أن «يُفنّد» الحالات وتوزّعها، وصل عدد هؤلاء أمس إلى 65، مع إعلان وزارة الصحة تسجيل ثلاث وفيات خلال الساعات الـ24 الماضية، وإعلان مُستشفى الحريري ليلاً تسجيل حالتي وفاة. ويعود ارتفاع وتيرة الوفيات إلى التزايد الكبير في تسجيل الإصابات التي وصلت أمس الى 177 (159 مُقيماً و18 وافداً) من بين نحو ستة آلاف خضعوا للفحص، ليرتفع عدد المُصابين الفعليين إلى 3160. وكنتيجة طبيعية لتزايد الحالات، ارتفع عدد الحالات التي تستدعي الإقامة في المُستشفيات إلى 158، من بينهم 40 في حال حرجة.

وقد أبلغ مستشفى رفيق الحريري الحكومي الصليب الأحمر، ليل أمس، أنه بلغ قدرته الاستيعابية القصوى، وبات، بالتالي، غير قادر على استقبال أي إصابة حتى لو كانت حرجة (يوجد 19 سريراً في العناية الفائقة جميعها مشغولة).
ويشير ذلك الى تفاقم خطورة الواقع الوبائي المُستجد، الذي كان متوقعاً منذ أشهر، فيما ساد البطء وضع الخطط الاستراتيجية المطلوبة لمعالجة مكامن الخلل المستفحلة في القطاع الصحي والاستشفائي منذ عقود، في وقت لا يبدو فيه أن تغييراً لافتاً طرأ على واقع المُستشفيات الخاصة والحكومية على صعيد التجهيزات، في ضوء توقع توجه الإصابات بعد اليوم نحوها.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الصحة حمد حسن، أمس، نيته استدعاء مديري خمسة مُستشفيات (علاء الدين، الراعي، صيدا، الريان وابن سينا) بسبب تردّدهم في استقبال المرضى بحجة أنهم قد يكونون مُصابين بالفيروس، «على رغم الاتفاق على أن تعمل المُستشفيات على عزل أوّلي للمريض المشكوك في إصابته»، مشدّداً أن «على المؤسسات الاستشفائية أن تقوم بواجبها، بغض النظر عن أي ظرف نمر فيه».

بين من قضوا مصابون في العقد الرابع من العمر ولا يعانون من أمراض مزمنة

وعلى وقع تفاقم الوباء، يُجمّد «الإقفال التام» اليوم على أن يستأنف الخميس المُقبل حتى العاشر من الشهر الجاري، علماً بأن الحياة كانت شبه طبيعية في الأيام الخمسة الماضية، وهو ما لفت إليه حسن لدى ترؤسه اللجنة العلمية، أمس، بالإشارة إلى أن «أيام الإقفال الأخيرة لم تشهد جدية في احترام الإجراءات والمعايير التي تفرضها التعبئة العامة». وتمنى على الوزارات التشدد في متابعة هذه الإجراءات خلال الأيام الخمسة المُقبلة «على أن تعاود اللجنة العلمية الطبية في وزارة الصحة تقييم إقفال هذه المرحلة، فإذا لم يأتِ التقييم جيداً، فقد توصي اللجنة بإقفال تام يمتد خمسة عشر يوماً وفرض حال طوارئ صحية مدنية وليس عسكرية».... في عودة الى ما قبل المربع الأول، وفي وقت شكّكت فيه منظّمة الصحة العالمية في إمكان إيجاد «حل» للوباء ما يفرض اعتياد نمط حياة يتعايش والفيروس.


خفض عدد الوافدين إلى ما دون الـ2000؟
خلصت اللجنة العلمية الطبية في وزارة الصحة العامة، أمس، إلى جملة من التوصيات، أبرزها معاودة تقييم الوضع في المطار، والسعي إلى خفض عدد الوافدين إلى ما دون الـ2000 يومياً، بهدف تخفيف الضغوط على المختبرات في إجراء فحوصات الـpcr والحد من عدد الإصابات، وبإجراء الفحص على نفقة الوافدين عبر الحدود البرية والبحرية.
كما أوصت اللجنة بمتابعة فحوصات الـpcr وأداء المختبرات من خلال زيارات ميدانية ستقوم بها لجنة تضم نقيبة أصحاب المختبرات وممثلين عن منظمة الصحة العالمية واللجنة العلمية والطبية، لفرض شروط جديدة لإجراء الفحوصات، بحيث يلتزم الطبيب المتعاقد في المختبر بالآلية المعتمدة من قبل وزارة الصحة. كما أوصت بإلزام الوافدين المصابين بالعزل في أماكن الحجر المعتمدة من قبل لجنة الكوارث، على أن يتم تجهيز هذه الأماكن مع الشركاء والوزارات ذات الصلة، «لأن هذا الأمر ليس من مهمة وزارة الصحة العامة». اللجنة أوصت أيضاً بـ«اتباع المجتمع نمطاً جديداً يتأقلم بحذر ووعي مع وجود الفيروس، في انتظار إيجاد لقاح، بدءاً من التزام الكمامات في المناسبات الاجتماعية للتخفيف من العدوى المحلية».

 

"اللواء": الحكومة تعيّن وهبة بديلاً لحتّي في الخارجيّة... و"القطار لن يتوقف مهما تغيّر الركاب"
في الشأن الحكومي كان تعيين السفير المتقاعد شربل وهبة وزيراً للخارجية خلفاً للوزير المستقيل ناصيف حتي، رسالة واضحة للداخل والخارج، وللوزراء المترددين، بأن القطار الحكومي لن يتوقف، وأن مساره لن يتأثر بمن يغادر القطار، وأن الركاب قد يتغيرون لكن القطار يواصل السير، وفقاً لما قاله مصدر حكومي تعليقاً على القبول السريع لاستقالة حتي وتعيين خلف له بأقل من ست ساعات، مضيفاً تعليقاُ على فرضية استقالة وزراء آخرين بعد حتي، بأن لا مؤشرات على ذلك، لكن لو حصل فلن يكون التعامل مع أي استقالة أخرى مختلفاً. فالفراغ هو البديل الوحيد الذي تريد الترويج له الاستقالات. وهذا أمر خطير وطنياً، ينم عن عدم مسؤولية، ومن يتحملون المسؤولية معنيون بالتصرف وفقاً لإدراكهم هذه الخطورة، وعدم ترك البلد يسقط في الفراغ والفوضى.

وبحسب معلومات «البناء» فإن الوزير حتي ومنذ تأليف الحكومة التزم بسياسة رئيس الجمهورية والحكومة في القضايا الخارجية، لكن رئيس الحكومة وبعض الوزراء بدأوا بملاحظة تغيير في موقف حتي بعد جولته الاوروبية الشهر الماضي، لا سيما الى فرنسا والفاتيكان وبدأ بإطلاق مواقف في دوائره الضيقة ضد سياسة الحكومة ويتحدث عن فشلها في تحقيق برنامجها الإصلاحي وبدا انحيازه الواضح الى المحور الأميركي الأوروبي وصمته عن موضوع المقاومة بشكل يعبّر عن اعتراض على عملها ودورها، ما أثار امتعاض رئيسي الجمهورية والحكومة. وبعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى لبنان استثناه رئيس الحكومة عن الاجتماع المركزي الذي عقده في السرايا الحكومية وحضره وزيرا المالية والاقتصاد. أما القشة التي قصمت ظهر البعير فكانت مقابلته الأخيرة على قناة أم تي في ومواقفه الغامضة والملتبسة التي أعلنها من سورية والمقاومة. علماً انه وبحسب ما علمت «البناء» فإن حتي كان من الوزراء الذين دافعوا عن الحكومة وانتقدوا «الثورة» حتى الماضي القريب أي منذ مدة شهر ونصف، حيث أكد في أكثر من مجلس خاص بأن لا بديل عن الحكومة وإن جاءت حكومة أخرى فلن تستطيع الإنجاز أكثر من الحكومة الحالية التي ورثت مصائب ومصاعب العهود والحكومات الماضية، وبالتالي لا يمكن تحميلها مسؤولية الازمات المتراكمة، وشدّد آنذاك على أن الحكومة تعمل ما بوسعها وبكل طاقتها لتحقيق الإصلاحات لكن التعقيدات والعراقيل والصعوبات الداخلية معروفة وتقف عقبة أمام ذلك، الى جانب الأوضاع الصحية المتمثلة بكورونا الذي زاد في الأزمة وفي الانعزال عن الخارج وأخّر إمكانية الحصول على المساعدات. فما الذي غير موقف حتي بهذه المدة القصيرة؟! ولماذا اختار حتي خيار الاستقالة الفورية والمفاجئة بدلاً من خيار التلويح بالاستقالة للضغط على الحكومة للإسراع بالإصلاحات!

ووضعت مصادر مطلعة لـ«البناء» استقالة حتي في اطار المحاولات الاميركية المستمرة للتشويش على الحكومة والعمل على إسقاطها، متهمة الفرنسيين بممارسة ضغوط على لبنان تنفيذاً لرغبة وإملاءات الأميركيين. وبحسب المصادر كانت الخطة الاستثمار السياسي في استقالة حتي ورهاناً على تحويل القضية الى خلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس التيار الوطني الحر على تعيين اسم البديل فيعلن وزراء آخرون في هذه اللحظة استقالاتهم أيضاً بسبب عدم إنتاجية الحكومة ما يدفع برئيس الحكومة للاستقالة أو يعلن باسيل استقالة الوزراء المقربين من التيار. وفي هذا السياق سرت معلومات أمس عن استعداد بعض الوزراء لتقديم استقالاتهم وجرى حديث مقابل في الكواليس عن اتجاه لدى رئيسي الجمهورية والحكومة لخطة استباقية لإقالة 5 وزراء لعرقلتهم خطة الإصلاح الحكومية.

إلا أن مبادرة رئيسي الجمهورية والحكومة الى إجراء مشاورات والاتفاق على تعيين بديل عن حتي بمدة زمنية لا تتعدى الـ6 ساعات كانت ضربة معلم على رأس الأميركيين والفرنسيين كما وصفتها بعض الدوائر الأميركية، بحسب ما علمت «البناء». 

 

"اللواء": «إجهاض رئاسي» لانتفاضة حتي
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان استقالة الوزير حتي فاجأت الرئيسين عون ودياب الا انهما توافقا في لقائهما الذي عقد قبل الظهر على عدم التأخير في تعيين بديل عنه بإعتبار ان منصب وزير الخارجية استثنائي وحقيبة الخارجية سيادية ولا يمكن ترك الوزارة من دون وزير، فكان الأتفاق على السفير شربل وهبة الذي يشغل منصب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الديبلوماسية الذي سبق وان طرح اسمه عند تشكيل الحكومة الحالية. 
وقالت المصادر انه جرى التأكيد على ان استقالة حتي يجب ان تشكل حافزا لتفعيل عملها وفهم ان وهبة انضم للقاء عون ودياب في جلسة تعارف بينه وبين رئيس الحكومة على ان اللقاء الثاني بين رئيس الجمهوريةورئيس مجلس الوزراء افضى الى اصدار مرسومي الأستقالة والتعيين. ولفتت المصادر الى انه من المرجح ان يحصل اعادة تقييم للوضع الحكومي يأخذ في الأعتبار تفعيل الحكومة ومدها بدفع جديد للعمل.
وكان صدر المرسوم رقم 6749 بقبول استقالة حتي، ثم المرسوم رقم 6750 بتعيين السفير وهبة، وتلا الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية نص المرسومين، اللذين وقعهما الرئيسان بعد ظهر أمس في بعبدا، بعد اجتماع ثانٍ بينهما، وانضم الوزير الجديد إلى الاجتماع، حيث أبلغ بالقرار.
وكان الوزير حتي زار السراي الكبير، وقدم استقالة خطية للرئيس دياب الذي قبلها فوراً، واتجه إلى بعبدا، للتباحث بالخطوة التالية، وسط معلومات تأكدت لاحقاً انه تمّ التوافق على المستشار الدبلوماسي للرئيس عون السفير وهبة (اللواء عدد أمس)، ثم غادر، وعاد بعد الظهر، وجرى توقيع مرسوم قبول الاستقالة، ثم صدور مرسوم تعيين الوزير البديل وهبة (67 عاماً).
وهبة في الخارجية
ويتسلم الوزير وهبة مهامه اليوم، بكلمة يتحدث فيها إلى العاملين في السفارة، ويشارك في مجلس الوزراء بعد غدٍ.
وفي اول حديث له، قال الوزير وهبه لـ«او تي في»: لا حصار على لبنان بل عقوبات على طرف أو حزب سياسي. وسنسعى مع الادارة الاميركية بالطرق الدبلوماسية لمعالجة الموضوع. وعلينا العمل بالاصلاحات في الادارة والمالية. ولا يوجد تحفظ من الدول العربية لكن الامر بحاجة لمتابعة. وقد تلقيت دعوة من وزير خارجية الكويت لزيارتها خلال الاتصال الذي اجراه بي للتهنئة.
وعن احتمال زيارته للملكة العربية السعودية، قال: المملكة بلد عربي شقيق وداعم للبنان ومن واجبنا زيارتها عندما تتسنى لي الفرصة بالطبع.
وعما اذا كان ينوي زيارة سوريا؟ قال: سوريا بلد شقيق وجار، وزيارتها مرتبطة بالاهداف التي نتوخى تحقيقها. ويجب استمرار الاتصالات لمعالجة قضية النازحين.
وحول معالجة ملف النازحين قال: ملف النازحين بيد وزارة الشؤون الاجتماعية حسب قرار الحكومة. واذا احتاج الامر التنسيق مع الخارجية لن نتأخر.
وعن الموقف مماحصل بين رئيس الحكومة حسان دياب وفرنسا، قال وهبه: لم يخطيء الرئيس دياب في التعامل مع فرنسا، وقد اوضح موقفه امام وفد السفارة الفرنسية الذي زاره في السرايا.
بيان الأسباب
في بيان الاستقالة ختم الوزير حتي بيان الاستقالة، باربع كلمات: حمى الله لبنان وشعبه..
بعد الإشارة إلى «الانتفاضة الشعبية» ضد الفساد والاستغلال، أكّد حتي في بيانه ان «الواقع اجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة».
وقال: لبنان ينزلق اليوم للتحول إلى دولة فاشلة..
وفي حيثيات قرار الاستقالة جاء: ولنقدر أداء مهامي في هذه الظروف التاريخية والمصيرية ونظراً لغياب رؤية للبنان الذي أؤمن به، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق إصلاح هيكلي يطالب به المجتمع الوطني ويدعو إليه المجتمع الدولي، قررت الاستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين.
على ان الأخطر ما كشف عنه حتي: شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة.

ولدى مغادرته الخارجية بعد ان ودع موظفيها، قال حتي: استقالتي ليست مرتبطة بأي عامل خارجي بل اسبابها داخلية صرف، مضيفا ردا على سؤال عما اذا كان النائب جبران باسيل يقيّد عمله: هذا كلام غير مقبول. وقال «الله يوفق الجميع».
وقالت مصادر مقربة من المستقيل: لـ«رويترز» إنه قرر الاستقالة بسبب خلافات مع دياب، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للبلاد في الفترة الأخيرة، ولشعوره بخيبة الأمل لتهميشه.
وبدا أن دياب انتقد لو دريان لربطه أي مساعدات للبنان بالإصلاحات وبالاتفاق مع صندوق النقد الدولي وذلك خلال زيارة الوزير الفرنسي لبيروت الشهر الماضي.
وقال متحدث باسم مكتب دياب لـ«رويترز» إن مجلس الوزراء سيركز الآن على المضي قدما في التدقيق في حسابات البنك المركزي وعدد آخر من الإصلاحات واسعة النطاق.

 

"الجمهورية": الخارج يحسم: لا نثق بالحكومة
من جهة ثانية، علمت «الجمهورية» انّ ذيول الاشتباك الحكومي مع وزير الخارجية الفرنسية لودريان لم تنته فصولاً بعد. وفي هذا السياق، أبلغ ديبلوماسيون أوروبيون جهات لبنانية:

انّ هناك خطأ كبيراً جداً ارتكبه رئيس الحكومة حسان دياب، حينما حاول تظهير الوزير لودريان في موقف الجاهل، فقد كان في إمكانه ان يتجنّب الوقوع في هذا الخطأ، ومحاولة أخذ زيارة لودريان الى بيروت كفتحة يمكن الاستثمار عليها لمساعدة لبنان على الانفتاح على الخارج.

يجب ألّا ننسى انّ الفرنسيين، ولودريان تحديداً، هو صاحب فكرة إعطاء حكومة حسان دياب فرصة لتقوم بإصلاحات وإجراءات انقاذية للأزمة في لبنان، علماً انّ كل العالم تقريباً لم يثق بهذه الحكومة، ومع ذلك أصرّ الفرنسيون على اعطاء الفرصة، ولحق بالموقف الفرنسي العديد، ان لم يكن كل دول الاتحاد الاوروبي. ويجب الّا ننسى انّ لودريان تعرّض للاهانة، وطبيعي جداً عندما ينكفىء الفرنسيون أن ينكفىء معهم سائر دول اوروبا التي شاركت باريس في البداية بإعطاء الفرصة لحكومة دياب، والواضح انها فَوّتتها.

هناك مثل فرنسي يقول ما مفاده «أسوأ أنواع الطَرش، هو عندما يرفض المرء أن يسمع». وهذا هو حال حكومة حسان دياب، فكل العالم كان وما يزال يصرخ في أذن الحكومة ويحذّرها من أنّ لبنان على وشك السقوط النهائي ويطالبها بإجراء إصلاحات انقاذية، ومع ذلك ترفض ان تسمع، بل بالعكس تستمر في انتهاج مسالك بعيدة عن الاصلاح، لذلك لا ثقة بالحكومة ولا يمكن التعويل عليها، العالم يريد ان يساعد لبنان، الّا انّ حكومته لا تريد ان تسمع. ومن هنا نكرر ان لا مجال لأي مساعدات خارجية للبنان ما لم تقم حكومته بإصلاحات حقيقية. وكل ما تقوم به الحكومة منذ تشكيلها ليس اكثر من تضييع للوقت.

لبنان... وقع
الى ذلك، أبدت مصادر ديبلوماسية اوروبية تشاؤمها حيال مستقبل الوضع في لبنان. وقالت لـ«الجمهورية»: لبنان وقع، وفي ظل السياسة التي تتّبعها حكومته لا أمل بقيامة له.

وجددت المصادر التأكيد على ان «لا سبيل امام لبنان الّا الاصلاحات، فهي الباب والنافذة التي ستدخل منها المساعدات إليه، وهي المعبر الالزامي للوصول الى تعاون مع صندوق النقد الدولي».

إضاعة الفرص
علمت «الجمهورية» انّ سفراء وديبلوماسيين أوروبيين وجّهوا انتقادات قاسية للسلطة في لبنان، وأبلغوا نواباً في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ما مفاده «انّ اللبنانيين ملوك في إضاعة الفرص».

وكشفت مصادر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لـ«الجمهورية» انها «سمعت مواقف حادة من قبل بعض السفراء الديبلوماسيين الاوروبيين تعكس بشكل واضح انّ الدول الاوروبية نفضت يدها من الحكومة».

وبحسب المصادر فإنّ السفراء والديبلوماسيين عبروا عن استغراب شديد لِما سَمّوه إصرار الحكومة على أداء مجاف للاصلاحات، وتصميمها على سلوك منحى يؤدي الى عزلتها وابتعاد أصدقاء لبنان عنه.

وكشفت المصادر انه في معرض حديثهم عن الخيبة من الحكومة، لفت السفراء والديبلوماسيون الى محطات خذلت فيها الحكومة لبنان والعالم:

الاولى: تلقّفنا بإيجابية بالغة قرار الحكومة في ما خَص سلعاتا، لكننا أصبنا بخيبة بعد التراجع عن هذا القرار. بإقامة 3 معامل للكهرباء لفتح باب سرقة الاموال، فيما لبنان لا يحتاج الّا لمعمل واحد على الاكثر.

الثانية، تلقّفنا بإيجابية بالغة إعلان رئيس الحكومة في بداية التعيينات انها لا تُشبهه لوجود محاصصة فيها، لكنه عاد وفاجأنا بانغماسه فيها وشارك في المحاصصة ناسفاً كل ما قاله.

الثالثة، في الوقت الذي نادى فيه العالم كله باستقلالية القضاء في لبنان، أمعن الفريق الحاكم في لبنان في التأكيد على رفضه بلوغ هذه الاستقلالية. وتجلّى ذلك في تعطيل تشكيلات قضائية من خلفية إبقاء التدخلات السياسية في القضاء.

واشنطن: حذّرناكم
في السياق ذاته، نقلت شخصيات لبنانية عن ديبلوماسيين أميركيين عدم ثقتهم في تَمكّن حكومة حسان دياب من تحقيق أي إنجاز يساعد في خروج لبنان من أزمته.

وبحسب ما نقلته تلك الشخصيات عن الديبلوماسيين الاميركيين فإنّ «موقف واشنطن سبق واكدت عليه مراراً بأنّ على الحكومة اللبنانية ان تجري إصلاحات جدية، وتسعى بكل جدية الى مكافحة الفساد، لكنها حتى الآن لم تقدّم ما يؤكد عزمها الجدي للسير في هذا الاتجاه».

ولفت الديبلوماسيون انتباه الشخصيات اللبنانية الى «انّ تحذيرات واشنطن ليست وليدة هذه الفترة، بل هي مُمتدة الى سنوات سابقة، والعديد من المسؤولين الاميركيين، في الادارة الاميركية، وفي الكونغرس وفي وزارة الخزانة الاميركية أبلغوا الى نواب وشخصيات لبنانية زاروا واشنطن في نيسان من العام 2019، كلاماً صريحاً وجاداً بأنّ لبنان يسير في اتجاه انهيار ووضع صعب جداً، وانّ على اللبنانيين ان يعلموا انهم مُقبلون على اوضاع شديدة التأزم والتعقيد اقتصادياً ومالياً وسيصلون حتماً الى الانهيار، إن لم يبادروا الى خطوات سريعة وتنفيذ إصلاحات جدية، وإن لم يسارعوا الى مكافحة الفساد ووقف السرقات، ولكن كل هذه التحذيرات لم تلق الاستجابة المطلوبة. وكل ذلك يُضاف الى تحكّم «حزب الله» بالحكومة، والسيطرة على قرارها.

فيروس كوروناناصيف حتي

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل