لبنان
الشيخ قاسم: لا قرار دوليا بتحطيم لبنان.. وحزب الله بالمرصاد إذا أرادت "اسرائيل" أن تقدم على أي حرب
عبّر نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عن تأييد الاتفاق مع الصندوق على مجموعة اجراءات تكون فيها مصلحة للبنان ولا تجعلنا خاضعين سياسيا لأي جهة في العالم، مؤكدا على ضرورة دعم وإعطاء فرصة للحكومة الحالية، وفتح العلاقات مع سوريا، وعدم الخوض في أسماء لرئاسة الجمهورية حاليا.. كما أكد على جهوزية المقاومة في مواجهة أي حرب صهيونية محتملة.
الشيخ قاسم شدد في حديث خاص مع قناة OTV على أنه "لا يوجد قرار دولي بتحطيم لبنان، فصحيح أن هناك رغبة أميركية بابقاء لبنان في غرفة انعاش، لكن لا أحد يفكر بأن لبنان يجب أن يسقط لذلك أتوقع ان يحصل تفاهم ما مع الصندوق".
وأضاف "نحتاج إلى ان تستمر اللقاءات مع صندوق النقد حتى نسمع وجهات النظر، وما سمعناه للوهلة الأولى ان الصندوق يبدي مرونة بفهم متطلبات لبنان، لكن لا احد يعلم ان كانت ستستمر هذه المرونة"، مشيراً الى ان التعاون مع صندوق النقد الدولي على قاعدة مناقشة الحلول المناسبة للبنان، نقبل ما نقبل ونرفض ما نرفض".
وبما يخص خطة الحكومة الاصلاحية، لفت الشيخ قاسم إلى انه "يجب ان نسير في مسارين متوازيين في موضوع الخطة الاصلاحية، مسار المناقشة مع صندوق النقد والاستفادة من سيدر والعلاقة مع الدول العربية والدولية، ومسار آخر هو المباشرة بالحلول التي نعتقد انها تنفعنا وبامكاننا ان نقوم بها على المستوى المحلي الداخلي إن كان عبر مشاريع قوانين أو انجاز بعض المشاريع أو التواصل مع سوريا"، معتبراً انه على "الحكومة ان تناقش بشكل جدي متى نفتح العلاقة السياسية أو الاقتصادية مع سوريا لأنها رئة اقتصادية للبنان".
وأضاف " نحن مع إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع سوريا"، لأن سوريا هي معبر للشاحنات وكذلك هناك متطلبات في سوريا لبعض المنتجات اللبنانية وأيضا يمكن للبنان ان يستفيد من بعض البضائع السورية بأسعار جيدة.
البحث في اسم الرئيس المقبل لا يزال مبكرا
نائب الأمين العام لحزب الله أشار إلى أن "البحث في اسم الرئيس المقبل لا يزال مبكرا وهو لا يتم الا في الاشهر الاخيرة من الولاية، وليس لحزب الله اي اسم جاهز للرئاسة وهو لا يضع فيتو على احد ولكل مرحلة ظروفها".
ومن جهة أخرى، لفت الشيخ قاسم الى ان المحاسبة تكون موجهة لحزب الله "فلا تحاسبونا على حلفاء واصدقاء بل عن انفسنا والوزير فنيش تجاوب مع القضاء في قضية الفيول المغشوش"، قائلا للحلفاء "طالما هم مقتنعون ببراءة من لديهم فليذهب الى المساءلة والتجني السياسي اذا حصل سيظهر".
قضية حاكم مصرف لبنان تناقش داخل الحكومة
وعن حاكم مصرف لبنان، شدد الشيخ قاسم على انه" ليس لحزب الله موقف خاص مع او ضد سلامة او البنوك بل يلتزم قرار الحكومة"، معتبراً انه "لا دليل على ضغط سياسي من دول خارجية بموضوع الدولار والخروج من الازمة يتطلب تحريك عجلة الاقتصاد الى جانب الإجراءات".
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن قضية حاكم مصرف لبنان تناقش داخل الحكومة اللبنانية والحكومة هي من تأخذ القرار النهائي، سواء رأت أن في إقالته أو في إبقائه مصلحة، مضيفا "نحن لا نبحث عن جمهور إضافي ولا بروباغندا اعلامية".
سعي للتفاهم بين الحلفاء.. خلاف سياسي مع القوات.. اتصالات مستمرة مع الحريري وجنبلاط
وقال الشيخ قاسم "نحن نسعى لأن يتفاهم حلفاؤنا مع بعضهم على الشؤون الداخلية ويخففوا من مساحة الخلاف".
وفي إجابة على سؤال حول اتهام حزب الله بتعطيل البلاد لسنتين أجاب الشيخ قاسم "نحن لم نعطل البلد من أجل انتخاب الرئيس عون بل كان هناك مرشح رئاسي هو العماد ميشال عون ومرشحون آخرون ولم يتمكن الأفرقاء من تأمين النصاب لمدة سنتين.. وعندما استطاعت أغلبية نيابية من إيصال الرئيس ميشال عون وصل إلى الرئاسة، ولا أحد يحملنا مسؤولية التعطيل".
الشيخ قاسم اعتبر ان "هذه الحكومة تعتبر حكومة الفرصة النادرة التي يجب أن نرعاها جميعا بكل قوة لأنه ليس معلوما ماذا ستكون الأمور من دونها، وهي جاءت بوقت حساس سياسي واقتصادي وقد قدمت عدة أمور على مستوى مواجهة فيروس كورونا وغيره".
ولم يرغب نائب الأمين العام لحزب الله بالتعليق على موضوع التوازنات داخل الطائفة السنية، وقال "لسنا جزءا من النقاش حول سعد الحريري وبهاء الحريري ولا علاقة لنا بهذا الموضوع إلى أين يصل لا من قريب ولا من بعيد"، مشيرا إلى ان الحوار بين حزب الله وسعد الحريري لم ينقطع "ونحن نتواصل عندما يكون هناك حاجة وليس هناك قطيعة معه".
الشيخ قاسم لفت إلى أن حزب الله مختلف مع القوات اللبنانية في السياسة بشكل واسع وهم (أي القوات) يعبرون عنه دائما لأنهم يحتاجون لتقديم ورقة اعتماد للأمريكيين بالحديث عن سلاح المقاومة وغيره، لكن لدينا قرار في عدم الدخول في مماحكة معهم".
وأضاف "أخذنا قرارا بالتعاطي بشكل إيجابي ودون حواجز في العمل مع بعضنا داخل الوزارات وفي اللجان النيابية ومع الناس، وعلى سبيل المثال عندما حدثت أزمة الكورونا في بشري، ذهب الوزير المختص ودون منّة وقدم توصيات وأخذ اجراءات وحصل تجاوب من المواطنين في تلك المنطقة وكانت النتيجة إيجابية والحمد لله.
وبالنسبة للعلاقة مع النائب السابق وليد جنبلاط، أشار الشيخ قاسم إلى أن هناك اتصالا معه، معتبرا أن زيارته الأخيرة إلى رئيس الجمهورية كانت إعلانا رسميا بأنه سيقدم اعتراضه وملاحظاته بطريقته الخاصة في حال وجدت، وأنه لن يكون جزءا من المعارضة المتكتلة ضد الحكومة، والتي كان يتم الحديث عنها مؤخرا.
حزب الله ليس مع انتخابات نيابية مبكرة،
وبالحديث عن الضغوطات الأمريكية، لفت الشيخ قاسم إلى أنه في لبنان انتخابات شعبية ديمقراطية حرة وحزب الله موجود في المجلس النيابي وفي الحكومة بناء لذلك، ويتم التعاطي مع حزب الله من قبل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة كمكوّن أساسي، ونحن لا نعول على القرار الأمريكي لا بالمساعدة او عدمها.
الشيخ قاسم أعلن أن حزب الله ليس مع انتخابات نيابية مبكرة، لافتا إلى أن الانتخابات النيابية المبكرة لن تغير من النتيجة العامة في لبنان، لأن هناك مجموعة قوى سياسية لن يتغير المشهد لديها في حال حصلت انتخابات مبكرة، ولن يتغير شيء بشكل جوهري، والأفضل ان يتم إعطاء فرصة لهذه الحكومة التي تأتي من خارج السياق كحكومة تكنوقراط بدلا من تضييع الوقت.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن العالم كله يعرف أن إيران لا تديرنا ونحن نعمل ما نراه مناسبا لبلدنا، فإذا قاتلنا "اسرائيل" واستفادت إيران "صحتين على قلبها"، وإذا كنا نريد أن نريد ان يكون بلدنا مستقلا والأمريكي مغتاظ فهذا شرف لنا.
حزب الله جاهز ومستعد للرد على "اسرائيل" في أي ظرف من الظروف
وردّ الشيخ قاسم على سؤال حول إمكانية استغلال العدو الاسرائيلي للأوضاع الحالية في لبنان، أجاب سماحته أنه "كما أن اوضاع الكورونا صعبة على لبنان فهي صعبة على "اسرائيل" أيضا، وهم لديهم مشكلة أكثر من مشكلتنا على هذا الصعيد، وأي وقت تقدر فيه أن تلعب بالداخل اللبناني لن تقصر سواء بوجود كورونا او لا".
وأضاف "اسرائيل ليست مرتاحة في التحرك داخل لبنان، وهي تعلم أن حزب الله جاهز ومستعد للرد في أي ظرف من الظروف إذا تعرض لبنان لأي اعتداء، وهي مردوعة من قبل المقاومة، وإذا أرادت أن تقدم على أي حرب نحن لها بالمرصاد، بالعكس هم يعملوا ألف حساب، ويدركون أن الذي استطاع ان يحرر الأرض ويخوض حرب 2006 هو قادر على مواجهتهم".
ولدى إجابته على الرسائل التي توجهها "اسرائيل" إلى حزب الله في سوريا، قال الشيخ قاسم "لها رسائلها ولنا رسائلنا، لكن إذا تعرض احد من حزب الله في سوريا بالتأكيد سنرد على إسرائيل".
وختم بالقول "لا تعليق على حادثة قصّ الشريط الحدودي وليفكّر الصديق والعدو بالحادثة كيفما يشاء".
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024