لبنان
الاستشارات الملزمة اليوم .. وبرّي يحذر
مرّ شهران على بداية التظاهرات الشعبية التي كانت مطلبية وتحولت إلى فوضى وتخريب ومواجهات مع القوى الأمنية في وسط بيروت على مدى اليومين الماضيين، والبلاد من سيئ إلى أسوأ على مختلف المجالات، دون وجود حكومة أصيلة ووسط انحدار اقتصادي وأزمات اجتماعية وخدماتية متنوعة.
وفي ظل التخبط المسيطر، تتجه الأنظار اليوم إلى قصر بعبدا حيث ستجري الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، ورغم أن التوقعات توحي بتكليف سعد الحريري لتشكيل الحكومة بحسب لغة الأرقام، إلا أن الوقائع تشير إلى أن التأليف سيكون شبه مستحيل، ولن يكون هناك تشكيل قريب لحكومة لم يتم التوافق على نوعها حتى الآن.
هذا وسط تحذيرات من رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن نصبح أمام منزلقات خطرة ومجاعة قد تضرب البلاد، إضافة لمخاوف دولية وإقليمية عبّر عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الفرنسي جان ايق لودريان في حال لم يتم انهاء الأزمة الحكومية بأسرع وقت ممكن.
"الأخبار": أقل من 60 صوتاً للحريري... والتأليف «شبه مستحيل»
بحسب صحيفة "الأخبار"، لا تبدو طريق الإستشارات النيابية المٌلزِمة والمحدّدة اليوم لتكليف رئيس الحكومة العتيدة معبّدة بالتوافُق. وإن كانَت المُعطيات حتى ساعات الليل المتأخرة أمس تقاطعت حول إمكان ألا يجتاز الرئيس سعد الحريري لعتبة الستين صوتاً من أصل 128 نائباً، إلا أن شكل الحكومة سيجعل مهمّة التأليف «شبه مستحيلة» وفق أكثر من مصدر سياسي. فالظروف والعوامل المحيطة بعملية التأليف باتت متشابكة الى حدّ «مسدود»، ولا تقلّ نتائجها غموضاً ومأسوية عن مصير البلد المالي - الإقتصادي وسطَ توقعات بتسارع وتيرة الانهيار والنكبات المعيشية التي حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن تفضي الى «مجاعة»!
سياسياً، منذ تأجيل موعد الإستشارات، لم تتغيّر سقوف التفاوِض عند الأفرقاء الأساسيين في فريق 8 آذار - التيار الوطني الحر. التيار يرفُض المُشاركة في أي حكومة برئاسة الحريري، فإما حكومة أخصائيين من رئيسها الى وزرائها، وإما مشاركة الوزير جبران باسيل أسوة بالحريري. وإنطلاقاً من هنا، يقِف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طرفاً الى جانِب تيار «العهد» من دون أن يُعطي الحريري وعداً بالمشاركة عبر وزراء يُمثلونه إذا لم تكُن هناك حصّة للتيار فيها. فيما يتمسّك كل من حزب الله وحركة أمل بحكومة شراكة برئاسة الحريري لاعتبارات داخلية وخارجية، أو برئاسة أي شخصية يوافِق عليها الأخير، مع فارِق يتمثّل بعدم تسمية الحزب للحريري اليوم في الإستشارات على عكس قرار بري بتكليفه. أما من ناحية الحريري، فقد تولّى أحد المقربين منه عشية الإستشارات توجيه رسالة الى المعنيين عبر وكالة «رويترز» يُعيد التأكيد فيها أنه «يجب أن يكون واضحاً لأي شخص يرشح الحريري أنه سيشكل حكومة خبراء فحسب».
شعبياً، فإن اليومين الماضيين كشفا بأن أوراق الإعتماد التي تقدّم بها الحريري للشارع عبرَ استقالته، ومحاولته ركوب موجة الإنتفاضة، لم يُسعفاه للهرب من تحمّل المسؤولية ومساواته بباقي القوى السياسية المتهمة بالفساد. تبيّن من خلال التحركات التي حصلت أمس أن الحريري لا يزال من ضمن شعار «كلّن يعني كلّن» عند غالبية المجموعات. وبالتالي فإن النصاب النيابي المنقوص يأتي مرفقاً بتفويض شعبي ضعيف، رغم تحريك تيار المستقبل بعض الجماعات التابعة له في الشارع للإيحاء بأن المنتفضين لا يعارضون إعطاء فرصة للحريري بعدما تبنّى مطلب تأليف حكومة تكنوقراط. مشهد عكس انقسام الشارع الذي عاد بعد ظهر أمس الى وسط بيروت في ما أسماه «أحد التشبيك» رفضاً لحكومة يرأسها أحد أطراف الطبقة الحاكمة، وتطوّر ليلاً الى مواجهات مع القوى الأمنية التي بدأت تستخدم القوة في مواجهة المتظاهرين، فتحولت شوارع بيروت لا سيما في محيط مجلس النواب الى ساحات حرب وكر وفر استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
هذه المواجهة السياسية والشعبية التي سبقت الإستشارات، تعني دفع البلاد الى سيناريو واحد. إن لم تحصل أي مفاجأة تؤدي الى تأجيل الإستشارات، فإن الحريري سيصير رئيساً مكلفاً، لكن التأليف سيكون مفتوحاً على أزمة قد تمتدّ لأسابيع أو ربما لأشهر تقود البلاد الى سقوط حتمي، في ظل ترجيحات بألا تنال حكومة الحريري الثقة في حال كُتبت لها الولادة.
وتحت وطأة الضغط، عُقد مساء السبت اجتماع بعيداً عن الأضواء بين عون والحريري أكدت مصادر مطلعة لـ «الأخبار» بأنه «كان سلبياً جداً». ففيما حاول الحريري مهادنة عون مؤكداً أن «ما يحصل ليس ضده ولا ضد العهد»، قالت المصادر إن «رئيس الجمهورية كان جامداً جداً». وبحسب المعلومات «طلب الحريري من الوزير السابق غطاس خوري التواصل مع القصر الجمهوري لتحديد موعد». ورأى عون أن «هذا الطلب يناقض ما يقول الحريري لجهة أن التكليف يجب أن يحصل قبل التأليف». وفي الإجتماع حاول الحريري «إقناع عون بالتدخل لدى تكتل لبنان القوي للحصول على أصواته، لكن عون كانَ جازماً بأن التكتّل لن يصوت له. كما أنه لم يُعطِ إجابة صريحة وحاسمة حول مشاركته في الحكومة بوزير أو أكثر»، علماً أن «حزب الله كان يفضّل مشاركة عون بوزير بحقيبة سيادية».
وأشارت المصادر إلى أن الحريري في الأيام الماضية تواصل مع عدد من نواب التيار الوطني وتحديداً الذي خرجوا أخيراً من عباءة باسيل محاولاً استمالتهم للتصويت له بوعدهم بالحصول على وزارات! لكن التيار الوطني يؤكّد أنه من «المستحيل المشاركة في حكومة يرأسها الحريري، وهذا الأمر غير قابل للبحث، وأن مآخذ التيار على الحريري تختلف عن مآخذ حزب الله عليه». هذا الموقف عبّر عنه بصراحة باسيل في مقابلة خاصة مع قناة «الجزيرة» واستبعد «نجاح أي حكومة يقودها الحريري»، مبرراً ذلك باستمرار السياسات الاقتصادية القائمة على الاستدانة ورفع قيمة الفوائد وزيادة الدين العام. وفجراً، أعلنت القوات اللبنانية أنها لن تسمّي أحداً لرئاسة الحكومة، ما يمكن ان يجعل عدد الأصوات التي سينالها الحريري أقل من ستين نائباً. وسيمنح تيار المردة أصواته لرئيس الحكومة المستقيل. لكن ما تقدّم لا يعبّد الطريق امام تأليف الحكومة، ربطاً بغياب «المكوّن المسيحي» عنها، في ظل إصرار التيار الوطني الحر والقوات على عدم المشاركة.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الحريري سيكلف اليوم بتشكيل الحكومة، لكن التأليف سيكون بالغ الصعوبة»، مشيراً إلى أن «تشكيل الحكومة هو أول خطوة في طريق إنقاذ البلد». وأكد الرئيس برّي لـ «الأخبار» أن «ذلك يجب أن يحصل بشكل سريع لأننا لا نملك ترف الوقت، وإلا سنكون أمام منزلقات خطيرة قد لا تكون هناك إمكانية لتفاديها في ما بعد في ظل خطورة الوضعين المالي والإقتصادي»، محذراً من «حصول مجاعة». واعتبر برّي أن «زيارة الديبلوماسي الأميركي ديفيد هيل لبيروت لمعاينةِ ما يجري تأتي في إطار محاولة تثبيت عنوان حكومة التكنوقراط»، مع ترجيح بأن «يثير الزائر الأميركي خلالها موضوع الترسيم والبلوك رقم 9»، حيث سيلتقي رئيس المجلس يوم الجمعة المقبل.
"البناء": لبنان باقٍ بلا حكومة لشهور… والبديل تفعيل حكومة تصريف الأعمال… أو تبدّل شروط التشكيل
صحيفة "البناء" رأت أن لبنان يتجه اليوم نحو أزمة مديدة سيكون تشكيل حكومة جديدة خلالها أشبه بمعجزة، بعدما تمّ إدخاله في نفق استقالة الحكومة بإسقاط شعار الاستقالة على رؤوس المتظاهرين وتلبيسهم المطلب، وتلقَّفه رئيس الحكومة سعد الحريري، ففتح الباب واسعاً لدهاليز الضغوط والشروط داخلياً وخارجياً. وصارت مواصفات الحكومة الجديدة موضع بيانات رسمية للعواصم الكبرى وفي مقدمتها واشنطن وباريس. وأطلق الحريري خلال ستين يوماً من الحراك الشعبي جملة مواقف تؤكد أن استقالته هي عزوف نهائي عن قبول تسميته لترؤس حكومة جديدة، نزولاً عند رغبة الشارع وطلبه بمحاسبة المسؤولين في الحكومة وفي مقدّمتهم رئيسهم، لكنه يذهب اليوم للاستشارات النيابية في قصر بعبدا لتسمية نفسه في أول موعد للكتل النيابية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي التقاه الحريري بعيداً عن الإعلام يوم أمس، ووضعه بصورة التسمية.
ومنذ الإعلان الذي استصدره الحريري عن دار الفتوى واستنطق المرشح سمير الخطيب لتلاوته بلسانها، وفقاً لمعادلة الحريري أو لا أحد، بعدما كان الحريري قد بشّر بمعادلة “ليس أنا بل أحد آخر”، بدا واضحاً قرار الحريري بالقبول بالبقاء رئيساً لحكومة تصريف أعمال مع وزراء لا يريد مواصلة العمل معهم ولا يرى تشكيلتهم الحكومية منتجة، كما يبرر استقالته ودعوته لحكومة من غير السياسيين، وبالتوازي السعي للحصول على تسميته رئيساً مكلفاً لحكومة لن تؤلف إلا بشق الأنفس، وربما بعد نضوج تسويات إقليمية ودولية، لعلمه بأن ملفي ترسيم الحدود البحرية للنفط والغاز، والعلاقة اللبنانية السورية وما يتبعها في ملفات النازحين والعبور إلى العراق، هما أبرز القضايا الاقتصادية الاستراتيجية التي يتوجب على الحكومة حسمها، وحيث حكومة التكنوقراط برئاسة الحريري مطلوبة للانقلاب على موقف الغالبية النيابية من هاتين القضيتين.
ووفقاً لحسابات البوانتاج لليوم النيابي الطويل سينال الحريري قرابة الـ 75 صوتاً، منها أربعة أصوات رائجة غير محسومة، وفقاً لتصويت ثلاثة نواب من تكتل لبنان القوي أعلن إثنان منهما الانسحاب من التكتل هما شامل روكز ونعمت افرام، وأعلن الثالث وهو ميشال الضاهر منح صوته للرئيس الحريري، بينما الرابع هو صوت النائب نهاد المشنوق، وفي ما سينال الحريريّ من الأصوات المفردة تصويت الرئيسين السابقين للحكومة نجيب ميقاتي وتمام سلام وصوت نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، والنائب ميشال المر، فهو سينال تصويت كتلته حكماً وكتلة الرئيس ميقاتي وكتلة اللقاء الديمقراطي والتكتل الذي يقوده الوزير السابق سليمان فرنجية، أي ما مجموعه 39 نائباً، يُضاف إليها تصويت كتلة التنمية والتحرير بـ 17 نائباً، ليصير المجموع فقط 56 نائباً، وبإضافة 15 نائباً لكتلة القوات اللبنانية يصير المجموع 71 نائباً قد يرتفع إلى الـ 75 بنيل الأصوات الأربعة الرائجة التي قد ينال منها إثنين فيبقى بالـ 73 صوتاً.
بالتوازي كان ليل الاستشارات النيابية طويلاً ومليئاً بالصدامات المقرّرة سلفاً والمبرمجة مع القوى الأمنية، كما صرّح عدد من قادة الجماعات الداعية للتظاهر والدخول إلى ساحة النجمة، في وسط بيروت، حيث مقرّ المجلس النيابي، وبدا الذين يقودون التصادم مع القوى الأمنيّة مجهّزون بالخوذ البيضاء وكمامات صدّ الغاز المسيل للدموع، والخوذ البيضاء جماعة ذاع صيت أصحابها في الحرب التي عرفتها سورية، وصدرت حولها تقارير دبلوماسية واستخبارية روسيّة تتحدّث عن تشغيلها من المخابرات البريطانية والأميركية. وقالت مصادر أمنية متابعة إن تكرار التصادم المخطط له مسبقاً لليوم الثاني يُوحي بدخول لبنان مرحلة جديدة عنوانها محاولات الانتقال نحو الفوضى والتخريب والشغب، ما يستدعي تعاملاً من نوع مختلف تقع مسؤوليته على القرار السياسي الذي يجب أن تتصدّى له حكومة تصريف الأعمال فور نهاية الاستشارات النيابية.
مع انطلاق الاستشارات النيابية اليوم، اتضح المشهد الحكومي لجهة التكليف، حيث تشير مصادر «البناء» الى أن «اتجاهات الكتل النيابية باتت محسومة، ما يرجّح تكليف الحريري بأغلبية منخفضة بعدد يتراوح بين 60 و70 نائباً، إلا أن المعركة ستكون في التأليف التي ستطول في ظل غياب التوافق السياسي على رؤية واحدة لجهة طبيعة الحكومة والمشاركين فيها وبرنامجها على الصعيدين السياسي والاقتصادي والمالي وفي ظلّ تمسّك الحريري بحكومة تكنوقراط بحسب مصادره»، وأكد مصدر مقرّب من الحريري لوكالة عالمية أنه «يجب أن يكون واضحاً لأي شخص يرشح الحريري غداً أنه سيشكل حكومة خبراء فحسب»، ما فسّرته مصادر على أنه رفض مسبق لحكومة تكنوسياسية يؤيدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وثنائي أمل وحزب الله.
وأفيد أن اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين سيجتمع ظهر اليوم، في منزل النائب عبد الرحيم مراد، بحضور النواب فيصل كرامي وجهاد الصمد والوليد سكرية وعدنان طرابلسي، للبحث في الموقف من استشارات التكليف وهناك اتجاه لعدم تسمية سعد الحريري، ولكن سيتم التداول في ما إذا كان سيسمّي شخصية أخرى من أعضائه أو الامتناع عن التسمية.
"الجمهورية": إستشارات التكليف محفوفة بمفاجآت..
وعلى وقع الحراك الشعبي في الشارع، والعراك الحكومي في كل المقار الرئاسية والسياسية، ستدور اليوم وقائع استشارات التكليف الحكومي في القصر الجمهوري مفتوحة على احتمالات ومفاجآت شتى، منها احتمال ذهاب الرئيس سعد الحريري المنتظر تكليفه الى تسمية شخصية غيره لرئاسة الحكومة قد تكون امرأة تكنوقراطية، حسب ما توقعت بعض الاوساط المعنية ليل أمس، موضحة انّ هذه الامرأة «لديها باع طويل في الشأنين المالي والاقتصادي». فيما توقعت مصادر أخرى أن يرد الآخرون على خطوة الحريري، في حال حصولها، بتسمية شخصية نيابية تكنوقراطية يقال انها كانت من بين الاسماء المتداولة ايام عزوف الحريري عن قبول التكليف.
لكن حتى لحظة بدء الاستشارات كل الدلائل تشير الى انّ الحريري سيكلّف بأكثرية تراوح بين 65 الى 70 أو 72 صوتاً، اللهمّ اذا صحّت التوقعات بمفاجأة للحريري تقلب ظهر المجن في الاستحقاق الحكومي، خصوصاً انّ الرجل يتهيّب من احتمال تعثّره في التأليف نتيجة التباعد الكبير السائد حالياً بين المواقف بين خياره تأليف حكومة الاختصاصيين والخيار الداعي الى تأليف حكومة تكنو-سياسية، تجمع بين السياسيين والتكنوقراط. وقد وصف البعض تأييد كتلة «اللقاء الوطني» برئاسة طوني فرنجية للحريري، وكذلك إيفاد الحريري الوزير السابق غطاس خوري الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بأنه يقطع الطريق على أي عقدة ميثاقية مارونية ومسيحية في وجه التكليف والتأليف، لأنّ «التيار الوطني الحر» قرر عدم تسمية الحريري، وكذلك عدم المشاركة في الحكومة. وقد أوحى جعجع، بعد لقائه خوري، باحتمال تأييد الحريري بقوله: انّ القول «لا للحريري يعني لا لعون ولا لبري»، الأمر الذي فسّره البعض بأنّ «القوات» ستسمي الحريري في النهاية.
اذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها اليوم، فإنّ الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ستقضي الى تكليف الحريري تأليف الحكومة بأكثرية تربو على الاكثرية النيابية المطلقة ببضعة أصوات، وهي أكثرية تجافي ما يتمنّاه الحريري نفسه الراغب تكليفه بأكثرية موصوفة.
وتأتي استشارات التكليف على وقع استمرار الحراك الشعبي الذي تصاعد عنيفاً في عطلة نهاية الاسبوع، خصوصاً في وسط بيروت، حيث بذل الجيش والقوى الأمنية جهوداً مضنية لحماية المتظاهرين ولعدم المواجهة بينهم وبين مجموعة من المتفلتين الذين أحدثوا شغباً في وسط بيروت..
إلّا انّ المؤشرات تدل الى أنّ النجاح في التكليف قد لا ينسحب على التأليف الذي بدأت تبرز في وجهه عقبات كثيرة، تبدأ بحجم الحكومة ومواصفاتها ولا تنتهي باختيار الوزراء ومواصفاتهم.
وفي بوانتاج أولي، يظهر انّ الحريري سينال تأييد كتل «المستقبل» (18 نائباً) و«التنمية والتحرير» (17 نائباً) و»اللقاء الديموقراطي» (9 نواب) و«الوسط المستقل» (4 نواب) و«التكتل الوطني» (5 نواب) و»الجمهورية القوية» (15 نائباً) و«الكتلة القومية الاجتماعية» (3 نواب)، فضلاً عن تأييد بعض النواب المستقلين، في الوقت الذي سيتصدر لائحة المُمتنعين عن التسمية تكتل «لبنان القوي» و«كتلة الوفاء للمقاومة» و«اللقاء التشاوري» وكتلة «ضمانة الجبل» الى عدد من النواب المستقلين.
وعلمت «الجمهورية» انّ كتلة نواب الكتائب ستبلّغ الى رئيس الجمهورية اليوم تسميتها السفير نواف سلام «على قاعدة المواصفات التي يتمتع بها، وتطابقها مع إصرار الحزب على ضرورة تشكيل حكومة مستقلة برأسها وأعضائها تستعيد الثقة المفقودة بالدولة ومؤسساتها ومواجهة المصاعب المالية والنقدية والتحضير لانتخابات مبكرة، التزاماً منها بمضمون اقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة الكتائب لتقصير ولاية المجلس وإجراء الانتخابات المقبلة قبل 6 أيار المقبل تاريخ نهاية عامين من ولاية مجلس النواب الحالي.
"اللواء": التكليف اليوم تحت وطأة عُنف الشارع .. وأسبوع للمراسيم أو الإعتذار!
وقالت صحيفة "اللواء" إن الاستشارات في موعدها، والانظار تتجه إلى قصر بعبدا، وإن كانت الكتل الوازنة تتجه إلى تسمية الحريري، الذي تردّد انه زار قصر بعبدا، بعدما اجتمع مع الرئيس نبيه برّي في عين التينة.
واوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان الاستشارات النيابية ستحصل، مشيرة إلى ان العقدة الأساسية تبدأ بعد التكليف اي بعد تكليف بأكثرية متواضعة وهي اصلا لا تتلاءم مع طموحه بتأليف الحكومة التي يرغب بها.
وعلم ان لقاء عون الحريري تناول الاستعدادات للاستشارات والموقف من الحكومة شكلها ومضمونها غير ان ما من عنصر جديد يمكن الحديث عنه خصوصا ان كلا منهما على موقفه من شكل الحكومة كما كانا قد تحدثا سابقا.
وقال مصدر مقرّب من الرئيس الحريري لـ«رويترز» انه «من الضروري ان تكون الأمور واضحة لأي شخص سيرشح الحريري غداً في الاستشارات النيابية الملزمة، ان الأخير سيشكل حكومة خبراء فحسب».
وتوقعت مصادر مطلعة ان مصير التأليف سيحسم بعد أسبوع من التكليف، فإما اعتذار أو إصدار المراسيم.
وكشفت مصادر دبلوماسية ان كوبيتش نقل رسالة واضحة إلى الرئيس عون إلى انه بلا حكومة سريعة لن تكون هناك مساعدات من أي نوع للبنان.
إذا ما لم تحصل مفاجآت تجري اليوم الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا وسط تباينات في المواقف من تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، واتصالات مكثفة كانت لا زالت جارية حتى ليل امس، بين القوى السياسية لتقرير الموقف من التكليف، فيما اكدت مصادر متابعة عن قرب «ان مسألة التأليف باتت مسألة اخرى يجري البحث في تفاصيلها بعد التكليف، اذا تم كما هو مقرر بسلاسة للرئيس الحريري وبعدد اصوات قد يفوق السبعبن صوتا، ما لم تحصل تطورات في الساعات الاخيرة تقلب المشهد السياسي».
وتؤكد المصادر ان هناك سيناريوهات عدة جرى تداولها خلال اليومين الماضيين حول عملية التكليف، وكلها ترتبط بموقف الحريري، سواء بقبوله التكليف والمضي في التأليف، او اعتذاره بعد تكليفه اذا لم يحصل على عدد اصوات مرتفع يفوق نصف عدد نواب المجلس، أو تسمية شخصية اخرى لتولي المنصب. وان البت بالموضوع يتم وفق نسبة الاصوات التي سيحصل عليها الحريري، فإذا وافقت «القوات اللبنانية» على تسميته يكون رصيده مقبولا.
وتفيد المعلومات ان تسمية كتلة التنمية والتحرير للحريري تعزز رصيده أكثر وتعطيه دفعا وغطاء سياسيا كبيرا، علما ان الرئيس بري سبق واعلن مراراً تفضيله الحريري، بينما ستقرر كتلة الوفاء للمقاومة موقفها من التكليف في اجتماع تعقده صباح اليوم، علماً ان قيادات «حزب الله» بمن فيهم الامين العام السيد حسن نصر الله تتمسك بحكومة اتفاق وطني او وحدة وطنية لتتمكن من لملمة الوضع المتهاوي.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024