لبنان
لبنان يحافظ على وتيرة تزايد تبقيه في مرحلة احتواء كورونا وكلمة مرتقبة لدياب اليوم
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على الكلمة المرتقبة لرئيس الحكومة حسان دياب مساء اليوم للرد على الحملات السياسية على حكومته والاتهامات التي تساق ضدها ووضع الرأي العام اللبناني في حقيقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
ومن المفترض أن تتضمن كلمة دياب الاجابة عن تساؤلات أثيرت حول الهيركات، إضافة لما قاله أمس في لقائه مع الهيئات الاقتصادية بهذا الخصوص، على أن يقدّم رؤية الحكومة لما ورد في الخطة المالية ونظرتها لمعالجة الملفين الاقتصادي.
"الأخبار": 25 إصابة جديدة: الارتفاع «مبرّر»!
بداية مع صحيفة الأخبار التي لفتت الى أن تسجيل ارتفاع 25 إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس وفق مصادر معنية، «مُبرر» نظراً الى زيادة عدد الفحوصات وإلى عامل قدوم اللبنانيين الوافدين. يشير ذلك، مجدداً، الى أهمية الإسراع في رفع عدد الفحوصات المخبرية في المناطق من جهة، ورفع منسوب التأهب والحذر في التعاطي مع ملف المغتربين
عادت أرقام الإصابات بفيروس كورونا الى التصاعد بعدما سلكت في الأيام الماضية مساراً شبه ثابت. فبعد إعلان وزارة الصحة، ظهر أمس، تسجيل 17 إصابة جديدة (12 منها تعود لمُقيمين من أصل 771 فحصاً و5 إصابات في صفوف وافدين من أصل 170 فحصاً)، أعلن مُستشفى رفيق الحريري الحكومي، مساءً، تسجيل سبع إصابات جديدة، وأُعلن في بشري ليلاً تسجيل إصابة جديدة (من أصل 72 فحصاً)، فيما لم تُعلن نتائج 53 فحصاً. بذلك، يكون مجموع الإصابات المُسجّلة، أمس، 25 ليُقفل عدّاد كورونا على 666 إصابة، شُفي منها 84 (أعلن مُستشفى رفيق الحريري شفاء ثلاث حالات مساءً) وتوفي 21.
في المبدأ، يعود الارتفاع إلى عاملين أساسيين: الأول زيادة عدد الفحوصات المخبرية مُقارنة مع الأيام الثلاثة الماضية (تراوحت بين 240 فحصاً ولم تتجاوز الـ 527 فحصاً)، والثاني عامل عودة المغتربين، ما يؤثر حُكماً على المنحنى العلمي لأعداد الإصابات. ويؤكد ذلك، مجدداً، أهمية الإسراع في رفع عدد الفحوصات المخبرية في المناطق، والتي من المُقرر أن تصل نهاية الأسبوع المُقبل إلى ألف فحص يومياً (للمُقيمين)، على أن تستكمل الفحوصات للوافدين الخاضعين للحجر من جهة، ورفع منسوب التأهّب بشأن ملف المغتربين من جهة أخرى. بحسب المُتخصّص في علوم الجزيئيات الذرية والنانوتكنولوجيا الدكتور محمد حمية، من المتوقع أن يُسجّل المنحنى الوبائي كل فترة (كل 14 يوماً) «قفزة علمية»، أي ارتفاعاً في أعداد الإصابات بشكل فجائي، «لكنه يعاود الهبوط»، لافتاً إلى أن الأرقام في لبنان حتى الآن «لا تزال تحت سقف تسجيل الإصابات الذي كان متوقعاً في منتصف نيسان»، ومُشيراً إلى أن المنحنى الوبائي مُتّجه نحو الثبات ما لم تطرأ أي عوامل فجائية.
وهذا ما أكده أيضاً وزير الصحة حمد حسن أثناء تفقده أمس مُستشفى معربس في عين الرمانة، مشيراً الى «أننا سجّلنا بالنقاط تفوّقاً على فيروس كورونا. لكن من دون ضربة قاضية (...) ومستمرون في الطريق الصحيح لنسجّل في المرمى النصر الأخير». كذلك وصف المُدير العام لمُستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس الأبيض الوضع بأنه «مقبول مُقارنةً بدول ذات إمكانات مادية كبيرة»
وإلى حين توسيع مروحة الخاضعين للفحوصات، وخصوصاً في المناطق، تتولى بعض السلطات المحلية مهمة إجراء فحوصات الـ pcr بالتعاون مع جهات ومنظمات غير حكومية. وبعد تجربة بشري التي تبرع عدد من أبنائها بتكاليف الفحوصات في المُستشفى الحكومي في المدينة، أجرت بلدية بلاط في جبيل، أمس، فحوصات لنحو 35 مشتبهاً بإصابتهم من أبناء البلدة بالتعاون مع كلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية التي أطلقت منذ أيام عيادة نقالة تضم طاقماً طبياً.
إلى ذلك، يبحث مجلس الوزراء، اليوم، في مطالبة المُستشفيات الخاصة بتسديد المُستحقات المتراكمة على الدولة والمُقدرة بنحو ألفي مليار ليرة، «وإلّا فإنّ بين 20 إلى 25 مُستشفى منها تتجه إلى الإقفال»، وفق ما صرّح لـ«الأخبار»، أول من أمس، رئيس اتحاد المُستشفيات العربية النائب فادي علامة.
وفيما كان متوقعاً أن يقفل مُستشفى سيدة لبنان خلال الـ 15 يوماً المُقبلة، كان لافتاً أن يصدر عن إدارته، أمس، بيان يُعلن إقفال كافة الأقسام الاستشفائية «بسبب الأوضاع الاقتصادية والمالية التي تعانيها البلاد منذ سنوات»، واعدةً العاملين باستئناف العمل معهم «في حال سمحت الظروف لممارسة أعمال المستشفى مُجدّداً».
"البناء": دياب زار الحص ويتحدّث الليلة مدافعاً عن الحكومة… وسط هجمة جنبلاطيّة حريريّة
بدورها صحيفة البناء رأت أن لبنان حافظ على وتيرة تزايد تبقيه في مرحلة الاحتواء والسيطرة، يواصل إجراءات التعبئة العامة، وتحاول الحكومة ترميم الثغرات التي ظهرت في التطبيق، خصوصاً ما يطال ملف المساعدات المالية للمتضررين من التوقف عن العمل، وتأتي إطلالة رئيس الحكومة حسان دياب الليلة في رسالة يوجّهها للبنانيين، بدلاً من حوار كان مقرراً أمس، في محاولة لشرح الموقف الحكومي، سواء في مواجهة كورونا، أو في الدعوة للتشدد في تطبيق إجراءات الوقاية، وخطط التعبئة العامة. وقالت مصادر إعلامية إن رسالة رئيس الحكومة ستتضمن إجابة على التساؤلات التي أثيرت حول الهيركات، إضافة لما قاله أمس في لقائه مع الهيئات الاقتصادية بهذا الخصوص، ويقدّم رؤية الحكومة لما ورد في الخطة المالية ونظرتها لمعالجة الملفين الاقتصادي والمالي وسط اتساع المطالبات بخطة واضحة للنهوض. وقالت المصادر الإعلامية إن رئيس الحكومة سيوضح قضايا المساعدات المالية ومشكلة اللوائح الاسميّة، كما سيجيب على الأسئلة المتداولة حول عودة المغتربين، وسيتفادى الدخول في ردود على الهجمات التي تتعرض لها الحكومة، معتبرة أن عدم رغبة دياب في الدخول بسجالات مع مهاجميه هو سبب استبدال الحوار بالرسالة، خصوصاً مع الهجمة التي شنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وتبعه النائب مروان حمادة في تناول دياب بالاسم بلغة قالت المصادر الإعلامية إن دياب لا يستطيع أن يجاريها، ففضل مناقشة مضمون الاعتراضات والانتقادات سواء التي سبق وتحدّث عنها جنبلاط أو تضمنها بيان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ومواقف تيار المستقبل ونوابه، من دون الدخول في الأسماء. ورأت المصادر في زيارة رئيس الحكومة لرئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص وما قاله بعد اللقاء عن مكانة ومدرسة الرئيس الحص نوعاً من الجواب الضمني على الحملات التي استهدفته، في تحديد تموضعه بين رؤساء الحكومات في الضفة التي يمثلها الرئيس سليم الحص.
وفيما يستعد رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب لإلقاء كلمة متلفزة مساء اليوم في السرايا الحكومية للرد على الحملات السياسية على الحكومة والاتهامات التي تساق ضدها ووضع الرأي العام اللبناني في حقيقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، عاد التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية ليطفو على سطح الخلافات السياسية والحكومية على وقع الأزمات الاجتماعية التي خلفها وباء الكورونا. ما يطرح علامات استفهام عدة حيال تمادي الأميركيين في الخرق المتكرر للسيادة اللبنانية في مقابل صمت أميركي مريب حيال الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان وسورية.
وعشية إطلالة الرئيس دياب لإطلاع المواطنين على حقائق الأوضاع المالية والاقتصادية، أشارت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في حديثٍ لـ«ام تي في» إلى أن «للعلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية على المستوى الرسمي جذوراً عميقة، ولكن إذا أردنا ازدهار هذه العلاقات وتدرجها إلى مستوى أعلى نريد أن نرى إصلاحات لجذور الفساد وما كان يطالب به الثوار في 17 تشرين».
وعلّقت على جهود الحكومة وإجراءات التعبئة العامة وإغلاق المطار وحظر التجوّل وإغلاق محال تجارية غير الضرورية، وقالت: «بالطبع يتوجب علينا التزام المنازل».
ونقل زوار دياب عنه قوله لـ«البناء» إنه يعطي الأولوية لمواجهة وباء الكورونا ومعالجة تداعياته الاجتماعية والاقتصادية التي وقعت على المواطنين وهو لم يكن بوارد الدخول في سجالات مع اي جهة سياسية لا سيما أن الظروف الصحية الخطيرة تتطلب التعاون والتعالي عن المصالح الشخصية والسجالات إلا أن أطرافاً سياسية عدة تفضل مصالحها الخاصة فوق كل اعتبار اختارت المواجهة مع الحكومة بذرائع وعناوين وهمية ومختلقة كموضوع المسّ بالودائع وكيل الاتهامات ما حدا بدياب لإلقاء كلمة متلفزة والرد على كل هذه الاصوات ووضع اللبنانيين في حقيقة الامور ووضع النقاط على الحروف».
"النهار": نصف استدارة ونصف هجوم: حكومة المناورات!
صحيفة "النهار"اعتبرت أنه إذا كانت متابعة عدادات كورونا ومؤشراته تبقى في صدارة الحدث الداخلي كما العالمي، فان الحكومة بدت في الساعات الأخيرة تمارس لعبة المناورات بين الشأن المالي والشأن القضائي. اذ بدت كأنها امام استدارة اضطرارية لتصويب الكثير من الاهتزازات والإخفاقات التي منيت بها تباعا في الفترة الأخيرة وان كانت لا تزال تحاول حجب التداعيات السلبية لهذه الإخفاقات بإبراز المؤشرات المعقولة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا في لبنان والاتكاء عليها كإنجاز للحكومة. ويبدو واضحا ان بعد السقوط الاضطراري لمشروع اعتماد عمليات الـ"هيركات" ضمن الخطة المالية للحكومة التي لا تزال مطروحة على جلسات مقبلة لمجلس الوزراء (ليست مدرجة على جدول اعمال الجلسة التي ستعقد اليوم في قصر بعبدا) ان الحكومة لجأت الى توسيع اطار المشاورات والحوارات في محاولة منها لتمرير الاثار المؤذية التي لحقت بصورة ابرز مشروع كان تعده وتنوي من خلاله تصويب المسار المالي والاقتصادي. ولكن التسرع والارتجال اللذين طبعا المرحلة الأولى من تحضير الخطة أديا الى تفجير ثغرات كبيرة في طريق هذه المحاولة، كما تسببا تاليا بإعادة النظر في الأسلوب التي كان متبعا في محاولة إقرارها خصوصا بعدما اتسعت دائرة الرفض لاتجاهات الخطة من المعارضة "الخارجية" الطبيعية للحكومة الى مكونات من داخلها وكادت تهز مصيرها في شكل جدي. وفي ظل هذا الواقع برزت في الساعات الأخيرة رحابة صدر مفاجئة طبعت المواقف والتحركات الحكومية لاطلاق حوارات تتصل بالخطة المالية والاقتصادية، وكانت اولى هذه الخطوات لقاء موسع نظمته السرايا بعد ظهر امس بين عدد من الوزراء والهيئات الاقتصادية شارك في جانب منه رئيس الحكومة حسان دياب موضحا ان الحكومة تحاول توسيع المشاورات في كل القطاعات "حتى نأخذ رأي الجميع لان الورقة الاقتصادية تخص كل لبنان وليس أشخاصا معينين والحكومة اللبنانية فقط ". وفي معرض شرحه لاهداف الحكومة على صعيد إعادة هيكلة الدين لوحظ ان دياب تحدث بوضوح عن "حاجتنا الى فريق عمل يستطيع ان يطمئن المجتمع الدولي الى اننا سنخرج من النفق الصعب حتى نستطيع إيفاء أي قروض إضافية نضطر الى تأمينها". وقال "طبعا لا نتكلم بـ"هيركات" وهذا الموضوع سيتم باستبدال السندات مثلما يحصل في كل دول العالم " وشدد على "انه لا يوجد شيء منزل ونتطلع الى الإفادة من خبراتكم وآرائكم". ومن المقرر ان يلقي الرئيس دياب في الثامنة والنصف مساء اليوم كلمة متلفزة يتناول فيها الملفات المالية والاجتماعية والسياسية.
صندوق النقد
وتزامن ذلك مع موقف جديد لصندوق النقد الدولي من الوضع في لبنان اذ اعتبر في بيان ان لبنان يواجه تحديات تأثير فيروس كورونا والازمة المالية والاقتصادية الحالية. وكشف ان السلطات اللبنانية استفسرت عن امكان التمويل الطارئ من الصندوق لكنها لم تطلب رسميا أي تمويل. واكد انه يدعم السلطات اللبنانية من خلال المساعدة الفنية. وأعلن الصندوق توقعات متشائمة ولكنها غير مفاجئة حيال لبنان اذ توقع انكماش الناتج المحلي 12 في المئة في السنة الحالية مع ارتفاع التضخم الى 17 في المئة وألعجز الى 15.3 في المئة.
وسط هذه الأجواء برزت مجددا معالم عرقلة مشروع التشكيلات القضائية الذي وضعه مجلس القضاء الأعلى وأحاله قبل اكثر من شهرين على وزيرة العدل ماري كلود نجم التي عرقلت إقراره وتوقيعه لإصداره على رغم تصاعد الضجة التي اثارتها هذه العرقلة لابرز محاولة إصلاحية قضائية متقدمة. ولم تكن الخطوة الجديدة التي أقدمت عليها الوزيرة امس سوى استمرار في عرقلة الافراج عن التشكيلات اذ عمدت الى تجزئة التشكيلات من خلال مرسومين فوقعت المرسوم المتصل بالقضاء العدلي ليحال على وزير المال فيما وقعت المرسوم الثاني المنفصل والمتصل بالقضاء العسكري بالاشتراك مع وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر ليعاد الى مجلس القضاء الأعلى. وأفادت مصادر قانونية معنية ان هذه الخطوة قد تثير مزيدا من الإشكالات والبلبلة نظرا الى انها الأولى من نوعها لناحية تجزئة التشكيلات بما قد يعتبر مخالفة جديدة من جانب السلطة المتمثّلة بوزارة العدل.
كورونا والمستشفيات
على صعيد الوضع المتصل بانتشار فيروس كورونا في لبنان لم تبدل صورة الاعداد الجديدة امس مجمل الواقع الذي لا يزال تحت السيطرة.
وسجلت وزارة الصحة ارتفاع عدد الإصابات المثبتة الى 658 إصابة بزيادة 17 إصابة امس بينها 12 إصابة من المقيمين و5 من الوافدين في الرحلات الجوية التي توقفت امس. وفيما لم تسجل أي حالة وفاة جديدة ارتفع عدد حالات الشفاءات الى 84 حالة كما ان ملامح احتواء الانتشار في بشري برزت من خلال تسجيل 70 حالة سلبية من مجموع 72 فحصا أجريت اول من امس كما سجلت حالة شفاء. وأعتبر وزير الصحة حمد حسن "اننا تفوقنا بالنقاط على كورونا لكن ليس بالضربة القاضية " واكد " اننا نسير في الطريق الصحيح لتسجيل النصر ". وفي هذا السياق وصلت منتصف الليل الفائت الى مطار رفيق الحريري الدولي طائرة محملة بالمساعدات الطبية هي عبارة عن هبة مقدمة من الحكومة الصينية الى الطاقم الطبي اللبناني. وسيتسلمها وزير الصحة صباح اليوم في المطار في حضور وزير الخارجية ناصيف حتي ووزير الاشغال ميشال نجار.
"اللواء": دياب في كلم متلفزة اليوم للتحدث عن الملفات المالية والاجتماعية والسياسية
أما صحيفة اللواء رأت أنه بينما تجهد الصحة والمؤسسات الرسمية والاهلية المعنية باحتواء وباء covid-19 المعروف بفايروس كورونا، ومنع تفشيه في المجتمع، تبدو الطبقة السياسية ماضية في تأزيم المعالجات، في ظل عجز رسمي وحكومي عن احتواء سلاسل الأزمات المالية والاجتماعية والاقتصادية في ضوء تفلت خطير في ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، وتباطؤ النمو، الذي يتمثل في انكماش الناتج المحلي بنسبة 12 بالمئة في 2020، بزيادة ملموسة عن العام 2019. فالمؤسسات الاستشفائية تطالب بمستحقاتها المالية من الدولة، للتمكن من الاستمرار أو دفع رواتب الممرضين والممرضات، والسائقون العموميون يطالبون بدفع تعويضات عن أيام التعطيل القسري عن العمل، بفعل إجراءات التعبئة العامة، والموظفون والمستخدمون في الفنادق والمطاعم والمقاهي والمؤسسات السياحية يشكون من الصرف التعسفي، فيما المصارف، تركب الموجة، وتطالب الدولة بايفاء قروضها وديونها لتتمكن من توفير ودائع المواطنين واعادتها إليهم، مع توصية جميعة المصارف للبنوك باحتساب الدولار بـ2600 ليرة لبنانية لدى تسديد الودائع التي لا تفوق الـ3000 دولار أميركي.
ويتحدث الرئيس حسان دياب عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، في كلمة عبر محطة الـL.B.C.I حول الملفات المالية والاجتماعية والسياسية.
وعشية مجلس الوزراء، حرص الرئيس حسان دياب على إرسال رسالة إلى حاملي سندات اليوروبوندز، داعياً اياهم للاطمئنان، عندما يبدأ المستشار المالي لـ«لازار» المفاوضات معهم، بهدف إعادة هيكلة الدين السيادي.. مؤكداً ان «لازار» بحاجة إلى خطة اقتصادية ليحملها معه إلى المفاوضات كي يطمئن المجتمع الدولي.
وكان دياب يتحدث في جلسة عمل رئيس الهيئات الاقتصادية وعدد من الوزراء المعنيين في السراي الكبير، مؤكداً أننا «في حاجة كحكومة اليوم إلى الموافقة على الإطار العام للخطة، وهذا لا يعني أننا إذا وافقنا عليها لن نستطيع التغيير بها، بل نترك هامشا للتغيير، لكن لازار في حاجة إلى برنامج أو خطة ليذهبوا إلى المشاورات ويستندوا إليها للمساعدة في موضوع إعادة الهيكلة التي تحتاج إلى ما بين 6 إلى 9 أشهر».
وحول الهيركات، أكد: «لا نتكلم بهيركات، وهذا الموضوع بطبيعة الحال سيتم باستبدال السندات، مثلما يحصل في كل دول العالم، فنحن لسنا البلد الأول أو الأخير الذي يواجه التعثر. إننا بحاجة إلى إدارة البلد بشكل نستفيد منه على مدى السنوات المقبلة. وبالتالي، في حاجة إلى برنامج يستطيع أن يطمئن المجتمع الدولي. صحيح إننا في مرحلة إعادة هيكلة الدين العام، لكننا في الوقت نفسه عندنا اعادة هيكلة القطاع المصرفي، والمصرف المركزي يواجه فجوة كبيرة، كما رأيتم. ونحن الحكومة الاولى التي تجرأت وتحدثت عن هذه الفجوة الكبيرة، لأننا في اول الطريق قلنا إننا سنكون شفافين».
وعلمت «اللواء» ان بعض المشاركين في اللقاء فوجئوا بالقول: أن الحكومة مازالت في طور تحضير الخطة الانقاذية ويهمها سماع آرائهم واقتراحاتهم، وهو ما يتناقض كليا مع ما أعلنه بان الحكومة أنجزت ٥٧٪ من الخطة خلال الاجتماع مع سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان في بعبدا.
وقالت: إن معظم المشاركين في اللقاء خرجوا بانطباع مفاده ان إعداد الخطة المطلوبة سيأخذ مزيدا من الوقت في ضوء تعدد الآراء المطروحة وتعارض التوجهات التي ترتكز بمعظمها الى خلفيات سياسة وليست الى أسس علمية وخبرات مهنية، ما يعني في النهاية إلى اطالة امد الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان من جهة والى زيادة الشكوك لدى الجهات المالية الدولية بعدم جدية الحكومة في معالجة المشكلة بالرغم من كل الكلام الذي قاله منذ تسلمه لمهماته.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024