لبنان
عضو لجنة علماء لبنان لمكافحة "كورونا" محمد حمية لـ"العهد": ندفع ثمن الاستهتار
ياسمين مصطفى
ضرب عداد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان أمس رقما قياسيا منذ تسجيل أول حالة في 21 شباط الماضي مع ثبوت 166 نتيجة إيجابية جلّها من المقيمين. تحول وانحدار نوعي قد يعيدنا إلى المربع الأول، بعدما أعلنت الحكومة ووزارة الصحة الانتصار على الجائحة وفتحت المطار رسميًا.
الواقع المستجد يطرح سؤالا بات ملحّا حول السيناريوهات المرتقبة في ظلّ الارتفاع المطرد بأعداد المُصابين وما المطلوب في ظل التحول في عداد الإصابات وازدياد عدد المناطق الموبوءة.
"الوضع خطير"، هكذا يلخص نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة كورونا (lscc) والمتخصّص في علوم الجزيئيّات الذرية والنانوتكنولوجيا الدكتور محمد حمية الواقع الصحي في لبنان لجهة انتشار فيروس كورونا، في حديثه لموقع "العهد" الإخباري.
ربما لا يعرف كثيرون أن فيروس كوفيد 19 المسبب لمرض كورونا التنفسي يُعيد تشكيل هيكليته الجينية بسرعة ما يساهم في الانتشار الوبائي المجتمعي. هي معلومة يلفت إليها حمية، ويسأل:" فما بالنا إذا كنا سنشهد في لبنان تنوعا في هيكليات جينية للفيروس؟".
المسؤولية في ما آلت إليه الأمور والتي كانت في البدء تقع على المجتمع الذي أبدى استهتارا واضحا في الالتزام بالإجراءات الوقائية، باتت اليوم وفق حمية "تقع أيضا على عاتق الدولة ممثلة بالحكومة ووزارة الصحة".
المتخصص في علوم الجزيئيات الذرية يرى أن "الدولة اللبنانية وقعت في فخ التعويل على وعي المواطنين أولا، وأخطأت ثانيا حين سارعت للموازنة بين الواقع الصحي والتدهور الاقتصادي عبر فتح البلد أمام السياح من بلدان مختلفة حول العالم".
المطلوب بحسب الدكتور حمية "إجراء فحوصات الـpcr لكل القادمين من الخارج وحجر هؤلاء كما كان معتمدًا سابقًا لمدة 14 يوما، ورفض "الفيزا تايب سي" أي الفيزا السياحية، لأن السيّاح سيحملون معهم أنواعا وهيكليات جينية للفيروس مختلفة عن تلك التي كانت موجودة بين المصابين في لبنان، ومع هذا الواقع تصبح سياسة مناعة القطيع غير فعالة لأنها تعمل على انتشار الإصابات بشكل يضعف هيكلية الفيروس الجينية الموجودة في لبنان".
عزل المناطق
وعن مدى فعالية سياسة مناعة القطيع في التعامل مع انتشار الفيروس، يقول حمية: "سياسة مناعة القطيع تُعتمد مع الأوبئة التلامسية مثل الجدري ولكن فيروس كورونا يسبب مرضا تنفسيا لا يمكن التحكم به عبر هذه السياسة، خاصة أن الدراسات أثبتت أن الشخص الذي يصاب ويتعافى قد يصاب مرات عدة بعد ذلك وينقل العدوى مجددا لمخالطيه".
يضرب الدكتور حمية مثلا الصين، فيوضح أنها "الدولة الوحيدة المنتصرة بنظره على الجائحة، ذلك أنها لم تتبع سياسة مناعة القطيع ولم تعمد إلى الإنصات لمنظمة الصحة العالمية ولم تنحُ منحى الدول الغربية في التعاطي مع الفيروس، بل اعتمدت استراتيجيات صينية محلية بحتة لمكافحته".
وفق حمية، يتجه لبنان اليوم لانتشار واسع جدا للفيروس مع تنوع هيكلياته الجينية، مصحوبا بمدة أطول لمكوثه في لبنان حتى اختفائه كليا".
ويختم حمية قائلا: "نحن اليوم ندفع ثمن الاستهتار وسياسة الضغط على الحكومة في فتح البلد، صحيح أننا نجحنا في مكافحة الفيروس من شباط الماضي وحتى اليوم، لكننا بعد النجاح استعجلنا إعلان الانتصار ..".
إقرأ المزيد في: لبنان
16/11/2024